أحقا المجلس العسكرى متزوج مصر كاثولوكيا وأورثوزكسيا؟!
د.يحيى القزاز
صدق من قال "تكلم حتى أراك"، و "تكلم أقل لك من أنت"، وعندما تكلم الجنرال متقاعد محمود زاهر في حلقة "ما وراء الخبر فى قناة الجزيرة" مساء الخميس 15/9/2011 عن العلاقة بين المجلس العسكري الحاكم مصر والأحزاب. تحدث الجنرال فرأينا وجهه الحقيقى وعرفنا محتواه الثقافى والمعرفى، الرجل فى حديثه منحاز إنحيازا أعمى إلى المجلس العسكري، وفي تعليقه على كلام الدكتور عمار علي حسن المحلل السياسي الرصين والمخضرم قال الجنرال فى عصبية: المجلس العسكري متزوج من مصر زواجا كاثولوكيا وأرثوذوكسيا وكل المصريين أبناؤه دون تفرقة وأن المجلس العسكري أخذ شرعيته من الشعب مرتين...وهلم جرا.
صُدمت من محلل استراتيجى –ولا أقول من متحلل من التفكير الاستراتيجى- ذكرنى قوله بماقاله "المغدور أمين عثمان" ربيب القصر وعميل الاستعمار الانجليزى إبان فترة الاحتلال البريطانى لمصر قبل ثورة 1952: "إن العلاقة بين مصر وبريطانيا هى علاقة زواج كاثوليكى". والتوقف واجب للتفرقة بين إقرار الجنرال بزواج المجلس العسكرى من مصر، باعتبار المجلس رجل قوى يتزوج من أنثى ضعيفة، ويصف "أمين عثمان" العلاقة بين دولتين"، أمين عثمان يشبه والجنرال يقر بخطيئة زواج المحارم، فكيف تتزوج قديسة عظيمة بحجم مصر من أبنائها، وفى اللغة التشبيه غير الإقرار.. العلم نور والجهل ظلام.س
ما هذا الكلام غير المسئول؟ و كيف لسلطة حاكمة أن تتزوج من دولة؟! وهل هذا الزواج سرى أم علنى بالإكراه؟! وكيف يكون كل الشعب المصري أبناء للمجلس العسكرى؟ ما هذه المجاملات ولا أقول النفاق الرخيص الذى يؤله الحكام ويستبدل دكتاتورية كان لها أثر من شرعية ماضية بديكتاتورية لاشرعية لها لا فى ماضى ولا فى حاضر. هل هذا الجنرال كان في وعيه عندما خرج الكلام المهين من فمه سيلا عرمرما؟ هل أصبح نفر بحكم سلطته أكبر من مصر؟!! مصر التي يضحي كل الشعب بأرواحه من أجلها والجيش هم أبناء الشعب وليسوا ملائكة هبطوا من السماء ولاشياطين هبطوا من جهنم. بجملة غير مسئولة تزوج المجلس العسكرى الذى آل إليه الحكم بالصدفة من مصر!! يمكن القول بأن مجلس حاكم جعل مصر في تلك اللحظة وبأرق الأوصاف "محلك سر" ولا أقول عادت أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك المخلوع، واستبدلنا زيد بعمر.
ألاحظ لغة عنترية وخطابا "عنجهيا" تجاه الشعب المصرى من قِبل الجنرالات المتقاعدين الذين يعملون بالتحلل السياسي وكأن السلطة من السادة والشعب من العبيد، وعلى العبيد أن يحمدوا الله أن من عليهم بسادة يرعون مصالحهم، وعلى المجلس العسكري ومحلليه أن يعرفوا الفرق بين التحليل والتحلل وأن كل المؤسسات المصرية هي نبت لمصر، ومن يأخذ راتبه من الشعب المصرى لايتعالى عليه، ولن نسلم لأحد مهما كان وضعه ووطنيته ولن نرضى بأن نعود إلى أيام "مبارك المخلوع" ولو كلفنا هذا البقية الباقية من حياتنا.
وعلى الجنرال متقاعد محمود زاهر أن يعرف أن المجلس العسكري لم يصنع شيئا يذكر لمصر حتى هذه اللحظة، حتى الأمن لم ينجح في توفيره ومازال الإنفلات الأمنى سمة المجلس العسكرى، بالإضافة إلى رفضه تغيير قيادات المؤسسات التي عينها الحزب الفاسد البائد، وفي عدم التغيير خيانة للثورة، وعليه بأن يعرف بأن المجلس العسكري سطا على الثورة وإستولى عليها بمباركة جماعة الإخوان الذين يعانون حاليا من سوء تصرفهم، وحولها من ثورة ذات تغيير جذري إلى حركة إصلاحية ذات تغيير جزئي، وليته حاول الإصلاح بالإحلال والاستبدال، وظللنا محلك سر وهانحن نعود القهقرى.
المجلس لم يكن شريكا فى الثورة،وهل من شريك يعمل على هدم الشركة وعدم تنميتها وتحقيق مصالحها؟ اللهم إذا كانت هناك نظرية حديثة تسمى بالشراكة الفاعلة الهدامة لعمل تنمية مستدامة تدفع بقود للخلف، فكيف يكون شريكا ويعمل على هدمها؟ قد تكون شراكة من نوع جديد تسمى بالشراكة السلبية لديها القدرة على العودة للوراء والحفاظ على مخلفاته وعاجزة عن التقدم للأمام فعيون القيادة معلقة بماضيها. ولماذا لم تغل الدماء فى عروق الزوج المزعوم ويرمى بيديه بعيدا عنها من حاول أن يذل عرضه ثلاثين عاما؟ لماذا لم يفعل؟ ولماذا انتظر ثورة ابناءها لتحريرها بالدم والشهادة؟
إحترامنا وثقتنا فى العسكرية المصرية جعلنا نسلم تسليما أعمى وبكل ثقة لقواتنا المسلحة، وقمنا بتسليم ثورتنا للمجلس العسكرى، وصمتنا على تصرفات المجلس العسكري المتخبطة عساه يفيق فإذا به يتمادى فى التخبط وقهر المواطنين وانتهاك حرياتهم وحرماتهم وعدم الوفاء باستحقاقات حان موعدها.
مصر يا سيد زاهر لا يمكن أن تقع فى خطيئة زواج المحارم، ولايمكن أن يتزوجها أحد أو نفر من أبنائها، مصر هى أم الشعب المصرى كله الصالح والعاق منه، مصر إن أردت تشبيهها بالأنثى فهى تماما كالسيدة البتول "مريم العذراء" أم سيدنا عيسى المسيح عليه السلام، فهل للعراء البتول زوج؟!! وكذلك لايصح أن يكون لأم الشعب المصرى زوج.
أتمنى أن تصل الرسالة لكل المحللين والمتحللين، ومن يخطئ عليه بالاعتذار أو الابتعاد عن الإدلاء بالرأى، فيسئ لمن يعتقد أنه يدافع عنهم بجهالة كالدبة التى قتلت صاحبها.
مساء الخميس 15/9/2011
مع تحياتى - سيد أمين
شاعر وصحفى عربى مصرى
هاتف محمول 0125499663
منسق عام "الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك"
https://www.facebook.com/group.php?gid=177305179592
موضوع: أحقا المجلس العسكرى متزوج مصر كاثولوكيا وأورثوزكسيا؟! د.يحيى القزاز 
السبت سبتمبر 17, 2011 12:06 am