قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم

قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم

1 - في الجزائر

ما زالت أجواء الانتخابات التشريعية محورا للجدل الدائر والحراك شبه السياسي والتخبط للمعارضة الشكلية التي جنت ثمار ما زرعت من عزوف عن المعارضة الفعلية والابتعاد عن الشعب والوقوف على باب النظام متسولة لامتيازات شخصية لقياداتها كان يمنحها لها في ظروف انتهت فقرر تقليصها مما نتج عنه العويل والبكاء على الأطلال التي تمارسه المعارضة الشكلية المزيفة التي رضيت بأمر كان عليها أن تتوقع نتائجه يوما ما .. وها هو هذا اليوم يحل وتتلقى الصدمة العنيفة وكل ذلك لم يجعلها تستفيق فراحت تندب حظها وتحدث ضجيجا في محاولة يائسة لاسترجاع مكانة ضاعت بل ضيعتها هي منذ البداية عندما قبلت أن تكون في وضع الكيان اللاسياسي بينما تحظى بمكاسب سياسية لم تفهم أنها مؤقتة تتعلق بأزمة عابرة وتنتهي حتما بانتهاء تلك الأزمة الموصوفة بالعشرية الحمراء أو المأساة الوطنية وما بعده من وقت إضافي ضروري لتجاوزها .. لقد تم ذلك التجاوز بنجاح شد إعجاب العالم ولم يبق من حاجة لهذه المعارضة الشكلية وهو ما أدي إلى تقليص حضورها إلى مستوى يتناسب مع وجودها الميداني الشعبي إلى حين .. عندما تكتب لها الانتخابات شهادة وفاة في زمن لاحق فمن لا شعبية له لا مبرر لوجوده في الساحة السياسية .. والأدهى من هذا والأمر أن هذه المعارضة المزعومة المتباكية على وضعها الجديد المستحق لا علاقة لها بهدف التغيير الديمقراطي ولا تمارس أي نشاط في هذا الاتجاه ومن ثم تبقى العلاقة المؤثرة الواقعية هي التي تربط النظام بالشعب وفي هذا حراك سياسي شعبي بعيدا عن اهتمامات المعارضة الشكلية ومساهمتها .. بالإضافة إلى أن الأخذ والرد والفعل ورد الفعل الجاري في الميدان بين الشعب والنظام له نتائجه العملية الضامنة لسلامة الوضع لاسيما بإصلاحات ضرورية يقدم عليها النظام ضرورة تتعلق بتحسين مستوى المعيشة والأمن والفساد لكي تكون الحياة العامة مقبولة ومريحة بما يلغي الاحتجاجات أو يؤجلها إلى حين والاستعداد لإرضاء الحد الأدنى منها على الأقل عندما تحدث .. هذا هو السيناريو الواقعي العملي الذي لا تمثل فيه المعارضة الشكلية الهزيلة طرفا .. ومن هنا يتضح أنه لا مبرر لوجودها السياسي وما يتبع ذلك من تقييم لها واستجابة لمطالبها الشخصية الضيقة المحصورة في الامتيازات التي تحصل عليها قياداتها مقابل الطاعة والولاء وحسن السيرة والسلوك ..

2 - في سوريا

.. تعالت أصوات الغرب بالتدخل العسكري وردت كل من روسيا والصين بالرفض كالعادة .. لكن الغرب بادر إلى طرد سفراء النظام السفاح في سوريا وهي خطوة غير مسبوقة وتعني الكثير من التضييق على النظام .. كل هذا على خلفية المجزرة الجديدة في الحولة بالقرب من حمص .. لكن مهما اختلفت الأهداف الاستراتيجية بين الغرب ومهه النظام العربي وروسيا والصين فإنهم جميعا يتفقون على هدف يجمعهم هو إتاحة الفرصة ومزيدا من الوقت للنظام القاتل ليواصل قمعه الأعمي وجرائمه النكراء لعله يستطيع القضاء على الثورة عدوهم جميعا أو على الأقل تحجيمها والحد من مطالبها وخسائرها .. وسيظل الوضع كما كان لأن الغرب وحتى روسيا والصين يهدفان مباشرة وفي الوقت الراهن إلى تمديد الحرب ومحاولة توسيعها إقليميا كما ابتدأ ذلك بالفعل في لبنان لتوسيع سوق تجارة السلاح الذي هم في حاجة ملحة له من أجل محاولة إنقاذ اقتصاد الغرب المتدهور وتحسين اقتصاد روسيا الضعيف والمزيد من النجاح لاقتصاد الصين القوي بالإضافة إلى مصالح استراتيجية تتعلق بالوجود ونوعه في المنطقة .. لكن النهاية ستكون انهيار النظام وانتصار الثورة الشعبية حتما .. مهما زادت التضحيات الكبرى وتضخمت فاتورة الخسائر البشرية والمادية.

3 - في مصر

.. وضع النظام المخلوع رأسه القوى الوطنية في وضع محرج لتختار بين عدوين لدودين هما الاسلاميون الفاشيون والنظام المستبد الفاسد العميل .. وبالطبع فإن كفة الإخوان تبدو راجحة على مضض عند هذه القوة كونها تتماثل مع النظام في الاستبداد المتوقع لكنها لا ماضي لها في الحكم وبالتالي لم تمارس الاستبداد والعمالة .. ويبدو أن الإخوان يحاولون الالتقاء مع هذه القوى الوطنية بتبديد مخاوفها وعرض ضمانات بالتزامهم بالتعددية الديمقراطية والحريات العامة والخاصة مثل حرية المرأة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات مهما كانت ديانتهم .. غير أن هذه الخطوة من الاخوان تحتاج الى توثيق وترسيم لتصبح ملزمة للجميع ولا خوف من التراجع عنها .. ربما يتطلب الأمر تحرير دستور وإذا لم يكف الوقت وضع مبادئ دستورية وقوانين تعتمد سريعا وقابلة للاثراء بعد الانتخابات تطمئن الجميع وتزيل كل المخاوف .. خاصة وأن هذه التوجهاة نحو المواطنة والدولة المدنية والتعددية الديمقراطية لم تكن ضمن خطاب الاسلاميين في الماضي بل كانوا يصرحون بمعاداتهم لها .. لذا وجب عليهم التوثيق والترسيم وتقديم الضمانات القانونية والدستورية الضرورية لكسب الثقة .. وبصفة عامة فإن المركزين الأساسيين للاستبداد والفاشية في مصر وسوريا يتعرضان لزلزال قوي لا نجاة لهما منه .. فسيكون مآلهما الزوال في نهاية المطاف وعندها ستعم موجة التحرر من الاستبداد وترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان والقضاء على الفساد والتوجه القوي نحو التنمية والحداثة والتطور والازدهار في سائر بلاد العرب من المحيط إلى الخليج ..

» قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم
» رأي في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم
» أحداث اليوم وتأويلها .. إعداد وتعليق عبدو المعلم
» تعليق عبدو المعلم على أهم أحداث اليوم
» تعليق عبدو المعلم على أهم أحداث اليوم