انتقال السلطة في قطر أو التغيير في ظل الاستمرارية
الدوحة 25 يونيو 2013 /ومع/ يجمع المراقبون لمستجدات الوضع السياسي في قطر، أن تولى الشيخ تميم مقاليد الحكم في قطر خلفا لوالده الشيخ حمد بن خليفة الثانى لا يعنى توقع حدوث تغييرات كبيرة على مستوى السياسات القطرية بالنسبة للأولويات الداخلية أو الخارجية.
ويعللون مواقفهم بكون الشيخ تميم كان يمسك بزمام الامور منذ توليه منصب ولي العهد فى العديد من الملفات السياسات الرئيسية لقطر ويتقاسم وجهة نظر والده بشأن السياسية التنموية الاقتصادية للدولة و القضايا الاقليمية و المرتبطة خاصة بمصير دول الربيع العربي و أمن دول الخليج.
ويؤكدون في تحليلهم، لوضع قطر ما بعد الشيخ حمد، أن الانتقال السلس للسلطة سيسهم بلا شك في تثبيت سلطة العائلة الحاكمة بل وإعطائها مزيدا من الشعبية والمصداقية، وربما أيضا قد يمثل طريقا وسطا لإدارة خلافات كامنة بين السياسيين القطريين وأنصار التوجهات الإخوانية والسلفية والليبرالية.
وفي هذا السياق، ترى إيمان عبد القاضي، المحللة السياسية بمؤسسة (يورو- اسيا للاستشارات) إنها لا تتوقع حدوث تغيير كبير في الاولويات المحلية لقطر أو في سياستها الخارجية مع تغير الحاكم.
وأضافت أن الشيخ تميم يسيطر على السياسات الرئيسية في قطر منذ فترة، وانه يشترك مع والده في الآراء المتعلقة بالتطورات السياسية، والتنوع الاقتصادي في قطر، مشيرة في هذا الصدد إلى انه تم الاتفاق على الميزانيات الوطنية حتى عام 2016-2017 ، وان الاستعدادات لكأس العالم وما يرافقها من بنيات تحية ضخمة تجري على قدم وساق، ومن غير المرجح حدوث تغير كبير في قوة الدفع المحلية.
من جهته، يرى سلمان الشيخ مدير مركز (بروكينغز) الدوحة أن "أسس السياسة الخارجية لقطر لن تتغير في الوقت الراهن، لاسيما في الملف السوري وفي موضوع العلاقة مع مصر وتونس".
بدوره توقع المحلل السياسي اللبناني، عبد الوهاب بدرخان، عدم حدوث تغير في سياسة قطر، مضيفا ان "الشيخ تميم سيكون عليه بالتأكيد أن يجد طريقه وطريقته، بعد الحكم الغني بالإنجازات لوالده الذي حول الدولة الخليجية الصغيرة وشبه المفلسة عند وصوله للحكم الى اكبر مصدر للغاز المسال في العالم وصاحبة أعلى دخل للفرد".
من جهته، صرح المحلل الفرنسي أوليفييه دالاج، صاحب كتاب (قطر سادة اللعبة الجدد)، ان الأمير الجديد سيؤمن الاستمرارية للسياسة القطرية، مضيفا انه "في المرحلة الاولى، لا نتوقع حصول تغييرات كبيرة في توجهات قطر".
وأضاف ان سبب ذلك هو ان "سياسة قطر هي نتيجة استراتيجية طويلة المدى تم وضعها منذ اكثر من 15 سنة وقد نجحت لدرجة كبيرة، وايضا لان الامير الجديد سيخطو خطواته الاولى كحاكم تحت أنظار والده".
وترى إيمان عابد الباحثة بمجموعة (أوراسيا) للدراسات أن الشيخ تميم، "هو أصغر سنا بكثير من متوسط أعمار قادة دول الخليج، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقع تغييرات كبيرة في السياسات القطرية سواء بالنسبة إلى الأولويات الداخلية أو في السياسة الخارجية"، مشيرة الى ان "هناك فرصة ضئيلة في أن نشهد تغيرات سياسية".
ومن البعد الداخلي الخاص بعملية انتقال السلطة إلى البعد الخارجي، يبدو أن سياسة قطر الخارجية، في أبعادها العربية والإقليمية والدولية، لن تكون أمام تغيرات راديكالية سريعة، وأنها سوف تقوم على اعتماد المبدأ الذي أرساه الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية في عهد أبيه ، أي سياسة تقوم على مبدأ (صفر أعداء). وبحسب المحلل السياسي المتخصص في شؤون الخليج، نيل بارتريك، فإن الشيخ تميم "يمسك عدة ملفات حساسة في السياسة الخارجية" وفي مقدمتها دعم بلدان الربيع العربي و في طليعتها مصر و وتونس و ليبيا، ومؤازة المعارضة السورية في مواجهة نظام دمشق.
و تترقب الاوساط السياسية القطرية والعربية والدولية إعلان الشيخ تميم عن الحكومة الجديدة، إذ تشير التوقعات الى أنه سيتم الاستغناء عن رئيس الوزراء الحالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الذي يرأس مجلس الوزراء منذ 2007 و منصب وزير الخارجية منذ 1992 ،و بالتالي انتهاء دور شخص محوري آخر في السياسة القطرية. و تسجل الاوساط السياسية والاقتصادية المراقبة للحالة القطرية ، أن الأمير الجديد يمسك بين يده إرثا صعبا بإيجابياته وسلبياته، ،لكنها تتوقع أن الشيخ تميم،الذي تسلم تدريجا الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، قادر بفضل شخصيته القوية و العلاقات المتميزة التي نسجها مع عدد من القادة و الزعماء في العالم، أن يعزز موقع قطر ودورها عربيا ودوليا .
د/شع / ع ط
http://www.menara.ma/ar/2013/06/25/659297-انتقال-السلطة-في-قطر-أو-التغيير-في-ظل-الاستمرارية.html