المزارع والساعة اليدوية، قصّة أخلاقية
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
اكتشف مزارعٌ ذات يوم أنه فقد ساعته اليدوية في مخزن الحبوب. كانت تلك الساعة غير عادية، إذ أنها ذات قيمة عاطفية خاصة بالنسبة له. بعد تفتيشه وتنبيشه في التبن لمدة طويلة ولم يعثرعلى شيء، توجّه طالبا مساعدة مجموعة من الفتية، الذين كانوا يلهون ويمرحون بالقرب من المخزن. وعد المزارعُ مكافأةَ من سيعثر عليها، وهكذا أسرع الفتية وولجوا المخزن وأخذوا بالبحث الحثيث عن الساعة في كل ركن وزاوية ولكن بدون جدوى. عندما كان المزارع على وشك الاستسلام واليأس من إيجادها تقدّم فتى صغير من المزارع طالبا منه مهلة أخرى للبحث. ألقى المزارع نظرة على الفتى وقال: لم لا؟ يظهر أن هذا الفتى جادّ ومخلص. هكذا بعث المزارع الفتى لمخزنه وبعد هنيهة من الوقت عاد الفتى والساعة بيده. فرح المزارع ودُهش سائلا الفتى كيف نجح في هذه المهمة في حين فشل فيها الآخرون. ردّ الفتى قائلا: لم أعمل شيئا سوى الجلوس على المصطبة والتنصت وإرهاف السمع، في مثل ذلك الجو من الهدوء والسكينة، تناهت إلى سمعي تكتكات الساعة فقمت وبحثت عنها في ذلك الاتجاه فوجدتها.
العقل الهادىء المسالم يستطيع أن يفكّر أحسن من العقل المشغول. أعط بعض الدقائق من الهدوء لعقلك كل يوم وانظر كيف سيساعدك ذلك في حياتك.