جريدة الخبر الجزائرية .. نقطة نظام
بلا حكومة.. لأننا بلا سياسة؟! .. بقلم سعد بوعقبة
علق قارئ على عمود الأمس قال إنه ''فارغ شغل'' بقوله: أين هي النخبة وأين هو دورها فيما يحدث؟! أم هي أيضا فاسدة؟! والسؤال وجيه، ويتطلب إجابة وجيهة.
نعم معضلتنا أن النظام الفاسد نجح في إفساد كل شيء حتى النخب.! كل قيادات الأحزاب في عمومها مهيكلة في النظام الوطني للفساد.. حتى قيل: إن كل الأحزاب لديها أمين عام واحد أحد للحزب الحاكم في البلاد منذ 50 سنة دون أن يعلن عن نفسه كحزب سياسي.. وكل الأحزاب السياسية هي عبارة عن منظمات جماهيرية لهذا الحزب الواحد الأحد.
انظروا إلى الخلاف بين غول وأبي جرة وأنتم تعرفون طابع التبعية ''لحزب'' حمس إلى الحزب الأساسي الذي نتحدث عنه وهو حزب الفساد. فغول استقال بحجة أن حمس حادت عن مبدأ المشاركة في الحكومة.. وكأن حمس في نظر غول وجدت كي تبقى في الحكم مدى الحياة.! وبالمقابل يأتي أبوجرة في هذا الموضوع بعذر أقبح من ذنب غول..! فيقول إن حمس مستهدفة من طرف أناس في الحكم أسماهم ''نكارين الخير''.! فهم الذين يحركون أمثال غول ومناصرة للنيل من حمس وأبي جرة.! ومعنى هذا الكلام أن الخلاف في حمس هو خلاف بين قيادين قبلوا أن تربط رقابهم بحبل رأسه في يد الحزب الواحد الأحد هذا.!
نفس الموضوع كان قبل أعوام في عراك الديكة، كما يقول مهري، والذي جرى بين بن فليس وبلخادم من أجل بقاء الأفالان منظمة جماهيرية لحزب المخافر القوي الذي قرر إعادة انتخاب بوتفليقة رئيسا ووجب تجنيد المنظمات الجماهيرية التي تسمى أحزابا الآن.
نفس الظاهرة عاشها الأرندي منذ سنوات في اجتماع الأروية الذهبية ويعيشها الآن مع حركة محاسبة أويحيى على الفشل في الانتخابات الأخيرة.
ما أريد قوله إن السلطة الفعلية تمارس الفساد السياسي في الأحزاب (شبه الأحزاب) وتغذي الانشقاقات كوسيلة موصلة للسلطة أو البقاء فيها أفضل من النضال داخل هذه الأحزاب الشكلية.. ومثل خليدة مسعودي وعمارة بن يونس في الأرسيدي واليوم غول في حمس.! والعشرات في الأفالان من قبل خير دليل.
وأنا بدوري أسأل هذا القارئ ''الفارغ شغل'': هل من الصدفة أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه مساجين سياسيون؟! هل السبب لأن النخب عندنا جبانة أو غير موجودة؟! إذا استثنينا بالطبع جماعة الفيس المحل؟! أم أن البلاد ليس بها مساجين سياسيون لأن السلطة العقلية نجحت في إلغاء فكرة الظاهرة السياسية من الوجود في البلاد أساسا؟!
لهذا فإنني أقول عندما نجد من ينشط سياسيا خارج تراخيص وزارة الداخلية وعندما تمتلئ السجون بالنشطاء السياسيين، عندها فقط يمكن أن نتحدث عن حياة سياسية فعلية موصلة إلى تكوين أحزاب سياسية موصلة للسلطة وليست مؤيدة لها كما هو حالها الآن، وعندها أيضا يمكن أن نطمع في تكوين دستور حر ومؤسسات دستورية حقيقية منتخبة ومراقبة من طرف الشعب مباشرة.
Bouakba.saad@elkhabar.com
المصدر