جامعة الدول العربية تجبر على التحرك .. بقلم عبدو المعلم

كانت جامعة دول العربية مصنفة من بين الموتى باعتبارها صورة طبق الأصل للنظام العربي الذي تمثله وإذا بها بعد ثمانية أشهر من المجزرة التي كانت تتستر عليها في سوريا تتحرك هل فعلا قد استعادت حياتها وأخذت في ممارسة وظائف الأحياء أم أنها موعز إليها من سادة العالم الصهاينة والأمريكان لتقوم بدور محدد لها في الأزمة السورية الخطيرة على غرار ما سبق لها أن فعلت في ليبيا؟ هذا السيناريو هو الاحتمال القوي لكن بالرغم من ذلك هناك عوامل أخرى منها وجود ثلاثة دول لحد الآن تعتبر من ثمار الثورة ولا يمكنها أن تقبل أمام شعوبها بالتصرفات التي كانت للنظام المستبد المطاح به .. كما أن ضغط الشعوب في كل بلاد العرب قد ارتفع واشتد وصارت النظم وحتى القوى الخارجية تحسب له ألف حساب .. ولا يمكن لعاقل أن يتصور صبرا أكثر وأطول لشعوب العرب على ما يجري في سوريا منذ ثلثي العام .. وما يمثله ذلك من ضغط وخوف على النظام العربي كله الذي صار حساسا جدا نحو ما يمكن أن يغضب الشعب .. بالإضافة إلى كل هذا فإن العالم كله يعاني من نفس الضغط من شعوبه التي ضجت مما يجري من حرب إبادة على الشعب السوري من أجل بقاء شرذمة فاسدة مستبدة في الحكم بكل الوسائل ولو اقتضى الأمر إفناء شعب سوريا عن بكرة أبيه .. كل هذه الأحوال وغيرها كثير حركت الجامعة التي كانتة ميتة وأعادتها إلى الحياة للقيام بدور هام في الأزمة السورية ينتظر تصاعده أكثر وقد أثار إعجاب العالم واندهاشه في آن واحد خاصة بالنسبة لأولئك الغافلين عما يجري من تحولات عميقة على الساحة العربية كلها .. فما ذا يا ترى يصدر عن اجتماع الرباط لوزراء الخارجية العربية اليوم؟ هل يكتفون بتعليق عضوية النظام السوري؟ أم يذهبون إلى أبعد من ذلك بوضع إجراءات عملية رادعة توقف النظام السوري عن ارتكاب المزيد من المجازل ضد الشعب المسالم الأعزل المطالب بحقوقه المشروعة المقدسة في الحرية والعدالة والكرام والتقدم.