وفاة زميل - درسٌ عظيم محفّز
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
ذات يوم جميل رأى موظّفو شركة ما، حالَ وصولهم المكتب، لوحةً كبيرة عند المدخل كُتب عليها: نُعلمكم بأن الشخص الذي كان يُعيق نمو الشركة قد فارق الحياة البارحة. ندعوكم للانضمام إلى الصلوات النهائية على روح الفقيد في غرفة الاجتماعات. عند قراءة هذا الإعلان شعر جميع العاملين بالحزن على فقدان أحد زملائهم من جهة، وتاقوا أن يتعرفوا على هوية الفقيد الذي كان يعرقل تطورهم ونموهم من ناحية أخرى.
توجّه كل الموظفين إلى قاعة الاجتماعات حيث كان النعش مسجىً . بدت علائم الإثارة جلية على وجوه الحاضرين لرؤية المتوفّى. كل موظف فكر بينه وبين نفسه، من يا تُرى ذلك الشخص الذي كان يكبح تقدمي؟ حسناً، إنه على الأقلّ قد قضى نحبه. الآن بعد رحيله أستطيع تحسين إنجازي ولا أحدَ يقدر على عرقلة تقدمي. تقدم كل الموظفين المتأثرين نحو النعش، الواحد تلو الآخر، وعندما نظروا ما فيه انعقدت ألسنتهم. كلهم وقفوا بجانب النعش هلعين صامتين وكأن شخصاً قد لمس أعمق جزء من أرواحهم.
كانت مرآة داخل النعش وكل موظف ألقى نظرة على ما في النعش انعكست صورته. كانت بجانب المرآة ملاحظة تقول: هنالك شخص واحد بوسعه إعاقة نموك وتقدمك وهو أنت! أنت الوحيد القادر على تغيير حياتك جذرياً ومساعدة نفسك. حياتك لا تتبدّل بمجرد تبديل رئيسك أو أصدقائك أو شريك حياتك أو شركتك. حياتك تتغيّر عندما تتغيّر أنت وتتخطّى معتقداتِك المحدودة، وتُدرك بأنك الوحيد المسؤول عن حياتك وتعرف بشكل أفضل لماذا حياتُك هي على ما هي عليه. أهم علاقة تستطيع أن تقيمها هي مع نفسك.
العبرة:
الكلمة كالمرآة: إنها تعكس لكل واحد أفكاره التي يعتنقها بقوة. العالم وواقعك كالمري المثبتة في النعش التي تظهر لكل فرد موت قدرته الالهية لتخيل وخلق سعادته ونجاحه. بيت القصيد يكمن في كيفية مواجهة الحياة. إتّكل على الله أولا وحاول جهدك وعندها لا أحد يستطيع أن يعرقل نموّك، إن شاء الله.