منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 قصص الحمير .. نور الدين بوكروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 5782
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

قصص الحمير .. نور الدين بوكروح  Empty
مُساهمةموضوع: قصص الحمير .. نور الدين بوكروح    قصص الحمير .. نور الدين بوكروح  I_icon_minitimeالسبت فبراير 24, 2018 3:34 am



قصص الحمير .. نور الدين بوكروح  Noureddine-BOUKROUH





قصص الحمير

بقلم :نور الدين بوكروح


ترجمة :ساعي.عايدة (بتصرف)

يُعد أسلوب الحكايات الرمزية (Fable) من الأساليب الأدبية في الكتابة، وعرف هذا الفن في شكليه المدون والشفهي منذ العصور الغابرة، و رغم قدمه، إلا انه لم يندثر لأنه يقدم أسمى الدروس الأخلاقية الفلسفية والسياسية في لغة بسيطة واضحة و مسلية. و من بين من أثروا هذا الفن برسائلهم النبيلة نذكر الإغريقي ايزوب ( (Esopeالأمازيغي ابيلي دو مادور((Apulée de Madaure، ابن المقفع (الذي تذكر بعض الروايات أن استعماله لهذا الأسلوب كان احد أسباب مقتله) و جين دي لافونتين Jean de la Fontaine. و مما قاله هذا الأخير: ” استعين بالحيوانات لتعليم البشر”، و هذا صحيح، فالحكايات الرمزية يمكن أن تربي الشعوب و الحكام بشرط أن يرغبوا هم في ذلك، لان هناك منهم من يعتبر أن لا حاجة له: لا للحكايات الرمزية و لا للتربية.

عندما كانت حرية التفكير متاحة في ارض الإسلام، حرر ابن الطفيل ( القرن 12 عشر ميلادي) أول رواية فلسفية وهي قصة “حي بن يقظان”، و التي يحكي فيها قصة طفل تم التخلي عنه عند ولادته في جزيرة خالية لتنقذه غزالة، ومن خلال سرد أحداث الرواية يصل الكاتب إلى فكرة إمكانية معرفة الإله باستعمال القدرات العقلية وحدها، و بدون تدخل أي ديانة، أو وساطة أي نبي أو وصاية أي عالم. لم يحل ابن الطفيل حينها إلى المحاكمة و لم يصدر أحد نحوه أي فتوى تبيح قتله .أما أول رواية نثرية فقد أصدرها الجزائري ، ابيلي دو مادور (في القرن الثاني ميلادي) كان عنوانها “الحمار الذهبي” و بطله رجل اسمه لوكيوس، مسخ بحيلة سحرية إلى حمار ليجد نفسه في مغامرات عجيبة.

و بمناسبة حديثنا عن الأحمرة، فلنبدأ بقصة جحا و حماره. هذه الشخصية الخرافية التي تقدم أحيانا في شخص حكيم أو محتال، وفي أخرى في شخص أحمق غبي، على حسب القيمة المراد استنباطها من قصصه. تروي الحكاية أنه كان يتعين عليه سفر برفقة زوجته و حماره في رحلة طويلة، يعبر خلالها بمناطق يسكنها أناس بذهنيات مختلفة. في وقفته الأولى، حين كان يمشي هو و زوجته سيرا على الأقدام، صادف رجلا ظريفا لم يتوانى عن إبداء ملاحظته له :” لماذا تجبر، يا صديقي العزيز، زوجتك على المشي وأنت تمتلك حمارا؟” خجل جحا من نفسه وعمل بنصيحة الرجل، لكن الوضع لم يستمر طويلا فقد وجد في محطته التالية عجوزا بشارب مفتول (موسطاش) قذفه بكلماته متذمرا:” منذ متى تركب المرأة ‘حشاك’ على ظهر الحمار في حين يمشي الرجل على قدميه؟ أتعلم، لم يحدث هذا من قبل !” انصاع جحا لرأي العجوز وأمر زوجته بالترجل ليحل محلها.

في مدخل قرية مجاورة لم يكن يعلم المسكين أن هناك من لن يرضيه هذا المنظر، فبمجرد ما رأت امرأة من أنصار الحركات النسوية موكب جحا أقامت الدنيا على رأسه و لم تقعدها قائلة:”أيها المهووس. تعتقد نفسك ذلك الثري العظيم و تتبختر على حمارك الصغير، في الوقت الذي تكابد فيه رفيقتك عناء المشي…” قفز جحا من فوق حماره و هو يضرب رأسه بيديه محتارا فيما عليه فعله ليتجنب هذه الملاحظات اللاذعة.

قرر إذن أن يركب هو و زوجته ظهر الحمار، معتقدا انه وصل للحل الأمثل، لكن اعتقاده فنده لقاء رائد جمعية الرفق بالحيوان الذي بادره قائلا :”ألا تشفق على هذا الحيوان لتركب أنت و مرافقتك، كلاكما عليه؟” استاء بطلنا من موقفه معتقدا انه اخطأ مرة أخرى. فرفع الحمار على كتفيه مواصلا سيره تتبعهما زوجته.لكن مصيرا ساخرا كان في انتظاره، فقد علق عليه احد الماكرين من وراء حاجز من القصب:” أيها الأحمق، هل تحمل الحمار في حين عليه هو أن يحملك؟ من “الداب” أنت أم هو؟”… في النهاية لا نعلم بالضبط ماذا فعل جحا هل انتحر؟ هل شق عباب البحر كـ”حراق”، هل واصل مسيرته ماشيا أم عاد أدراجه…وكائنا ما كان قراره.. فالحكمة من قصته هي أننا سنتعرض للنقد مهما فعلنا، و لو أصغينا إلى الغير فلن نفعل أي شيء.

الشعوب العربية التي قامت بثوراتها، تعيش تماما وضع جحا.عندما كانت ترزح تحت نير رق الاستبداد، قيل عنها في احتقار أن لا قيمة لها و لهذا استحقت المصير الذي تعيشه.و عندما انتفضت و هي تهدد استقرار أوطانها للتخلص من الاستبداد، وصفت بأنها إما كانت مسيرة و بالتالي فهي كالحمير لا تفقه شيئا، أو أنها خائنة. و عندما صوتت بحرية، و لأول مرة، اتهمت أنها لم تنحى في الوجهة الصحيحة المتمثلة الديمقراطية بل اتجهت إلى الخيار الخاطئ و هو الإسلاموية.

هذا الوضع يطرح أسئلة حقيقية لكنها لا تجد إلا الأجوبة الخطأ: هل كان على الشعوب أن تثور و تراق دماؤها كي يأتي رجال مهيؤون سلفا لقطف ثمار ثورتهم؟ ألا يكونون وطنيين و أذكياء إلا إذا قبلوا بان يحكمهم ديكتاتور، أو جاهل أو فرد من عائلة مالكة جشعة؟ هل كان يجب أن يبقى كل من بن علي، مبارك، القذافي و صالح في الحكم حتى لا تحدث المآسي التي شهدتها بلدانهم؟ هل توجب أن لا يتغير شيء في المغرب و المشرق حتى لا تنجح نظرية المؤامرة كما هو الحال الآن ؟ هل كان على الشعوب تحمل نزوات حكامهم عل مضض كي لا يقلقوا منام الآخرين و راحتهم؟ هذا أكيد ما كان يتمناه كل من بن علي، مبارك، القذافي و صالح عندما أصروا على البقاء في السلطة، و هذا ما لا يزال يرجوه بشار بموقفه المتصلب. لم يجرؤ هؤلاء الظلمة أن يقولوا لشعوبهم:” سنقوم بالتغيير دون أن ندمر بلداننا، دون أن نتقاتل فيما بيننا، دون أن نسمح للأجنبي بالتدخل”، بل كان خطابهم على العكس تماما:”نحن و بعدنا الطوفان، نحن أو بحر الدماء، نحن أو الحرب الأهلية، نحن أو تقسيم البلد….”

لا يذعن السيئ من تلقاء نفسه عندما يرى طريق الأفضل، بل يغلق على الفور المنافذ الموصلة إليه حتى لا يترك المجال مفتوحا سوى للأسوء.الشعوب التي انتفضت، لم يكن لديها حلول بديلة قريبة –الأفضل- لقد غامرت باختيار الأسوء لاعتقادها انه لن يكون أكثر مما قاسته.لم يكن لديها خيار، فإما أن لا تفعل شيئا ، أو أن تقوم بما قامت به. بما أن الأفضل غاب عن الأذهان و الاسوء وصل الذروة ولم يعد يحتمل فلم يكن هناك مفر من الثورة. لأننا عندما نصل إلى النهاية، نخوض في الأسوء حتى و إن لم نحضر الأفضل بعده، حتى و ان جهلنا ما قد يحمله لنا الغد. وكما يقول المثل:”لا يمككنا عمل العجة دون ان نكسرالبيض”.مكابرة القذافي هي التي أجبرت الليبيين لخوض غمار الحرب الأهلية و من بعدها تدخل الأجنبي.هم لم يقبلوا بالعودة إلى نقطة الصفر، إلا لأملهم في صناعة الأفضل يوما.

مات حمار بوريدان جوعا و عطشا لأنه كان محتارا بما يبدأ، الماء او الكلأ.المستبدين العرب أرادوا الإغلاق على شعوبهم فيما عرف منذ هذه التراجيديا الحمارية بـ”مفارقة حمار بوريدان”:تجميدهم في الاستسلام و الرضا بالاسوء لمنعهم في الفصل بين بديلين الأفضل و الاسوء.

كان جين بوريدان (Jean Buridan) ، الفيلسوف الفرنسي الذي عاش في القرن الرابع عشر، كعلمائنا المسلمين،لا يؤمن بحرية الإنسان و لا بالإرادة الحرة .في الوقت الذي اثبت الحمار الذي بقي اسمه مرتبطا به انه يمكننا الموت إن لم نقرر، إن لم نختر، و إن لم نجازف وهذا ما فهمته الشعوب. اتخذت الثورات العربية مخرجا لها في الإسلاموية. لكن هل أعطى المستبدون للتيار غير الإسلامي المناخ كي يؤسس نفسه، و للقوى السياسية الديمقراطية التي لم تزل في مرحلتها الجنينية الفرصة لتنتظم؟. الجواب لا، كانوا هم أو الفوضى، فكان رد الشعوب :”فلتحيا الفوضى”.

على الشعوب التي قامت بثوراتها أن تثبت أنها أمم، مجتمعات و دول جديرة بهذه الأسماء.و بعيدا عن السياسة و الانتخابات، ما يهم هو ضمير الشعوب، التركيبة البيولوجية للأمم، نتائج تجربة ” القابلية للاستمرار” التي وضعت إزائها عندما ادعت هذه الخصائص.لا يفضل قول ذلك، لكن العديد من الدول التي تحررت من الاستعمار كانت دولا مزيفة. “دولة، امة، وطن..”لقب لا يقدم كهدية و لا يرتجل بسرعة، بل يبنى ويصان باستمرار.التاريخ أعطى للكثيرين الفرصة كي يصبحوا مجتمعات، اقتصاديات و دول، لكنهم لم يعوا ذلك جيدا.بلد ك” مالي” تم تقسيمه إلى اثنان من طرف بعض المئات من المقاتلين في ظرف 72 ساعة.هل هذا معقول؟ ليبيا حصلت على استقلالها بتدخل من الأمم المتحدة سنة 1949.القذافي أركعها و سرق خيراتها ثم تركها على حالتها العشائرية كما كانت سنة 1949.هل يعقل هذا أيضا؟

عرف تاريخ العالم العربي اضطرابات عظيمة، قادتها تحركات تلقائية كان يمكن أن تذهب به في الاتجاه السليم أو الخاطئ. في بصيص الضوء الخافت حيث نحن من المستعجل بل من الضروري أن نتكلم، أن نصرخ، أن نكتب لنوجه من هم في الظلام، من اختطفتهم هذه التحركات التي قد تفقد صوابها، على أمل أن نعيدهم إلى الاتجاه الصحيح في مسيرة التاريخ. التحرك العفوي الذي ينبع من ذاته، يمكنه أن يتقدم إلى الأمام كما يمكن أن يتراجع إلى الخلف. إذا كانت هناك نخب فعلية في هذه البلدان فعلى دورها أن يبرز الآن و ليس لاحقا،عليها أن تظهر، أن تعبر، أن تشرح و تفسر قبل فوات الأوان، مثلما تفلت الدابة عن أي سيطرة، عندما يتم إسكاتهم، سحقهم آو نفيهم إجباريا. وكما يقول كهنة المسيحيين عند الإعلان عن سر الزواج المقدس :”من لديه شيء ليقوله، فليتفضل الآن أو ليخرس للآبد”.

ماذا يمكن أن تفعل ونحن مربوطين بخيط، خيط البترول ؟ إذن لا داعي للضحك على الآخرين :الأفغان، الصوماليين، الليبين، الماليين، و لا لان نعتقد أننا أكثر ذكاءا منهم بالنظر إلى انجازاتنا في مجال الاقتصاد و الإرهاب، ولنعد لحميرنا.

كتب الشاعر الفرنسي فرنسيس جايمس (القرن التاسع عشر) إشادة حقيقية افتخارا بحمار، كانت تدرس لنا في المدارس قبل تعريبها :” أحب الحمار الهادئ الذي يمشي بمحاذاة الحشائش القصيرة…”الحزب الديمقراطي الأمريكي كرم الحمار و جعل منه رمزا بالرغم من عيوبه :العناد و النهيق، هو أول من يتقاسم مع الإنسان حمله. في موروثنا اللغوي عندما نريد أن نعبر لشخص كم يضيع من الوقت و هو يحاول أن يخضع شخصا ذا روح مراوغة نقول له:” أنت تدفع حمارا ميتا” .الحمار هادئ مسالم ومحبوب إذا لم يفتح فمه بالنهيق، و لهذا ربما قلل من شانه القران .هو يتقاسم ضعفه هذا مع رجال السياسة في العالم كله الذين و إن لم ينهقوا، إلا أنهم غالبا ما يطلقون حماريات أكثر إزعاجا من صيحاته المثيرة للشفقة ” إي-اون”.

مات القذافي،”ملك ملوك إفريقيا” كما كان يحب أن ينادى، كأنه” الأسد العجوز” للافانتوين.حسب هذه الأسطورة الأسد الملك تقدم به السن، و ضعف لدرجة أن رعاياه القدامى أصبحوا يتلذذون بالانتقام منه احدهم بعضة ،و الآخر بخدشة، و ثالث بلدغة، أو بنطحة.لما جاء الدور على الحمار ليرفسه، حشرج الأسد قائلا:”آه .هذا كثير:كنت أتمنى الموت، لكن أفضل أن أموت مرتين على أن أعيش معاناة إصاباتك”.من هذه الأسطورة تولدت مقولة “أعطي ركلة الحمار” للتعبير عن فكرة انه عند سقوط الملوك، أول من سيسارع للإجهاز عليهم هم خدمهم القدامى.

لو لم يضيع القذافي وقته في كتابة الحماريات التي تضمنها “كتابه الأخضر” و تكرم بتخصيص سويعات من سنواته الإحدى و الأربعين في الحكم لقراءة الأساطير التي هذبت الخلفاء في زمن ابن المقفع و الملوك الحقيقيين في زمن لافونتين، لربما لم يلقى النهاية التي لاقاها: محاكمة على الملأ، أمام منفذ للمجاري حيث تطارد الفئران.ولو قرأ”الأسد و الفأر”، والتي كأنها أسطورة كتبت لأجله من طرف المؤلف الفرنسي، لكان ربما لا يزال على قيد الحياة (و إن كانت الأعمار بيد الله).

الحكاية الرمزية التي بدأت بالكلمات التالية:”لابد، وقدر ما نستطيع،أن نخدم الجميع: نحن غالبا في حاجة لمن هو اقل منا” ،عالجت فكرة انه بعد الخدمة التي قدمها الأسد لفأر ضعيف في محنته،جاء اليوم الذي كان الأسد محجوزا في شبكة لم تنفعه معها لا أنيابه و لا زمجرته لينقد هذا المسمى ‘فأرا’ حياته في آخر لحظة.لو كان القائد الليبي صاحب فضل على مواطنيه (بان قدم لهم الخير)، لما انتفضوا ضده.و لتوفي على سريره”معززا مكرما”، و لدفن في ضريح بدلا من قبر مجهول في الصحراء.

بالرغم من العبر التي تحملها هذه النهاية المأساوية إلا أن هناك من لم يقرأ الدرس بعد، و على ذكر الدروس و التعليم ستداعب ذاكرتنا رواية حمار الحكيم بل شك، فعندما نقلب تلك الحماريات في بداياتها تجذبنا لقطاتها الأولى عندما ابتاع توفيق الحكيم جحشه الصغير واسكنه غرفة الفندق التي كان يقيم فيها ،ما فتئ هذا الأخير أن يعتبر نفسه من أهل الدار و بدأ يتجول بين أرجاء الفندق يدخل غرفه دون سابق استئذان…

ترى هل قرأ بشار الأسد بداية رواية توفيق الحكيم دون أن يتمها .ربما… لأن روسيا بوتين أصبحت صاحبة الدار بل الديار سماء مفتوحة و أرض مستباحة و دم مهدور..مع الفرق في كون توفيق الحكيم نسي باب غرفته مفتوحا بينما الأسد لم يفتح مجاله الجوي عن نسيان.. و إن كنا نعلم أن توفيق الحكيم هو من اشترى الحمار و بثلاثين قرشا فإننا لا نعرف تفاصيل صفقة “سوريا- روسيا”..فضلا عن أن حمار الحكيم كان فيلسوفا في حين أن الثاني..؟؟، أهدى توفيق الحكيم حماره هذه الكلمات في روايته: ” إلى صديقي الذي ولد و مات و ما كلمني لكنه..علمني..”، ماذا سيتعلم الأسد يا ترى و ماذا سنتعلم نحن معه ؟ أم أن الزمان لن يجيب نداء الحمار الفيلسوف: “متى تنصف أيها الزمان فأركب فأنا جاهل بسيط أما صاحبي فجاهل مركب”..

لا نعلم بالضبط في أي فترة تم إنشاء نقطة العبور على الحدود بين المغرب و الجزائر التي أطلق عليها اسم”زوج بغال”(بغلين اثنين).إذا بحثنا عن أصل هذه التسمية سنجد على الأرجح اثر الروح المسيطرة الموجودة في ذهنية البلدين: العناد و المكابرة. من العبارات المعروفة و الدارجة في المغرب العربي” حمارنا أفضل من بغلكم”. قد يكون تمكن احد الحكماء من الوصول إلى توافق بين البلدين الجارين حول تسمية نقطة العبور هذه وحقق التعادل بينهما. حاليا، الحدود مغلقة من جديد بسبب الأزمة الصحراوية و التي لم يسمح التصلب في الرأي للطرفين بحلها منذ أربعين سنة.في هذه القضية، و يؤسفني أن أنوه إلى أن المغرب حصل على الغنيمة المثمرة في حين حصلنا نحن السراب، هذا الأخير الذي كان مكلفا لنا .لا بأس “ماعليش”،المبادئ لا تقدر بثمن، سنعزي أنفسنا بان نردد “تاغنانت ، تخسارت”.





صدر المقال في لوسوار دالجيري: 15 أفريل 2012



http://aljazairalyoum.com/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%B1/


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
قصص الحمير .. نور الدين بوكروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: في الجزائر-
انتقل الى: