في حياتكما الجنسية... هل تصبح الرياضة هي الحل؟

2012-03-27 جريدة النهار

د. جيلبير بو جودة

في حياتكما الجنسية... هل تصبح الرياضة هي الحل؟

ينصح عدد كبير من ا

لأطباء المتخصّصين في الصحة الجنسية المرضى الذين يعانون صعوبات جنسية، بممارسة نشاط جسدي ورياضي منتظم إذا أمكن. لكن، هل هذا مفيد فعلاً للصحة الجنسية؟

هذه النصيحة التي يسديها الاختصاصيون في الطب الجنسي استندت لوقت طويل إلى التجربة، وإلى الاقتناع بأن ممارسة نشاطات رياضية منتظمة يمكن أن تسهم في تحسين الصحة الجنسية لدى الرجال والنساء على السواء. وفي الأعوام العشرة الماضية، حصلنا على الإثباتات من خلال الدراسات العلمية وأبرزها دراسة إسبانية عن الموضوع. فقد نظرت هذه الدراسة ( أجرتها الباحثة الإسبانية إسبوزيتو) في تأثير النظام الغذائي المتوسّطي (أي النظام الغذائي التقليدي في البلدان المتوسّطية، وهو قريب جداً من الأطباق اللبنانية التقليدية) وممارسة نشاط رياضي منتظم على مشكلات الانتصاب، فكانت النتيجة مذهلة: نحو نصف الرجال الذين مارسوا نشاطاً رياضياً منتظماً واتّبعوا بدقّة نظاماً غذائياً متوسّطياً، تحسّنت نوعية الانتصاب لديهم ورضاهم عن حياتهم الجنسية عموماً من دون تناول أي دواء! إذاً، بعض الرجال الذين يتناولون أدوية الانتصاب قد يتمكّنون من التوقّف عن استخدامها إذا غيّروا نمط حياتهم عبر تحسين نوعيّة غذائهم وممارسة النشاطات الرياضية بانتظام.
في الواقع، يمكن أن تؤثّر الرياضة في الصحة الجنسية بطرق مختلفة، مباشرة وغير مباشرة:
- تنظّم الرياضة وزن الجسم وتسهم في تثبيته، ونحن نعلم أن الزيادة في الوزن عامل خطر يمكن أن يؤدّي إلى صعوبات جنسية لدى الرجال والنساء على السواء.
- تساعد في مكافحة ترهّل الشرايين، ونحن نعلم أن تدفّق الدم هو الأساس في عمل الأعضاء التناسلية، لذلك يجب أن تكون الشرايين بصحّة جيدة.
- تحفّز فرز بعض الهرمونات التي تمارس تأثيراً إيجابياً على الصحة الجنسية، وخصوصاً هرمون التستوستيرون (الهرمون الأساسي للرغبة الجنسية لدى الرجل والمرأة أيضاً).
- تحفّز أيضاً فرز الهرمونات التي توفر الشعور بالرفاه والاسترخاء، لذا فهي بمثابة مضاد للإجهاد لا بل مضاد طبيعي للاكتئاب.
الأشخاص الذين يمارسون نشاطات رياضية بانتظام يتمتّعون عموماً بصحة جسدية وعقلية أفضل، ويشعرون أقل بآلالام والإرهاق. كذلك يتمتّعون عموماً بالحيوية والنشاط، مما يحفّز أيضاً الأداء الجنسي السليم.
لكن يجب التنبّه أيضاً من المضار التي يمكن أن تلحق بالأداء الجنسي جراء مزاولة الرياضة بطريقة غير صحيحة، فبعض الممارسات الرياضية يمكن أن تلحق الأذى بالأداء الجنسي. على سبيل المثال، ممارسة الرياضة بطريقة مكثّفة ومتكرّرة ومطوَّلة يمكن أن تسبّب تعباً جنسياً، كما أن ممارسة نشاط رياضي مكثّف في الساعات التي تسبق إقامة علاقة جنسية قد تؤدّي دوراً سلبياً في الأداء الجنسي. وثمة رياضات يمكن أن تولّد مضاعفات عصبية أو متعلّقة بالأوعية الدموية للجهاز الجنسي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدّي ركوب الدراجة لفترات طويلة جداً (ساعات متواصلة ولمرّات عديدة في الأسبوع)، إلى ضغط القناة التي تقود الأوتار العصبية والدم إلى الأعضاء التناسلية. في الواقع، أي نشاط رياضي يُمارَس بطريقة مفرطة ومكثَّفة جداً يمكن أن يُحدث خللاً في الجهاز الجنسي.
إذاً، ما هي الجرعة الصحيحة كي تكون الرياضة مفيدة من دون الوقوع في خطر الإفراط؟ في الواقع، تشير الدراسات المتنوعة التي أجريت عن هذا الموضوع، إلى أنّ ثمة حداً أدنى من النشاط الرياضي الذي يجب ممارسته كي تعود الرياضة بالفائدة على الصحة الجنسيّة (والصحة عموماً). الحد الأدنى للنشاط الرياضي هو السير لمدّة نصف ساعة، ثلاث مرات أسبوعياً، بطريقة منتظمة (أو نشاط جسدي موازٍ)، علماً أن عامل الانتظام في ممارسة الرياضة مهم جداً. في الواقع، ممارسة نشاط رياضي معتدل إنما مستمر، أفضل من ممارسة نشاط رياضي عنيف إنما متقطّع.
ما هو الحد الأقصى الذي يجب عدم تجاوزه؟ لسوء الحظ، تختلف الآراء حول هذه النقطة، وخصوصاً أن العتبة القصوى للنشاط الرياضي تختلف كثيراً من شخص إلى آخر (لا بل لدى الشخص نفسه باختلاف مراحل حياته). نصيحتي هي أنه إذا كانت الرياضة التي نمارسها بانتظام تمنحنا شعوراً بالراحة والتحسّن كلما قمنا بمزاولتها، فهذا يعني أنها مفيدة على الأرجح لصحتنا الجنسية. أما إذا كنّا نمارس رياضة ما ونشعر بالإرهاق، ليس بعد كل جلسة فحسب، وإنما أيضاً في اليوم التالي، تتحوّل ممارستها أشغالاً شاقّة عوض أن تكون للمتعة، فربما نكون قد تجاوزنا الحدود التي يسمح بها جسمنا، ومن الأفضل لنا أن نخفّف من حدّة النشاط الرياضي أو تغييره، وإلاّ قد تكون له عواقب سلبية على صحّتنا الجنسية.
في الواقع، ينصح خبراء الصحة الجنسية، الشخص الذي لا يزاول الرياضة أو التي كان يزاولها في الماضي ويودّ استئنافها مجدداً، بأن يمارس رياضة المشي ثلاث مرات في الأسبوع. وهذه مناسبة أيضاً لتمضية وقت مميّز مع الحبيب، حتى ولو لم تكن نزهة بكل معنى الكلمة. إذاً، لا تتردّدا في أن تمارسا معاً رياضة مفيدة لصحتكما الجنسية، فتسهمان بذلك في تعزيز فرصكما لعيش حياة جنسية منسجمة...
=======

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

» خبر هام لكل محبي الرياضة
» الرياضة والفن في أدائها
» الرياضة تحفز الدماغ
» أبو محجوب ونجوم الرياضة
» كيف تصبح مليونيرا ؟