منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 5782
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث Empty
مُساهمةموضوع: الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث   الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 03, 2012 9:46 am


البستــان الأخـــضر...

عمي "مسعود" شيخ قروي بسيط نبيل بكرمه... كان يدا حانية تعطف علي و تشد أزري كلما أوشكت أن أضعف ...تعرفت عليه في عامي الثاني بالقرية .. كان

منزله لا يبعد كثيرا عن منزلي...

كنت أسلي وحدتي بعد العمل بالجلوس إليه و الحديث معه .. كان يروي لي قصصا عن قهر الاستعمار لهذا الشعب و عن حب الرجال لهدا الوطن وتضحياتهم من أجل حريته..

كنت أرافقه بالمساء وهو يقدم العلف لماشيته ...حيوانات كانت تحبه ويحبها ،يعرفها كما يعرف أبناءه ..كثيرا ما كان يفصح لي أن وحدتي تؤلمه ..وما يلبث أن يطمئنني إلى أن أهل القرية طيبون ..


كان له بيت صغير يتوسط بستانه .. وحيدا يعيش مثلي .. رحل أبناؤه إلى المدينة وهجروه ..كنت أرى حزنه في عينيه كان كلما تحدث عنهم اغرورقت عيناه ..ثم ابتسم

ودعا لهم بالهداية و التوفيق في حياتهم ...


في الأوقات التي كنت أقضيها معه كنت أحاول تناسي وحدتي و إيناس وحدته...كلما جلست إليه تذكرت قول امرئ القيس:

أجارتا إنا هاهنا غريبان
*** وكل غريب للغريب نسيب

كان يعلمني أحيانا كيف أحلب العنزات ..وأتذكر تلك اللحظة التي سلمني فيها القدح لأحلب إحداها ولما هممت أن أفعل وضعت العنزة حافرها في القدح واندلق الحليب...لحظتها خجلت من نفسي فابتسم من فشلي ضاحكا.


ذات مساء زرته فقدم لي جديا هدية ...صغير ماتت أمه وبقي وحيدا..كان ما يزال ضعيفا وبحاجة لأم. ربيته ألفته وألفني.. أحيانا كنت أصعد به إلى

الجبل المحاذي للقرية .. فأسير وهو ينط عن يميني وشمالي.. كم كان وجوده يسعدني..

كنت كلما نظرت إليه تذكرت تلميذا يتيم الأب من تلاميذي .. مات أبوه وهو في بطن أمه .. كانت تعابيره الشفاهية والكتابية لا تخلو من قصص خيالية يرويها عن أبيه

..قصص تعكس مدى الفراغ الأبوي الذي يعيشه ذاك الطفل ..

ذات يوم اصطحبته معي إلى المدينة.. بينما كنا نجلس في الحافلة طلب مني أن يجلس إلى جانب رجل يجلس في المقعد المقابل .. جلس إليه ما لبث أن تحدث

معه..ثم نام على صدره ..
كان يبحث عن أبيه في كل رجل يصادفه مثلما كنت أبحث عن أنيس حتى في تلك الحيوانات التي كنت أربيها في كوخي ..الجدي والقطة و الكلب والسلحفاة..حتى النمل

الذي كنت أطعمه السكر ليبقى ويشعرني أنّ ثمة حياة تشاركني كوخي...

وذاك الجدي أيضا كان يبحث عن حنان .. قد ألفني إلى بـُعد لا يـُصدّق.. كنت إدا ما جلست أحضّر مذكراتي لا يكف يدور حولي.. وإذا ما انشغلت عنه راح يقضم

أطراف شعري.. وحين أضع قبعة عليه يدنو من يدي ويقضم قلمي ..وإذا ما استلقيت راح يمشي على جسدي..

كان عمي مسعود يبتسم كلما رآني أدخل عليه بستانه صحبة الجدي ..كم كانت جميلة وسعيدة تلك الأوقات...

وحلّت العطلة الصيفية ..وفي العام الموالي حل الحزن بالمكان الذي كان يمدني بالراحة والأمان ...ففي أول يوم عدت إلى القرية لبداية عام دراسي جديد قصدت

بستان عمي مسعود يصحبني الشوق لرؤيته ورؤية الجدي و حيواناتي التي تركتها عنده خلال العطلة الصيفية .. فوجدت ملامح المكان قد تغيرت..المنزل الصغير

مقفل مهجور.. ولا أثر للعم ولا لحيواناته ...جريت في ذعر إلى أحد الفلاحين المجاورين له وسألته عنه فأخبرني أنه يصارع المرض ...

عدت إلى المدينة في اليوم ذاته ورحت أبحث عن منزله حتى عثرت عليه ...

دخلت عليه الدار فاستقبلني بابتسامة تزاوجها دمعة .. بكيت لحظتها وأنا أراه يوشك أن يغادر الحياة..جلست إليه ورحت أذكـّره بالساعات الجميلة التي كنا نقضيها معا

فيبتسم في صفرة المرض.. يومها أوصاني أن أحذر من السكن وحدي على أطراف القرية ..وأن أبحث عن عمل في مكان آخر ..أحسست أنها وصية وداع ...

مات عمي مسعود بعد زيارتي له بيومين..فقدته مثلما فقدت فاطمة مثلما فقدت أحلامي ..حتى ذاك الجدي لم أعرف مصيره ..مات عمي مسعود ونـُهب منزله

الصغير الجميل مثلما نهبت وهربت آثار العراق ..وأصبح البستان الأخضر مرتعا لحمير القرية تأكل زهوره مثلما يأكل اليهود أحلام الفلسطينيين.............





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرغيف المر ... بقلم رويدة الغيث
» الحقلة الأولى من الرغيف المر .. بقلم رويدة الغيث
» المقاومون الصغار...حلقة جديدة من مسلسل الرغيف المر بقلم رويدة الغيث
» مذكرات امرأة شريفة.. صفحة من الرغيف المر..الجزء الاول .. رويدة الغيث
» حلقة جديدة من سلسلة الرغيف المر..لحظات جهاد البرد والرياح...رويدة ابو الغيث..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى االمواهب-
انتقل الى: