على قدر الإخلاص يأتي الخلاص..
قال سفيان:
ماعالجت شيئا أشدّ علي من نيتي لأنها تتقلّب عليّ .
قال الشافعي :
وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم ولم ينسبوا إليّ منه حرفا.
كان عمرو بن قيس إذا غلبه البكاء في مجلس وعظ أدار وجهه إلى الحائط وقال: ما أشدّ الزكام.
كيف تكون مخلصاً
قال ابن تيمية رحمه الله:
لا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد، ولا زهد إلا بتقوى، والتقوى متابعة الأمر والنهي.
(الفتاوى 1/ 94)
باب فضل الدعاء بظهر الغيب:
قَالَ الله تَعَالَى: {والَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمَانِ}
[الحشر: 10].
لما ذكر الله تعالى السابقين من المهاجرين والأنصار،
أثنى على التابعين منهم بإحسان، بدعائهم للمؤمنين الغائبين عنهم حال الدعاء.
وقال تَعَالَى: {واسْتَغْفِرْ لِذنْبِكَ وَلِلْمُؤمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ} [محمد: 19].
أَمَرَهُ الله تعالى بالاستغفار للجميع منهم الحاضرين والغائبين.
وقال تَعَالَى إخْبَارًا عَن إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم:
{رَبَّنا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ} [إبراهيم: 41].
كان استغفاره لأبيه أولًا كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ
إِلا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114].
1494- وعن أَبي الدرداء رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ
يدعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلا قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ)). رواه مسلم.
1495- وعنه أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: ((دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ،
عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ)). رواه مسلم.
في هذا الحديث: فضل الدعاء للمسلم بظهر الغيب، وأنه يحصل للداعي مثلها، وأن دعوته لا ترد، وكان بعض
السلف إذا أراد أن يدعوا لنفسه دعا لأخيه المسلم بتلك الدعوة.
***