حضرة البروفيسور دكتور
حسيب شحادة
يسعدني مناقشة عدة أخطاء وقعت ببحثك
وأولها العنوان
سيدنا عيسى عليه السلام ليس شفيعا لنا بالآخرة,
وذكر الله تعالى لنا بعدة نصوص بقرآننا الحكيم
الشفيع الوحيد رسولنا محمد صلى الله وعليه وسلم..
أما عن قولك اسم المسيح المعرب من العبرية , وكما
ذكرت ورد اسمه بالقرآن وقرآننا عربيا واللغة العربية أم
اللغات ولغة دار البقاء, بقول الله عز وجل:
يقول الله تعالى:"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ",يوسف 2,
ويقول سبحانه وتعالى:
"إِنَّا جَعلناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ",الزخرف 3.
قال القرطبي في تفسير الآية الثانية:
"وَمَعْنَى : " جَعَلْنَاهُ " أَيْ سَمَّيْنَاهُ وَوَصَفْنَاهُ ;
وَلِذَلِكَ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
" مَا جَعَلَ اللَّه مِنْ بَحِيرَة " [ الْمَائِدَة : 103 ] .
وَقَالَ السُّدِّيّ : أَيْ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا . مُجَاهِد :
قُلْنَاهُ الزَّجَّاج وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ : بَيَّنَّاهُ .
" عَرَبِيًّا " أَيْ أَنْزَلْنَاهُ بِلِسَانِ الْعَرَب ;
لِأَنَّ كُلّ نَبِيّ أَنْزَلَ كِتَابه بِلِسَانِ قَوْمه ;
قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَغَيْره .
وَقَالَ مُقَاتِل : لِأَنَّ لِسَان أَهْل السَّمَاء عَرَبِيّ .
وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْكِتَابِ جَمِيع الْكُتُب الْمُنَزَّلَة عَلَى الْأَنْبِيَاء ;
لِأَنَّ الْكِتَاب اِسْم جِنْس فَكَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِجَمِيعِ مَا
أُنْزِلَ مِنْ الْكُتُب أَنَّهُ جَعَلَ الْقُرْآن عَرَبِيًّا .
وَالْكِنَايَة فِي قَوْله :
" جَعَلْنَاهُ " تَرْجِع إِلَى الْقُرْآن وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر فِي هَذِهِ السُّورَة ;
كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر " .
الملاحظ ان الاية الاولى فيها اخبار ان الله عز وجل انزل
القرآن بلغة العرب,اما الآية الثانية فهي اقوى واشد لهجة
وابلغ حيث استعمل لفظة جعلناه من الجعل
والمقصود فيها الصيرورة ولأن الجَعْل يأتي ويتضمن
التنزيل اذ لا يتأتى ان يُجعل ولم يُنزّل .
والله أعلم..
فائق احترامي وتقديري