العرب رهينة بين رعونة الحكام وجهل الإسلاميين؟!
الثلاثاء 01 أكتوبر 2013
يكتبها: سعد بوعقبةجزائر التسعينيات أصيبت بحركة إسلامية قوية وواعدة وذات شعبية واسعة.. ولكنها وقعت تحت قيادة جاهلة ولا تقدر العواقب.!
وبالمقابل أصيبت الجزائر أيضا بسلطة تتمتع بقدر كبير من الرعونة والحماقة والجهل.. فكانت المواجهة بين السلطة الرعناء قيادة الإسلاميين الجهلة.. فحدث ماحدث للجزائر المسكينة.
واليوم تواجه مصر الشقيقة نفس الظاهرة، حركة إسلامية طاغية الشعبية تقودها قيادة لاترى أبعد من أنفها.. مقابل سلطة لايحتاج المراقب إلى كبير عناء كي يعرف بأنها تتمتع برعونة وجهل وحماقة تحسد عليها.! حماقة قيادة الإخوان وحماقة جماعة السيسي هي التي جعلت الشعب المصري ينشطر إلى قسمين.. وكل يوم تزداد هوة هذا الانشطار اتساعا.. وأصبح الأمر ينذر بتهديد كيان الدولة المصرية نفسها.
حماقة الإخوان تقول: إنهم لن يغادروا المظاهرات في الشوارع إلا عندما يسقط النظام الإنقلابي.! والإنقلابيون يقولون إنهم سيؤلبون العالم كله ضد قيادة الإخوان لقطع الطريق أمامها في حكم مصر؟!
ومن أطرف حماقات حكام مصر أن أحد مستشاري الرئيس المصري المؤقت دعا إلى تكوين لوبي مصري عالمي من المصريين في الخارج لتأييد الجيش المصري في مسعاه ومحاصرة الإخوان في الداخل بالمصريين في الخارج؟!
كيف لحكم لا يستطيع أن ينجز “لوبي” وطني في الداخل ويستطيع أن ينجز لوبي مصري خارجي من متعددي الجنسيات؟! إنها صورة للهزال السياسي لحكام مصر.؟!
إنها صورة معادة لصورة بؤس قيادة حكام الجزائر في 1992 حين أصابهم الإفلاس السياسي فعمدوا إلى البحث عن رئيس للدولة ليس من بينهم بل من الفارين للخارج.. وكان لهم ذلك وحدث للبلاد في ظل هذه السياسة ماحدث ومايزال يحدث.
لقد سلّم النظام الجزائري دواليب الاقتصاد في المرحلة الأولى إلى صندوق النقد الدولي ثم في مرحلة لاحقة إلى مزدوجي الجنسية من أمثال شكيب خليل فحدث ماحدث من فساد ومن تخريب لمؤسسات البلاد الاقتصادية والسياسية حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن. نبيع للهنودا ما نملكه ثم نشتريه منهم؟!
ويبدو أن الأشقاء في مصر يذهبون في نفس الرواق هذه الأيام بالمراهنة على دعم الخارج لعراك الحكم مع خصومه في الداخل.
نعم إنها من سخريات القدر أن يقوم رئيس تونس الذي لم يستطع أن ينصح بلده بإسداء النصح إلى المصريين.! لكن الأسوأ من هذا هو أن يقوم بشار الأسد بدعم النظام في مصر ويتساوى في ذلك مع خادم الحرمين.! ولست أدري من لمّ الشامي على النجدي في هذه المسألة المصرية وهم يتقاتلون في دمشق.
نعم العالم العربي أصبح يحكمه اللا منطق في السياسة، سواء في علاقات الدول العربية ببعضها البعض أو علاقتها بالقوى العظمى وغير العظمى في العالم، إنها المأساة؟!
bouakba2009@yahoo.fr
http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/357992.html