زوجي رائع .. ولكنني أحب غيره عواطف عبدالحميد

زوجي رائع .. ولكنني أحب غيره

عواطف عبدالحميد

الأحد 2012/8/26 3:37 م

زوجي رائع .. ولكنني أحب غيره عواطف عبدالحميد 111071

لهنّ : أنا سيدة في الثلاثين من عمري تزوجت منذ ثماني سنوات بطريقة تقليدية وسريعة ، وفى الحقيقة أنني لم أعترض على زوجي عندما تقدم لخطبتي ، بل الحق أنني انبهرت به ، فقد كان ولا يزال وجيهاً أنيقا يرتدي أفخر الثياب ويضع أغلى العطور ويقتني أغلي الأشياء واجملها من كل شئ وقد كنت إحدي مقتنياته الجميلة التي يفخر بها في كافة المحافل ، وقد جعله عمله المميز في إحدي شركات الخطوط الجوية العالمية يزداد تالقاً وتميزاً عن كل من حولنا وزاده ذلك تيهاً وغروراً وانصرافاً إلي عمله وانغماساً فيه ، وعندما تقدم لخطبتي منذ نحو ثماني سنوات كدت أطير من الفرح أن هذا الشاب الانيق الوسيم فضلني علي كل من حوله .

والحقيقة أنه طوال فترة الخطبة القصيرة جداً لم يعط كل منا الآخر فرصة لدراسة صفات شريكه ومعرفة طبائعه ومكنون نفسه ، إذ كان زواجي به زواجا عمليا تقليديا خاليا من المشاعر تماماً ، وذلك لأنني وجدته كما ذكرت أسرتي وقتها عريسا لقطة فوافقت بلا تردد وتم الزفاف خلال شهر واحد ، والحقيقة أن زوجي طوال هذه السنوات الثماني لم يبخل علي وعلى ابنتنا الوحيدة بشئ فقد أغدق لنا العطاء المادي فقط دون اهتمام بي أو بابنته ، وذلك لكثرة أعماله وسفره الدائم وانشغاله المستمر، حتى أنه طيلة هذه السنوات الثماني لم يتناول معنا الطعام ولو مرة واحدة ولم يجلس معنا لمشاهدة التليفزيون ،ولم يخرج بصحبتنا في أي مكان ، بل إن بيتنا لم يشهد طوال هذه السنوات مشاجرة من أي نوع بيني وبين زوجي ، إذ لا وقت لديه إلا للعمل.

وكانت النتيجة أن عشت في وحدة نفسية قاتلة وفراغ رهيب ، وقد كنت أتغلب على وحدتي هذه بالذهاب إلى النادي وحدي أو مع مجموعة من الصديقات ، حتى كان يوم من الأيام التي لن استطيع نسيانها ، رأيت فيها رجلا فى العقد الرابع من العمرشديد الجاذبية شديد الثقة بالنفس شديد الغرور يوزع ابتساماته علي كل من حوله وكأنه أحد نجوم هوليود ، دق قلبي بشدة لرؤيته وتصبب العرق علي جبيني ، وداخلني إحساس جم بالارتباك ، وأحسست أنه وكل من حولي قد لاحظ ارتباكي فانصرفت مسرعة وكأنني أهرب من قضاء محتوم ، وفور عودتي إلى المنزل اتصلت بزوجي أرجوه الحضور لحاجتي إليه ولكنه اعتذر لارتباطه بعشاء عمل.

ومر بعد ذلك وقت طويل نسيت فيه هذا الموقف بكل تبعاته أو تناسيته جاهدة محاولة أن أجد لنفسي السلوي ولقلبي العزاء ، ثم دعيت إلى حفل ميلاد إحدى الصديقات ووجدت صديقتي تعرفني بشقيقها العائد منذ فترة قصيرة بعد غربة طويلة ، وهالتني المفاجأة إذ كان هو نفسه الشخص الذي قابلته في النادي وسرعان ما تدفقت بيننا الأحاديث وانهار حائط الصد أمام نيرانه الصديقة وصرنا نتحدث كما لو كنا أصدقاء قدامي وشعرت بدفء حديثه ورومانسيته وعذوبة ألفاظه وأدبه الجم وثقافته وسعة إطلاعه وحواره الممتع وشخصيته الآسرة وروحه المرحة ، وتمنيت لو أن الزمن توقف بي عند هذه اللحظات الجميلة التي أحسست فيها بكياني كإنسان لأول مرة إنسان يشعر ويفكر ويناقش ويحاور ، وليس مجرد تابلوه جميل معلق في بيت بارد علي حائط صلد رخامي ، وانتبهنا أن الوقت قد حان للرحيل مع وعد بلقاء آخر قريب والتقيت به بعد هذه المرة مرة ومرات متتابعة كنت أشعر فيها أن ما قد مضي من عمري لم أعشه فلم أعد أفكر إلا فيه ولم أعد أسمع إلا صوته ولا أري إلا طيفه ، وقد عرفت منه أن له زوجة أجنبية في البلد التي كان يعيش فيها تركها هناك لخلاف حاد بينهما بسبب رفضها العودة معه وانه ليس لديه أولاد ولم يحدد موقفه منها بعد.

والحقيقة أن كل ذلك لم يثنيني عن التفكير فيه والتعلق به ، فقد أصبح يشعرني بمسئوليته الكاملة عني أشعر في وجوده بسعادة حقيقية ثم أعود إلى منزلي فأتذكر زوجي فيقتلني الندم وأشعر بجرم ما ارتكبته وأنوي قطع صلتي بهذا الرجل الذي قلب حياتي الهادئة رأساً علي عقب وألقي في البحيرة الراكدة حجراً ثقيلاً ، فكم من مرات أقسمت فيها ألا أعود وعدت ، فأنا أضعف من أقاوم حبه ، وأقسم لك يا سيدتي أني ما خنت زوجي إلا بالمشاعر فقط وأن ما بيني وبين هذا الرجل ليس إلا الحب الطاهر والاحترام المتبادل بيننا ، بربك خبريني ماذا أفعل؟ وبماذا تنصحيني ؟

الحائرة ع.ح - مصر

الفراغ مفسدة للعقل والقلب ، نعم صديقتي معظم مصائبنا وكوارثنا تأتي من هذا الكابوس اللعين الذي يسهل للشيطان الانفراد بنا واللعب علي أوتار ضعغنا والعبث بنفوسنا الأمارة بالسوء ، والحقيقة أنك لست وحدك المسئولة عما وصلت إليه ، ولكن زوجك أيضاً مسئول بالمناصفة فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته كما قال صلي الله عليه وسلم ، فقد تصور أنه بتوفيره لك الحياة المادية الكريمة إنما هو بذلك قد أخلي مسئوليته تجاهك ، ولم يدرك أن الزواج مسئولية اجتماعية ونفسية أكبر منها مادية ، والحق أني لا أحاول أن اظلمه فمن الواضح كما ذكرت انه إنسان علي خلق حسن المعشر ، لذلك فقد أخطأت يا صديقتي كثيرا في حق نفسك وفى حق زوجك الذي لم يسئ إليك باعترافك ، وذلك عندما سمحت لنفسك بالتمادي في علاقتك بهذا الرجل وتصحيح الخطأ خير ألف مرة من الاستمرار فيه فالاستمرار سيعني بالنسبة لك خسرانا مبينا ولن يعني لك إلا مزيدا من التردي والضياع

والسير في الطريق الوعر لا يجلب لصاحبه سوي الهلاك وصاحبك هذا الذي تمتدحين خلقه الحميد لو أنه كذلك لما سمح لنفسه علي الإطلاق بالتفكير في زوجة رجل آخر، وهل هذا من حسن الخلق يا أختي الفاضلة وهل مثل هذا النوع من الرجال يؤمن جانبه ذلك النوع الذي يجيد الصيد في الماء العكر ولا يعجبه إلا ما في يد غيره ولو وصل إلي يده ليناً طائعاً لالقي به بعيداً وراح يبحث عن لعبة جديدة ، وهكذا الإنسان دائما في كل زمان ومكان منذ خلق الله آدم ومنذ أن قتل قابيل هابيل طمعاً في زوجته ، فهو بدوره طمع في زوجة رجل آخر ، وانت بدورك لم تكتف بما منحك الله من نعم وبدلا من أن تشكري ربك على نعمه وتستشعرين كرمه عليك ورحمته بك وتؤدي واجبك نحوه وتملأي فراغك بما ينفعك وينفع ابنتك ، و بدلا ًمن كل ذلك رحت تركضين وراء وهم زائف وسراب يحسبه الظمآن ماءً .

هكذا آفة الإنسان دائما ألا يقدر قيمة النعم التي منحه الله إياها وبدلا من أن يشكر ربه على ما أعطاه يولي ظهره راكضا وراء وهم زائف وأمل كاذب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ، فليست الخيانة خيانة الجسد فقط إذ أن خيانة الروح أعظم واجل ، وقياساً علي حالتك فماذا تفعل من يسافر زوجها مغترباً سنوات طويلة ومن يتوفي عنها زوجها وهي بعد في ريعان الشباب هل كل هؤلاء يتخذن أخلاء لهن ، وإذا كنت تودين العمل الصالح النافع لك في الدنيا والآخرة فكثيرة هي الجمعيات الخيرية وجمعيات رعاية الايتام والمعاقين وغيرها خصصي جزءا من وقتك لهذه الأنشطة الاجتماعية لتري أن للحياة وجها آخر ولتشكري ربك وتعلمي كم فضلك علي كثير ممن خلق ولكنه كما يقول سبحانه وتعالي " وقليلُ من عبادي الشكور " صدق الله العظيم.

سيدتي أفيقي من هذا الوهم الذي يوشك أن يلقي بك في هوة سحيقة الله وحده يعلم مداها وتخلصي من ذلك الشيطان الذي بداخلك والذي يوشك أن يوقع بك في شركه ويخرجك من رحمة الله ، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح ، فكيف يصلح البناء والأساس باطل وهل يستقيم الظل والعود أعوج ، ابتعدي بنفسك عن انكسار النفس والروح ، وما أصعبهما علي المرء ، وتذكري نعم الله عليك ولا تقابلي إحسان زوجك بالجحود والنكران كي لا يبدل الله نعمه فتنقلب نقمة والعياذ بالله ، فتقربي إليه داعية إياه أن يمنحك القدرة على الخروج من هذه المحنة دون خسائر و أسأل الله لك التوفيق و أن يهديك سواء السبيل ..

عواطف عبد الحميد

زوجي رائع .. ولكنني أحب غيره .. عواطف عبدالحميد

مشكلة واقعية مما يحدث في كل البيئات وبقطع النظر عن الموقف منها تبعا للقناعات والخلفيات المتحكمة في سلوك هذا الشخص أو ذاك فعلينا دوما أن نتفهم كل الظواهر وننظر إليها نظرة بعيدة عن كل ما يزيد الطين بلة بل نحاول قدر إمكاننا وبكل اتزان وروية أن نجد الحلول الناجعة التي تحاصر المشكلات وتمنع مضاعفاتها الخطيرة على صاحبها وعلى المجتمع من حوله .. ولقد أجابت صاحبة الركن على السؤال المطروح إجابة معتبرة .. غير أن ذلك لا يمنعنا من الاجتهاد كل من وجهة نظره .. والهدف دائما هو الصلاح والطموح إلى الأصلح ..

» هي لا تعرف من أنا...ولكنني أعرف جيدا من هي
» زوجي الخائن شكرا لك
» دعوه للنقاش /زوجي والخادمة
» حمدى قنديل قال ما لا يجرأ غيره ان يقوله
» زوجي افتقدك بالرغم من وجودك في البيت