القصائد التائبة .. ياسمين العثمان كاتبه من اليمن

القصائد التائبة

وها هو ذا الآن قلبي بين يديك يعلن توبته عن كل ما اقترفه في عشقك و أعلن
أنا معه
إقلاعي وتبرئي من كل طقوسي في محراب هواك :فالتوبة ..التوبة.. لن اطلب
منك بعد الآن أن تضمخ وسادتك بقبلاتي الهادرة وان تغرق وجهك في لجتها.
والتوبة ..التوبة لن اطلب منك بعد الآن أن ترسم على خدك وأنت تخلع عنك
قميصك أو ترتديه قبلات بعدد زرارات ذاك القميص .
والتوبة.. التوبة لن اطلب منك بعد الآن كلما وقفت أمام المرآة أن تخلع
نظارتك وتلثم عينيك وهما مفتوحتان على طريقة فيروز(بوسلي عينيه وهن ومفتح
هن عينيه )
والتوبة.. التوبة وسأطلب منك منذ الآن أن تتدثر جيدا كلما هطل المطر
فشعري لن يكون هنا كما في نزاريات حبيبتي والمطر
والتوبة ..التوبة لن أراك على كل شئ كأنك في الكون كل البشر كأنك درب
بغير انتهاء واني خلقت لهذا السفر مع تذكير المخاطب كما في تأوهات جويدة

والتوبة التوبة لن ادهق فضاءات عيناي بالحسرات والتساؤلات المتعجبة
كلما نادى المنادي(ما عاد بدري قلت لي وش تحرى ذابت نجوم الليل من جمر
الآهات)
ولن ابحث عن الإجابة عن سؤال منظوم( أبي اعرف متى تسكن رياحك وأبي اعرف
غرورك هو متى يطلق سراحك وأبي اعرف إذا باقي في بحرك موج اكسر فيه
مجدافي)
والتوبة من التعريج على كل (ألاماكن المشتاقة لك)
والتوبة التوبة..فلن اكتفي بعد اليوم(بنظرة ترد الروح أعيش فيها عشان
بكره عشان ليلي اللي كله جروح)

والتوبة.. التوبة فلن ا تسمر بعد الآن أراقب الأحوال الجوية للمدينة التي
باتت تقطنني بفعل وجودك فيها فقط لأتوسل الشمس ألا تلفحك واسترحم الريح
ألا تجرحك واستجدي المطر أن يبحث لك عن جليس فانا اعرف أني مذ رحلت
عنك وعندك عقدة المطر.

والتوبة.. التوبة فلن الهث خلف حظك اليوم لأربط حظي به فبرجي غير برجك
ولكني لم افقه ذلك وظللت اتشائم لبكاء حظك واتفائل لفرحه بل ويصيبني
الفقر والثراء فقط بالرائحة دون أن يقع في راحتي دينار أو درهم.

والتوبة.. التوبة فلن امرر قلبي وجوارحي بعد الآن على أشقائك في الاسم من
الأطفال ولن أظل كسنونة جائعة ابحث عنه في شاشات التلفاز أو الصحف
والمجلات لاقتات على فتات الحبر الجاف الميت والذي يحيه اسمك.
والتوبة.. التوبة فلن أخشى على نفسي بعد الآن أن يصيبها أي مكروه لأنها
كما قلت لي وديعتك عندي.
والتوبة ..التوبة فلن أبقى وحدي تحت الظلام بينما يشعل الناس الشموع
والتوبة التوبة فلن أظل بلا دثار في البرد بينما يتدثر الناس فقط لظني
انك بداخلي شمس الدفء والنور.
والتوبة التوبة من اعتناقك دين والإيمان بك وطنا والحياة بك روحا
والاتكاء عليك جسدا ثانٍ للجسد واهاب للخلود.
والتوبة ..التوبة فلن أقف اذرع الأبواب بالطول بذراعي أو بالمتر كي
اعرف فقط هل سيرقد راسي على صدرك تماما إن وقفت بجوارك ولن أشكل بعد
الآن بطانيتي لتجسد طولك ليتسنى لي بالفعل أن أضع راسي على صدرك لأسمع
ما يشي به قلبك بعد أن يئست أن يرقد ذاك الرأس على صدرك بفعل فرق الطول.
والتوبة ..التوبة سواء على طريقتي أو على طريقة عبد الحليم المهم أنها
التوبة.

ياسمين العثمان
كاتبه من اليمن

ياسمين العثمان yassmin.alothman@gmail.com

» مهندسة سورية تصمم سيارة
» الإمرأة التائبة و موسى عليه السلام
» اليمن …. إلى متى ؟؟
» هل جاء دور اليمن بعد العراق
» الجاحظ في اليمن