عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: هل أسقط الإعلام "عرش الإخوان"؟ السبت أغسطس 03, 2013 12:35 am | |
| هل أسقط الإعلام "عرش الإخوان"؟ د.عبد العالي رزاقي الكثير يتساءل عن دور الإعلام في انقلاب 30 جوان 2013م وكيف تعاملت الفضائيات مع السنة الأولى من حكم الإخوان في مصر؟المرشد رئيسا ومصر للبيع؟
تعرف الموسوعات السياسية "الإخوان المسلمون" بأنهم "منظمة سياسية دينية أسسها حسن البنا عام 1929م في مدينة الإسماعيلية تدعو إلى "إقامة الدولة الإسلامية"، وهناك من يسميهم "حزبا دينيا" وأصدروا أول صحيفة أسبوعية باسم "جريدة الإخوان المسلمين" في 15 يونيو1933م، وأسس الإخوان تنظيمهم الدولي بقيادة مرشدهم الأول حسن البنا يتكون من مجلس شورى يضم ممثلين عن الأحزاب التي تنتمي إلى تنظيمهم في الوطن العربي والإسلامي يجتمع سنويا في السعودية أو بعض الأقطار العربية والإسلامية .
تعرض الاخوان المسلمون خلال 84 سنة لحروب إعلامية انتصروا في بعضها وانهزموا في الكثير منها بحكم عملهم السري لكن ثورة 25 يونيو2011 مكنتهم من الوصول إلى السلطة بعد عام ونصف من الحكم الانتقالي العسكري، وخلال حكمهم من (جوان 2011 إلى جوان 2013م) مارست عليهم المعارضة ووسائل الإعلام الخاصة وبقايا النظام السابق ثلاثة أنواع من الدعاية:
1- الدعاية البيضاء أو العلنية باستخدام تصريحات المنشقين عنهم أو المعارضين لهم في التعاليق الإعلامية أو التحاليل السياسية ورصد ما يصدر عنهم.
2- الدعاية الرمادية بنسبة الأخبار التي تقلل من شأنهم إلى "الجماعات الإسلامية " المحسوبة عليهم أو المرشد العام أو الرئاسة أو الجيش أو إلى جهات نافذة داخلية أو خارجية.
3- الدعاية السوداء بنشر الإشاعة والاستخفاف والتندر والاستهزاء و"القال والقيل" عبر القنوات الخاصة والتلرويج لها.
ومن يتوقف عند هذه الحملة يجدها تتسم بتضخيم الأمور والمبالغة في استخدام صيغ التفضيل بالحديث عن تنفيذ الرئيس لتوجيهات المرشد العام تسيير الشأن العام للناس، والمتعمق في هذا الخطاب الإعلامي يلاحظ أنه خطاب كراهية استخدمته وسائل الإعلام في حربها على الجزائر أثناء مباراة كرة القدم عام 2010م دفاعا عن حكم حسني مبارك، بالوجوه نفسها والعبارات نفسها التي تسيء إلى تاريخ الجزائر مثلما تحاول تشويه تاريخ الإخوان.
تمحورت حول "أخونة الدولة" ثم أخونة القضاء والمؤسسة العسكري وبقية المؤسسات في مصر،
وانتعشت هذه الدعاية باعتمادها على إثارة الخوف والإرباك والتعتيم والتضليل الإعلامي والتكتم حول ما يجري.
منذ وصول الإخوان إلى السلطة في مصر ووسائل الإعلام الخاصة تقوم بـ"عمل إعلامي دعائي" ضدهم مركزة على أن حاكم مصر الحقيقي هو المرشد العام وقيادة الإخوان وليس الرئيس محمد مرسي وأن التعيينات في الرئاسة والحكومة تتم في مجلس شورى الإخوان.
وتدعمت بحوارات ونقاشات مع المنشقين عن الإخوان أو المناوئين لهم من التيار الإسلامي إلى جانب تصريحات قيادات "الإنقاذ" وتأكيد رفضهم لهذا التوجه في الحكم، والنصائح التي قدموها للرئيس مرسي ولم يعمل بها وأخبار تدخل قطر في الشأن المصري وشرائها قناة السويس ومنح سيناء لحماس الفلسطينية لقيام الدولة الفلسطينية، وتهريب البنزين عبر الأنفاق لبيعه لإسرائيل، وأثارت هذه الأخبار والتعاليق عواطف الكثير من المشاهدين بالحديث عن إفلاس مصر، خاصة الحديث عن الافلاس الاقتصادي وشروط تعجيزية لمن منحوا مصر ودائع وقروضا وهبات مالية,
وقدمت وسائل الإعلام الرئيس كشخص هارب من العدالة بعد تدخل (حماس) للإفراج عنه وعن جماعته من سجن "وادي النطرون" وأنه مطلوب في العدالة بحيث تشكلت صورة عن مرسي كـ "مجرم" هارب من السجن ويريد الانتقام ممن سجنوه، ولهذا يطالب بإعادة محاكمة رموز نظام حسني مبارك؟.
كثر الحديث عن الإخوان كـ"صناعة أمريكية" لخدمة إسرائيل، بافتعال أخبار كاذبة وطمس الحقائق الموجودة في الشارع المصري ومنها فتح معبر رفح للفلسطينيين دون الالتزام باتفاقيات "كامب ديفد" التي تربط ذلك بالتشاور مع إسرائيل.
لجأت الكثير من القنوات إلى تقديم فتاوى التيار الإسلامي"المسيئة للإسلام والمسلمين" وسلوكهم الذي يتسم بالحقد والكراهية للديمقراطية معتبرا الأقباط (كفارا) يدعوهم إلى الإسلام أو دفع الجزية"، إلى جانب الكذب واختلاق الأحداث وبثت هذه الموقف والآراء في برنامج مثل "الغش ممنوع"و(أجرأ الكلام) إلى جانب تعاليق عبر برنامج توفيق عكاشة (الفراعين) وإبراهيم عيسى (القاهرة والناس) وبرامج أخرى بالدعوة إلى التحريض عليهم.
الحرابة و"الإجرام" في الإعلام
بدأت وسائل الإعلام بالإيحاء بأن حكم الإخوان سيؤدي إلى حرب أهلية وتقسيم البلاد ودخولها في فوضى، فالحرابة صارت هي"العدالة البديلة" في الشارع، باستخدام الدم ،و"التمثيل" بالجثث مثلما حدث بالنسبة لمقتل عناصر شيعية، والتحذير من خطر غياب الأمن، وإعطاء المناصب لمن قاد عمليات إرهابية مثل محافظ الأقصر.
كانت وسائل الإعلام تقود حربا بلا رصاص، وكانت الأخبار الكاذبة والمعلومات التضليلية تتبادلها الفضائيات كـ"كرة الثلج" تكبر كلما تدحرجت من قناة إلى أخرى.
وظهر الرئيس وكأنه يقود حربا عشواء ضد المعارضين لنظام حكم الإخوان إنها حرب طائفية ستؤدي إلى حرب أهلية لم تشهدها مصر لأكثر من خمسة آلاف سنة,
ظاهرة تلفيق الأكاذيب وتزييف الأخبار بدأت في مصر منذ دخول نابليون بونابرت إليها دون مقاومة ووجهت له انتقادات فقال أنها "أم الدنيا"، وعندما شعرت إسرائيل بالخطر من الجيوش العربية أخرجت مقولة "إن العرب يريدون رمي إسرائيل في البحر" وصدقتها وسائل الإعلام المصرية آنذاك.
دعاية ما بعد الانقلاب؟
استرجعت الفضائيات "عقداء المخابرات وألويتها" لتقديمهم كوجوه تتحدث عن "الإخوان" ودورهم في ظهور "الجريمة السياسية" في مصر، وتداولت وسائل الإعلام الاسم الجديد للإخوان وهو "الإخوان المجرمون" وبدأت النكت تظهر، فالسجناء في مصر يرفضون عودة الإخوان إلى السجن بحجة أنهم ضد "أخونة السجناء والسجون",
ولجأت الصحافة والفضائيات إلى الأسماء الإعلامية الكبيرة من صحافيين وكتاب وفنانين ليقدموا تصورهم لما جرى يوم 30 جوان2013م، بهدف تكريسه كـ"تصحيح ثوري" أو "انقلاب شعبي ضد "النازية الإسلامية" و" حكم المرشد العام".
يقول محمد حسنين هيكل عن الإخوان أن "هؤلاء الناس جاؤوا من المنفى إلى السلطة" ويعبر عن اندهاشه ممن يسمي ما حدث في مصر انقلابا فـ"عبقرية المشهد - في نظره - في وجود شيخ الأزهر والبابا توا ضروس جنبا إلى جنب"، ويحذر منهم قائلا: "الإخوان جزء من حركة عامة موجودة كانوا يريدون السيطرة على المنطقة التي تقع بين مصر وتركيا" واصفا الانقلاب "أمة استيقظت وراحت تسترد ما سرق منها.. الصندوق بمفرده لا ينفع".
إن ظهور أمثال هيكل من حين لآخر هو محاولة لتضليل الرأي العام العربي والمصري باعتبار أنه يثمن مواقف المؤسسة العسكرية والذين شاركوا في الانقلاب.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/173359.html[/center] | |
|