تجديد العهد لجيل "طاب جنانو"
[img]http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/author/aklam/Habib_Rachedine_354747292.jpg[/img
الكاتب حبيب راشدين
عاد الرئيس، ودعا الهيئة الناخبة، وتعرّفنا أخيرا على أول مرشح رسمي في شخص السيد بن فليس، لكن ملف الرئاسيات القادمة ظل مغلقا كما كان منذ شهور، معلّقا بقرار رسمي يصدر عن الرئيس، يحسم الجدل حول العهدة الرابعة.
في مثل هذه الظروف ليس بوسع أحد أن يجازف بأي استشراف لما سيكون عليه موقف الرئيس، أو موقف القوى صاحبة القرار داخل النظام، إلا بحصر الخيارات المتاحة أمام النظام إلى حين انتهاء موعد إيداع ملفات الترشح، وهي لا تخرج عن ثلاث سيناريوهات محتملة:
الأول : أن تكون الضغوط على الرئيس قد أتت أكلها، وأقنع أخيرا بواجب الترشح لعهدة رابعة، ثم التعويل على آلة النظام المدرّبة لتسويق الخيار، ربما تحت عنوان: حاجة البلاد إلى الاستقرار، أو تحت عنوان: رد الجميل للرجل الذي أعاد السلم والأمن للبلاد كما جاء في افتتاحية مجلة الجيش، وفي آخر ظهور للوزير الأول.
الثاني: أن يكون الخيار قد رسا على مرشح بديل للسلطة، يعلن عنه في آخر لحظة، ويحظى بدعم ورعاية الرئيس نفسه، وتسخّر له نفس الآلة المدرّبة للنظام، ومنها نفس لجان المساندة التي انطلقت أنشطتها في ربوع البلاد، وانحياز أحزاب السلطة لدعم مرشح النظام كالعادة، وليس بين يدي السلطة مرشحا محتملا آخر سوى الوزير الأول الأسبق السيد مولود حمروش.
الثالث: أن تمتنع السلطة عن دعم مرشح بعينه، وتترك الحرية للمرشحين والناخبين والداعمين لحسم السباق بقدراتهم الذاتية، وهو أمر مستبعد بالنظر إلى طبيعة النظام، الذي اعتاد منذ الاستقلال على التفرّد بصناعة الرؤساء في عهد الحزب الواحد، كما في زمن التعددية، إلا إذا كان قد أبرم صفقة خفية مع المرشح بن فليس، الأكثر حظا من بين من ترشح حتى الآن.
ومع كل ما روج له أنصار العهدة الرابعة، يبقى مستبعدا أن يغامر الرئيس بوتفليقة بعهدة رابعة، يعلم أنها تواجه معارضة قوية في الداخل والخارج، حتى وإن كان يحتفظ بقدر من الشعبية، أو يكون الخوف من المجهول هو أكبر حليف لدعاة العهدة الرابعة.
ومن جهة أخرى، فإن السيناريو الثالث مستبعد لأكثر من سبب، ليس لأن السيد بن فليس، لن يرفض عرضا من النظام، يمنحه دعم آلة النظام، ولكن لأن النظام لم ولن يتحرر بسهولة من ثقافته التي تمنعه من منح الثقة لغير أبناء النظام، وتحديدا الوافدين منهم من المؤسسة العسكرية والأمنية.
وفي كل الأحوال، فإن الرسو على واحد من هذه الخيارات الثلاث لن يخرج البلد من مسار تجديد العهدة لجيل "طاب جنانو" مع الرئيس أو مع غيره، ولا يعد بأية فرصة لتجديد أو تطوير نظام الحكم، ناهيك عن طرح بدائل جادة لمحاربة آفاته الكبرى، وعلى رأسها أفة الفساد السياسي الإداري والمالي، أو التعويل على واحد منهم لوضع البلد على مسار سليم لبناء دولة مؤسسات قادرة على إدارة التنافس على السلطة، دون الحاجة إلى التحايل على الرأي العام عند كل استحقاق.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/192554.html