ندوة السبت : المجتمع المادي
الأستاذ: رؤوف بوقفة
هناك مجتمع رسالي وهناك مجتمع مادي , و الرسالية أو المادية كلاهما مرحلة سننية يمر بها أي مجتمع , وان أردنا التبسيط فالنقل إن مادية المجتمع هي مرحلة مرضية , بينما رسالية المجتمع هي مرحلة صحية , فالمجتمع السوي هو المجتمع الرسالي , وكلما بدأ المجتمع يمرض شيئا فشيئا كلما تتغول فيه المادية حتى ينتهي إلى المرحلة الأخيرة في المادية بتحوله إلى مجتمع مقدس للمادة عابد لها, ومرض المادية مرض خبيث لا يعلن عن نفسه الا بعد أن يتمكن من مفاصل المجتمع ويسيطر على أركانه وأجزائه ويتمكن من مؤسساته وأطيافه , فالمجتمع قد تبدوا عليه علامات الصحة بل حتى مؤشرات القوة وبالتالي فهو سيسخر من ملاحظات حكيم ينصحه بالابتعاد عن مسببات مرض المادية التي ستدمره بعد حين , مثله مثل الشاب القوي البنية الذي يدخن منذ سنوات فان نصحه الطبيب بان التدخين يدمره ببطء وان مصيره الموت ولو بعد حين بينما هو حين يتأمل جسده في المرآة وعضلاته المفتولة سيسخر من كلام الحكيم خصوصا وهو لا يشكوا من إي الم أو وجع ثم يبدأ الوهن شيئا فشيئا , وهنا نجد أن المادية قد سيطرت ليس فقط على جسده بل حتى على عقله فنجده يدخل مرحلة التبرير , نعم التدخين مضر بالصحة لكن الأجل بيد الله , العمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل الولادة ثم يستشعر في إيمان مزيف ما يريح ضميره المخدوع من آيات قرآنية يوظفها لترضية معبوده المادي : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ الأعراف34
﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ يونس49
﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ النحل61
فتصبح المادية أمر مقدر له يجب أن يستسلم لها في خشوع وخضوع وبدل أن يقاومها بعد أن كشفت له عن نفسها بسيطرتها على بعض جسده تجده يستسلم لها ويؤسس فقه تبريري استسلامي ليستسلم لها كلية دون مقاومة فيتحول من انسان الى كيان مادي ينتظر الانهيار أو التحلل
https://www.facebook.com/groups/malekbenabbi/