فلسطين تهزم أمريكا والكيان الصهيوني هزيمة نكراء على عتبة اليونيسكو .. بقلم عبدو المعلم

فلسطين تهزم أمريكا والكيان الصهيوني هزيمة نكراء على عتبة اليونيسكو .. بقلم عبدو المعلم

عندما تتعاقب الأحداث تنسينا بسرعتها المذهلة فيما سبقها من وضعيات .. حيث كانت أمة العرب منذ عشرات السنين بل مئاتها وآلافها نهبا للانحطاط والاستعمار والاستبداد والتخلف الفظيع .. وبالرجوع قليلا إلى ما قبل حادثة غزو فلسطين لليونيسكو وإلى ما قبل هذا العام نجد الفراغ الرهيب والخضوع المطلق للإرادة الغربية والصهيونية حتى أن عباس كان يعاضد الكيان الصهيوني في الحرب على المقاومة ويصرح بذلك جهارا نهارا ويتهمها بالسخافة والعبث وغير ذلك من الأوصاف الشنيعة ويزج بمناضليها ومسؤوليها في السجون ويمارس عليهم فنون التعذيب ولم يكن أحد يتصور أن يتوجه بطلب إلى اليونيسكو أو المنظمة الأم للعضوية فيها كدولة كاملة العضوية والحقوق .. ما الذي تغير وغير معه رئيس السلطة الداعمة للاحتلال؟ ذلك يعود إلى اجتياح الثورة العربية لبلاد الأمة مسقطة رؤوس النظام العربي واحدا بعد الآخر .. فكان أن استبق عباس قدوم الربيع إلى الضفة الغربية ليقتلعه ويرمي به مع المخلوعين إلى زاوية الإدانة والنسيان .. وانتبه كالمستيقظ من النوم العميق ليتذكر أنه بإمكانه أن يطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وفي منظماتها المختلفة مثل منظمة اليونيسكو .. لقد كان مضطرا إلى ذلك اضطرارا لإنقاذ سلطته وسمعته من انهيار محتوم لو هو بقى سائرا في ركب الصهيونية وحلفائها في الغرب وبقايا النظام العربي .. فشعر الكيان الصهيوني بالخظر وراح يسعى من أجل رفض الطلب .. وراحت أمريكا كعادتها تعضده وتتصهين أكثر من الصهاينة حفاظا على مواقع مسؤوليها في الحكم وعلى مصالحها الكبيرة في الشرق الأوسط الذي تريده جديدا أو كبيرا .. وها هي تعجز أمام عتبة اليونيسكو وتنفذ تهديدها فورا بإيقاف مساهمتها في ميزانية اليونيسكو دل ذلك تم بسرعة فائقة في خطوة عصبية تلت هزيمتها النكراء في التصويت لفائدة عضوية فلسطين الكاملة في منظمة اليونيسكو. كل هذا يؤشر على بداية النهاية للنظام العالمي الظالم الذي تتزعمه أمريكا لفائدة الشعوب التي ارتفع وعيها وقررت التحرر من هيمنة أمريكا ومن معها .. ومن ناحيته أعلن الكيان الصهيوني عن عقوبات سلطها على السلطة الفلسطينية بحرمانها من بعض أموالها وبالإعلان عن بناء مستوطنة جديدة كبيرة .. لكن هذا لا يغير من واقع الهزيمة البشعة التي تعرض لها الكيان الصهيوني وأمريكا حيث صوتت أغلبية ساحقة على طلب انضمام فلسطين لعضوية اليونيسكو .. كل هذا يرجع الفضل فيه إلى الربيع العربي الذي غير المواقف تغييرا كبيرا سواء بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية التي سارعت لإنقاذ نفسها من مد التغيير القادم لا محالة أو بالنسبة للأغلبية الساحقة من أعضاء اليونيسكو كل بالطبع فعل ذلك مراعاة لمصالحه الخاصة التي تحتم عليها نصرة الحق والعدل والحرية .. وإدارة الظهر لمن يصرون على معارضة التاريخ لأنهم لن يستطيعوا شيئا أمام رياح التغيير الجارفة .. مما يضع الكيان الصهيوني في موقف صعب تماما ويجعل أمريكا تفقد سيطرتها شيئا فشيئا على العالم ويظهر بطلان ادعائها بأنها السلطة الوحيدة في العالم .. لقد بدأ العالم يتغير بسرعة مذهلة ولا مفر من التسليم بالواقع والعودة إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان.

عبدو المعلم

» طرد السفير الصهيوني والصمت العربي وثورة الشعوب .. بقلم عبدو المعلم
» رأي في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم
» قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم
» شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2
» قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم