منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 5782
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2 Empty
مُساهمةموضوع: شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2   شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 30, 2013 4:42 pm

شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم


الحلقة الأولى

بطلب من السيدة الكريمة وفاء صندي التي هي بصدد وضع كتاب عن "الثورات العربية" أجبت عن أسئلة لها شاكرا ثقتها وتكرمها بجعل شهادتي المتواضعة هذه من بين أخريات لمفكرين حول نفس الموضوع لتضمنها في كتابها القيم المنتظر



اسئلة الاستاذ عبدو المعلم. وفاء صندي

كاتبة صحفية وباحثة سياسية في شؤون الشرق الأوسط
ماجستير قانون دولي / منظمات دولية
اعداد رسالة الدكتواره في العلاقات الدولية









كتاب

تقييم الثورات العربية

(شهادات)








شهادة الاستاذ عبدو المعلم

 اعتبر هيجل أن الفلسفة تأتي دوما في الهزيع الأخير من الليل بعد اكتمال الحدث.. وبعد عامين نتساءل من وجهة نظر فلسفية، كيف ترى واقع الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية؟ وهل ينطبق مفهوم الثورة بمعناه التقليدي على الاحداث التي اجتاحت المنطقة العربية؟

 كيف تفسر ماهية وحقيقة الثورات العربية، وهل خضعت لمبدأ السببية التاريخية؟


 هل يمكن الحديث عن عنصر "المعجزة" في هذه الثورات؟

 لو اردنا تصنيف الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا وتونس.. كيف تصنفها؟


 بالحديث عن "الثورات العربية " او "الربيع العربي" هل نكون بذلك نبشر بنهاية الزمن الجزئي وبداية التاريخ العربي الموحد؟


. كونها جمعت بين الواقع والافتراضي، وبين العفوية والسلمية.. هل نجحت ثورتي تونس ومصر في تحقيق اهدافها؟


 من مفارقات الثورات العربية أنها مبنية على كم هائل من المتناقضات.. بين ثائر ورافض.. الحماس عند بداية الثورة واليأس لما وصلت إليه الامور..تكاتف الشعب اثناء الثورة وانقسامهم بمجرد اسقاط الانظمة.. كيف ترى هذه المتناقضات، ولماذا انحرفت الثورة على مسارها؟

 اين تتجلى برأيك نقاط ضعف الثورات سواء في تونس او مصر واليمن او ليبيا وسوريا؟


 اين دور الفلاسفة والمفكرين والمثقفين من احداث الشارع العربي؟

 كيف اثر غياب القيادة الفكرية في الثورات العربية على العرقلة دون تحقيق اهدافها؟


 هناك من يربط اندلاع الثورة في المنطقة العربية بنظرية "المؤامرة".. كيف ترون هذا الطرح؟ وهل له ما يبرره؟


 لماذا برأيك لم تصل حمى الثورة الى الشارع الجزائري بالرغم من ان الكثير توقع حصولها لما تشهده الجزائر من احتقان اجتماعي؟

 كيف اثرت الثورات العربية على المشهد العام الجزائري؟

 ما هي الخطوات الاستباقية التي يجب على النظام الجزائري اتباعها لامتصاص غضب الشعب وبالتالي تفادي اندلاع شرارة الثورة بكل تبعياتها السلبية؟


كيف تنظر الى الواقع العربي اليوم؟ وكيف ترى مستقبله؟

 وماذا عن مستقبل اتحاد المغرب العربي في ظل الحكومات الإسلامية؟













الجواب
قبل كل شيء أشكر لك دكتورة وفاء كرم الاهتمام والثقة ودقة السؤال وشموليته وأحاول الإجابة باختصار أتمنى ألا يكون مخلا بالمطلوب ذلك أن الأسئلة المطروحة كبيرة وتتطلب ربما إحاطة ليس بإمكاني أن أقوم بها لاعتبارات كثيرة أهمها عدم استعدادي لخوض أكاديمي معمق في الموضوع ربما يكون غيري قد قام به وله فيه المراس والمران ما يجعله يصيب الهدف بالدقة المطلوبة .. فتكون إجابتي كالآتي:
 السؤال1: اعتبر هيجل أن الفلسفة تأتي دوما في الهزيع الأخير من الليل بعد اكتمال الحدث.. وبعد عامين نتساءل من وجهة نظر فلسفية،كيف ترى واقع الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية؟ وهل ينطبق مفهوم الثورة بمعناه التقليدي على الاحداث التي اجتاحت المنطقة العربية؟
الجواب
ربما يكون الشق الثاني من السؤال هو البداية لكن يمكن القول عن واقع الثورات العربية الراهنة والتي أعتبرها واحدة غير متعددة إلا في بعض التفاصيل ليست بالجوهرية إنها انفجار اجتماعي حتمي بفعل تفاقم الضغوط الاستبدادية وما رافقها من فساد كبير بالإضافة إلى تفاقم الهيمنة الخارجية وارتفاع الوعي بسبب انتشار التعليم والثورة التكنولوجية التواصلية والإعلامية لكن هل بالإمكان إقحام نظرة فلسفية نقدية ربما في حدث يبدو بسيطا للغاية لم تشترك فيه النخب على الأقل في شكل تخطيط وقيادة نحو هدف متصور مسبقا اللهم إلا إذا رحنا نبحث عن أسباب غير مباشرة تعود إلى طبيعة المجتمع العربي وماضيه الحضاري الكامن في صورة تراث والذي ظل يحلم بإعادة بعثه مجددا في صورة حديثة ومعاصرة عملية حية بهذا المعنى البعيد والغامض في خيال القوى الشعبية التي قامت بالثورة يمكن الحديث عن هذا البعد الفلسفي الحلم المتصل بالإنسانية وما تتطلبه من احترام وكرامة وتقدير باعتبارها الوسيلة والهدف من كل نشاط يمكن انتسابه إلى مستوى فكري خاصة إن كان فلسفيا وفي هذا الصدد يمكن تتبع بعض الكتابات التي قد تكون ذات بعد فلسفي فيما رافق هذه الأحداث على مستويات داخلية وخارجية ودون ريب فإن هناك بعض النتائج الهامة التي مست الإنسان العربي وحتى غيره بحصول هذه الثورة من ذلك الانبهار الذي رافقها عالميا والذي غير الصورة المهينة التي كانت مرسومة للإنسان العربي العاجز الفاشل إلى حد تصنيفه تقريبا في مرتبة الجماد حيث أصبح فجأة مضرب المثل ومحط إعجاب منقطع النظير حتى من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم قادة العالم المعاصر إذ راحوا يتمنون أن تكون شعوبهم بمثل عبقرية الشعب العربي صانع المعجزات إذا تحول الاحتقار إلى انبهار واستطاع الشعب الثائر أن يغير جذريا نظرة العالم إليه وهذا عندما عمد إلى تغيير نفسه بنفس المقدار حيث تخلص من الخوف نهائيا وأصبح هو مصدر المبادرة وترددت تلك العبارة الشهيرة: (الشعب يريد) .. وبالفعل لم يكن بإمكان الشعب الثائر أن يغير نظرة العالم إليه جذريا لولا أنه غير نفسه بنفس الكيفية ومن هنا نستطيع القول إن مناخ الاستبداد قد تغير وانتفت القابلية الشعبية له ولم يعد بالإمكان استمراره بما يفتح فضاء الحرية واسعا ومن هنا تتوفر شروط الكرامة للإنسان المتحرر الجديد القادر بعد ذلك على صناعة التغيير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ليبلغ مرتبة الازدهار الشامل الكفيل بإنسانية الإنسان الهدف والوسيلة لكل نشاط اجتماعي نوعي جدير بالثورة وإنسانها ومجتمعها والآمال العريضة المعقودة عليها وهكذا يمكن بهذه الخلفية للسلوك الثائر مهما كان بسيطا وعفويا أن نستشف مستوى فلسفيا إنسانيا مرافقا للثورة كسبب ونتيجة لا يخلو منها النشاط الجدير بالانتساب إلى البشرية.

أما عن انطباق مفهوم الثورة على الأحداث الراهنة في المنطقة العربية فنعم من حيث البداية والمبدئية لكن بشرط الاستمرارية فما وقع هو انتفاضة شعبية عفوية كردة فعل على التردي الذي بلغته الأوضاع التي فاقت التحمل لكن الانتفاضة مفتوحة على آفاق ثورة حقيقية تمتد إلى تغيير جذري شامل للواقع الاجتماعي والإنساني في المنطقة حيث كان الضغط قد بلغ درجة تحتم الانفجار بشكل طبيعي يضاف إليه درجة من الوعي كافية لدى عموم الناس تسببت فيها عوامل كثيرة أهمها الثورة التكنولوجية في مجالات الإعلام والاتصال والتواصل وبالطبع إلى جانب انتشار التعليم بالرغم من تردي نوعيته بحيث أصبحت المقارنات تحصل يوميا بين نوع الحياة الرديء الضنك الذي يعيشه الشعب وبين تلك التي تعيشها الشعوب المتمتعة بحكم نفسها ديمقراطيا وهكذا صارت شعوب القرية الصغيرة ترفض الفروق في الكرامة الإنسانية ورغد العيش فيما بينها كل هذه الاعتبارات وغيرها كثير تجعلنا نميل إلى القول بأن هناك بداية ثورة حقيقية تهدف ضمنيا إلى التغيير الجذري الشامل للمجتمع كما هو شأن مفهوم الثورة المتعارف عليه إلا أن اندلاعها العفوي الشعبي في غياب النخب والتنظير والتكتيك والإستراتيجية المحددة بدقة وشمول مما جعلها تحتاج إلى استمرارية يطلب من الكفاءات أن تملأ فراغاتها النظرية الفكرية وتضع لها البرنامج الكفيل بوصولها إلى الاستكمال وإحداث التغيير الجذري المطلوب فهل يحدث هذا؟ أم تنضم النخب إلى الثورة المضادة وتحالفاتها الخارجية وتعمل كل ما بوسعها للقضاء على الثورة في مهدها؟ هذا هو السؤال المطروح الآن في أزمة حادة وتهديدات خطيرة مع استمرار الأمل وإذا كانت النخب قد فشلت في البداية ونالت الإدانة التاريخية المستحقة فهي الآن أمام الامتحان الأخير الذي يمسح عنها اللوم الأول إن هي تقمصت الثورة وسارت قائدة لها إلى الهدف المنشود أو الإدانة التاريخية القصوى التي ستجعلها مستقرة مع الاستبداد والفساد والعمالة في مزبلة التاريخ وبئس المصير وفي هذه الحالة قد تطول المعاناة لكنها ليست محكومة بالفشل حتما حيث إن العودة إلى الماضي أصبحت مستحيلة لكن مخاطر أخرى مطروحة من بينها التشرذم الطائفي والعرقي والمذهبي والثقافي مما يهدد الشعوب والأوطان بالتفتت لتعاني التجزئة الداخلية والهيمنة الخارجية لكن هذه أيضا ليست حتمية رغم مراهنة القوى الاستبدادية في الداخل وحلفائها في الخارج عليها غير أن تلك القوى الغاشمة المعادية للثورة تسير عكس تيار التاريخ بينما الثورة الشعبية الشبابية تسير في اتجاه التاريخ مما يجعلها أجدر بالنصر في نهاية المطاف إن هي استطاعت أن تستكمل بناء الثورة والسير بها إلى هدفها المنشود في التغيير الجذري الشامل القائم على أساس التنمية المستدامة والوحدة الوطنية الراسخة والتعاون الفعال مع بقية شعوب الأمة في سبيل الحرية والكرامة والعدالة والازدهار.


 السؤال2: كيف تفسر ماهية وحقيقة الثورات العربية، وهل خضعت لمبدأ السببية التاريخية؟


الجواب

أذكر بما قلته من قبل من أن ما حصل هو بداية ثورة وليس ثورة كاملة تامة التكوين فلحد الآن يمكن الحديث عن انتفاضة خصبة يمكن أن تتحول إلى ثورة إن استطاع القائمون عليها أو الشعب بصفة عامة أن يصمد ويتجاوز كل العراقيل والحرب الشرسة التي شنها على مبادرته أعداؤه في الداخل والخارج .. إذن نحن أما انتفاضة شعبية أو انفجار اجتماعي نتج عن تفاقم ضغط الاستبداد والفساد والهيمنة الخارجية لكن هناك خلفية تاريخية وحضارية ووضعية راهنة تجعل تصور الثورة حاضرا في الحدث كله وتطلعات الشعب لحياة أفضل تتطلب ثورة وليس مجرد انتفاضة مما يجعل الاستعداد لترقية الانتفاضة إلى ثورة قائما وهو ما يفسر استمرار الأحداث حتى بعض سقوط رأس النظام .. وبالطبع فإن السببية التاريخية حاضرة بوضوح تام في الوضع الاجتماعي الذي نتج عنه التذمر والغليان الشعبي مما أدى إلى الانتفاضة كما أن هناك تأثيرات أخرى سواء تاريخية ماضية أو حاضرة ذات علاقة بالمؤثرات الخارجية من إعلامية وتواصلية وغيرها مما يمكن تصنيفه أيضا في السببية التاريخية للحدث الثوري كما يوصف تفاؤلا.




 السؤال3: هل يمكن الحديث عن عنصر "المعجزة" في هذه الثورات؟


الجواب

المعجزة لا وجود لها في فعل الإنسان كما هو معروف فهي من اختصاص الخالق سبحانه وحده لكن هناك كلام من هذا القبيل على سبيل المجاز لرفع الحدث إلى مرتبة قهر المستحيل وقد اتضح هذا خاصة في الاندهاش الكبير الذي رافق الحدث في بدايته كما حصل في تونس ثم مصر مما جعل أصواتا ترتفع في الخارج خاصة في أمريكا والكيان الصهيوني منادية بمحاكمة مصالح الاستعلامات عندهما لفشلها في توقع حدث بهذا الحجم خاصة في تونس ومصر بالذات البلدان الخاضعان تماما للهيمنة الخارجية بتعاون تام من نظاميهما وربط لمصيرهما بمصير قوى النفوذ الخارجي فضلا عن التصور السائد في العالم عن المجتمع العربي الذي كان مصنفا في أحسن الأحوال كجسم محنط لا يتوقع منه الحراك الذاتي إطلاقا وإذا به يفاجئ الجميع بكونه حيا ونشيطا إلى درجة ابتكار طريقة في التغيير الديمقراطي لم يعرفها العالم من قبل بتاتا .. بهذا المعنى يمكن الحديث عن المعجزة مجازا.

 السؤال4: لو اردنا تصنيف الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا وتونس.. كيف تصنفها؟

الجواب

أجبت عن جوانب من هذا السؤال لأنها متضمنة في غيره لذلك أتحدث عن انتفاضات أو انتفاضة وليس ثورة لكنها انتفاضة حاملة في طبيعتها الاستعداد للارتقاء إلى مستوى الثورة كون نية الجماهير التي قامت بها هو تغيير الأوضاع وليس مجرد إحداث تغيير يكاد يكون شكليا على رأس النظام بإسقاطه وحده تقريبا وترك نظامه يحكم ويسبب المشاكل الكبرى ويعرقل المسيرة الثورية الديمقراطية .. بعد هذا الاحتراز يمكن ريما إيجاد بعض الفروق تسمح بالتصنيف بالاعتماد على عامل مهم مختلف نوعا ما أو أكثر
1- تونس: هي صاحبة فضل الاختراع لهذه الثورة الشعبية الشبابية التي أبدعت منهجا سياسيا جديدا في التغيير الديمقراطي لم يعرفه العالم من قبل إذن يمكن إسناد صفة الإبداع لانتفاضة تونس بالإضافة إلى سرعة الإنجاز التي تشترك فيه مع مصر وذاك يجر إلى وضع مشابه إلى حد ما على الأقل في موقف الجيشين والقوة السياسة الوحيدة القادرة على الفعل وهي قوة الإسلاميين
2- مصر: هي صاحبة التأصيل والنشر والعولمة للانتفاضة التي أبدعتها تونس للأسباب المعروفة المتمثلة في وزن مصر العربي والإسلامي والإقليمي والعالمي مما جعل الربيع العربي الذي حل بها يتمتع بشهرة وإعجاب عالميين لكنه جلب له أيضا مقاومة شرسة من الثورة المضادة الداخلية المرفقة بتأييد وتحالف رهيب من القوى المهيمنة الخارجية
3- ثم تأتي ليبيا كمقلد للانتفاضة في تونس ومصر خاصة لكنها تصطدم برد فعل عنيف داخلي وخارجي مما يمثل مرحلة جديدة في الثورة العربية بعد استفاقة النظام العربي والهيمنة الخارجية من ذهولهما الأول بفعل الصدمة التي شلت الجميع بما حدث في تونس ومصر وهو ما لم يتوقع أي كان على مستوى العالم إلى درجة ارتفاع أصوات صاخبة في كل من الكيان الصهيوني وأمريكا تطالب بمحاكمة أجهزة المخابرات لديهما لفشلها في توقع حدث بهذا الحجم .. أما فرنسا فقد وقعت في حرج لا مثيل له بسبب المفاجأة الصادمة لما وقع في تونس والذهول أمامها إلى درجة الشلل عن اتخاذ موقف مناسب .. بهذا تكون الثورة الليبية هي بداية المواجهة الشرسة للربيع العربي التي قام بها التحالف المكون من النظام العربي المرعوب والاستعمار الذي باتت مصالحه عرضة للضياع، وهكذا يمكن تصنيف الثورة الليبية في باب الرد العنيف عليها من النظام وحلفائه في الداخل والخارج إن جاز القول إنه كان في ليبيا نظام.
4- أما اليمن فهو الحالة التي ظهر فيها التدخل الخارجي بوضوح في صورة جهوية متمثلة في التعاون الخليجي الذي استطاع أن يحسم الأمور مؤقتا لصالح الثورة المضادة ولو بشيء من التنازل ولحد الآن يكون الوضع اليمني هو الوحيد الذي وقع فيه حل وسط يحاول الحفاظ على نصف نظام مستبد ولو إلى حين فتكون الثورة اليمنية بهذا قد توقفت في منتصف الطريق وقد يكون ذلك مجرد استراحة محارب وبالطبع فإن المآل دائما مرتبط بمصير الوضع العربي كله وخاصة في بلدان الربيع العربي الأخرى، وهكذا تكون الثورة اليمنية هي الوحيدة إذا تجاوزنا الحالة البحرينية التي خضعت للتدخل الخارجي خضوعا نعتبره مؤقتا وهو شيء من الفشل أو نصفه على الأقل ربما يسمح لنا مآل الوضع إلى وصفها بالثورة شبه الفاشلة وهكذا يمكن إصدار حكم مؤقت بالفشل على الثورة البحرينية وشبه الفشل على الثورة اليمنية.



 السؤال5: بالحديث عن "الثورات العربية " او "الربيع العربي" هل نكون بذلك نبشر بنهاية الزمن الجزئي وبداية التاريخ العربي الموحد؟
الجواب
نعم .. لهذا السبب أفضل تسمية الحدث بالثورة تجاوزا - لأنها في الحقيقة بداية ثورة - وليس الثورات مع الاحتفاظ بوصفها انتفاضة حاملة لأسباب الثورة وأهدافها ولو بصفة افتراضية قابلة للتحقيق إذا وجدت من يسير بها إلى منتهاها الطبيعي.. إن حدث ذلك وهو ما نتوقعه ونتمناه يكون الزمن الكلي حسب اصطلاحك قد بدأ على أنقاض الزمن الجزئي بصورة تدريجية وعملية مدروسة ومخطط لها بإحكام منعا لأي انتكاسة قد تتسبب فيها الثورة المضادة وحلفاؤها في الداخل والخارج بحصول التنسيق والتضامن فورا بين بلدان الربيع العربي وهو ما يبدو واضحا منذ الآن رغم الظروف الصعبة والمشاكل العويصة والصراع المرير ثم الارتقاء شيئا فشيئا إلى العمل المشترك الفعال في شتى مجالات النشاط وبعدها الوصول إلى صورة أولى من الاتحاد ترتقي باستمرار ولا حاجة للوحدة الاندماجية يكفي الاتحاد ليترك المجال حرا لبعض الخصوصيات المحلية المشروعة والطبيعية لتعبر عن نفسها وتنمو بشكل حر وطبيعي في ظل التنوع الخصب الذي يثري الاتحاد ويحصنه ويقويه ضمن الحرية والعدالة والازدهار للجميع وهو ما يتوقع الوصول إليه مباشرة بعد استقرار التغيير الديمقراطي في بلدان الربيع العربي فذاك مطلب طبيعي ومصلحي للشعوب يتحقق بمجرد أن تصبح هي مصدر السلطة وهدفها.


 السؤال6: كونها جمعت بين الواقع والافتراضي، وبين العفوية والسلمية.. هل نجحت ثورتي تونس ومصر في تحقيق اهدافها؟
الجواب

ما حصل هو انتفاضات بخلفيات وآفاق ثورية إذا اعتبرنا أن الاحتجاج الشعبي قام من أجل تغيير الوضع تغييرا جذريا وفي هذا السياق يمكن الحديث عن انتفاضة واقعية وثورة افتراضية يمكن أن تتم إذا تدخلت عوامل ضرورية لذلك ومن هنا أيضا يمكن الحديث عن العفوية والسلمية كون الجماهير الشعبية الشبابية اندفعت في انفجار اجتماعي كبير بعد نفاد صبرها واشتداد يأسها وبلوغ المعاناة ذروتها بالإضافة إلى عوامل مساعدة مثل ارتفاع الوعي بالواقع المزري وتبلور موقف الرفض واندحار شبح الخوف والخضوع الأمر الذي جعل الانتفاضة حتمية لكن الهدف بالرغم من إنجاز شيء منه يبقى شبه غامض كون القيادة ذات الخبرة والقدرة على التصور والبرمجة والتنظير كانت غائبة وحيث كان الحراك جماعي بلا قيادة ولا نخبة مفكرة وخبيرة عدا بعض الأفراد القلائل الذين شاركوا بصفتهم أفرادا.
لقد كان الهدف في الحقيقة هو الثورة ولو أنه شبه غامض وما حصل انتفاضة لم تبلغ حتى الآن مستوى الثورة نظرا لقلة الخبرة النظرية والعملية ثم تصدي الثورة المضادة وحلفائها الخارجيين بشراسة لمنع تطور الانتفاضة من التطور وتحقيق الأهداف المنشودة في التغيير الشامل والديمقراطي فكان أن اكتفت الحركة الشعبية بسقوط رأس النظام وقليل من محيطه القريب بينما بقي النظام على حاله تقريبا وفي مواقعه المؤثرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولا زال الصراع دائرا حتى الآن ويتوقع استمراره زمنا طويلا حتى تتحول الانتفاضة إلى ثورة وتنجز أهدافها في التغيير الديمقراطي والاجتماعي الجذري محققة الحرية والمناعة والعدل والازدهار.

 السؤال7: من مفارقات الثورات العربية أنها مبنية على كم هائل من المتناقضات.. بين ثائر ورافض.. الحماس عند بداية الثورة واليأس لما وصلت إليه الامور..تكاتف الشعب اثناء الثورة وانقسامهم بمجرد اسقاط الانظمة.. كيف ترى هذه المتناقضات، ولماذا انحرفت الثورة على مسارها؟

الجواب

التناقض أمر طبيعي ذلك لأن مسبباته موضوعية في التركيبة الاجتماعية وربما أن ذلك لم يكن واضحا في ظل الاستبداد لكن بمجرد شعور الناس بالحرية وانتفاء الخوف بسقوط الطاغية وبانعقاد العزم على رفض الحكم المستبد مهما كان الثمن باهظا تطفو تلك التناقضات التي كانت خفية على السطح وسببها التنوع الذي يمكن أن يصبح ثراء وخصوبة في المرحلة الديمقراطية ومما نفر مثال ذلك اختلاف الديانات والثقافات والأعراق أو الإثنيات والإيديولوجيات والتي تجد الفرصة سانحة للتعبير عن نفسها علنا بعد أن كانت تمارس سرا وهذا هو سبب التناقض الذي قد يصل حد الثورة والثورة المضادة ثم هناك ما حصل من افتعال أزمات سببه الثورة المضادة وحلفاؤها في الخارج مثل غلاء المعيشة واختلال الأمن وتعطل النمو والتطور الاقتصادي وغيرها وربما أن الكل كان متحمسا في البداية لاتفاقهم على رفض الاستبداد لكنهم عندما يبدؤون التغيير يختلفون لأن التوجهات والإيديولوجيات تختلف ومن هنا وجب الوصول إلى توافق في الدستور الجديد وغيره من القوانين لتكون الدولة فوق كل الاختلافات بحيث تؤسس على قواعد عامة مقبولة ومتفقا عليها من الجميع وفي انتظار ذلك تظل بعض الصراعات قائمة وحتى اليأس مما تم من انتفاضة لأنها تبقى منقوصة وربما فئوية ما لم ترتق إلى درجة الثورة الشاملة التي ترضي الجميع وتنعش الأمل وتحققه بالتدريج المعقول والمقبول مما يجعل التكاثف حولها يعود قويا ولا يخرج عنها غير أقلية تبحث عن مصالحها الخاصة ولا تأثير لها لأنها تظهر لدى الجميع بشكلها الأناني المرفوض ولعل من المفارقات التي أدت إلى التناقضات الحادة وحتى اليأس بل الرفض والتموقع في صف الثورة المضادة هو صعود الإسلاميين إلى الحكم في كل الحالات بسبب تنظيمهم السياسي الجاهز وتغلغلهم في الأوساط الشعبية الأمر الذي يجعل صعودهم الديمقراطي حتميا وهو أمر عادي جدا كما يحدث في البلدان الديمقراطية غير أنه يحتاج إلى ضوابط توافقية في الدستور والقوانين بحيث يبقى الناس في مأمن من أي تغييرات لا يرغبون فيها في كل المجالات وتبقى حرياتهم الخاصة والعامة وأنماط حياتهم اليومية مضمونة وبعيدة عن أي مساس بها وليكن الاجتهاد والتنافس في البرامج التنموية والترقيات المنشودة في حياة المجتمع وليس التدخل في شؤون الناس وإرغامهم على ما يخالف قناعاتهم وعاداتهم وتقاليدهم الراسخة ربما أن هذه هي المشكلة الكبرى التي إن لم تصل إلى درجة الانحراف على الأهداف المنشودة إلا أنها باتت تهدد بذلك سواء حقيقة أو وهما وربما مجرد حملة معادية تريد تشويه التيار الذي بلغ السلطة عن طريق الصندوق وهو أمر إيجابي لكنه يجب أن يحصن بالاستمرارية الديمقراطية وبالقوانين الضرورية لحماية الكل وعدم السماح بتسلط البعض على البعض الآخر والعودة إلى الطغيان من جديد مهما كانت المبررات والادعاءات المرفوضة نهائيا وقطعيا.



 السؤال8: اين تتجلى برأيك نقاط ضعف الثورات سواء في تونس أو مصر واليمن أو ليبيا وسوريا؟
الجواب
كما أسلفت الثورة واحدة لتشابه الظروف والمجتمعات ووحدة السياق الثقافي والتاريخي والتطلعات المصيرية لكن بالطبع هناك بعض الفروق الثانوية الناتجة عن الوضعية الجيوسياسية التي خضعت لها الشعوب مدة طويلة والموروثة خاصة عن الحقبة الاستعمارية لهذا نسجل نقطة ضعف عامة تتمثل:
1- في كون ما حصل حتى الآن هو انتفاضة أي بداية ثورة لا زالت لم تستكمل والصراع دائر بين أنصارها وأعدائهم في الداخل والخارج من أجل مصيرها الكلي أو الجزئي أي النجاح أو الفشل وربما بعض الحالات المتوسطة التي لا هي هذا ولا ذاك . وكذلك خلو هذه الثورة في كل البلدان من القيادة النخبوية واقتصارها على الاندفاع الشعبي الشبابي العفوي مما يجعلها مفتقرة إلى البرنامج والتكتيك والإستراتيجية والقيادة ذات الكفاءة والقدرة على المناورة والتسيير المحكم والسبب في هذا هو أن النخب ضعيفة التنظيم ومتشرذمة ومنصرفة إلى اللهث وراء مصالحها الضيقة الشخصية في خدمة السلطان الجائر مما يجعلها بعيدة عن هموم الشعوب التي يئست هي الأخرى من النخب وتصدت للفعل والمبادرة من تلقاء ذاتها.
2- أما نقطة الضعف الثانية العامة أيضا والمشتركة إلى حد بعيد فهي تولي التيار الإسلامي السلطة رسميا لكن ليس فعليا وهي مفاجأة لم تكن متوقعة من الجميع حتى من الإسلاميين أنفسهم الذين صدرت عنهم تصريحات في البداية سواء في تونس كما في مصر بعدم ترشحهم للرئاسة أو تولي الحكم بأي شكل من الأشكال لكنهم غيروا رأيهم فيما بعد - ويا ليتهم لم يفعلوا - عندما وجدوا الفرصة مناسبة لاعتلاء سدة السلطة مما جعل الحكم الجديد ضعيفا لكونه مرفوضا من وجهاء المجتمع ومثقفيه وأثريائه ومجموعات إيديولوجية كثيرة ذات توجهات أخرى فضلا عن النظام السابق الذي لا زال يمارس الحكم والنفوذ في مواقع حساسة من الدولة والمجتمع بالإضافة إلى قطاع واسع من الشعب والشبيبة والنساء خاصة بسبب التخوفات من تضييق الإسلاميين على الحريات الخاصة والعامة وتدخلهم باسم شعاراتهم المرفوعة في الحياة الخاصة للناس وما شابه من الأسباب التي جعلت حتى بعض العامة من الناس يرفضون حكمهم ومما زاد الطين بلة هو أن الإسلاميين أنفسهم لم يبادروا إلى نفي هذه التهم الصحيحة أو المزيفة عنهم ولم يتعهدوا بوضوح وصراحة باحترام الحريات ومدنية الدولة وحتى الديمقراطية التي جاءت بهم إلى الحكم إنهم يلتزمون الصمت وأحيانا يؤيدون هذه الاتهامات بتصريحات لبعض المتطرفين منهم خاصة والتي تتوعد الناس بتطبيق الشريعة وما هو مخيف منها خاصة مثل الحدود لاسيما إذا عرفنا أن الشريعة التي يتحدثون عنها في حاجة إلى تحديث تقوم به هيئات متخصصة ليست موجودة حتى الآن ثم إن حكمهم في هذه المرحلة الانتقالية ينبغي أن يقوم على التوافق والتضامن بين جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والثقافية لضمان نجاح بلوغ المرحلة الديمقراطية الدائمة ووقتها تكون الكلمة الفصل للصندوق والدستور والقواعد المنظمة للمجتمع ولا يمكن لمن تولى الحكم أن يمس بالقواعد الدستورية والتأسيسية العامة للمجتمع. لقد كانت مصادفة تولي الإسلاميين الحكم بسبب تنظيمهم وهيكلتهم السياسية وانتشارهم الشعبي نقطة سلبية كبيرة جعلت الكثير ممن كان ينتظر منهم تأييد الثورة وتدعيمها يقفون ضدها كرها في حكم الإسلاميين وهذه صعوبة موضوعية قائمة ذلك لأنه لا يمكن في الحاضر تجنب حكم هؤلاء ولا شيء يقصيهم ديمقراطيا إلا تغير رأي الشعب فيهم وهذا لن يحصل إلا بفشلهم تقصيرا وقصورا في فترة حكم التي ينبغي أن يمارسوها وبالإضافة إلى اعتراض الكثير على حكمهم فإنهم لا يملكون التجربة الإدارية ولا السياسية التي تؤهلهم لتسيير الأمور فضلا عن انعدام تجربتهم في ممارسة الحكم وغياب برامج جاهزة للتطبيق لديهم وقابلة لإجراء تغييرات ضرورية وتكييفات لازمة لها مما يفسر تخبطهم الراهن, مثل هذا الوضع لا يمكن تجنبه وفي ذات الوقت فهو ورقة في يد أعداء الثورة في الداخل والخارج مما يضيف هما لأنصارها الذين عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد والتحلي باليقظة لعبور هذه المرحلة العويصة بنجاح نحو المرحلة الديمقراطية المطلوبة.
3- في تونس: ربما يتلخص الضعف في حركة السلفيين التي تقوم بأعمال عنف شبه دائمة مما يجعلها مثالا واضحا أمام الثورة المضادة لإقامة الحجة على عجز الإسلاميين على تسيير المجتمع وقيادة حركة التغيير الديمقراطي لاسيما أن النهضة وهي الحزب الحاكم رغم قناع الائتلاف التي أقامته لا تتخذ إجراءات حاسمة نحو عنف السلفيين مما يظهرها متواطئة معهم ومتعاطفة وهو ما يدعم حجة الثورة المضادة عن عدم الكفاءة السياسية للإسلاميين وعجزهم عن الحكم الديمقراطي بل وخطرهم على التغيير الديمقراطي مما يجعلنا في النهاية نجد التكتيك واحدا وهو رفض حكم الإسلاميين بينما المستهدف استراتيجيا هو التغيير الديمقراطي أو الثورة بالتباكي على أهدافها زورا وبهتانا والواقع أن المطلوب من الثورة المضادة هو رأس الثورة ذاتها وليس حكم الإسلاميين كما يدعون إيهاما وتحايلا .. وبالطبع فإن نقائص الإسلاميين الإدارية والسياسية تبقى متطابقة أو على الأقل متشابهة في تونس مع نظيرتها في مصر مع فروق ثانوية بسبب حجم المجتمع وقدم التجربة الإخوانية في مصر مما يجعل الضعف في الحالتين بسبب حكم الإسلاميين قريبا من التجانس.
4- في مصر: إن أمكننا العثور على نقاط ضعف قطرية خاصة بكل بلد من بلدان الثورة العربية الراهنة، يلاحظ أن القوى المعادية للثورة المتمترسة خاصة في مؤسسات النظام السابق الذي لم يقع خلع سوى رأسه وبعض مقربيه ورجال الأعمال الفاحشي الثراء مؤيدة بقطاع واسع من المجتمع متحالف معها بالإضافة إلى الخارج الخليجي والأجنبي لأسباب مصلحيه وهناك من ناقصي الوعي الكثير الذين ينضمون إلى ما يسمى بالمعارضة بسبب الترسانة الإعلامية الضخمة المستعملة كليا ضد الثورة بما فيها رئاسة الجمهورية التي لا تتحكم حتى في وسائل الإعلام العامة أو لمخاوف على الحريات ونمط الحياة كما أسلفنا نجد في هذه الفئة الفنانين والمثقفين عموما إلى جانب حشد كبير من الشباب والنساء .. وفي هذا الصدد تستعمل الثورة المضادة تكتيكا متمثلا في إقامة المعارضة على أساس رفض حكم الإسلاميين وليس الثورة في ذاتها كما هي إستراتيجيتها المتسترة عليها خوف انسحاب الكثير ممن يقفون إلى جانبها للسبب الأول المراوغ والمغشوش هذه الوضعية مصرية بامتياز وقد يكون لها شبه بشكل أضعف في باقي البلدان خاصة تونس لكن ليس بنفس الحدة أو القوة التي توجد عليها في مصر.
5- في اليمن: يبدو الوضع مختلفا بسبب التدخل الخليجي الذي استطاع أن يفرض منطقه إلى حد كبير بضمان استمرار النظام ولو ببعض التنازلات للتقليل من حدة الاستقطاب بين السلطة والشعب تمثلت في رفع شعار إصلاحات سياسية واجتماعية لا زالت لم تتضح كما يجب لكونها ليست هي الهدف المبتغى وإنما المقصود هو تحجيم الثورة ومنعها من بلوغ هدف التغيير الجذري الشامل والديمقراطي خاصة ويبدو أنها هي الحالة الوحيدة التي فيها شيء من الحسم لفائدة الثورة المضادة بحيث لا نرى مكاسب ملموسة للثورة سواء سياسيا أو اجتماعيا ولا زالت المرحلة الانتقالية الإصلاحية جارية ربما بنية محاولة القضاء على الثورة نهائيا أو على الأقل بتقديم تنازلات غير جوهرية لفائدة الشعب فإذا كان المكسب السياسي واضحا نوعا ما في البلدان الأخرى حيث أجريت انتخابات استطاع الشعب من خلالها أن ينصب سلطات جديدة – على الأقل في أعلى هرم السلطة - فإن الأمر في اليمن بقي في نطاق استمرار النظام القديم كلية بإسناد الرئاسة إلى نائب الرئيس المخلوع مما يجعل ضعف الثورة اليمنية واضحا لكن ذلك لا يعني أنه ابدي.
6- في ليبيا: الأمر أكثر تعقيدا والضعف عام في النظام القديم الجديد حيث لم تكن هناك مؤسسات واضحة المعالم ولا دولة قائمة لذلك انهار كل شيء لهشاشته أو انعدامه أصلا وبرزت بعض المكونات الاجتماعية التقليدية التي هي القبائل كظاهرة سياسية ربما هي الأبرز والأقوى مما يجعل الصراع غير مباشر بين الثورة والثورة المضادة بحيث يتمظهر في صراع قبلي قد ينسب بعضه للثورة وبعضه الآخر للثورة المضادة بحسب المكانة الاجتماعية والاقتصادية للقبائل المختلفة ويصبح التحدي الأكبر هو بعث مؤسسات الدولة وإنشاؤها قبل توجهاتها الثورية أو المضادة نعم إن المسار واحد وهو الثورة على الاستبداد إلا أن الموروث السياسي الليبي لم يترك نظاما بل ترك بعض المستفيدين من الوضع الذي كان سائدا وهم في الغالب يختبئون وراء قبائلهم ومن هنا الصراعات القبلية الدائمة ويبقى خطر التفتيت أقرب في ليبيا من غيرها بسبب انعدام مؤسسات الدولة شبه التام فهل يمكن للمنتسبين للثورة أن يرفعوا التحدي ويفرضوا الوحدة الوطنية ثم التغيير الديمقراطي ذلك كل ما نتمناه.
7- في سوريا: الحاجز الأكبر الذي أقامته الثورة المضادة وحلفاؤها في الداخل والخارج قصد نصب كمين للثورة العربية الراهنة والقضاء عليها نهائيا في ذلك البلد المفصلي ضمن بلدان العرب الاستقطاب الحاصل في سوريا هو بين الشعب والنظام بالرغم من التفاصيل التي أضافها تدويل القضية بتدخل كل أصحاب المصالح في الداخل والخارج المحليين والجهويين والعالميين ولعل أبرز نقطة ضعف لحد الآن في الثورة السورية هي أنها لم تستطع التبلور في تنظيم واحد موحد يصارع النظام ويمثل الشعب كله بالرغم من خطوة الإتلاف الأخيرة التي سارت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه فهل تستطيع الثورة السورية التي بلغت مرحلة متقدمة من القضاء على النظام برمته وليس رأسه فقط كما وقع في تونس ومصر أن تكتمل بالتوحد ومن ثم فرض نفسها وجلب التأييد الشامل أكثر مما هو الآن مما يجعلها مؤهلة إن هي فعلت لتنتصر عسكريا على النظام السفاح وبذلك تكون الثورة النموذج في بلاد العرب إذ بإمكانها إلى جانب النصر وإزالة النظام نهائيا أن تتجاوز أخطار الطائفية والمذهبية والعرقية والاختلافات الثقافية والإيديولوجية إن فرصة التغيير الديمقراطي الكامل متاحة في سوريا والتي إن وقعت كان ذلك هو الفوز المبين الذي لا رجعة فيه للثورة العربية كلها في جميع أقطارها التي اندلعت فيها وأيضا تلك التي لا زالت في مرحلة الإرهاص.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 2/2
» الربيع العربي يرسم الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط الحر بداية من غزة - بقلم عبدو المعلم
» الأيام كاشفة لحقائق الصراع القائم في بلدان الربيع العربي .. دلالات آخر التطورات .. بقلم عبدو المعلم
» طرد السفير الصهيوني والصمت العربي وثورة الشعوب .. بقلم عبدو المعلم
» قراءة نقدية في نشرة منتنديات الصمود الحر الشريف .. الوضع العربي والعالمي بقلم عبدو المعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: عربة البوعزيزي-
انتقل الى: