الوسط .. نقطة الالتقاء السيد إبراهيم أحمد

الوسط .. نقطة الالتقاء

السيد إبراهيم أحمد

الوسط من الوسطية ، والوسطية تعنى التوازن والاعتدال، وذلك فى أبسط تعريفاتها ، وهى محل اتفاق عند عموم المسلمين ، انطلاقاً من قوله تعالى :’’ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ’’.

لهذا كان الإسلام وسطاً فى عباداته وشعائره ، وسطاً فى أخلاقه ، وتشريعاته ونظامه القانونى والإجتماعى ، وكذلك كان وسطاً فى أسلوبه المعماري في العمارة الإسلامية بتحقيق حالة منسجمة وجامعة للمادة والروح ، وأخيراً حين وازن بين الفردية والجماعية، إذن فقد شكلت الوسطية كمنهج ومفهوم وفلسفة درعاً حامياً للإسلام من الإنزلاق نحو التناقض الذميم، أو الثنائية المقيتة بين الروح والجسد أو بين الدنيا والآخرة، أو بين الدين والدولة، أو بين المادية والمثالية.

والمتأمل فى الجغرافية المصرية يجدها تجمع بين أطراف متعددة غنية ، وجوانب كثيرة خصبة وثرية ، وبصورة تؤكد فيها ’’ملكة الحد الأوسط ’’ وتجعلها ’’ سيدة الحلول الوسطى ’’ ، تجعلها أمة وسطاً بكل معنى الكلمة، بكل معنى الوسط الذهبى..كما يصورها هكذا الراحل جمال حمدان .

وتبدو أثر طبيعة مصر التقليدية على إنسانها ، من نيل جارِ ، ومروج خضر، وطقس خالِ من الثورانات العنيفة، والتقلبات الحادة، أن جعلته معتدل المزاج ، متفائل ، يميل إلى الوداعة والطمأنينة والهدوء ، والدعابة وحب الحياة ، وتتجلى أهم سماته الشخصية الثابتة فى تمسكه الواضح بالوسطية ، والتى تتجلى فى تمسكه بالقديم بغير مغالاة ، مع الإقبال على التجديد بحذر.
ومن هنا تلاقت الوسطية الإسلامية مع الوسطية المصرية ، فمن اتخذ الإسلام عقيدة ودين فصار مسلماً ، ومن اتخذ الإسلام ثقافة ، ولغة وتاريخاً ، مع احتفاظه بعقيدته ، دون أن يحدث تناقض فى الشخصية ذاتها،أو خلل فى الهيكل المجتمعى.

لهذا لم يكن غريباً أن يخرج على الساحة المصرية حزباً يحمل هذا الاسم، ويطرحه منهاجاً وفكراً، يرى من أسهموا فى تأسيسه أن النهوض بمصر وإخراجها من عثرتها أمر لايمكن لتيار واحد أن يقوم به وإنما هو عمل يحتاج إلى فكر الكل وجهدهم ، وأن مصر لديها ماتقدمه للعالم ؛ فقد أضفت من روحها وشخصيتها كمركب حضاري ثري بعناصره المتعددة طابعاً مميزاً على الحضارة العربية الإسلامية، الأمر الذى جعلها صاحبة ثقافة ثرية أسهم فى صقلها أبناؤها - مسلمون وأقباط - عبر العصورالمختلفة.

إذن كان الوسط كحزب هو نقطة الإلتقاء لأصحاب المنهج الوسطى من كافة التيارات ، فهو التجسيد السياسى لفكرة ومرجعية الحضارة المصرية العربية الإسلامية ، مع إيمانه التام بالدولة المدنية بألياتها الحديثة ، وقد انتظمت فيه هذه الثنائيات دون إقحام أو صدام أو تناقض ، شأنه فى ذلك ـ كحزب مصرىـ شأن الشخصية المصرية الذى يمثلها أحسن تمثيل ، إن لم يكن الأحسن تمثيلاً لها بين كافة الأحزاب.

الأديب الأريب

الكاتب الشاعر

السيد ابراهيم احمد

ساحر القلم بكل ما كتب
جميل جدا كل ما دونته من معلومات عن الوسطية
ولكن هل يا ترى يتم تطبيقها بالسياسة؟
دوما المستنقع السياسي له شروطه يفرضها
ولم نحظى بمرور تاريخنا المعاصر على الوسطية السياسية
قد يتخذ البعض الدين كغطاء له ولذا نجد حين توليه الامر العجاب
بقناعتي الشخصية لا توافق بين الدين الصالح وبين مستنقع السياسة
فشتان بينهما وامران متنافران مهما حاول البعض ايجاد صيغة توافقية بينهما الا انهم
للاسف يصدموا بارض الواقع
مر علينا الاخوان والسلفيون وحصدنا نتاجهم السياسي والفكري...
اتمنى من اعماق قلبي أن نجد الوسطية بمعناها الراقي تجوب مجتمعاتنا
لننهض نحو التقدم دون رياق او زيف,, والامر اعتقده صعب
كونه لا يناسب المصالح والمطامع الاستعمارية ,لذا سيحارب بكل تاكيد
او يضل عن طريق الوسطية...
وبالختام صرخة الم اتمنى ان نجد حكام بهذه الصفات .. ويبقى الامل موجود والاتكال على الله جل بعلاه
مودتي مع فائق الاحترام والتقدير

الناقدة البارعة .. والاستاذة الرائعة / عبيــــر البـــرازى

من أدبك ولطفك دوماً اتلقى أوصافاً أكبر من حجمى .. من ثنائك العاطر ، وقلبك الطاهر

الوسطية التى أقصدها هى القاسم المشترك للمسلمين كأمة ، والمصري كحالة تكونت لديه كما تتكون الطبقات الجيولوجية ، فجمع الله للمصريين بخاصة وسطية الدين ، ووسطية الطبع .

فمن انتهج نهج الإخوانية الأولى ( إخوانية الإمام الشهيد البنا) فهو وسطى ، ومن حاول أن يكون سلفياً كان هذا منهجه فى نفسه وبيته ، ولكن مع المجتمع المصرى شاء أم أبى فسيتعامل بوسطية ، ومن تشيع منهم ـ وهم قليل ـ يمارسون شتائمهم مع أفاضل الصحابة فى حسينياتهم ، ولكن أمام المجتمع المصرى ـ المحب للصحابة وآل البيت بصدق ويقين أكثرـ لا يجرؤ ألف إمام منهم أن يتناول سيرة الفاروق أو الصديق بأذى .

وأنا أدعو الله معك ، وأشاركك أمنيتك اتمنى من اعماق قلبي أن نجد الوسطية بمعناها الراقي تجوب مجتمعاتنا ،لننهض نحو التقدم دون رياق او زيف) ..

ولا أشاركك يأسك والامر اعتقده صعب كونه لا يناسب المصالح والمطامع الاستعمارية ولذا سيحارب بكل تاكيد ،أو يضل عن طريق الوسطية )...

نحن الآن مقبلون على صحوة .. لا تستعجليها .. فلقد وضعنا البذرة .. وأوشكت النبتة .. وفى انتظار الثمار .. مع طلوع النهار ..

شرفتنى يا خير زائرة ...

خالص مودتي .. وفائق تقديرى ..

» حبً في أمي عائشة السيد إبراهيم أحمد
» شكر وتقدير السيد إبراهيم أحمد
» كليب أمى السيد إبراهيم أحمد
» قصة قصيرة القطار.... السيد إبراهيم أحمد
» مصرية في بيت النبوة السيد إبراهيم أحمد