منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 الحـوار الحضـــــــــــــاري/عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته إعداد أ.د. محمد فؤاد البرازي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير البرازي
مديرة
مديرة
عبير البرازي


عدد المساهمات : 7200
تاريخ التسجيل : 02/03/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

الحـوار الحضـــــــــــــاري/عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته إعداد  أ.د. محمد فؤاد البرازي Empty
مُساهمةموضوع: الحـوار الحضـــــــــــــاري/عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته إعداد أ.د. محمد فؤاد البرازي   الحـوار الحضـــــــــــــاري/عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته إعداد  أ.د. محمد فؤاد البرازي I_icon_minitimeالإثنين يناير 13, 2014 10:18 am

[ltr]


 
الحــــــــــــــوار الحضـــــــــــــاري
 
 
عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته



 
إعداد



 
أ.د. محمد فؤاد البرازي



 
رئيس الرابطة الإسلامية في الدانمارك



عضو مجمع فقهاء الشريعة



بحث تم تقديمه إلى : مؤتمر علماء الأمة

الذي نظمته جمهورية السنغال في عاصمتها دكار
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
ورئاسة فعلية من فخامة الرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال
والرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي
بتاريخ 04 ــ 06/رجب/1432 هـ الموافق 06 ــ 08/2011 م

الحوار الحضاري : عرض لمشكلاته ، وبيان لمقتضياته
تمهيد :
شاءت إرادة الله تعالى أن يخلق الناس أمماً وشعوباً لها ثقافات شتى ولغات متباينة ليتعارفوا فيما بينهم ، ويتحاوروا ويتعاونوا لبناء مجتمع إنساني يسوده التفاهم والوئام بين أعراقهم وأجناسهم ، وقد نبهَ الله سبحانه وتعالى إلى أن ذلك آية من آياته الدالة على قدرته ، وبديع خلقه.
أما خلق الناس شعوباً وقبائل فقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قول الله عز وجل : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير". (1)
وأما اختلاف ألسنتهم وألوانهم فقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك أيضاً في قول الله عز وجل : "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالِمين".(2)
والحياة الإنسانية للمجتمع البشري بأجناسه وألوانه ولغاته تحتاج إلى حوار هادف في شتى مجالات الحياة حتى تتم عمارة هذا الكون بالتعاون والتفاهم ، والبعد عن الأحقاد والأضغان ، وما ينشأ عن ذلك من ويلات الحروب . ولن يضير الشعوب الكثيرة ــ بعد هذا ــ اختلافها في الأجناس والألوان ، أو العقائد والأديان إذ "لا إكراه في الدين" (3) كما قال الله تعالى في كتابه الكريم.
دعوة الإسلام إلى الحوار :
وقد وجَّه الحق عز وجل نبيه الكريم إلى حوار المخالفين بالتي هي أحسن ، فقال له : "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن". (4). ، وقال تعالى أيضاً للمسلمين كافة : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".(5)
قال المفسر الزمخشري عند قول الله تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن" ، قال : بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف. (6)
"فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها ، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق حتى لا تشعر بالهزيمة ، وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلاً عن هيبتها واحترامها وكيانها. والجدل بالحسنى هو الذي يشـعر المجادل
أن ذاته مصونة وقيمته كريمة ، وأن الداعيَ لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها ، والاهتداء إليها في سبيل الله لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمته الرأيَ الآخر".(7)
ولضرورة الحوار ــ الذي سماه الله تعالى الجدال بالتي هي أحسن ــ نجد القرآن الكريم زاخراً بمشاهد الحوار تارة ، وحاضاً النبي صلوات الله وسلامه عليه تارة أخرى. لهذا زخر التراث الإســلامي بالكثير من كتب "حوار الأديان" منذ قرون متطاولة ، ولقي غير المســلمين من حسـن المعاملة في ديار الإسلام ما ليس له نظير في تاريخ الأقليات في القديم والحديث ، حتى ظفروا ــ في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ــ بحقوق معينة لم يظفر بها المسلمون أنفسهم آنذاك.
إن الحوار فريضة دينية وضرورة بشرية ، لأنه يُخفّف ــ إن لم يُزِل ــ أضغان النفوس وأحقاد القلوب ، وينأى بالشعوب عن التناحر وويلات الحروب. فبه يتم معرفة الآخر ، وبه تعرف جوانب الالتقاء ، وبه يتم الابتعاد عن المخاطر، وبه يعيش العالم في أمن وسلام ، ثم إنه المدخل الطبيعي لتفاعل الحضارات ، ونقل التجارب الصالحة ، ونشر المفاهيم الصحيحة التي لا تجد طريقها إلى النجاح إلا في ظل حوار يؤدي إلى التواصل والتفاعل الذي يحترم خصوصيات الآخرين ، ويراعي مفاهيمهم الحضارية وثوابتهم الفكرية.
والأمة الإسلامية التي تحتفي بالحوار هذا الاحتفاء تُثمن ــ أيضاً ــ قيم الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسان والعدالة الاجتماعية ــ بالمفاهيم الإسلامية ــ التي هي جزء من مرتكزات الحضارة الغربية ، والتي هي في الأصل من أساسيات قيمنا الإسلامية ، إلا أنها في سياق هذا التفاعل الحضاري تسعى لتحقيقها من منطلقات هذه الأمة التي تراعي خصوصياتها الثقافية ، وثوابتَها الأخلاقية ، وأساليبَها التربوية في تنشئة الأجيال. فهي بهذا الأسلوب تحقق التفاعل الحضاري الذي هو نتيجةٌ عملية لحوار بنَّاء ، وترفض في الوقت نفسه إسقاط المفاهيم ، وتقمُّصَ تجاربِ الآخرين بكل مالها وما عليها على بيئات مختلفة عن تلك البيئات وظروف حياتها.
ولكنْ : هل العلاقة بين الحضارات علاقة حوار وتفاعل ، أم هي علاقة خصومة وتصادم؟
" للإجابة على هذا التساؤل لابد من الرجوع إلى طبيعة الحضارة ووظيفتها . فالحضارة نظام يرتضيه أهله لتنظيم أسلوب حياتهم وفق مبادئ معينة مردودةٍ إلى الدين أحياناً ، أو إلى الحكمة والأخلاق أحياناً أخرى ، ومردودةٍ إلى مصدر خارجي إلهي (أو ميتافيزيقي) ، أو إلى مصدر وضعي إنساني . ووظيفة الحضارة تحقيق البناء الروحي (المعنوي) والمادي للإنسان وللجميع.
وداخل هذا الإطار المكوَّن من النظام والبناء الروحي والمادي تكتسب كل الحضارات الطابع الإيجابي البنَّاء بصرف النظر عن الخلفية الدينية أو الفلسفية أو الأخلاقية لهذه الحضارة . ويمكن الادعاء بأن الموقف الداخلي للحضارات موقف إيجابي بالضرورة ، فلا توجد حضارة تسعى إلى تدمير إنسانها ومجتمعها . أما الموقف الخارجي ــ أي الموقف من الآخر المختلف ثقافياً وحضارياً ــ فهو يختلف حسب طبيعة الحضارة من حيث ذاتيتها وخصوصيتها ، أو من حيث عالميتها . فالحضارة المنغلقة على إنسانها عادةً ما يكون موقفُها من الآخر سلبياً ، أما الحضارة التي تدعي العالمية فعادة ما يكون موقفها من الآخر إيجابياً . والحضارة من النوع الأول المنغلق على ذاته تكون ــ عادةً ــ إيجابيةً لإنسانها ومجتمعها ، وسلبيةً تجاه الآخر إنساناً ومجتمعاً . أما الحضارة العالمية المنفتحة على الآخر ففي الغالب تكون إيجابيةً تجاه إنسانها وتجاه الإنسان الآخر المختلف ثقافياً. وفي النهاية نصل إلى نتيجةٍ مفادها : أن الحضارات تلتقي إذا كان موقفها من الآخر إيجابياً ومتسامحاً في ظل اعترافٍ بالآخر وبحقه في الوجود والاختلاف ، وأن الحضارات تتصارع إذا كان موقفها من الآخر سلبياً ومنغلقاً في ظل عدمِ اعترافٍ بالآخر وبحقه في الوجود والاختلاف ، ومعنى هذا : أن الالتقاء أو الصراع الحضاري مرتبط بطبيعة الحضارات الإنسانية ودرجة انفتاحها أو انغلاقها ، ودرجة قبولها للآخر أو عدم قبولها له".(Cool
والدارس لطبيعة الحضارات يجد أن الإسلام دين عالمي يدعو إلى توحيد الله تعالى ، وإلى الأخوة الإنسانية ، مع انفتاح على الآخرين ، والحوار معهم بالتي هي أحسن ، لهذا تجد فيه العربي والعجمي ، والهندي والفارسي ، والشرقي والغربي ، والأبيض والأسود ، وغيرهم من الألوان والأجناس ، ويُشكل مجموع هؤلاء النسيجَ الاجتماعي للأمة الذي قدم أروع نتاج الفكر الإنساني السليم ، ويكفي للدلالة على ذلك أن نقرأ قول الله تعالى : (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). (9)
مشكلات الحوار الحضاري:
اختصت الحضارة الغربية بخصائص جديدة في عصر النهضة ، رافقتها مشكلات انعكست على علاقتها بالآخرين ، لاسيما علاقتها بالشعوب الإسلامية ، ومن أبرز هذه المشكلات :

1. استعلاء الغرب ونظرته الدونية للآخرين : فالغرب يشعر بامتيازه عن الأجناس البشرية ، وأنه في موقع الموجه للآخرين ، حيث يعتبرهم أدنى منزلة منه ، ويساعده على ذلك ما يتمتعبه
من اســتقرار ســـياسي ، وتفوق عســـكري ، وتقدم تكنولوجي ، وقوة اقتصادية تســــــندها سوق أوربية مشـــتركة ، وتقارب جغرافي يوفر انتقال الســلع بين هذه الدول لاسيما بعد زوال الحدود فيما بين دوله ، وهذا ما يوفر الرخاء لهذه الشعوب ، بينما يفتقر العالم الإسلامي إلى معظم هذه العناصر مما يجعله بحاجة إلى دعم الغرب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً. وإن شعور الغرب بحاجة الآخرين إليه يدفعه إلى الاستعلاء عليهم ، وغمطِهم حقوقهم ، ولا يكلف نفسه عناء الحوار الجاد معهم ، أو البحثِ بإخلاص عن قواسم مشتركة للاشتراك في حياة كريمة فيما بينه وبينهم. فقد "وصف رئيس الوزراء الإيطالي بريلونسكي الحضارة الإسلامية بأنها : "حضارة متخلفة ومتدنية وصانعة للإرهاب ، وأنها لا تستحق المقارنة بالحضارة الغربية".(10)

2. إيمان الغرب بحتمية الصراع بين الحضارة الغربية والحضارات الأخرى : ليس الموقف الغربي من حوار الحضارات واحداً ، إذ هناك من الغربيين من يرى جدوى هذا الحوار وهو على استعداد للمشاركة فيه ، وهناك من يرى حتمية الصدام بين الحضارات ، ولهذا لا يهتم بالحوار إلا من موقع الإملاء على الآخرين ، ويكون في هذه الحالة حواراً من طرف واحد . وتدل كافة المؤشرات على أن الموقف الغربي الغالب في هذه الظروف هو موقف الصدام ، لاسيما وأن الغرب في عنفوان قوته السياسية ، وغطرسته العسكرية ، يضاف إلى ذلك تاريخـُه الاستعماري الذي غرَّب كثيراً من قيم ومفاهيم الشعوب التي خضعت لاستعماره ، أو من خلال استئصاله لبعض الحضارات ووأدِها في مهدها كما حدث للهنود الحمر في أمريكا. ولهذا سيطر هذا الموقف على معظم صناع القرار لديه من سياسيين وعسكريين ومستشرقين ، ومن أبرز مَن كَتبَ في نظرية "صدام الحضارات" اليهودي الأمريكي "صموئيل هنتنجتون" ، حيث استند بقوة إلى آراء المنظر الصهيوني الأكبر للصراع مع الحضارة الإسلامية المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" صاحبِ التاريخِ الطويل في تزييف حقائق الإسلام وحضارته . وهناك نظرية "نهاية التاريخ" لصاحبها الأمريكي الياباني الأصل "فرانسيس فوكوياما" ، وغير ذلك من النظريات والآراء التي سارت في هذا الركب المُسيِّسِ للحضارة ، والمدمر للعلاقات الحضارية بين المسلمين والغرب. (11)
غير أن هناك من عقلاء الغرب من ينادي بضرورة الحوار بين الحضارات ، إلا أن الواقع الغالب على حوار الغرب هو حب السيطرة مادامت القوةُ العسكرية متوفرة ، والهيمنةُ السياسية مسيطرة.

3. شعور الغرب بتفوقِه العلمي وتخلفِ العالم الإسلامي : لقد قطع العالم الغربي أشواطاً بعيدة في المجالات العلمية المتنوعة ، حتى صارت جامعاته قبلة للباحثين عن المعرفة ، والعلوم المتطورة ، كما أن معاهد البحث العلمي وفرت له كثيراً من القفزات النوعية في شتى المجالات ، لهذا راح ينفق عليها أموالاً طائلة ، إلا أن ثمراتها تعود عليه بأضعافٍ مضاعفة.
ففي مجال الصناعة الحربية بلغ شأواً رفيعاً ، وفي مجال السياسة سيطر على مواقع القرار العالمية ، واستأثر بحل المشكلات الدولية ، وهيمن على مجلس الأمن ، وفي الاقتصاد أمسك بتلابيب الاقتصاد العالمي ، وسيطر على صندوق النقد الدولي ، وفي علوم الفضاء وصل إلى القمر ورفع علمه فوق تلاله ، ولم يَدَع مجالاً من مجالات المعرفة إلا وأحرز فيه قصب السبق.
أما العالم الإسلامي في هذه الأيام فليس له سبق في أي مجال مما ذُكر ، بل ليس له موقع قدم في مجال المنافسة ، لهذا صنفه الغرب في عداد الدول النامية التي يساعد بعضَها سياسياً ، والآخرَ اقتصادياً ، حتى وصل الأمر بآخرين من العالم الإسلامي إلى اعتمادهم على هبات القمح الذي يصنعون منه خبزاً لطعامهم ، وقوتاً لشعوبهم.
وإذا كان الحال على هذا المنوال والذي يتلخص:
ـــ من جانبهم بتفوق علمي ، وإنجـــــاز تكنولوجي ، وقوة اقتصـــادية ، وهيمنة ســـياسـية.
ـــ ومن جانبنا بقصور علمي ، وعجز تكنولوجي ، وترهل اقتصــادي ، وضعف ســياسي.
أقول : إذا كان الحال على هذا المنوال فإن الغرب تتعاظم عنده نزعة التفوق والاستعلاء ، ولا يجد قابلية لحوار متكافئ ، ولهذا فإن أغلب سياسييه يذهبون لعدم الحوار إلا بشروطهم التي يملونها ، وأجندتهم التي يفرضونها، أو حين يجدون أنفسهم أنهم الطرفُ المستفيد من هذا الحوار.

4. حقوق الإنسان : يتمتع الإنسان في العالم الغربي بحقوق واسعة يجد فيها حريته في الاجتماع، والتعبير عن الرأي ، وممارسة حريته الدينية ، بما فيها افتتاح المراكز وإنشاء الجمعيات ، وإقامة الندوات ، وعقد المؤتمرات ، إلخ....
ويرى الغرب أن العالم الإسلامي محروم من هذه الحقوق أو معظمِها بنِسبٍ تتفاوت من دولة إلى أخرى . ويتهم ــ زوراً وبهتاناً ــ بعضَ دول العالم الإسلامي بممارسة الاضطهاد الديني ضد الأقليات غير المسلمة.
والمشكلة التي يدعونا الإنصاف إلى الاعتراف بها في هذا الموضوع أن حقوق الإنسان منقوصة في كثير من دول العالم الإسلامي ، حتى إن بعضها رزح تحت قانون حالة الطوارئ منذ حوالي نصف قرن من الزمان رغم المناشدات الكثيرة بإلغاء هذه الحالة التي صادرت الحريات ، وقتلت الإرادات ، وشلت الإبداعات ، وهذا ما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى اقتناص الفرص للهجوم على العالم الإسلامي من خلال وسيلتين :
أ. تسييس حقوق الإنسان وتوظيفها سياسياً.
ب. ممارسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية بدعوى الحفاظ على حقوق الإنسان.(12)
وبناءً على ذلك : أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية "قانون الاضطهاد الديني" الذي يمنح الولايات المتحدة الوصايةَ على الأقليات الدينية في العالم ، وفرضَ العقوبات التي قد تصل إلى التدخل العسكري ، وبعد ذلك اتهمتْ ثلاثين دولة إسلامية باضطهاد الأقليات الدينية.
ولا شك أن هذه القوانين وما يعقبها من اتهامات باطلة وأحكام مجافية للحقيقة تشكل عائقاً كبيراً في وجه الحوار الحضاري . والذي ينظر نظرة إنصاف يجد أن الأقليات غير الإسلامية عوملت منذ فجر الإسلام بأحسن معاملة ، فلم يُكرِه المسلمون أياً من هذه الأقليات على اعتناق الإسلام ، بل تركوهم وكنائسهم وصلبانهم وأديرتهم وما يدينون ، ومنحوهم ـــ أحياناً ـــ بعض الامتيازات التي لم يظفر بها المسلمون أنفسهم كما حدث في زمن الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وهذا ما حدا بحاكم بيت المقدس البطريرك صفرونيوس عند الفتح الإسلامي أن يشترط تسليم مفاتيح بيت المقدس لخليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.(13)
لقد رسخ الإسلام العدالة والمساواة بين الناس حتى صارتا واقعاً ملموساً في حياة المسلمين ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قول الله عز وجل : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شـــــعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". (14)، كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك أيضاً ، فعَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قال : حَدَّثَنِي مَنْ ســمع خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْـرِيقِ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْـلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أعجَمِيٍّ ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أَسْوَدَ ، ولا أسود على أحمر إِلا بِالتَّقْوَى ، أبَلَّغْتُ ؟ " قَالُوا : بلَّغ رســــول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم حرام ، ثم قال : أي شهر هذا ؟ قالوا شهر حرام ، قال :
أي بلد هذا ؟ قالوا بلد حرام ، قال : فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم ــ قال : ولا أدري قال:
أو أعراضكم أم لا ــ كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا . أبلَّغت ؟ قالوا : بلَّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ".(15)
وحين ضرب ابنُ حاكمِ مصر عمروُ بنُ العاص قبطياً لأنه سبقه في الســباق ، رفع هذا القبطي مظلمته إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فأمر خليفة المسلمين بإحضاره إليه ، ثم أمر الشاب القبطي المسيحي بضرب ابنِ عمروِ بنِ العاصِ حاكمِ مصر في حضرة كبار الصحــابة وأمام أبيه ــ والي مصر ــ عمروِ بنِ العاص ، وقال عند ذلك قولته المشــــهورة التي تَصــدّرَ معناها مواثيق حقوق الإنسان العالمية: "اضرب ابن الأكرمين . متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" !!! .. (16)
أليس هذا الموقفُ الرائعُ ترجمةً عمليةً لحقوق الإنســــــان ، واحتراماً لآدميته ، وإقراراً واضــحاً للعدالة والمســـــــاواة في أجلى صـــورهما؟ وفي هذا وغيره أبلغ رد على من يتهم الإســلام بعدم معالجته لحقوق الإنسان.
لقد ضرب المسلمون على مر العصور أمثلة رائعة في التسامح الديني الذي استقـَوْهُ من معين الإسلام الصافي ، وليس لذلك التسامح مثيل في أي حضارة من الحضارات. ولهذا قال غوستاف لوبون:"إن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم" (17)

5. الديمقراطية : يتمتع الغرب بديمقراطية تامة تتيح له حكم نفســـــه بنفسه من خلال الســلطات التشــــريعية والتنفيذية والقضــــائية ، وفي أجواء من حريات واســــــعة تتيح له التعبير والانتقال والاجتماع وتشــكيل الأحزاب ، إضــــافة إلى ما يتمتع به من فصل الســلطات ، وآليات ســياسية وقانونية يتم من خلالها تداول السلطة . ويتم ذلك كله في ظل نظام ملكي ارتضوه ، أو جمهوري اختاروه ، يتمتع كل منهما باستقرار سياسي تام.
ويرى الغرب أن معظم الدول الإسلامية لا تتمتع بالديمقراطية ، بل تقوم على نظم استبدادية بعيدة كل البعد عن الأجواء الديمقراطية التي تتوفر فيها العدالة والحرية والمساواة ، ويَعتبر ذلك كله نتاجاً للحضارة الإسلامية التي خلفت هذا القمع والاستبداد الذي أدى إلى قمع الحريات ، وإهدار حقوق الإنسان.
هذه الحقوق يطرحها الغرب على مائدة الحــــوار ، وينتابك الحرج الشــــديد وأنت تلحظ النظــرة الدونية التي ينظر بها أولئك الغربيون لمجتمعاتنا الإسلامية وحضـارتنا الإســـلامية التي يتهمونها
بالتخلف نتيجة لارتباطها بالإسلام.
تلك هي مشكلة أخرى من المشكلات التي تواجهنا ونحن نتقدم نحو الحوار الحضاري.

6. حقوق المرأة : يتهم الغرب المســــــلمين باضطهــــاد المرأة ، ويَعتبر الإســــــلامَ مصدرَ هذا الاضطهــــاد لأنه فَرض لها في الميراث نصفَ ما فرض للرجل ، كما فرض عليها الحجاب أمام غير زوجها ومحارمِها والنساء ، وأجاز للرجل تعدد الزوجات على أن لا يجمع بين أكثر من أربع زوجات ، إلخ هذه القائمة ، ويفسر الغرب النصوص الشـرعية تفسيراً مغلوطاً يخرجها من سياقها إضافة إلى عدم فهمه للحكم الشرعية من وراء تشريعها مما يدفعهم إلى القول بأن الإسلام يضطهد المرأة ويحرمها من حقوقها ، ويقيد من حريتها ، وبالتالي فإنه يطالب المجتمعات الإسلامية ــ حسب تعبيره ــ بتحريرها.
ولم يكن سياسيو الغرب أول من طرح هذه الشـــكوك ، بل سبقهم إليها المستشرقون الذين اعتادوا الطعن بالإسلام منذ بداية عهد الاســتشـراق وحتى هذه الأيام . لكن المشكلة تكمن في تسييس هذه القضية ، وإدخالها ضمن حقوق الإنســـان مما أدى إلى أن يمنح الغرب نفســـــــه حق التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب لحمايتها.
والمتعمق في الدراسات الإسلامية يجد أن الإسـلام هو الذي حرر المرأة مما كانت ترسف فيه من قوانين جائرة ، فهو الذي أعاد إليها اعتبارها ، ، فقد رد علماء المسلمين على الشبهات التي ساقها المســـتشـــرقون وبعضُ سياسيي الغرب بما لا مزيد عليه لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شـكورا.(18) ولكني أردت أن أبين أن هذا الموضوع هو أحد الإشكالات التي يضعها الغرب أمام الحوار الحضاري البنَّاء.
7. تهمة الإرهاب : لقد بات الإرهاب أكبر هاجس للدول والمجتمعات ، لاسيما بعد أن نشطت العمليات التي تهدف إلى بث الرعب في نفوس الناس في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشـــرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، وكان أشد هذه الأعمال وأكثرها فداحة هجمات الحادي عشر من أيلول ــ سبتمبر عام 2001 ، التي استهدفت بُرجَي التجارة العالمية في نيويورك إضافة إلى البنتاجون بطائرات مدنية أودت بحياة آلاف الأمريكيين وغيرهم. ومنذ ذلك الهجوم المروع اتخذ الإرهـــاب أبعاداً جديدة بعد اتهام بعض المسلمين بارتكاب هذه العمليات ، وصارت تهمة الإرهاب توجه إلى المســــلمين بشـــــــكل مباشر، بل ذهب معظم الغربيين إلى إلصاقها بالإسلام نفسه ، وتحولت هواجســـهم من "الخطر الأحمر" بعد سقوط الشــــيوعية ، إلى ما يســـــمونه "الخطر الأخضر" الذي يعنون به الإســـــلام والمســــــلمين
والذي يحاول ــ حسب رؤيتهم ــ الوقوفَ في وجه النجاحات الكبيرة التي أحرزتها الحضــــارة الغربية ، بل والقضــــــاءَ عليها في مهدها. ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يتحدثون عما أطلقوا عليه "الأصــــــولية الإســلامية" التي وصفوها بالجمود على قديم الأفكار والتقاليد ، وعدم استعدادها لتطوير ذاتها وأفكارها، إضافة إلى تـنكرها للآخر ، ورفضها الحوار معه ، وتبنيها لخيار العنف والقوة.
وقد أدى ذلك إلى تبني الغرب ما أســماه : "الحملة للقضاء على الإرهاب" ، وتم بموجبها احتلال أفغانستان والعراق.
ولا شــــك أن الإرهاب مرفوض بكل المقاييس ، غير أن إلصـــاقه بالإسـلام والمسلمين يعتبر أشد رفضاً ، لما فيه من تَجَنٍ كبيرٍ على الإسلام الذي اتسم بالسماحة، وعلى المسلمين الذين اتصفوا بالرحمة . ويعود رفضنا لاتهام الغرب للإسلام بالإرهاب إلى الأسباب التالية :

1. لقد حارب الإسلام أيَّ عمل إجرامي يؤدي إلى إرعابِ الآمنين وتخويفِهم ، وسلب أموالهم وممتلكاتهم ، واستعمالِ العنف والسلاح ضدهم ، وسَمَّى مرتكبي هذه الأفعال محاربين لله ورسوله ، وساعين في الأرض بالفساد ، وشرع عقوبة رادعة يقيمها ولي الأمر أو من ينيبه على مرتكبي هذه الأفعال، وتسمى في الفقه الإسلامي : "حد الحرابة".(19) قال الله تعالى : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقَتلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقَطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفَوا من الأرض ...".(20) وينضوي تحت معنى "الحرابة" مفاهيمُ الإرهاب عند الغربيين : كقطع الطريق لقتل الأنفس ، وإرعاب الناس ، وإشهار السلاح لسلب أموالهم وممتلكاتهم.
2. كما نهى الإسلام عن قتل النفس بغير حق ، قال الله تعالى : "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق".(21) ، وشرع "القصاص" في الدنيا ، وذلك بإعدام القاتل احتراماً لحق الحياة ، وردعاً لكل من تُسَول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة ، وصيانةً للمجتمع من هذه الجريمة التي تزهق أرواح الأبرياء ، وتدخل الرعب والأسى في قلوب الناس ، وتخل بأمن المجتمع واستقراره. قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ... إلى قوله تعالى : ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون".(22) كما رتب أيضاً عقوبة شديدة على القاتل في الآخرة ردعاً للجناة عن الإقدام على ارتكاب هذه الجريمة المروعة التي تضر بالفرد والمجتمع.

قال الله تعالى : "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خــــالداً فيها وغضب الله عليـه ولعنه وأعد
له عذابـاً عظيما". (23)
وعن أبي ســـــعيد رضي الله عنه أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن أهل الســــماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار".(24)

3. اعترف الإسلام بالآخر، وحض على التعرف عليه ، فقال الله تبارك وتعالى : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير". (25)

4. دعا إلى علاقة مع الآخر تقوم على البر والقسط ، فقال الله تعالى : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تَبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".(26)

5. وأمر بمجادلة الآخر بالتي هي أحسن ، فقال تعالى : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".(27)
6. أكد الإســـلام على أن النفس الإنســــانية معصومة من كل اعتداء عليها ، واعتبر أن قتلَ نفسٍ واحدة بغير حق كأنه عدوان وقتل للمجتمع كله ، قال الله تعالى ".... من قتل نفســــاً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".(28)

7. إن الإرهاب تصرف عدواني ، ليس له دين ولا وطن ، والمتطرفون موجودون في جميع المجتمعات ، ليسوا من دين دون دين ، ولا من أمة دون أمة.
والعجيب أن تهمة الإرهاب تُلصق دائما بالمسلمين رغم وجود إرهاب منظم بل ومُجَيَّشٍ يرتكبه غير المسلمين ، حتى صكت آذانَنا عبارةُ "الإرهاب الإسلامي" وعبارة "التطرف الإسلامي". ولم نسمع يوماً من الأيام عبارةَ "التطرف المسيحي"، مع وجود "الجيش الجمهوري الإيرلندي" و "البادر ماينهوف" ، و"عصابات المافيا"، وغيرِهم ، كما لم نسمع عبارةَ "الإرهاب اليهودي " رغم ما يرتكبه الصهاينة من مجازر وحشية في حق الفلسطينيين تستخدم في بعضها الأسلحة المحرمة دولياً بحيث فاقت كل وصف، حتى بات هذا الإرهاب إرهاب دولة ، وهو أشنع أنواع الإرهاب . والأمثلة على ذلك كثيرة..

أردت من هذا الكلام المختصــر أن أشـــير هنا مجرد إشــــارة إلى براءة الإســـــلام من هذه التهمة الباطلة ، ولم أكلف نفسي استقصــــاءَ كل الحجج التي تدحض تلك الفرية وتبطلها ، إذ ليس هذا الموضوع محلاً لاستقصاء هذه الأدلة.
وعلى الرغم مما أشرنا إليه فمن المحزن أن نسمع أصواتاً عاليةً ظالمة ترمي المسـلمين بهذه التهمة الآثمة ، ليلجأ أصحابها إلى الفرار من الحوار المتكافئ مع المســـلمين ، وليبرروا لأنفسهم التمسك بنظرية "صـدام الحضارات" ما داموا هم الأقوياء ، متناسين ما حدث ويحدث للمســـــلمين في البوسنة والهرسك وفلسطين وكشمير وبورما وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام والمسلمين.
تلك هي أبرز مشكلات الحوار الحضاري التي يضعُها أمامنا معظمُ الغربيين ، ولئن كان الغرب محقاً في بعضها كغياب الديمقراطية ، وانتهاك حقوق الإنسان في معظم الأقطار الإسلامية، فإنه في المقابل مجحفٌ في البعض الآخر منها كتسييسه حقوق الإنسان ، وظالمٌ في اتهامه للمجتمعات الإسلامية باضطهاد الأقليات الدينية ، كما أنه ظالمٌ أشد الظلم في إلصاقِ تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين ، وإعطاءِ نفسِه حقَّ الوصاية على الشعوب والتدخلَ بشأنها.
حقائق لابد من الاعتراف بها:
وان هناك حقائق لابد من الاعتراف بها ، وهي أن الصراعٍ التاريخي قديم وطويل فتح المسلمون من خلاله كثيراً من البلاد ، ودخل في الإسلام حواضر وأمصار ، وزالت في النهاية إمبراطوريتا الروم والفرس.
وفي المقابل أجَّجَتِ الكنيسةُ حروباً صليبيَّةً على مدى قَرْنَينِ من الزمان اســــتهدفت بها الوجود الإسـلامي كله ، واحتلت بيت المقدس ، لكن الحــــال انتهى بدحرِ الصليبيّين، وتحريرِ بيت المقدس من أيدي هؤلاء الغزاةِ المعتدين، غير أنَّ الإرسـاليات التبشــــــــيريَّة ، والأنشطةَ التنصيريَّةَ التي قامت بها الكنيسةُ ، وجهودَ المستشرقين المستميتةَ طبعت صُوَراً مشـــــوَّهةً عن الإسـلام في عقول النَّاس ، بحيث أبرزتْه في صورة دينٍ نشر عقيدته بالسَّيف. يضاف إلى ذلك ما تعانيه معظم مجتمعاتنا من غياب بعض القيم الحضــارية وفي طليعتها الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لهذا كله فإن أكثر الغرب ــ في الغالب ــ ليس جاداً ولا منصــــــفاً في أي حوار بنَّاء يجريه معنا مادامت معظم مجتمعــــــــاتنا تعاني من غياب تلك القيم الحضــارية ، وأيضاً ما دمنا الجانب الضعيف في ميزان القوى.
ولكن رغم ذلك كله فإن أهم ما يجب علينا القيامُ به للدخول في حوار متكافئ قوي هو : إصـــلاح الخلل الذي ينتاب مجتمعاتنــا ، وغرس القيم الحضــــارية الفاضلة التي تحتاجها شـــعوبنا لتفويت الفرصــــــــــة على الراغبين في الصــــــدام ، والســــــــير بعد ذلك بخطىً ثابتة لاقتحــام عقبات الحوار من موقع الند للند.

مقتضيات الحوار :

رغمَ العداءِ التاريخيّ الذي أشـــــرنا إليه ، ورغم القوى المسـتفيدةِ من إذكاءِ ناره، ورغم ضــعفِ المســـــلمين الَّذي يُـغري الآخرين بالاستهانة بهم ، بل والســـيطرة عليهم ، فهل هنالك من جدوى من هذا الحوار مع الغرب؟
والجواب عن هذا الســـــؤال على ألســـنة دعاة وعلماء مجربين: نعم ، هنالك جدوى من ذلك. وإنَّ المنطقَ وواقعَ الحال يشــهد على صحة هذه الإجابة. فالغرب ـــ رغم هَجْرِهِ للكنيســـة ـــ كان وما يزال يقاتل ـــ في نهاية المطـــــاف ـــ تحت راية الصــــليب ، كما أنَّ التفـــــاوتَ الضخمَ بين العالمِ الإســلامي والعالمِ الغربي في ميزان القوَّة يجعل خيارَ المواجهةِ ــ ونحن على هذه الحالة ــ ضرباً من السذاجة المفرطة ، والحماقة المدمرة ، وهو أمرٌ في غاية الخطورةِ والضــرر.
زد على ذلك أنَّ حضــــارةَ الغربِ تســـــودُ العالمَ منذ قرون ، وعن طريقها بسطَ نفوذَه السياسيّ والاقتصــاديّ ، مروراً إلى العسـكريّ في بعض المناطق ، ولسنا ونحن على هذه الحالة في موقع النديّة حتى نترفع عن الحوار. ورغمَ أنَّ جيوشَـــــه قد جَلَتْ عن بلادنا طَوْعاً أو كرهاً فما يزال له تأثير ونفوذ ، وبالحوار وحده نســـتطيع أن نقلص ذلك التأثير ، ونبعد عن مجتمعاتنا ما نســـتطيع إبعاده من الضغوط. كما أنَّ منطق الإسلام يدعو إلى ذلك التواصل الَّذي يَتمُّ فيه الحوار ، وتمحيصُ الأفكار ، وتهيئةُ النفوسِ والقلوبِ لاتخاذ مواقف وتبَني قناعات.
وقد يكون الحوار ضرورةً تقتضيها موازناتٌ شرعيةٌ توجبه في بعض الظروف تحقيقاً لمصالح الأمَّة ، أو دَرْءاً لمفاســـــدَ عنها.
ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ العالم قد أضحى اليوم كالقرية الصغيرة ــ كما يقولون ــ بســــبب وســـائل الانتقال وأجهزة الإعلام التي قربت البعيد ، وقلصت المسـافات ، وباتت الشعوب في أمس الحاجة لبعضـــها ، وبالتالي فإن للآخرين مصــــالحَ حيويةً يحرصــون على حمايتها بعدة وســـــــائل من بينها الحــــوار ، وإنَّ عقليتَهم النَّفعيَّةَ تدفع عقلاءهم إلى الاســــــــتجابة لذلك بل والســـــعيِ إليه ، وفي المقابل فإن لنا مصـــــالح يجب علينا إن نحرص على حمايتها ، وقد لا تتحقق لنا حماية هذه المصالح بغير هذا الأسلوب الناعم الذي لا شوكة فيه.
لهذه الأســـباب والمبرِّرات نرى أنَّ الحوارَ ضــرورةٌ يجبُ تحقيقُها ، حتى نحافظ على حقوقنا ، ونجنب المآسيَ أنفسَنا وبلادَنا ، ويعرفَ الآخرون حقيقتَنا ، وأنَّنا دُعاةُ حقٍ ، ورسلُ خيرٍ ، وأنصارُ عدالة.
نعم إنني أؤمن بذلك رغمَ الرُّوحِ الصـليبيَّةِ لدى خصــــــومنا ، ومواقفِهم المتحيِّزةِ ضد قضـــــايانا العادلة.
ومن موقعنا كدعاةٍ إلى الله فلا نيأسُ من جدوى هذا الحوار وإنِ اختلفتْ حضارتُنا عن حضارتهم ، وتباينتْ مواقفُنا عن مواقفهم ، والحوار لا يكون غالباً إلاَّ بين أصحاب المواقفِ المتباينةِ ، والأفكارِ المختلفةِ.
ولمَ لا نحاورُ مخالفينا ، والحوار وسيلةٌ من وسـائل الدعوةِ إلى الله ، يَـتِـمُّ بها امتصاص كثيرٍ من الصدمات ، وتقاربٌ في وجهات النَّظر حول عديد من المشـــكلات ، فضلاً عن إزالة التَّوتر القائم بيننا وبينهم في كثير من الأحيان.
وليكنْ خطابُنا لمخالفينا على الصعيد الســــياسيّ الذي نتوجه به للساسة وصناع القرار ، والفكريّ الذي نخاطب به مســتشرقي الغرب وكُـتابه لاســــيما المعنيين منهم بالاتجاهات الفكرية ، والدينيّ الذي نتوجه به إلى رجال الدين ، ولِـمَ لا يكون ذلك طالما أنَّ لهذا الخطـــاب ما يُبَرِّرُه ممَّا سـبق ، خاصَّةً وأنَّ هناك مســـلمون كثيرون يعيشُون في بلاد الغرب ، وقد فرضتْ عليهم إقامتُهم التعاملَ مع أهلِ تلك البلاد المخالفين لهم في الاعتقاد والسلوك.
إن على المســـــــلمين ــ اليوم ــ وبخاصةٍ المقيمين في ديــــــار الغرب ــ التواصــــل مع النخب الاجتماعية المتميزة في تلك المجتمعات ، لاســــــيما ذات التــأثير والنفوذ في المجتمع ، لما لها من دور كبير في قيادة المجتمع وتوجيهه. وليكنْ حـــوارُنا وخطـــــــابُنا للآخرين على تلك الأصعدةِ كلِّـها دون تنازل عن شيء من مبادئنا وقيمنا حتى نترك تأثيرنـا في نفوس محـــــاورينا ، ونقنعهم بإخلاصنا وعدالة قضايانا.
"إن الخطاب الإسلامي المتزن ، والأسلوب الدعوي الحكيم ، والفهم السليم لما يطرح ، لابد وأن يعطي ثمرات طيبة ، ولهذا نجد القرآن الكريم يركز على مجادلة أهل الكتاب بالتي هي
أحسن ، قال الله تعالى : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".(29)
وليتذكر هؤلاء أنهم مقيمون بين ظهراني أهل تلك البلاد ، وبالتالي فإنهم ــ شاؤوا أم أبَوا ــ مدعوون للحوار معهم ، والدول الغربية في معظمها نصرانية رغم انصراف الكثير من مواطنيها عن دينهم ، ولكنهم يرجعون إلى صليبيتهم إذا استثيروا . لهذا لابد من خطة واضحة تحدد أهداف الحوار التي نريد تحقيقها ، والوسائل المناسبة التي يجب علينا اعتمادها دون اللجوء إلى إثارات لا نجني منها لأمتنا المنافع ، بل قد ينجم عنها الكثير من المفاسد . قال الله عز وجل : "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْواً بغير علم ، كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون". (30)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (يقول الله تعالى ناهياً لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن
سب آلهة المشركين وإن كان فيه مصلحة ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها ، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين وهو "الله لا إله إلا هو" كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية ، قالوا : يا محمد لتنتهـيَنَّ عن سبك لآلهتنا أو لنهجونَّ ربك ، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم. وروى ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السُّـدِّيِّ أنه قال في تفسير هذه الآية : " لما حضر أبا طالب الموتُ قالت قريش : انطلقوا فلْندخل على هذا الرجل ، فلْنأمره أن ينهى عنا ابنَ أخيه ، فإنا نستحيي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعهم ، فلما مات قتلوه . فانطلق أبو ســــفيان ،
وأبو جهل ، والنضر بن الحارث ، وأمية وأُبَيُّ بنا خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البختري ، وبعثوا رجلا منهم يقال له : "المطلب" . قالوا : استأذن لنا على
أبي طالب ، فأتى أبا طالب فقال : هؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك ، فَأَذِنَ لهم عليه ، فدخلوا عليه فقالوا : يـــا أبا طالب ، أنت كبيرنا وسـيدنا ، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب
أن تدعُوَهُ فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولْنَدَعْهُ وإلهه . فدعاه ، فجاء النبي صلى الله عليه وسـلم ، فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا ولْندعْـك وإلهك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن أعطيتكم هذا
هل أنتم مُعطيَّ كلمةً إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب ، ودانت لكم بها العجم ، وأدَّتْ لكم الخـراج ؟
قال أبو جهل : وأبيك لَـنُعطيَـكها وعشرة أمثالها ، قالوا فما هي ؟ قال : قولوا: لا إله إلا الله ، فأبَوا واشمأزوا ، قال أبو طالب : يا ابن أخي قل غيرها ، فإن قومك فزعوا منها ، قال : يا عم ، ما أنا بالذي يقول غيرها حتى يأتوا بالشــــــمس فيضعوها في يدي ، ولو أتَوا بالشــــمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها ، إرادةَ أن يُؤَيِّـســــهم ، فغضبوا وقالوا : لتكفن عن شــــتم آلهتنا أو لنشــتمنَّك ونشتمنَّ من يأمرك . فذلك قوله : " فيسبوا الله عدوا بغير علم " (31)
"ومن هذا القبيل ـــ وهو ترك المصـــــــــلحة لمفســــــــــــــــدة أرجح منها ـــ ما جاء في الصحيح أن رسول الله قال : "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمَّه فيسب أمَّه".(32)
ومن ثم فإن الداعية إلى الله عليه أن يكون دقيقاً جداً في طـــــرق الخطـــــــاب ، وفي مواقفه وفي مناقشاته . ففي كثير من الأحيان لا يؤدي التجريح المباشر والمواجهة به إلى خير في نقل الإنسان من حالة إلى حالة أطيب وأكرم . ووضع الأمور في مواضــعها هو الحكمة ، والحكمة معنىً زائدٌ على العلم ومعرفة الحكم الشرعي).(33) إهـ

إننا بحاجة إلى رجال يجيدون الخطاب السياسي ، والنقاش الفكري ، والحوار الديني ليقوموا بهذا الدور الهام.
إننا أصحاب حق ، ولن تخيفنا المعتركات الفكرية ، ولا الحوارات الدينية ، ولا المطارحات الســــــياسية ، غير أن أخوف ما نخافه أن يتصـــــدر لهذا الدور الخطــــير رجال نبتوا في بيئة جدلية تفرق الصف المســــــلم ، وتورثه الضغائن والأحقاد ، يتصفون : بالتشـــــنج العاطفي ، والخطــــاب التلقيني ، والضعف الفكري، والهزال الفقهي ، والأسلوب الفج ، والصف الممزق.
فإذا أقنعنا ساسةَ الغرب بحقنا في العيش بإسلامنا ، دون أن نضمر لهم سوءاً فإننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في الوصول إلى أهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها.
ولئن كانت النُّخَبُ الاجتماعية هدفا من أهدافنا في الدعوة والحوار ، فإن علينا أْيضا أن نحـــاور
المجتمع الذي نعيش فيه لنُحْدِثَ تجديداً في قناعاته ، ونُشـــــَكِّل عنده رأياً عاماً يتضـــــــامن مع
قضــــــايانا ، من خلال المحاضـــــــرات العديدة ، والندوات المفتوحة ، والمعارض الإســـلامية ، والوســــائل الإعلامية ، والكتب الفكرية ، وإشـــراك بعض المفكرين الغربيين الذين يتعاطفون مع قضايانا في هذه الأنشطة.
لقد ســـــيطر أعداؤنـــــــا على الرأي العام الغربي والأمريكي ، وحققوا بذلك تعاطفاً كبيراً ، فهل يســــتطيع المســــــلمون وضع خطة عمل مدروسة ، يتعاونون فيما بينهم على تنفيذها ، لتقديم الإســــــلام في صورته المثلى ، المليئة بالعقلانية ، والمتســمة بالواقعية ، والبعيدة عن التشنج والبريئة من العنف ، والمنزهة عن الأحكام المسبقة؟ أرجو ذلك.

هذه معالم أضعها على الطريق لمن يريد خدمة المســـــلمين ، لاســـيما المقيمين منهم في بلاد الغرب ، لعلها تكون نافعة في بيان ما ينبغي أن تكون العلاقة بيننا وبين المجتمعات الغربية.
ورغم هذه الرؤية فأنا مؤمن أولاً وأخيراً بقول الله تعالى : "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"(34) ، ومع هذا الإيمان الذي لا يخالجه ريب فأنا على يقين بأننا نســتطيع بهذا الحوار الواعي امتصاص صدمات ، وتخفيف عداوات ، وإيجاد أرضية مشــــــتركة لتعايش الحضارات . وبهذا المناخ نســـتطيع تبليغ رسالتنا للعالمين ، دون عنف أو إكراه في الدين".(35)
تلك أفكار مختصرة في موضوع مهم وكبير ، أردت تقديمها لهذا المؤتمر الدولي الكريم ، شــاكراً ومقدراً لجمهورية السنغال احتضانها لهذا المؤتمر ، وجميل رعايتها ، وكرم ضــــيافتها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
أ. د. محمد فؤاد البرازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

1. الحجرات : آية/13. 4. النحل : آية/125
2. الروم : آية/22. 5. العنكبوت : آية/46.
3. البقرة : آية/256. 6. الكشاف 2/435.
4. النحل : آية/125.
5. العنكبوت : آية/46.
6. الكشاف 2/435
7. في ظلال القرآن 4/2202.
8. انظر: الإسلام والحوار مع الحضارات المعاصرة ص/20 ــ 21 د.محمد خليفة حسن.
9. الحجرات : آية/13.
10. انظر هذا القول في كتاب : الإسلام والحوار مع الحضارات المعاصرة ص/14 د. محمد خليفة حسن.
11. انظر: الإسلام والحوار مع الحضارات المعاصرة ص/14 ــ 15 د. محمد خليفة حسن.
12. انظر تفاصيل هذا القانون في الحماية والعقاب ، الغرب والمسألة الدينية في الشرق الأوسط ص/146 ، كما في الإسلام والحوار مع الحضارات المعاصرة ص/262. د. محمد خليفة حسن.
13. انظر: فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب في البداية والنهاية لابن كثير 7/55 ــ 57.
14. الحجرات : آية/13.
15. أخرجه أحمد 5/411 بإسناد متصل ، غير أن الصحابي لم يُسَمَّ ، وهذا لا يقدح في صحة الحديث ، لأن جهالة الصحابي لا تضر. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/441 : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16. أخرج هذه القصة ابن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارها ص/290 ، والمتقي الهندي في كنز العمال 12/660 رقم 3601 وعزاها لابن عبد الحكم.
17. انظر هذا القول في كتاب : "من روائع حضارتنا" ص/116 ــ 135 للدكتور مصطفى السباعي
18. أنظر كتاب: المرأة بين الفقه والقانون للدكتور مصطفى السباعي، ففيه إجابات على الكثير من الشبهات والتســـــاؤلات، وكتاب : امتياز المرأة على الرجل في الميراث والنفقة للدكتور صلاح الدين سلطان ، ففيه أمثلة لمســائل كثيرة تتســـاوى فيها المرأة مع الرجل في الميراث وأخرى تزيد عليه.
19. انظر معنى الحرابة وتعريفها في الفقه الإسلامي في : بدائع الصنائع 6/47 ، والدر المختار مع رد المحتار 3/212 ، والإقناع لحل ألفاظ أبي شجاع 2/238 ، وجواهر الإكليل 2/294 ، والمغني لابن قدامة 8/287.
20. المائدة : آية/33.
21. الإسراء : آية/33.
22. البقرة : آية/178ــ 179 .
23. النساء : آية/92.
24. أخرجه الترمذي ، وهو في صحيح الترمذي ، رقم : 1398.
25. الحجرات : آية/13.
26. الممتحنة : آية/8.
27. العنكبوت : آية/46.
28. المائدة : آية/32.
29. العنكبوت : آية/46.
30. الأنعام : آية/108.
31. تفسير ابن كثير 2 / 169 ــ 170 طبعة دار المعرفة بلبنان .
32. أخرجه أحمد 2/216 ، والبخاري رقم/5973 ، ومسلم رقم/146 ، وأبو داود رقم/5141
33. الأساس في التفسير 3/ 174 مع تعديل رواية الحديث
34. البقرة : آية/120.
35. معالم في التعامل مع غير المسلمين ص/14 ــ 18 ، لكاتب هذا البحث.
[/ltr]






 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
الحـوار الحضـــــــــــــاري/عرض لمشـكلاته ، وبيان لمقتضياته إعداد أ.د. محمد فؤاد البرازي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى العالم - 2ème forum :: العالم العربي والإسلامي-
انتقل الى: