أين يكمن الجمال الحقيقي؟
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
ذات مرّة، شغّل سيّد نبيل رجلين صديقين للعمل عنده. أحدهما كان وسيما جدا، في حين أن الآخر، كان قبيحا.
طلب السيد من الرجل الوسيم الذهاب للاستحمام، وفي تلك الأثناء توجّه السيد إلى الرجل الآخر وقال له: "صديقك قد أعطى صورة سيئةً جدا عنك، قال إنك لصّ وأخلاقك سيئة، هل هذا صحيح؟"
أجاب الرجل بأن رفيقَه كان شخصاً وسيما، وجماله الخارجي ينبغي أن ينعكس على الجمال الداخلي. لم يكن قادرا على الاعتقاد بأن رجلا وسيما كهذا، بوسعه أن يختلق كذبة. لذلك قال: “إذا كان لرفيقي رأي سيء عنّي فلا بدّ أن هنالك شيئا غير سويّ فيّ، أخشى أن يكون صادقا حقّاً”.
لاحظ السيّد أن الجمال كان هديةً من الله فقط وهذا لا يعني أن ذا الوجه الوسيم يكون ذا فؤاد صاف أيضا. أخذ السيّد انطباعا دامغا عن شخصية هذا الرجل وحصافته. في تلك الأثناء عاد الرجل الأول من الحمّام.
ثم أرسل السيد الرجلَ القبيحَ للاستحمام وفي خلال غيابه حكى للرجل الوسيم بأن زميله قد أعطى صورة قاتمة عنه. عند سماعه ذلك تفجّر بقدح صديقه وذمّه ونعته بالوغد النذل الكذّاب.
هكذا وصل السيد لنتيجة أن الرجل الوسيم لا قيمةَ داخليه لديه في حين أن الرجل ذا الوجه القبيح يتمتّع بوفرة من الجدارة الباطنية.
عبرة القصة: الجمال لا يتعدّى الجلدَ عُمقا، ليس كلّ ما يلمع ذهبا. كل إنسان مُتوارٍ تحت لسانه؛ اللسان يكشف عن الذكاء الداخلي والضعة الداخلية على حدّ سواء.
لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك!