عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: مصر: صعود الفاشيّة؟ الجمعة سبتمبر 06, 2013 1:47 pm | |
|
مصر: صعود الفاشيّة؟ رأي القدس SEPTEMBER 5, 2013 صحيح ان جماعة الاخوان المسلمين قد ارتكبت أخطاء سياسية قاتلة في مصر لكن صحيح أيضاً أنّها جوبهت بشراسة من قبل أجهزة دولة استبدادية عميقة الجذور دافعت عن مصالحها وامتيازاتها بالتحالف مع قوى اقليمية كبيرة ضخّت أموالها ووظّفت وسائل اعلامية واقتصادية وسياسية هائلة لتشويه وضرب التجربة قامت بشيطنة الاخوان وتحميلهم مسؤولية ارث طويل من الاستبداد ونتائجه. لم يكن باستطاعة جماعة الإخوان، أو أي حكم آخر، تقديم حلول إعجازية سريعة لاقتصاد أنهكه تحالف الاستبداد مع رجال الأعمال وما كان بامكانها في ظل الأخطاء التي ارتكبتها وضخامة القوى التي جابهتها فتح الأفق المسدود لأجيال جديدة تريد مستقبلاً كريماً محفوفاً بكرامة الإنسان المحفوظة وغير المنتهكة. دخول الجيش المصري على خطّ الاستثمار في الاستياء الشعبي المتزايد قلب موازين القوى ووجّه بوصلة البلاد باتجاه مخيف. التحالف الحاصل بين القوى الشابة الناقمة التي اعتبرت ان الاخوان سرقوا الثورة منها مع قوى الثورة المضادة من فلول النظام السابق والتغطية السياسية لكل ذلك من قبل قوى سياسية مناهضة للاخوان أدى الى مشهد انقسمت فيه الآراء السياسية حول تعريف ما حصل باعتباره انقلاباً ام ثورة جديدة. كان يمكن للانقلاب (او الثورة) أن يتحرك باتجاه قيادة هادئة سلسة وحكيمة لا تكرّر الأخطاء التي زعم ان الجماعة قامت بها من استبعاد للقوى السياسية الأخرى واستئثار لفئة بالسلطة على حساب فئة أخرى بحيث يشتغل بدأب وعلى مدى طويل على تأسيس شرعيّة جديدة قائمة على الانجاز السياسي والاقتصادي والتنموي، محافظاً على الشرط الأول الذي قامت عليه ثورة 25 يناير: كرامة الانسان. مدعوماً بما اعتبره تفويضاً جماهيرياً كبيراً، كان أول ما قام به الحكم الجديد هو انتهاك هذا الشرط بقراره كسر جماعة الإخوان بسلاح القمع الخالص زارعاً بذلك البذور المخيفة لحرب أهلية، ومؤسساً لشرعية منتهكة المعنى تقوم على دعامتين لا يمكن إلا ان تتآكلا: الحلّ الأمني الاستئصالي وتغطية قوى سياسية مصرية لهذا الحلّ. أكثر ما يخيف ويؤلم ان مشاهد القمع الاجرامية الموثقة لفض اعتصامات الجماعة لقيت تأييداً كبيراً من قطّاع كبير من الشارع وهو أمر ينذر بنتائج وعواقب سياسية وخيمة. تفاخر أنصار الحكم المصري الجديد بنزول عشرات الملايين الى الشوارع واعتبروا ذلك تفويضاً للجيش بهدر دماء المعتصمين، متجاهلين الحقيقة الجارحة في كون هؤلاء، بغض النظر عن انتمائهم السياسي، هم إخوانهم وأقاربهم وشركاؤهم في المواطنة والانسانية والحياة، وبداهة انه لا يمكن للبشر مهما كان عددهم ترخيص الجريمة وتحليل القتل. يؤشّر ذلك للأسف الى ظهور شكل من أشكال الفاشية العربية تشبه شقيقاتها الاوروبية، تقوم على القوة المؤيدة جماهيريا، وعلى تركيزها لأوهام القوة والمجد والوطنية والجاذبية في شخص بعينه. وكما استغل الاوروبيون الخوف من الشيوعية، مهّد الكثيرون في مصر وخارج مصر الطريق لفاشيّة جماهيرية تستغل الخوف من الأخونة والأسلمة. وكما لجأت الفاشيات الاوروبية بعد التخلّص من اعدائها الايديولوجيين الى التضييق على الحريات، بدءاً من حقّ الحياة وصولا الى الكرامة والخصوصية والتعبير، فان مسؤولي الحكم الجديد في مصر لجأوا للوسائل نفسها والتي ستلتهم فيمن ستلتهم كل من لا يؤيدها تأييداً مطلقاً، كما يحصل الأمر مع البرادعي وغيره. اكثر ما يثير الأسى في هذا التوجّه هو مشاركة جمهور كبير بحميّة واخلاص في تبرير الجرائم وادانة الضحايا، وأن أكثر الناس دفاعاً عن هذا الاتجاه الفاشيّ هم الشباب الذين كانوا سلاح الثورة لاسقاط الاستبداد فتحوّلوا الى أدوات في أيدي قوى كل ما تريده هو إيقاف مدّ الثورة ولو كلّف ذلك تحطيم مصر نفسها. http://www.alquds.co.uk/?p=81524 | |
|