المقاومة تفتح جبهة من سيناء

انظروا إلى الخريطة كيف يبدو الموقع الاستراتيجي الممتاز لشبه جزيرة سيناء, البحر الأحمر في الجنوب وخليجيه من الغرب خليج السويس, ومن الشرق خليج العقبة, وفي الشمال البحر الأبيض المتوسط, فلولا توقف الخليجين عن الامتداد حتى البحر البيض المتوسط لصارت سيناء جزيرة وليس شبه جزيرة, ثم انظروا إلى توسط شبه الجزيرة بين بلدان الجوار الأكثر التصاقا بفلسطين المحتلة, الأردن وجنوبه السعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة من الشرق, ومن الغرب مصر, وهي غير بعيدة عن بلدان أخرى شرق أوسطية, ولا أحد يمكن له أن يراقب سيناء بامتدادتها البحرية والبرية والجوية, فإنزال السلاح بها ليس بالأمر العسير, وذاك ما تحتاج إليه المقاومة, السلاح وليس شيئا آخر غير السلاح. إن الأحداث الأخيرة التي انطلقت بصاروخ على عسقلان قيل إنه من غزة, ثم ثان بدأ معه الشك يحوم حول المنطلق, واليوم خمسة صواريخ على محيط إيلات في فلسطين المحتلة لم تخلف أضرارا بشرية, وآخر على العقبة الأردنية خلف قتيلا وأربعة جرحى أردنيين أبرياء للأسف الشديد, لكن لا بد مما ليس منه بد. فمن الذي يطلق الصواريخ من سيناء كما ادعى الكيان الصهيوني ونفى النظام المصري ذلك؟؟؟ في اعتقادي أن الذي يطلق الصواريخ هو المقاومة العربية, فهذه الجبهة أوسع من الجبهات الأخرى ويتوقع أن تنطلق منها مقاومة عربية شاملة, هذه هي الفرضية الأقرب إلى التصديق, وهناك فرضية شبه مستحيلة هي أن النظام المصري هو الذي يطلق الصواريخ حتى يجد حجة لتجاوز نزع السلاح عن سيناء المفروض عليه بنص اتفاقيات كامب ديفد المشؤومة, فرضية معقولة لكنها بعيدة عن التصور مع النظام المصري القائم, الذي يشارك في حصار غزة ويبني الجدار الفولاذي الرهيب حولها.