الفريق شفيق .. والقشّة التي قسمت ظهر البعير!!
الدكتور أحمد شفيق في تقديري أن المشير طنطاوي كان سيطلب من الفريق شفيق -وقف تحليلي للأحداث- أن يتقدم باستقالته يوم الخميس مارس سواء كان اللقاء التلفزيوني على قناة أون تي في الذي تم بينه وبين علاء الأسواني قد تم أو لم يتم ، وسواء أصاب في لقاءه وكسب الجولة أو لم يصب وخاب كما حدث
إلا أن إجابة الفريق شفيق على احد الأسئلة التي وجهها له الإعلامي الكبير حمدي قنديل هي القشة التي قسمت ظهر البعير، وأودت ليس فقط بإقالة وزارته ولكنها -في رأيي- قد أطاحت بأي مستقبل سياسي له مستقبلاً
سأله قنديل عن سبب بقاء أبو الغيط وممدوح مرعي في الوزارة رغم أن الأول هو وجه مصر القبيح في الخارج (مثلما أن العادلي كان وجه مصر القبيح في الداخل) .. أما الثاني (ممدوح مرعي) فقد تقدم أكثر من خمسين قاضياً ببلاغات للنائب العام حقه؟
فماذا كانت إجابة الفريق أحمد شفيق؟
ماذا كانت إجابة رجل المفترض أنه في أكبر منصب سياسي؟
أجاب فيما يخص بقاء وزير العدل وقال بالحرف الواحد ما يلي:
{وزير العدل . . تصادف أو جات الظروف إن هو لصيق بممثل رئيس الجمهورية أو بالقائد الأعلى للقوات المسلحة (يقصد طنطاوي بالطبع) في اللجنة بتاعة إعداد الدستور مضافاً إليه زملاء آخرين .. يعني هو لصيق به في الفترة دي ، فممكن يكون احتياج خاص .... }
وهنا قاطعه علاء الأسواني قائلاً: {ماهو دا سبب أدعى لعدم الثقة}
وفي نفس اللحظة عقب نجيب ساويرس قائلاً: {دا بقى كده مصيبة بقى}
فرد الأسواني قائلاً: {آه دي مصيبة سودا}
العجيبة إن الفريق شفيق أكمل قائلاً: {أنا باطرح الموضوع بأمانة.. بأقول ممكن قوي الإعتمادية عليه بحكم العلاقة الموجودة والثقة فيه و..و..و..و }
فقاطعه نجيب ساوريس قائلاً: {بس دا معنوش ثقة}
فعقبت المذيعة على الفور متسائلة: {بس دا قد يفقد الناس الثقة في لجنة تعديل الدستور في حد ذاتها؟}
فكان الأعجب هو ردّ شفيق قائلاً: {يافندم أنا بأقول ما لديّ وفي الآخر حضرتك لكي أن تقولي رأيك .. أنا بأقول ما لديّ}
والمذهل أنه أكمل كلامه بالإنتقال إلى سبب بقاء وزير الخارجية!! دون أن يدرك فداحة وخطورة ما صرح به!! وبالفعل خرج من موضوع وزير العدل ودخل في موضوع بقاء وزير الخارجية!!!!
هو لا يدري أنه قال كلام في غاية الخطورة وهو تصريح كفيل لوحده بإقالته فوراً
إن الكلام الذي قاله الفريق شفيق كارثي بكل ما في الكلمة من معنى
وحتى نفهم ونعي خطورة ما قاله، يجب أولاً أن نقف على حقيقة أن وزير العدل شخص متهم من أكثر من خمسون قاضياً بالتدخل في بعض القضايا لصالح مسئولين ووزراء سابقين وحفظ التحقيقات في عدد من قضايا الكسب غير المشروع الخاصة بمسئولين كبار وامتناعه عن طلب إقرار الذمة المالية الخاص بوزراء سابقين ومسئولين .. أي أنها كلها قضايا تدليس وفساد هائلة
فإذا أدركنا أن هذا الإتهام موجه من أكثر من خمسون قاضياً شهوداً على فساده وانحرافه جاز لنا أن نفهم ونعي حجم الإتهام الذي ألقى به شفيق على المشير طنطاوي شخصيا!!
إن اتهام شفيق لطنطاوي -إذا حللناه- نجد أنه لا يحمل إلا معنى من اثنين:
- إما أن هذا الكلام صحيح ، وهذا معناه أنه يدّعي على طنطاوي أنه يتواطيء ويلتف شخصياً على مطالب الشعب، ويريد أن يضع مرعي في وجه التعديلات التي يطلبها الشعب بحيث يضع للدستوريين القائمين بتغيرها عدة ثغرات يستطيع طنطاوي أن ينفذ منها للتحايل على تحقيق المطالب الدستورية للشعب
وهذا بالطبع اتهام في غاية الخطورة ، ولو صحّ أو ثبت هذا .. فإنه التصريح به أمام الشعب يُعتبر من قبيل إفشاء الأسرار الحريبة القاتلة .. ويعتبر خيانة عُظمى للمشير طنطاوي .. لأن موقف طنطاوي سوف يكون في غاية الحرج أمام الشعب بهذا التصريح القاتل
- والإحتمال الثاني هو أن كلام شفيق غير صحيح بالمرّة جملة وتفصيلاً ، وانه لا يعدوا إلا أن يكون مجرد اجتهاداً منه في تفسير إبقاء مرعي في الوزارة ، وهو (في هذه الحالة) يكون اجتهاد الدبّة التي قتلت صاحبها بالغباء القاتل عندما حاولت قتل الذبابة الواقفة على وجه صاحبها النائم بحجر ضخم
وفي الحالتين يكون شفيق قد ارتكب خطأً جسيماً .. وجديراً بإقالته على الفور!
الفيلم التالي يظهر ما قاله شفيق بالحرف الواحد ابتداء من الدقيقة السادسة و38 ثانية
اسمع جيداً .. وتأمل :
https://www.youtube.com/watch?v=Jw4xeDwuYHs
مسعد القرني
كاتب وباحث
الجمعة 4 مارس 2011
[color:9f94=#fff]__._,_.___