"السعداء" يحتفون هذا الأسبوع بـ "سعدان" أخران!! .. بتندر عما يجري في الجزائر

"السعداء" يحتفون هذا الأسبوع بـ "سعدان" أخران!!

رضا بن عاشور

منذ أن وقع حادث قطار عمّار تو "إثنين" الذي توقف كما يتوقف الحمار عند العقبة قبل أن يعود إلى السير "خلف دور" وينقلب مدشنا نظرية التدافع (للعربات والأشخاص إلى الخلف، التي أطلقها غنوشي تونسي في إطار تنفيذ سياسة الأمر الواقع، منذ ذلك الوقت، أي قبل أيام فقط - أقول - بدأ بالفعل تدشين مرحلة التدافع العماري نسبة إلى الوزير عمار الأفلاني وهذا بمقدم عمار الآخر المدعو سعيداني على رأس الحزب العتيد بعد أن جاء من بعيد مستثنيا القاعدة العامة في التقاعد المطبقة على الموظفين والمناضلين باعتبارهم أشباه موظفين أيضا، ومعلنا، وهذا هو الأهم، أن عهد السعداء في بلاد التعساء من سعيد سعدي وحتى سعد وسعد، ويجمع سعدان سيتواصل من جديد.

.

المشي إلى الخلف!!

حتى قبل إن تظهر نتائج تحقيقات تدافع عربات قطار عمار اثنين إلى الخلف ويعاقب الذين يمشون إلى الوراء يمكن أن نصل سياسيا إلى أن الأمر عادي "ونرمال" بالنسبة على الأقل لقطار الافلان جبهة التحرير التي تمثل أبو الأحزاب بعد أن ولد من رحمه الفيس و(ابليس) وتفرعت بعد ذلك الأحزاب وفرخت إلى نعجة وتيس وعتروس وكلها تأتمر بأمر واحد غير منقطع ولا بئيس، أو حتى بالنسبة لغير الأفلان، فالأمر لا يحتاج لكثير من نقاط الاستفهام والإسهام لأن الكل يسير في نفس الاتجاه إن هم لم يتقدموا إلى الأمام، فهم يتأخرون!

فقد كان السعداني - وهو في الأصل اسم لنوع من القردة - التي يقال إن الإنسان انحدر منها - والله أعلم- قبل ذلك نسيا منسيا وفي طي النسيان بعد أن خرج من قبة البرلمان والمكتب السياسي للأفلان ويعود مستثمرا بزناسيا كبيرا في الغابات كما أشيع عنه، فكيف عاد الرجل وقد تجاوز الستين من العمر، ويهدد صاحب السبعيني إلى رئاسة الحزب العتيد! قبيل عودته، وجد صاحبنا مقاومة شرسة من الحزب المعارض للتدافع إلى الخلف، ويقف في المقدمة من هم أشهر من نار على علم أي جبل بلغة الجاهلية، فقد كان عمار تو ومعظم وزراء الحزب في الحكومة وكان على رأسهم بلعياط المنسق (والملصق) العام وهي صفة استحدثت مؤخرا وبصفة وقتية في هذا الحزب تجاوزا لمرحلة الخلاف الحاصلة فيه بعد الإطاحة بالأمين العام الأسبق بلخادم بفارق ضئيل وأن يظهر في الأفق من هو أقدر وأجدر على خلافته كأنما هي قفزة في الفراغ من فوق العلم الذي يعيش فيه عادة أمثال السعدان والذيب وأم السيسي (ليس في مصر وحدها) وحتى الغربان!

فما الذي جعل تلك المقاومة الشرسة تنهار، إن لم يكن الصندوق الشفاف الذي غلب في النهاية؟

بحسبا أصوات الصندوق، يكون السعداني فائزا بالأغلبية مثلما فاز الاخوان في مصر وان صاروا في خسر بعد ذلك.

والقول هنا أن جناح مستشار الرئيس السعيد بوتفليقة في تتويج صاحبنا بكرسي الأفلان يحتاج بالفعل الى إثباتات، فالمركزيون لم ير أحد من الحضور والشهود أنهم وجدوا أنفسهم أمام سلطان مبين ينزل فوقهم، إلا إذا كان هذا السلطان يسري في الدم بدون قانون مكتوب كما يقول مهري ويجعل الواحد فيهم يفهم في أكثر الأحيان بالعين قبل أن يفهم بالإيهام!

.

تحت الشمس!!

كوزن سياسي ومستوى تعليمي وآداء، يمكن الجزم بأن المغضوب عليه بلخدام أفضل من المحبوب الجديد القديم.

فالأول تربى في أحضان النظام وليس مستواه السزيام ممن حصلوا على شهادة جامعية في آخر العمر من دون أن يحضر!

والأفلان هنا كخدام حاسم في الرئاسيات (وتربية المائيات) يبدو هنا منسجما مع نفسه باعتباره لجنة مساندة أكثر مما هو حزب.

وهذا ما يتماشى مع رغبات الفوق من نوع أبي توق الذي لا يفارقه خيال الكرسي لحظة واحدة مهما كان مستوى الذي يركبه.

فالمهم أنه على طريقة القط الصيني سواء كان أسود أو أبيض يصطاد! فما بالكم إذا كان الصياد هذه المرة اسمه سعداني فهو لا يذكرنا فقط بانتصارات سعداني الكروية الوهمية التي يخرج فيها بنتيجة المهم المشاركة.

وإنما ينسجم مع قائمة من أسماء السعداء الذين حكمونا مباشرة أو حكموا باسمهم سنين، وهم على هذا الحال وهذا على الأقل منذ أن طلع نجم السعيد سعدي زعيم الأرسيدي في بداية التسعينيات كحزب استئصالي كان أول من استخدم في النضال من هذا النوع قبل أن يحيل نفسه على التقاعد الاختياري، وليس الإجباري كما فرضه وزيرنا الأول سلال هذه الأيام، واستثنى منه كل من يحمل اسم سعيد أو سعد أو ساعد حتى وهو يعرف بأن سعد هذا لا يعرف كيف تورد الإبل!

فعدم المعرفة وقلة الفهامة والولاء الأعمى كلها شروط للبقاء إلى حين يأتي القضاء.

فالسعداء في نظر النظام الذي يعيش فيه التعساء يحسبون أنهم صنعوا سعادتنا من سعيد العماري (الجنرال المتوفي الذي احتل بنكا من بنوك عمي موح) وسيدي السعيد (الذي ركب ظهر بقايا العمال) وحتى سعيد عبادو (الذي عبد المجاهدين) انتهاء سعيدان الأفلان الذي يقال والله أعلم إنه يعمل تحت امرة سعيد آخر فوقه.

فهؤلاء وقد عادوا جميعا أحياء وأمواتا أو في الغائب يرسمون لنا صورة نمطية غير قابلة للتغيير وهو أنه لا جديد تحت الشمس! وهذا بالاعتماد على نظرية "تو" في التدافع نحو الخلف!

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/176937.html