برنامج رعاشي ... عن مهزلة الانتخابات الرئاسية بالجزائر
الكاتب عمار يزلي
لما رأيت الأشكال المقبلة على الترشح "لحكم الجزائريين"، هالني المستوى الضحل الذي وصلنا إليه! لقد أوصلنا القيم إلى الحضيض! لذا، قلت في نفسي: لماذا لا أترشح أنا "الأخير" للرئاسيات! لعل وعسى الله يخرجني من الظلمات إلى النور! وقدمت ترشيحي وبمعونة المعارف جمعت التوقيعات وأعطوني المال الكافي والشافي للحملة، ورحمت أحمل على الناس في برنامج تلفزيوني أقدم برنامجي في البرنامج:
تقدمت بعدة مقترحات لكي أحكم الجزائريين خمس سنوات قابلة للتجديد إلى مالا نهاية! أولا: سنعمل في مجال السكن بالتنسيق مع مصالح الأمراض العقلية (عندي معارف أطباء لا زلت أتابع عندهم!) من أجل تبديل المعادلة: عوض أن يسكن الجن البشر، البشر هم من سيسكنون الجن، ليصبح كل مواطن له جن يسكن فيه، في مجال العمل: سنوقع اتفاقيات مع الدولة المحيطة والبعيدة من أجل تسفير من أراد إلى أية وجهة مقابل أموال للدولة التي تؤويهم، و"تتهنى القرعاء من حك الراس"! لقد شغلناهم في بلدان أخرى، في مجال النقل: سنستورد الآلاف من الكونغورو من استراليا عوض السيارات النفعية الغالية الثمن التي لم يعد بمقدور الناس شراءها بعد أن انتهت مدة "ليرابيل". تجلس في جيب الكنغر وهو يقفز بك في الشوارع ويوصلك في وقت أقصر من الطرام والطاكسي والطرولي، في مجال المياه، سنخرج العرق من أجساد الناس بالجري والهكيش واللهث وراء الوثائق ولقمة العيش ونجمع العرق ونحوّله إلى ماء صالح للشرب، إضافة إلى عقلية "ماكانش"، "ماراهش هنا"، "ماعندناش"، "مازال".. نجمع كل هذه الكلمات التي فيها "ما" ونعقمها ونحولها إلى قارورات "ما .. كاين". في مجال الأسرة، سنمنع الذهب من التداول، ليصبح بمقدور العزاب أن يتزوجوا بدون "شروط حديدية" للدخول إلى القفص الذهبي، في مجال "التغبية والتعليم"، سنؤخر سن التمدرس إلى 20 سنة وسنقلص التدريس في كل المستويات"سنة في الابتدائي، سنة في المتوسط وسنة في الأساسي وسنة في الجامعة و10 سنوات خدمة وطنية للذكور و5 سنوات خدمة مدنية للإناث. هكذا، نتهنى من مشاكل الإضرابات والمطالب. في مجال المواطنة والصبر والتحمل، سنعمل على تحويل كل مواطن إلى جمل بربط يديه وأرجله إلى الخلف لستة أشهر، حتى يبرز سنام ظهره، عندئذ سيقبل بالأمر والواقع ويتحمل ويصبر. في مجال الإنارة سنعلم الوافدين الأفارقة أن يغنوا ليلا "أنا وحدي نضوي لبلاد".
وأفيق وقد ضربي حمار الليل، وقد شربت كأس الماء الذي كانت زوجتي تخبئ فيه فمها الاصطناعي!
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/195965.html