معركة حكم مصر بين الجيش والإخوان
أماني الطويل | 03 أكتوبر ،2013
مقدمة
تبدو معركة التَّحوُّل الدِّيمقراطيِّ في مصر على قدرٍ كبيرٍ من التَّشابك والتَّعقيد، فهذا التَّحوُّل محكومٌ في تفاصيله بإرثٍ تاريخيٍّ ضخمٍ يؤطِّر ملامح للهويَّة المصريَّة. وقد تقود ثورة المصريِّين في عام 2011 وتوابعها في عام 2013 نحو حسم صراعٍ استمر أكثر من قرنٍ، بشأن صورة الدَّولة المصريَّة في العصر الحديث، ما بين ثلاثة مناهج فكريَّةٍ: الأوَّل منحازٌ للخلافة الإسلاميَّة بنماذج متنوِّعةٍ وبتجلِّياتٍ فكريَّةٍ مختلفةٍ، بدءًا بالأفغانيِّ ومحمَّد عبده، وصولًا إلى رشيد رضا وحسن البنَّا. أمَّا المنهج الثَّاني فينحاز إلى نموذج الحداثة الأوربيِّ ببطليه طه حسين وتوفيق الحكيم، بينما يتحدَّث النَّموذج الثَّالث عن خلطةٍ مصريَّة منفردةٍ، تحدث عنها أحمد لطفي السَّيِّد، وبطلها الحقيقيُّ والمؤسِّس لمصطلح "شخصيَّة مصر" هو جمال حمدان.
وفي هذا السِّياق تثير التَّطوُّرات السِّياسيَّة المصريَّة بعد 30 حزيران / يونيو جدلاً هائلاً؛ داخليٍّا وخارجيٍّا، تميِّزه حالة الاستقطاب بين الفرقاء التَّاريخيِّين، ولكن مع فارق اصطفاف فريقَي الهويَّة المصريَّة والحداثة الأوربيَّة في خندقٍ واحدٍ ضد معسكر الخلافة الإسلاميَّة بتنوُّعاته الحزبيَّة والفكريَّة. وفي هذه المعركة، يتخندق المعسكر الإسلاميُّ ليؤطِّر لتوابع ثورة 2013 باعتبارها انقلابًا على الشَّرعيَّة، ومعركةً ضدَّ الإسلام، بينما يراها الخليط الثَّاني إرادةً شعبيَّةً، استخدمت آليَّاتٍ ديمقراطيَّةً، وساندتها القوَّات المسلَّحة باعتبارها أحد أعمدة الوطنيَّة المصريَّة.
في هذا الصراع، يقوم الإعلام القديم والجديد بدورٍ رئيس فى تحريك الرَّأي العامِّ، وصناعة السِّياسات. ومن هنا، جرى تحييد هذا العامل من جانبنا، في ضوء ما يبدو لنا من أنَّ التَّحليل الاجتماعيَّ لحالة التَّغيير في مصر ربما يكون الأداة الأكثر أمانًا لتحقيق حالتَي الموضوعيَّة والحياد، والوصول إلى تقييمٍ واقعيٍّ لدوافع التَّغيير وآليَّاته، ثمَّ استشراف مستقبله، ومدى قدرته على تحقيق استقرارٍ يقود إلى تحوُّلٍ ديمقراطيٍّ، يكون بطبيعته قاطرة التَّقدُّم بمصر في كلِّ المجالات.
وسوف يتضمَّن هذا التَّقييم محورين رئيسين: الأوَّل يعنى بتفسير لماذا خسر الإخوان حكم مصر خلال عامٍ واحدٍ؟ والثَّاني يبيّن فرص مصر في تحوُّلٍ ديمقراطيٍّ حقيقيٍّ.
*هذه الورقة منشورة في العدد الرابع من دورية "سياسات عربيّة" (أيلول/ سبتمبر 2013)، الصفحات: 24-30، وهي دورية محكّمة تعنى بالعلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة والسياسات العامّة، يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.
للاطلاع على الورقة كاملة، انقر على الرابط في الأسفل
http://www.dohainstitute.org/release/0b5d0cf6-8337-4d28-91a6-8aa2035dcb79