القابلية للاستعمار عند مالك بن نبي
[ALIGN=JUSTIFY]
عندما أبدع.مالك بن نبي.أطروحته.بشأن "القابلية للاستعمار". و كان ذلك في عام 1948. لاقى المفهوم/التعبير.استنكاراً من متلقيه. و شيئاً فشيئاً.أعيد له الاعتبار.بوصفه.مفهوماً تاريخياً دقيقاً.لحالة التخلف. التي كانت عليها الشعوب المستعمَرة.
و في الحقيقة.فإن هناك مفكرين آخرين.سبقوا بن نبي. في التوصل للنتائج ذاتها.بشأن الأسباب "التي تجعل شعباً يسقط في تاريخه". كان أبرزهم.توينبي و مونتسكيو.بل أن هناك الكثير من قدماء المفكرين.الذين لم يكونوا محور الفكر الغربي.كانوا.اقتربوا بشكل أو بآخر.من تفسير هذه الظاهرة. التي يشير إليها مالك بن نبي. بـ"القابلية للاستعمار".و في رأيي. أن ما عزز أطروحة بن نبي هذه. هو بلورتها.بشكل دقيق. و الاشتغال عليها بمنهجية.و بإلحاح المهتم.
كيف تحدث مالك بن نبي عن هذا المفهوم؟ كان استخدمه.للمرة الأولى.في كتابه."شروط النهضة". و لكنه تناوله.كثيراً في أبحاثه. و محاضراته. و كتاباته.في كتابه "وجهة العالم الإسلامي" يقول:"بهذا نفهم الاستعمار باعتباره (ضرورة تاريخية) فيجب أن تحدث هنا تفرقة أساسية بين بلد مغزو محتل و بلد مستعمر. ففي الحالة الأولى يوجد تركيب سابق للإنسان، و التراب، و الوقت، و هو يستتبع فرداً غير قابل للاستعمار. أما في الحالة الأخرى فإن جميع الظروف الاجتماعية التي تحوط الفرد تدل على قابلية الاستعمار، و في هذه الحالة يصبح الاحتلال الأجنبي استعماراً، قدراً محتوماً".
و أرى.هنا. أنه من المفيد.نقل الأمثلة التي ساقها. يتابع مالك قائلاً: "فروما لم تستعمر اليونان؛ و لكنها غزتها. و إنجلترا التي استعمرت أربع مئة مليون من الهند إذ كانت لديهم القابلية، لم تستعمر إيرلندا الخاضعة دون استسلام. و في مقابل ذلك نجد اليمن؛ تلك التي لم تفقد استقلالها لحظة، لم تفد من ذلك الاستقلال أدنى فائدة لأنها كانت قابلة للاستعمار، أعني عاجزة عن القيام بأي جهد اجتماعي. و مع ذلك فإن هذا البلد لا يدين باستقلاله إلا لمحض المصادفة، حيث وجدت ملابسات دولية مواتية حفظت استقلاله..و عليه فإن المشكلة الرئيسية هي أنه لكي نتخلص من الاستعمار يجب أن نتخلص من القابلية للاستعمار".
يشتغل المفهوم. على نصف مشكلة الاستعمار.على الداخل/الذات/ الشعوب. و كيف تساهم. مجموعة من الصفات البنيوية الداخلية. في تسهيل مهمة الاستعمار.و بحسب أحد الباحثين.فالقابلية للاستعمار.عند مالك بن نبي. هي "معامل يجعل الفرد يستبطن مفاهيم المستعمر عنه ويقبل بالحدود التي رسمها المستعمر لشخصيته، ليس ذلك فحسب بل يدافع عنها ويكافح ضد إزالتها".
[/ALIGN]
وكلّما راقبتُ حال الزمن رأيتهُ يحرمُ أهل الفطن سُبحان ربي . كلّما لاحَ لي نجمٌ طوته ظُلمات المحَن
http://bahrainonline.org/showthread.php?t=89687