جندي في سلاح البحرية الأمريكية يعتدي على مهاجر إفريقي
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
شاب يقود دراجته النارية ويمرّ بحديقة الحيوان في نيويورك فيرى بنتا صغيرة تتكىء على قفص الأسد. فجأة يقبِض الأسد على ياقة سترتها محاولاً جرّها إلى الداخل ليلتهمها، أمامَ بَصَر والديها اللذين لاذا بالزعيق والصراخ. يقفز الشاب عن دراجته راكضا إلى القفص ويسدّد لكمةً قوية على أنف الأسد.
عندها يتراجع الأسد إلى الوراء من جراء الألم فتفلت الصبية ويجلبها الشاب إلى والديها المذعورين اللذين شكراه ألف شك وشكر. مراسل صحفي يشاهد كل ما يجري. يتقدم المراسل نحو الشاب قائلا: يا سيدي، هذا كان أنبل وأبسل شيء يقوم به إنسان رأيته في حياتي. يجيب الشابّ: لماذا؟ هذا لا شيء حقاً، الأسد كان خلفَ القضبان، إني شاهدتُ هذه الفتاة الصغيرة في خطر وقمتُ بما شعرت أنه عين الصواب.
ردّ المراسل الصحفي: حسناً، سأصنع من هذا خبرا، إني صحفي ، هل تعلم، وفي صحيفة الغد سيحتل خبر هذه الحادثة الصفحة الأمامية. لذا، ماذا تفعل لتوفير لقمة العيش وما انتماؤك السياسي؟ أجاب الشاب: إني جندي في البحرية الأمريكية وأنا جمهوري. يكتفي المراسل بهذا وينصرف.
في صباح اليوم التالي يشتري الشاب راكب الدراجة النارية صحيفة ليرى أحقا تورد خبرا عما فعل، وإذا به يقرأ على الصفحة الأولى: جندي في سلاح البحرية الأمريكية يعتدي على مهاجر إفريقي ويسرق غداءه … وهذا يلخّص، إلى حدّ كبير، نهجَ وسائل الإعلام حيالَ الأخبار هذه الأيام.