عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: *قبلتنـا الأولى و هيكلهـم المزعـوم* الأحد سبتمبر 02, 2012 10:27 pm | |
|
*قبلتنـا الأولى و هيكلهـم المزعـوم*
الكاتب الباحث المفكر
محمد صبحي العليمي
قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.. صدق ربنا العظيم.. المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن ..ومعنى الاسم الأقصى أي الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أي أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح.وقد كان المسجد الأقصى يعرف ببيت المقدس قبل نزول التسمية القرآنية له..وجاء في شرح الحديث في فتح الباري لابن حجر العسقلاني وتفسير ابن كثير، أن أول من أسس مسجد بيت المقدس، وهو المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام؛ ليكون قبلة لبعض ذريته، وذكر بعض أهل العلم أن أول من بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام، وأن داود عليه السلام أراد تجديد ذلك البناء، ولكنه لم يكمله فأكمله ابنه سليمان عليه السلام وأتمه وبناه بناء عظيمًا. وفي ذلك يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته "أراد داود عليه السلام بناء مسجده علي الصخرة فلم يتم له ذلك وعهد به إلى ابنه سليمان فبناه لأربع سنين من ملكه ولخمسمائة سنة من وفاة موسي عليه السلام واتخذ عمده من الصفر وجعل به صرح الزجاج "انه صرح ممرد من قوارير" وغش أبوابه وحيطانه بالذهب وصاغ هياكله وتماثيله ومنارته ومفتاحه من الذهب وجعل في ظهره قبرا ليضع فيه تابوت العهد وهو التابوت الذي فيه الألواح وجاء به من صهيون بلد أبيه داود تحمله الاسباذ والكهونيه حتى وضعه في القبر . ولم تستمر الدولة العبرية التي أقامها داود وسليمان في القدس طويلا، فقد انقسمت في عهد أبناء سليمان إلى مملكتين هما إسرائيل ويهود، التي اتخذت من القدس عاصمة لها، وتعرضت المملكتين للتدمير الشامل علي يد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، والذين أسروا سكانها اليهود فيما عرف باسم "السبي الأول" ثم علي يد البابليين بقيادة بيختنصر عام 587 ق.م، والذي حطم مدينة القدس واخرج اليهود منها وأخذهم إلى بابل كأسري وهو ما يعرف بالسبي الثاني... ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية - 96 هجرية،ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي..
وتظهر قدسية المسجد الاقصى عندنا نحن المسلمين فى ارتباطه بعقيدتنا منذ بداية الدعوة. فهو يعتبر قبلة الانبياء جميعاً قبل النبي محمد وهو القبلة الأولى التي صلى إليها النبي قبل أن يتم تغير القبلة إلى مكة.
وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الاسراء والمعراج حيث أنه أسرى بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي إماماً بالانبياء ومنه عرج النبي إلى السماء. وفي السماء العليا فرضت عليه الصلاة.
ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، فقد ذكر النبي ان المساجد الثلاثة الوحيدة التي تشد إليها الرحال هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة". .
فما بال هيكلهم المزعوم ؟؟؟؟
عندما نقف على حقيقة الهيكل الذي نسج اليهود المعاصرون حوله أسطورة كبيرة، ويتخذونها اليوم حُجة لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة لهدم المسجد الأقصى، ندرك للوهلة الأولى أنه ليس للهيكل وجود حقيقي، بل هو أسطورة يهودية نسجتها أيدي أحبار وحاخامات اليهود، ثم نسبتها إلى نبي الله سليمان - عليه السلام-، حيث قال أحد حاخاماتهم ( لا اسرائيل بدون القدس ولا قدس بدون الهيكل ) والثابت تاريخيًا - وكما جاء في السنة النبوية - أن سليمان، عليه السلام، لم يبنى هيكلاً كما تزعم التوراة، بل الثابت أنه بنى لله تعالى مسجدًا وهو المسجد الأقصى، وإن قصة الهيكل كما ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية، والهيكل نفسه ليس له وجود حقيقي في التاريخ. ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة". ولكن فى عقيدة اليهود ان الهيكل بناه سليمان عليهالسلام تحت المسجد ..واصبحت الان هذه الواقعه اساس عقيدتهم .فيعتقدون ان الله وعد اليهود فلسطين لأنها ارض الميعاد وأمرهم بهدم المسجد الاقصى وان يشيدوا الهيكل حيث ينزل عليهم الرب ( المسيخ الدجال ) وسوف يتبعه مائة الف من بنى يهود وسوف يحارب بهم الكفار واعداء اليهود وسيحكمون معه العالم ... فاليهود تنظر الى غيرهم من الملل والسلالات الاخرى من بنى البشر انهم عبيداً لهم .كزعمهم بأن نبى الله نوح وهب ابنه سام ( اصل سلالة اليهود ) ارض فلسطين وامره ان يجعل اخوه حام وذريته من بعده عبيدا له
عوده الى الهيكل المزعوم :: للهيكل مكانة كبيرة في معتقدات اليهود وفي وجدانهم الديني، يقول المؤرخ "ول.ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة" متحدثا عن مكانة الهيكل وقدسيته لدى اليهود:"كان بناء الهيكل أهم الحادثات الكبرى في ملحمة اليهود... ذلك أن هذا الهيكل لم يكن بيتا ليهوه "إله اليهود" فحسب، بل كان أيضا مركزا روحيا لليهود وعاصمة ملكهم، ووسيلة لنقل تراثهم، وذكرى لهم، كأنه علم من نار يتراءى لهم طوال تجوالهم الطويل المدى على ظهر الأرض. وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني، وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم، والهيكل عندهم كنز ثمين لأن الله كما يزعمون خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه". ** لا اله الا الله العلى العظيم**
ولما هدم الهيكل في 70م، ولم يستطع اليهود إعادة بنائه ابتدعوا كثيراً من الأساطير جعلوها عقائد وطقوس لهم، فهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة، فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل، وقد ينثر بعض الرماد على جبهة العريس لتذكيره بهدم الهيكل.ويصوم اليهود يوما في كل عام، هو يوم التاسع من أغسطس احتفالا بذكرى هدم الهيكل، لأنه هدم في ذلك اليوم، ولهم صلاة خاصة في منتصف الليل حتى يعجل الإله بإعادة بناء الهيكل..
وجدنا قمة التناقض فى مكان وجود الهيكل المزعوم !!!! ورغم أن موضوع هيكل سليمان له أصل في التراث الديني القديم والحديث عند اليهود، وأنه ذكر في "الكتاب المقدس" (التوراة وبقية الأسفار)، وفي التلمود، ((وهي كتب تم تحريفها بأيدي الأحبار والرهبان))، إلا أنه من الناحية العلمية الموضوعية، فإن التاريخ لا يثبت وجود هذا الهيكل، بل يعتبره من الأساطير والخرافات المؤسسة للعقيدة اليهودية.
ويمكن الرد على خرافات هيكلهم المزعوم بعد الدراسه والبحث فى اكثر من موضع ، من أهمها التناقض والاضطراب والاختلاف الموجود بين نصوص الكتاب المقدس حول مكان وجود الهيكل، ثم الاختلاف بين الطوائف اليهودية في المكان الذي بني فيه الهيكل::- فاليهود السامريون يعتقدون انه بني على جبل "جرزيم" في مدينة نابلس، ولا يعترفون بالمزاعم اليهودية، ويستدلون على ذلك بسفر التثنية أحد أسفار التوراة الخمسة.
أما اليهود المعاصرون من الحاخامات والعلماء الباحثين، وخاصة القادمين من أمريكا وبريطانيا "الإشكناز" فهم يعتقدون أن هيكل سليمان تحت الحرم القدسي، ولكنهم مختلفون فيما بينهم في تحديد مكان الهيكل، واختلافاتهم تصل إلى خمسة أقوال كلها مختلفة ومتناقضة، فمنهم من يزعم انه تحت المسجد الأقصى، ومنهم من يزعم أنه تحت قبة الصخرة، ومنهم من يزعم أنه خارج منطقة الحرم، ومنهم من يزعم انه على قمة الألواح وهي في منطقة الحرم بعيدا عن المسجدين. ولقد أثبت علماء الآثار من اليهود والأوروبيين والأمريكان الذين نقبوا واشتغلوا بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف، أنه لا يوجد أثر واحد لهيكل سليمان تحت الحرم القدسي .. لا تحت المسجد الأقصى ولا تحت قبة الصخرة، وشاركهم في هذا الرأي كثير من الباحثين اليهود والغربيين، مما دفع بعضهم إلى أن يقول إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود، ومن أشهر هؤلاء العلماء اليهود "إسرائيل فلنتشتاين" من جامعة تل أبيب ونشرت آراؤه منذ فترة قريبة، وغيره كثير. ولقد نفت نفياً قاطعاً دراسات أجراها باحثون وعلماء آثار يهود فكرة وجود هيكل سليمان في الحرم القدسي الشريف.. بل ذهب بعضهم إلى أن الهيكل قد بناه سليمان خارج الحرم القدسي، بل هناك دراسة حديثة لعلماء يهود تنص صراحة على أن منطقة الحرم القدسي الشريف خارجة عن المنطقة المقدسة لدى اليهود. وايضا أكد كثير من المهندسين العالميين، الذين درسوا التربة التي يقوم عليها المسجد الأقصى، وتعمقوا فيها، بأنه لا يوجد في ذلك المكان أي دليل أو شبهة لأي من أثر هيكل النبي سليمان، الذي تدعي الصهيونية أنه مدفون بجوار حائط المبكي الغربي بالمسجد الأقصى، بل إن كل الدراسات تنتهي بنتيجة واحدة هي أن هيكل سليمان لم يكن موجودا في هذه المنطقة علي الإطلاق، ولا يوجد أي دليل تاريخي واحد يقطع بـأن حائط البراق الذي يسميه اليهود "حائط المبكي" هو جزء من هيكل سليمان بل إن اسمه الحقيقي كما سماه المسلمون " حائط البراق " نسبة إلى البراق الذي ورد ذكره في حديث الإسراء والمعراج.. كما أكد المهندس رائف نجم رئيس لجنة إعمار الأقصى المبارك - في مقابلة مع الكاتب - أن الحفريات اليهودية التي تمت في الحرم الشريف، منذ عام 1967 وحتى اليوم، لم تعثر علي أي أثر لهيكل سليمان، ولكنها اكتشفت آثارا إسلامية من العهد الأموي، وأخري بيزنطية ورومانية، وقال أنه دخل النفق الذي افتتحوه ووجد في داخله بعض الآثار الإسلامية، مثل الأعمدة والأقواس الإسلامية من العهد المملوكي، ولم يجد أي أثر يهودي.
ولكن السؤال الذى يجول فى خاطر الكثير هو : لماذا يقف اليهود عن هدم المسجد وتشييد الهيكل حيث انهم يمتازوون بالتمسك بعقائدهم المحرفه والعمل على تحقيق نبوئات تاريخهم المزيف والمخرف ؟؟؟ الاجابه على هذا السؤال بها تشعبات فنرجو التركيز واسترجاع ما سطرناه فى بداية الموضوع ..فهناك اشتراك بين الانجيليين واليهود فى بعض العقائد الغريبه التى لا أصل لها وهى نزول الرب بعد بناء الهيكل ( المسيخ الدجال عند المسلمين ) ( والمسيح عند النصارى).. ليحررهم ويعود بهم الى سالف مجدهم ولذلك نرى مساندة أمريكا ودول اوروبا لمخططات اسرائيل والدفع بكل غالى ونفيس فى سبيل تحقيق ذلك ... ولكن لكل شىء ولكل حدث بشارات فما هى بشارات اليهود فى زعمهم التى تعد اللحظه الحاسمه فى تنفيذ مخططهم وتحقيق اصول عقيدتهم ؟؟؟ يقال انهم فى انتظار البقره الحمراء الخالصه ( هذه هى البشرى المنتظره) من المفترض عن ظهور تلك البقره يقوم اليهود على رعايتها وتسمينها لمدة ثلاث سنوات ثم يذبحونها ويقوموا بحرقها والتطهر برمادها ...( البقره المقدسه ) لان عقيدتهم تقول بأن من سيبنون اليهكل هم الطاهرين المتطهرين .. والى ان تظهر لهم البشرى لا يكلون ولا يملون من التجهيز لتنفيذ مخططهم بضرب اساسات المسجد الاقصى وعمل الانفاق والحفر من تحته لكى يتصدع ويهدمه اى زلزال او انفجاراتهم القريبه من المسجد ثم يبدؤون فى تشييد هيكلهم . ومن ضمن بشاراتهم التى كانوا ينتظرونها ضرب العراق وسوريا وتشريد اهلها وهو ما ساعدهم على تحقيقه الولايات المتحده الامريكيه ( الدوله الراعيه للصهيونيه ) وهذا ما أكده رئيس وزرائهم السابق فى احد المقابلات :: ان جورج بوش لم يساند اليهود و لم يحتل العراق الا لأسباب عقائدية لأن التوراة (المزيفة) تنص على أن المسيح لن يتنزل الا بعد قتل و تشريد أهل العراق و سوريا و تذبيحهم و اذلالهم لذلك بدأ بالعراق .. أى ان السبب من دخول العراق ليس البترول او الارهاب ولكن ( النبوءه ) وها هى سوريا تعانى ويلات الحروب الاهليه وموت اطفالها وتشريد اهلها
.. وأخيراً وليس أخراً وما أجده اخطر شىء الان هو أن هيكل سليمان المزعوم المراد بناؤه محل المسجد الاقصي من الأولويات المهمة لعشرات الجماعات اليهودية المتطرفة مثل "أمناء جبل الهيكل" و "معهد الهيكل" ، كما يعتبر من الأولويات لجماعات مسيحية منشقة مثل "منظمة الأغلبية الأخلاقية" و"مؤسسة جبل الهيكل" وجماعة "المسيحيين الإنجيليين" و "السفارة المسيحية الحولية" التي تمتلك خمسة عشر قنصيلة في الولايات المتحدة ، إضافة إلى "هيئة المائدة المستديرة الدينية" التي تعتبر إحدى أخطر الجماعات لما لها من تأثير على عمل اليمين المسيحي في أمريكا وتنقسم إلى "منظمة مترجمو الكتاب المقدس" و"عصبة الكنيسة في أمريكا" التي تشكل الداعم الأساسي للإستراتيجية الإسرائيلية لأسباب لاهوتية .
والى الان لا اعرف قولاً أقوله يحرك ساكناً غير ما قيل من ابن الوليد سيف الله ( فلا نامت أعين الجبناء ) ..
/// محمد صبحى العليمى ///
| |
|
عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: رد: *قبلتنـا الأولى و هيكلهـم المزعـوم* الأحد سبتمبر 02, 2012 10:38 pm | |
|
يسعدني أن انقل لكم قراءنا الاعزاء تعليق غني ثري حول الموضوع للاهمية
للعالم والمفكر
الكاتب الباحث
دكتور محمد حسن كامل الموقر
أخي الباحث والكاتب القدير
(( محمد صبحي العليمي ))
أشكرك على إثارة هذا الموضوع مرة أخرى , هذا وقد تعرضت له منذ أكثر من عامين وقد تناقلته وسائل الاعلام عبر المواقع المختلفة......!!! أكرر شكري على زاوية معالجتك للموضوع بشكل مختلف عما كُتب من قبل . وإليك ما كتبت في هذا المنحى الشائك . الحديث عن هدم الاقصي اخذ منحى خطيرا في وسائل الاعلام لماذا بالذات تلك الايام؟ وما حقيقة هيكل سليمان المزعوم؟ وما هو مقياس رد الفعل لمقياس ( ريختر ) للعرب والمسلمين إزاء ترويج الشائعات التي تُلّوح بذلك؟ وما رد فعل الحكومات العربية والاسلامية ازاء تلك المعلومات ولو كانت كاذبة؟ وما هو كشف الحساب بين المكسب والخسارة في الترويج لتلك الشائعات؟ وهل رد فعل الشارع العربي كافي لتعيد اسرائيل حساباتها؟ والسؤال يكرر نفسه حينما جاء ابرهه الحبشي بفيله لهدم الكعبة فقال عبد المطلب جد رسول الله كلمتة المشهورة (إن للبيت ربّاً يحميه) وقد كان وسورة الفيل تقدم اروع معركة حربية لا تستطيع الاجهزة الرقمية ان ترصد تلك الحرب بسلاح جديد لم ولن ندركه اسمه (طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول) في هذا الملف الشائك حسب البشر حسابهم ونسوا ربهم واقولها لن تستطيع اسرائيل ان تهدم الاقصي للاسباب الاتية لقد شرحت هذا في مقالي الجبر وحساب المثلثات يكشفان كلمة السر 313 والمنشور في واتا هنال سورة ذات الايات الثمانية تتحدث عن الصراع العربي الاسرائيلي وهي سورة التين ذات الايات الثمانية وهي اهم اماكن استراتيجية في العالم وتبدا السورة بالقسم والله يقسم بما يشاء من خلقه (وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ ﴿1﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿2﴾ وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلْأَمِينِ ﴿3﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ ﴿4﴾ ثُمَّ رَدَدْنَـٰهُ أَسْفَلَ سَـٰفِلِينَ ﴿5﴾ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍۢ ﴿6﴾ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ ﴿7﴾ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَـٰكِمِينَ ﴿8﴾ ) والقسم هذا له ثلاثة محاور الاول القسم بالاماكن وهي القدس وطور سيناء ومكة المكرمة والثاني اشارة للانبياء في تلك المنطقة وهم عيسي في بلاد المقدس وموسي في طور سيناء ومحمد صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمة والتي في الاصل كانت تدعي بكة والمحور الثالث الاشارة الي الكتب السماوية من انجيل وتوراة وقران. والقسم له دلاله جبرية فاذا نظرنا الي الاماكن علي حسب نص القسم التين والزيتون اشارة للقدس وهي تبدا بحرف(( ق )) وطور سيناء يبدا بحرف(( ط ))وبكة تبدا بحرف(( ب ))والحروف الثلاثة تكون لفظ (( قطب)) وقطب الشئ اي مركزه من اجل ذلك خص الله تلك المنطقة باسمي الاهداف وهي نشر الدعوة والسلام في العالم. واذا نظرنا الي القسم من حيث الكتب وجدنا انجيل بدا بحرف(( أ ))وتوراة بحرف(( ت)) وقرآن بحرف(( ق ))والحرف الثلاثة من اسماء الكتب تكون كلمة(( اتق )) وهي فعل امر مبني علي حذف حرف العلة والكسرة دليل عليها . واذا نظرنا الي القسم من حيث اسماء الانبياء والرسل نجد ان عيسي يبدا بحرف(( ع ))وموسي بحرف (( م ))ومحمد بحرف(( م ))والكلمة من الحروف الثلاثة هي ((عمم ))اي انشر بصيغة الامر ومن هنا ندرك الاسرار الاستراتيجية في القران الكريم في تلك السورة وهي تؤدي هذا المعني المذهل عمم قطب التقوي الامر الذي يشير صراحة الي ان استقرار ذاك المثلث السياسي هو استقرار للعالم وان اي زعزعة فيه اضطراب للعالم اجمع . ويعقب الله تعالي بقوله (أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَـٰكِمِينَ ) ؟ أليس الله بأعدل العادلين حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو ? أو . . أليست حكمة الله بالغة في هذا الحكم على المؤمنين وغير المؤمنين ? والعدل واضح . والحكمة بارزة . . ومن ثم ورد في الحديث المرفوع عن أبي هريرة:" فإذا قرأ أحدكم(والتين والزيتون)فأتى آخرهاأليس الله بأحكم الحاكمين ?). . فليقل . . بلى وأنا على ذلك من الشاهدين " . . وفي سورة الاسراء يقول الحق تبارك وتعالي مشيراً الي هذا المثلث: (( سُبْحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًۭا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَـٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ)) تبدأ السورة بالتسبيح لله رب العالمين ثم تبدأ الرحلة من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي ويشير اليه بقوله ( الذي باركنا حوله ) الاية التي تحمل اسرار الهندسة الوصفية والمستوية والفراغية كيف ؟ كما رسمنا مثلث سورة التين طبقاً للايات بين ( القدس وطور سيناء ومكة المكرمة ) واذا رسمنا دائرة تمر برؤس المثلث الثلاثة با قامة عمودين علي الضلعين الول من القدس حيث المسجد الاقصي الي طور سيناء حيث الكليم موسي والضلع الثاني بين طور سيناء ومكة المكرمة العمودان يلتقيان ليكونا مركز الدائرة هذة الدائرة تمر بارض العراق وتقع النقاط مكة المكرمة وطور سيناء والمسجد الاقصي علي محيط الدائرة وكل نقطة تعتبر مماس علي محيط الدائرة وهي دائرة الانبياء جميعاً واتحدي اي عالم او مؤرخ يثبت ان نبيا او رسولا كان خارج تلك الدائرة. التي خصها الله بعنايته ورعايته كيف يهدم الاقصي وقد احاطه الله بالبركة ومن نال بركة الله لن يمسه سوء اسرائيل تلعب باعصاب العرب والمسلمين لقياس درجة الفوران والغليان في الشارع السياسي العالمي والعربي والاسلامي. هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي بل نأخذ بالاسباب والله يدافع عن الذين امنوا. هذا البحث لقادة وحكام العالم العربي والاسلامي لوجه الله تعالي املا في الوحدة وتحدي الخطر والله يقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فهل ستظلنا سماء الوحدة يوما ما؟ وتلك الرسالة اوجهها لحكماء العالم ومثقفيه لمواجة اي خطر تتعرض له المنطقة .. اقرأ معي راي الدكتور راغب السرجاني انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يُهدم الأقصى؟ ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقى عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟ إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى. إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين: حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى أما الهدف الأول: فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يُشبه التطعيم الذي يقوم به الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف على طبيعته، فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يُحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود.. هذا هدف.. أما الهدف الثاني: فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون رد فعل المسلمين ومظاهرات لنصرة الأقصى من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون. ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا.. اقتحام اليهود المسجد الأقصى ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟ ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟! إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها الباحثون والمحللون. وواقع الأمر - الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!! فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية، وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قال: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ". قال ثم أي؟ قال: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قال: كم بينهما؟ قال: "أَرْبَعُونَ سَنَةً"[1]. والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم ، أو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله قال: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا..."[2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على بنائه، وهو تصريح من رسول الله أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي، وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال.. ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟! والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن.. والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟ هل يمكن أن يهدم الأقصى؟ والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة.. إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما وضعنا بعد بعثة رسول الله فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا.. إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن نصرة دين الله U، فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها، ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية! إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة.. إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى.. نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات.. إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط.. إنني أقول هذه الكلمات الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة: صد هجوم اليهود على المسجد الأقصى أما النقطة الأولى: فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة.. وأما النقطة الثانية: فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء! إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما كلام رسول الله ومن بعده شهداء المسلمين الصحابة الكرام.. فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله ما أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا"[3]. ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه[4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة.. يطوف بالكعبة، ويقول: "يقول رسول الله r فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير t: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[5]. فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله r، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق.. والنقطة الثالثة: التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر، فالله يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح.. أما النقطة الرابعة والأخيرة في هذا المقال: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا، ولو عدنا إلى الله عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة.. ولست أعني بالعودة إلى الله اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً لا يأس فيه. إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس، وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مباهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون. ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين. المراجع د. راغب السرجاني [1] البخاري: كتاب الأنبياء، باب {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94] النسلان في المشي (3186)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (520). [2] سنن النسائي: كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (693)، وسنن ابن ماجه (1408) واللفظ له، ومسند أحمد بن حنبل (6644)، صححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (2090). [3] سنن ابن ماجه: كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله (3932). [4] ذكر الترمذي قول عبد الله بن عمر في حديث رقم (2032). [5] البخاري: كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (5665)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (2586). وبعد تلك الدراسة لماذا نسقط الله من حساباتنا ؟ لقد قالها عبد المطلب ونحن الان نقولها ( للبيت ربّاً يحميه).....!!!
فائق مودتي وتقديري محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب محرر ومدقق في الموسوعة العالمية (( ويكيبيديا )) سفير سلام في فيدرالية السلام العالمي التابعة للأمم المتحدة للمزيد عني اكتب على جوجل اسمي ترى حرفي ووسمي ورسمي
| |
|