في مسألة الحراك الجنوبي؟!الجمعة 15 مارس 2013
يكتبها: سعد بوعقبةعندما بدأت الاحتجاجات الشبّانية في الجنوب، قبل سنوات، كانت الحكومة تعالج الأمر بنوع من الاستهزاء.. حتى تطورت الأمور وأصبحت الوضعية تلامس الخطوط الحمراء في مسائل الأمن والوحدة الوطنية.. عندها قامت الحكومة بالبحث عن أعيان المنطقة، لاستعمالهم في إطفاء الحريق البشري اللاهب في الجنوب.
منذ سنوات، عندما توفي أمين عقال التوارف، تدخلت الحكومة بطريقة فجّة لتعيين أمين العقال الجديد! وتحركت الاحتجاجات، وكادت أن تحدث أزمة.. وكتبت وقتها أقول: لماذا تحشر السلطة أنفها في أمر لا يخصها؟! لماذا لا تترك التوارف يعينون من يشاءون كأمين عقال لهم؟! ماذا يضرّ الحكومة إذا عيّن التوارف (س) أو (ص) من الناس أمين عقالهم؟! ماذا يضرّ الحكومة إذا اختار التوارف، بحرية، أمين عقالهم؟!
كان من الواجب أن تقوم السلطة بواجباتها في تطوير المنطقة بالإنجازات، وتعميرها بالبرامج، وليس القيام بمثل هذه العمليات، التي يكون ضررها أكثـر من نفعها؟!
الولاة ورؤساء الدوائر.. وأجهزة الحكم المحلي، التي تعيّن في الجنوب، ماتزال تسيّر بعقلية المعمّرين القادمين من الشمال.. ولا يحتاج المرء إلى كبير عناء لمعرفة أن الإدارة في الجنوب في واد والشعب في واد آخر.
فالاضطرابات التي تحصل من حين لآخر في الجنوب ليست جديدة، ولكن الجديد هو أن شباب هذه المناطق المتعلم، والمتطلع إلى مستقبل أفضل من حال آبائه وأجداده، لم يعد يقبل أن يعامل من قِبل السلطة المحلية والوطنية الطريقة نفسها التي عومل بها آباؤه وأجداده! هذا ما ينبغي أن تفهمه ''الشرذمة'' الحاكمة، التي تصف هؤلاء الشباب الناضج، والواعي بما يفعل، بوصفٍ الحكومة أحق بأن توصف به؟!
لقد كانت الحكومة والأحزاب الحاكمة، إلى عهد قريب، تفتخر بوعي سكان الجنوب من خلال نسب المشاركة في الانتخابات؟! فماذا حدث حتى يصبح هؤلاء، في نظر الحكومة، مجرد ''شرذمة'' تمارس العمالة للخارج؟!
حتى الويزة حنون، التي غيّرت الطبقة بعد أن أصبحت من قوم أهل حيدرة ونادي الصنوبر، أصبحت ترى في احتجاج البطالين في الجنوب مساسا بالأمن العام للبلاد. حنون هي أيضا ''تكري'' النواب في حزبها للبرلمان، وتأخذ منهم أتاوة تصل إلى نصف راتب النائب.. تماما مثلما يقوم تجار البشر في حاسي مسعود بكراء البطالين للشركات.. وأخذ نصف عرقهم! لهذا لا ينبغي أن يتعجب البطالون المحتجون في الجنوب من موقف الويزة حنون من حركتهم؟!
Bouakba.saad@elkhabar.com
http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/327071.html