اليك عزيزتي عبير أهدي هذا النص..لأنني الفتك شعاعا ينفذ الى زنزانة وحدتي المعتمة.. والى كل من يعبر هذه المنتديات..اهدي هذا النبض من وريدي...
......................
عندما يتملـّك الإنسان شعور الخيبة..و يسكنه وجع جراحها القاسي
لابد له ان يبحث عن مسكن الم..
ربما الكتابة سبيل...
سأكتب الليلة لأعرّي بعض خيبات العمر على الورق عسى أن أشعر ببعض الراحة..
سأكتب الليلة عن خيبتي فيك ..
وخيبتي في الوطن..
وربما تشعّب بي حديث القلم إلى خيبات أخرى...
لأن وطني في الأوطان عظيم...
ولأنك بين الرجال عظيم..
ولأنكما تسكنانني بالثقل نفسه ..
والوجع نفسه..والشوق نفسه...
والخيبة نفسها...
ولأني اشتاق إليك اشتياق الوطن لفرحة يطعَمها أبناء الوطن جميعا..
واحن إليك حنين الأرض الطيبة لغيمات أمل...
ولأنك خيّبتني مثلما يخيّب التزوير أحلام شعب..
أنا لم أخترك ..
ولم اختر وطني..
ولكن القدر الجميل جعلني أسكن الوطن الأسطورة..
وجعل رجلا أسطورة يسكن عيني..
قد أثرت فيّ زوبعة من المشاعر
.. مثلما أثار الوطن زوبعة من أطماع فرنسا..
لم أكن لأشبه فرنسا في شيء إلا في حجم الخيبة..
كره فرنسا للوطن في أوردة التاريخ يجري بسرعة جنونية..
وحبي لك في أوردتي يجري..
رغم الخيبة...
فرنسا ماتزال تبني أعشاشها بين أغصان الدولة..
ما تزال تبيض الدسائس في جحور الخونة..
في زمن تفوح فيه مزابل قذارات الأخلاق..
وتنتشر فيه أوبئة الفساد..
في جو كهذا يمكن أن تفقس بيوض فرنسا بنجاح..
وما زلت في كل ليلة أقايض راحة قلبي بدموع تنزف في كف ليل صامت..
و ماتزال تغلق عليّ في غرفة تبريد لأنني أحمل فيروس هواك في دمي..
نعم..
للدمع مذاق الملوحة ..
ولكن ّ لها روائح أيضا..
وسادتي تحتفظ بروائح دموع الخيبات..
في ساعة الخيبة لا أحسن إلا البكاء الغزير...
خيبات توالت بعمري..
خيبتي يوم العاشر ماي..
ومن قبلها خيبة أواخر ديسمبر..
ومن قبلها خيبتي أواخر شهر جوان...
ومن قبلها...
ومن قبلها.....
قد كنت على موعد للخيبات كلما انقضت ستة أشهر..
هل ستكون الستة أشهر القادمات موعدا لخيبة الدستور..؟
ترى هل صمم الإله عيناي واسعتان لتذرفا أكبر حجم من الدموع..؟
ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات بكيت حتى الصباح ..
و ليلة ما أجبرت عن التخلي عن حلمي بالدراسات العليا واستلمت شهادة قيادة عربة العمل بكيت الصباح..
وليلة ما خيّبتني بكيت حتى الصباح...
وليلة ما جرح فرحتي مسؤولوا الثقافة في مدينتي بكيت حتى الصباح..
ليلة ما..
وليلة ما..
بكيت حتى الصباح...
حلقات الخيبات ترميها الأيام وتصيب عمري بدقة محكمة..
ما تزال روائح الألم تفوح من قلبي الملقى في جمر الخيبات..
أنا لم أحلم فيك بأكثر من ابتسامة تمسح خيبات عمري..
لم أحلم فيك بأكثر من كلمة حلوة تطعمها قلبي الجائع..
مثلما لم أحلم من الوطن بأكثر انتخابات عادلة تسمح لصوتي أن يمر...
وقد خيّبتني ..
وخيبني الوطن..
وبينكما فاصلة صغيرة..
والفاصلة تشبه الرقم ستة..
علها مواعيد خيبتي كل ستة اشهر..