ندوة السبت : الأمن الحضاري
الأستاذ رؤوف بوقفة
الدولة الراشدة , هي الدولة الآمنة , و الحضارة الرسالية التي يعيش في كنفها المجتمع الرسالي الذي يبنيه الإنسان المتكامل , هي حضارة آمنة يعيش في كنفها مجتمع آمن يقيمه إنسان آمن .
والأمن نعمة ورزق سماوي ومطلب وحجة أرضية ومنشد إنساني , سواء كان هذا الأمن في مجال الغذاء أو بما صار يعرف بالأمن الغذائي , أو الأمن الاقتصادي ,أو الأمن الاجتماعي أو الأمن النفسي أو الأمن المعرفي...
ونستطيع جمع مختلف أنواع الأمن باختلاف تخصصاته وتفرعاته في مصطلح واحد وهو : الأمن الحضاري
والأمن الحضاري نقصد به حالات الاستقرار الايجابي (وليس السلبي المتمثل في الركون والسكون كاستقرار الموتى في المقابر) الذي يؤدي إلى تفاعل وحركية بنائية في النسيج المجتمعي وقد عبر عنه القران الكريم بمصطلح الإطعام من جوع والأمن من خوف
ونقيض الأمن الحضاري هو حالة الوهن الحضاري حيث الغثائية السلبية المتمثلة في الكثرة المقبرية المسلوبة لاطمئنان القلوب
والأمن الحضاري هو سلوك المجتمع الرسالي ولا يقوم فقط على إشباع الحاجة من الإطعام والأمن بل كذلك على السكينة والاطمئنان من عدم افتقادهما
فقد تتوفر الحضارة المادية على الطعام والأمن من الخوف , لكن نجد رغم هذا التوفر الكمي المادي , جزع وقلق نفسي يتحول مع الأيام إلى هاجس مرضي يؤدي إلى اهتزاز في السلوك الأمني المجتمعي الأمر الذي يعرض المجتمع الى هزات وارتدادات تؤدي إلى تفككه ثم انهيار الحضارة المادية التي تشيد في الأساس على ثقافة الخوف , الخوف من المجهول , الخوف من الآخر , الخوف من المستقبل , الخوف من الأزمات , الخوف من انهيار أسعر البترول ...
وبالتالي فالحضارة المادية تستثمر في الخوف وتجيد صناعة الرعب الذي تقوم عليه , بينما الحضارة الرسالية , تستثمر في الاطمئنانية والاستقرار المتعدي , من الذات الفردية الى الاسرة فالمجتمع فالحضارة فالعالم .
﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) ﴾ سورة قريش
https://www.facebook.com/groups/malekbenabbi/