الثورة وأرض النفاق .. سيد أمين

الثورة تتلون بلون البلد الذي تحدث فيه .. لكن الجوهر واحد في كل مكان .. هناك ثورة للشعوب فاجأت العالم وقوى الهيمنة الداخلية والخارجية فيه في كل من تونس ومصر .. غير أن تلك القوى راحت بمجرد استفاقتها من الصدمة الأولى تتكاثف وتتكالب وتتحالف أكثر من أي وقت مضى وتجند كل ما لديها من وسائل مادية ومعنوية للقضاء على الثورة بأي ثمن .. لا تفرق في ذلك بين تلك الحالات التي فلتت بداياتها منها واستطاع فيها الشعب خلع الطاغية أو تلك التي لا زال الصراع فيها قائما ومحتدما بين الشعب والنظام الذي لم يسقط بعد رأسه كما هو الأمر في الحالة السورية .. إن الصراع مرير ولن يهدأ إلا بانتصار الثورة حتما لأن ساعة التغيير قد حانت بارتفاع وعي الشعوب إلى الدرجة التي رفضت معها الاستبداد ولن تتراجع .. وأيضا فإن قوى الاستبداد الداخلي والهيمنة الخارجية تخوض حرب مصير وحياة أو موت ولا سبيل إلا للهزيمة القاتلة أو النصر المؤزر .. وإن كان الاعتقاد سائدا لدى المتتبعين النزهاء المحتكمين إلى المنطق وطبائع الأشياء بأن النصر سيكون حتما بجانب الشعوب الثائرة .. وحينها سيتغير العالم كله وتتبدل العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية خاصة تماما .. وليس من المستغرب أن يصبح العبد هو سيد السيد حسب الصيغة الشهيرة للفيلسوف اللامع الألماني فيرديريك هيجل ..