عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: ضرب إيلات، أهداف ودلالات ! د. عادل محمد عايش الأسطل الجمعة أبريل 06, 2012 4:17 am | |
| ضرب إيلات، أهداف ودلالات !
د. عادل محمد عايش الأسطل منذ فجر اليوم وفي أعقاب ضرب منطقة "إيلات السياحية" أقصى جنوب إسرائيل، بثلاثة صواريخ من طراز "غراد" زعمت إسرائيل بأنها أطلقت من الأراضي المصرية "شبه جزيرة سيناء" وسارعت إلى تحميل حركة "حماس" المسئولية الكاملة لإطلاق الصواريخ، كونها تسيطر على القطاع، ومن جهة أخرى لدعمها خلايا مسلحة في سيناء. مستغلة بذلك فقدان السيطرة الأمنية المصرية على المنطقة وبنفس الوقت عدم قدرة إسرائيل، الرد على هذه الصواريخ في الأراضي المصرية. ومن ناحيتها فقد نفت مصادر رسمية مصرية، بعد تنفيذها عمليات تدقيق وتمشيط، براً وجواً كاملين للمنطقة، صحة الادعاءات الإسرائيلية، متهمةً إياها بسعيها نشر الأكاذيب، في كل مرة تشعر فيها إسرائيل، بالضعف المعلوماتي والأمني، وفي محاولةٍ منها لضرب السياحة المصرية وبث الفوضي في البلاد، خاصة بعد عودة الحركة السياحية إلى منطقة جنوب سيناء. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعاني المزيد من التهديدات، قد قال، بأن منطقة سيناء لا تزال ساحةً خصبة لمزاولة العمليات "الإرهابية"، التي تستهدف أمن إسرائيل ومواطنيها على حدٍ سواء، وهذا هو الأمر الذي يتطلب حتى إلى تحالف دولي ضد "الإرهابيين" بهدف صد هجماتهم والقضاء عليهم. هذه الضربة جاءت لإفراغ الجهد المصبوب، في بناء السياج الأمني مع الحدود المصرية، الذي اعتمد بناؤه في أعقاب العملية المسلحة الموجعة، التي نفذت على طريق " رئيسي" في مدينة إيلات في أغسطس/آب من العام الماضي، والتي اعتبرت من أعنف العمليات الهجومية ضد إسرائيل، حيث راح ضحيتها ثمانية من القتلى الإسرائيليين، لم يعد ذا جدوى، حيث فشلت أنظمته الإلكترونية والرادارية المتطورة، ووسائل الاستشعار الحديثة والأقمار الصناعية، في رصد تلك الجهات أو الصواريخ المنطلقة، وإن حتى في منع المتسللين الأفارقة، من تخطي الحدود إلى داخل إسرائيل. وخلال تقييم الحالة الأمنية، التي وقعت عقب الحادث اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك" بخطورة الحادث، وأعلن عن البدء في دراسة معمقة، ومع استبعاده للحلول الوسطية، التي من شأنها، اضطراره إلى اتخاذ سبل أخرى ومن نوعٍ آخر لتحسين وتطوير سبل المواجهة، للنيل من مطلقي الصواريخ، وللحؤول دون تكرار المس بالأمن الإسرائيلي وخاصةً من جهة الأراضي المصرية. وكان أوعز "باراك" إلى رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال "بيني جانتس" الذي ترأس اجتماعاً لقادة الجيش لتقييم الموقف، شارك فيها كل من قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي" تال روسو", ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية "أفيف كوخافي" وسط رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته، ليس في محيط مدينة إيلات وحدها، بل في أماكن مختلفة في إسرائيل، وأعلن قائد لواء إيلات في الشرطة الإسرائيلية "رون غيرتنر" بأن الشرطة ستعزز قواتها في المدينة. وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قد كشفت مؤخراً، عن أن شبه جزيرة سيناء "حالياً" تحتوي على ثلاث جماعات "إرهابية" مسلحة، تعمل ضد إسرائيل، وهي من البدو المحليين، تبنت أيديولوجية للمنظمات الجهادية العالمية، التي يتواجد عدداً من مقاتليها متعددي الجنسيات، كانت قاتلت في كلٍ من أفغانستان والعراق واليمن ومناطق أخرى، ومجموعات ثانية – مزاعم إسرائيلية - من المسلحين الفلسطينيين تضم أفراداً من حركتي "حماس والجهاد" والمنظمات الأخرى، أو مدعومين منها. إضافةً إلى وجود عناصر إيرانية مخابراتية ومسلحة، تهدف إلى تجنيد وبناء البنية التحتية في سيناء، مهمتها زعزعة الأمن الإسرائيلي. ولا شك فقد ترتب على هذا الحادث "النوعي" وخاصةً أنه جاء في مناسبة دينية يهودية وهو"عيد الفصح اليهودي" تكون فيها إسرائيل، قد اعتمدت إجراءات أمنية مكتفة، العديد من الأمور المقلقة وبشدة للجانب الإسرائيلي، وكان نُقل عن قائد شرطة تل أبيب "نيسو شاحم" بأنه لم تتوفر إنذارات محددة حول نيّة جهات تخريبية للقيام باعتداءات في المدينة خلال الفترة القريبة وإنما إنذارات عامة، وهذا يوحي بخللٍ آخر في الجهاز المخابراتي الإسرائيلي. ومع استبعاد قيام جهات فلسطينية "رسمية" بالإقدام على إطلاق الصواريخ، بسبب حرصها على عدم المساس بالأمن المصري، وبالتالي حرصها على علاقة متينة وقوية مع مصر قيادةً وشعباً، فبالإضافة إلى عدم جدوى السياج الأمني، التي شارفت إسرائيل على إتمامه، فإنه جاء بهدف الكشف عن المزيد من الثغرات الأمنية، التي لا يمكن بأي حال معالجتها عسكرياً، أو هي حركة جس نبض واستعجال إسرائيل إلى إقدامها بحرب في المنطقة، لا سيما في ضوء تحذيرات عسكرية إسرائيلية قريبة سابقة، بأن في الأفق معطيات لعملية حربية شاملة، ودون إنذار مبكر، يمكن أن تحصل ضد حركة "حماس" في القطاع، لاستمرارها في عملياتها الاستفزازية ضد إسرائيل، أو حزب الله في الجنوب اللبناني، حيث أشارت التحذيرات في جيش الاحتلال، إلى أن عنصر امتلاك حزب الله لأسلحة كيماوية، هو الذي سيضطر تل أبيب، لاتخاذ خطوات للتصدي لذلك، والسيد "حسن نصرالله، في الأساس يشكل هدفاً مشروعاً بالنسبة لإسرائيل. كذلك استهداف الاستقرار السياسي والأمني لبقاء الحالة الإسرائيلية، على أعلى درجات التأهب والاستعداد، الأمر الذي من شأنه زيادة العبء المالي على الجانب العسكري، إضافةً إلى محاولة المس بالجانب الاجتماعي، من حيث مواصلة إحداث حالة من قلة الأمن وإثارة أشكال الرعب والهلع، بين السكان وخاصةً المهاجرين الجدد ومن هبط إلى إسرائيل بدواعٍ ليست دينية. أيضاً، العمل على إحداث نوعٍ من فرض القطيعة السياحية، من قبل الإسرائيليين الذين يغادرون إلى مصر، من دون عقبات تُذكر، ومن ثم ينتقلون إلى الأعمال التجسسية لصالح إسرائيل. كذلك هناك بنداً متصلاً بعملية تستهدف ضرب القطاع السياحي في إسرائيل، بعد أن تتوقف الحركة وإن لوقت قصير، بالرغم من لجوء وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "اسحق أهارونوفيتش" إلى التقليل من الحادث، وعلى أن ما حصل في مدينة إيلات لا يدعو إلى القلق, وحث الإسرائيليين على قضاء عطلة عيد الفصح اليهودي في المدينة. ويمكن إضافة ترتيباً آخر كأهم ما يكون، فمن وجهة النظر الإيرانية، أنه ليس فقط بمقدور إسرائيل، أن تجوب أجهزتها المخابراتية شوارع طهران، فإن هناك إمكانية أكبر لدي الجمهورية الإسلامية، وباعاً أطول في هذا المجال، ومرفوقاً بالعمل المؤلم أيضاً. وإن ما يدلل على ذلك، الإيعاز من قبل القادة الأمنيين والعسكريين في إيران، لتوسيع عمليات الفرقة السرية، التي يطلق عليها "الوحدة 400" الإيرانية التي تعادل الموساد الإسرائيلي من حيث تنفيذ المهمات الخاصة خارج الحدود، وصلاحيات واسعة أخرى، في تنفيذ هجمات مكثفة على أهداف إسرائيلية، أو معادية أخرى. بدلالة أن عملية إطلاق الصواريخ هذه، تمت بنجاح ودون انكشافها من قبل الرادارات الإسرائيلية والدولية الموضوعة بعناية، سواء على الجانب المصري أو ما لدى الطرف الإسرائيلي، من غير أن تكون هناك قوىً مانعة، باستطاعتها تجاوز عقبات من هذا النوع، وذلك بوسائل وآليات متطورة أخرى. وكانت هذه الوحدة، قد نشطت في الآونة الأخيرة خارج حدود البلاد، في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وخاصةً داخل العواصم الآسيوية، مثل ما حدث في عملية استهداف السفير الإسرائيلي في "باكو" بجمهورية أذربيجان، وتنفيذ سلسلة تفجيرات في العاصمة التايلاندية "بانكوك" على سبيل المثال، والتي توحي على الأقل، بلجوء إسرائيل إلى الكف عن متابعة العداء للجمهورية الإيرانية، ولهذا فإن على إسرائيل التفكير في غير المصريين أو حماس، وعدم إلقاء التهم جزافاً، وتحميل المسئولية اعتباطاً، لأن ذلك لن يكون في صالحها بأي حال. القاهرة الخميس 5/4/2012 البريد الإلكتروني للمرسل: d.adelastal@hotmail.com | |
|