سياحة المحتلين الصهاينة للتمتع بشلال الدم العربي المسلم
مشاهدة المعارك في سوريا تجعل الجولان أكبر منطقة سياحية في إسرائيل
ضباط سابقون يعملون مرشدين فيها
الشرق الأوسط :
لم تعد السياحة في الجزء المحتل من مرتفعات الجولان السورية مقتصرة
على التجوال في مزارع الكرز والتفاح أو قطف الأزهار البرية
من محيط قلعة نمرود ومن ضفتي نهر بانياس، بل بدأت برامجها
تحتوي أخيرا على جولات سياحات لمعاينة العمليات القتالية الدائرة رحاها
الطرف غير المحتل من الهضبة بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والقوات الساعية لإسقاط نظامه.
وبينما يسعى محبو الإثارة لرؤية الغبار المنبعث عن المعارك وأصوات الرصاص بأنفسهم،
تسعى تل أبيب إلى استغلال هذا «الهوس» ورفد خزينتها بمئات الآلاف من الدولارات،
خصوصا بعد إعلان الجولان كـ«أكبر منطقة سياحية في إسرائيل». ويتضمن البرنامج الذي تروجه شركات السياحة العبرية بالتعاون مع سلطات الجيش وإدارات المستوطنات،
تجميع السياح في مناطق مرتفعة ومطلة على مناطق ما بعد خط وقف إطلاق النار،
في الجهة الشرقية من الجولان، حيث يستطيع محبو المغامرة معاينة القتال بالعين المجردة، مع وجود مرشدي سياحة،
هم بالأساس من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، لشرح جغرافية سوريا وتاريخها السياسي والعسكري وطبيعة المعارك الدائرة فيها اليوم.
وحسب ناطق باسم وزارة السياحة الإسرائيلية، فإن هذه هي أهم سياحة داخلية في إسرائيل في هذا الموسم. ويتجاوب معها الجمهور الإسرائيلي بشكل كبير.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أدخلت هضبة الجولان ضمن البرامج الدراسية الإسرائيلية في السنة الدراسية القادمة (2013 - 2014)
كـ«منطقة تراث وتاريخ يهودي وإسرائيلي»، يتولى تنفيذها المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية في الجولان.
وقام المستوطنون بوضع لافتات بثلاث لغات (العبرية والإنجليزية والعربية) على بوابات الجولان الرئيسة المطلة على «فلسطين التاريخية»، من جسر بنات النبي يعقوب في الجنوب وبوابة الغجر وبانياس في الشمال وبوابة مفرق مستوطنة غونين (المقامة على أراضي قرية غرابة -الدردارة الفلسطينية) في الوسط.
وفي إطار المشروع، يتم استبدال باللافتات التي وضعتها «الشركة الوطنية للطرق في إسرائيل» (ماعتس)،
لافتات جديدة، تم وضعها على أعمدة بازلتية بطول خمسة أمتار، لتعريف السائح بوصوله إلى الجولان كـ«أكبر منطقة سياحية في إسرائيل».
ويتم في المرحلة القادمة وضع لافتات تعريف في 80 موقعا سياحيا وترفيهيا وتاريخيا من التراث اليهودي و30 موقع استجمام للهو والترفيه والنوم.
وتنخرط المستوطنات (33 مستوطنة) في هضبة الجولان السورية المحتلة، في المشروع بهدف تحويل الجولان إلى «حديقة وطنية رسمية للسياحة والترفيه في إسرائيل».
وتقدر تكاليف هذه المشاريع بنحو نصف مليار دولار، ولا تحسب فيها الميزانيات التي يصرفها الجيش وتخضع للبنود السرية في الموازنة.
ومن الجهة الأخرى، قررت وزارتا السياحة والمواصلات، استغلال الأوضاع الداخلية السورية وغرق السوريين فيها،
لتنفيذ برنامج تحسين وتطوير لمشاريع الاستيطان والاستثمار في الجولان، وتجديد وتوسيع شبكة الطرق المؤدية إلى المستوطنات
وتوفير الأمان للسياح الذين يزورون الجولان المحتل في المستوطنات وخارجها، وزيادة إشارات السلامة وحواجز الأمان،
وزيادة عدد محطات الاستراحة والانتظار، على تلك الطرق وهي الطريق الأطول في الجولان من الجنوب «عين غيف»
قرية النقيب السورية المدمرة، إلى الشمال والذي يبلغ طوله 99 كلم حيث يبدأ في نقطة منخفضة 210 أمتار تحت سطح البحر وينتهي بارتفاع 1600 متر فوق البحر.
وطريق رقم 978 وهو يمتد من تل الفخار إلى مستوطنة أودم بالقرب من قرية مسعدة ويبلغ طوله 23 كيلومترا. وطريق 91 وهو يمتد غربا من مفرق محنايم
بالقرب من القرية الفلسطينية طوبا الزنغرية) وحتى مفرق عين زيوان، ويبلغ طوله 28 كيلومترا.
وكانت هذه الطرقات المؤدية من وإلى هضبة الجولان المحتلة، قد دمرت بسبب عمليات التدريب للدبابات والآليات العسكرية الثقيلة في المنطقة،
علما أن 40 في المائة من أراضي الجولان خاضعة لسيطرة الجيش وتضم عشرات المواقع والقواعد العسكرية، وكذلك بفعل عوامل الطقس والجليد التي تؤثر في البنى التحتية،
وحوادث السير التي يتعرض لها السائقون نتيجة الاصطدام بالحيوانات المنتشرة بكثرة، وبينها الأبقار والأحصنة والخنازير البرية.
الجدير بالذكر، أن إسرائيل أقامت في الجولان، منذ احتلالها في سنة 1967 وحتى اليوم، 33 مستوطنة بينها مدينة «كتسرين» التي تضم 22 ألف مستوطن،
علما أن هناك خمس قرى عربية محتلة يسكنها اليوم 25 ألف مواطن سوري.
أفيقو يا عرب ويا مسلمين