كيف تصنع من ابنك معاقاً ؟؟؟
أعد قراءة العنوان جيداً..
نعلم جميعا أن الاعاقة تتنوع فهناك اعاقة جسدية مثل بتر الاطراف ويكون سببها حرب طاحنة أو حوادث مؤلمة ,وقد تكون الشلل أو فقد حاسة من الحواس مثل السمع و البصر و هناك اعاقات عقلية ناتجة عن ضمور في المخ أو خلل في الغدد الصماء أو بعض مشاكل النمو ينتج عنها ضعف في القدرات العقلية و الاستيعاب و الادراك .
و هناك اعاقة نفسية إن صح التعبير تنشأ من سوء التربية و جهل الوالدين و المعلمين للاحتياجات النفسية للطفل في كل مرحلة من مراحل النمو و هذا الجهل قد يعرض الطفل الى فقدان الثقة بالذات و احتقارها و الشعور بالدونية و خوف من الاخرين و عدم القدرة على الكلام ( التلعثم ) بل قد يصل الى اضطرابات نفسية خاصة في البيئة التنافسية التي تقوم على التنافس وتشهد صراع على التمييز أو في البيئة المتسلطة التي فيها القوي يأكل الضعيف هذه البيئة المتسلطة القاسية على الطفل تجعل منه إما شخص مطيع هادئ تابع لهذه البيئة أو تجعل منه ثائر ناقم على هذه البيئة يرفض كل ما يصدر منها حتى إن كان جيدا , الشخص المطيع عرضة للضغوط النفسية و الازمات النفسية بسبب عدم قدرته على التنفيس و التعبير عن رأيه بالرفض أو بالقبول خاصة في القضايا التي تخصه بالدرجة الأولى .
تنبيه :- ليست المشكلة اذا كان طفلك عنيد بل المشكلة اذا كان طفلك مطيعا لا يعارض .
كثير يشتكي من اطفاله و تتكرر شكواه .. طفلي عنيد ..
فكيف نقضي على عناد الاطفال ؟
عناد الاطفال هو الوضع الطبيعي و الطفل العنيد هو الطفل السليم نفسيا و يحتاج إلى توجيه متزن و تعامل واعي , الطفل المطيع جدا الذي لا يستطيع أن يرفض خوفا من ردة فعل الاخرين هو طفل ضعيف نفسيا و يحتاج إلى رعاية واعية تساعده على تحمل المسؤولية و اتخاذ القرار يحتاج الى رعاية تطور قدراته في ما يعرف بالذكاء العاطفي بحيث يصبح قادرا على تعامله مع مشاعره السلبية وبالتعبير عنها بطريقة متزنة و مع مشاعر الاخرين ولا سيما السلبية كيف يتفهمها ولا يخشاها فكثير من لديه خوف شديد من غضب الاخرين في بعض القرارات طبيعي أن يغضب الاخرين ..الطفل الذي لا يدرب على هذه المهارات سوف يتحول الضعف إلى اعاقة نفسية تجعله عاجزا عن بناء علاقات ناجحة مستمرة.
خطوات صناعة الإعاقة :-
1- الخطوة الأولي :- قاعدة عامة (مساعدة الآخرين فيما يحسنون القيام به)
هي أول خطوة في صناعة الإعاقة و هذه القاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين والبالغين فعندما تساعد شخص في أمر يستطيع القيام به أنت تسلبه الممارسة والتجربة والقدرة فيصبح عاجزاً على القيام به و يصبح معتمد عليك اعتماداً كلياً و هذا يحدث كثيراً داخل الأسرة فتجد الوالدين يتحملون كامل المسؤولية عن أبنائهم حتّى في قضاياهم الخاصة مثل الدراسة، وحل الواجبات، والقيام للصلاة وغيرها والطفل هنا يمارس دوره بذكاء فيسلم المسؤولية للوالدين و لايتحمل أي مسؤولية و لايهتم و تموت الدوافع الداخلية له و ينتظر الأوامر بشكل مباشر من الوالدين و لايشعر بألم الإخفاق لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته بل هي من مسؤوليات الوالدين.. هذا النوع من التربية يخرج لنا شخص معاق نفسياً غير ناضج غير قادر على التعامل مع المتغيرات و التحديات في هذه الحياة .
عزيزتي الأم:
عندما تحملين طفلك و هو يستطيع المشي و عندما تأكلين طفلك الذي يستطيع الاكل وعندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث أنت تصنعين منه معاقاً.
2- الخطوة الثانية :- ((الحماية الزائدة))
إن الحماية الزائدة المبالغ بها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة تحرمه هذه الحماية من التجربة و التعلم خاصة في بداية حياته لأن خبراتنا تصقل في بداية حياتنا فالطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته بشكل كبير و نجد أن مشاكله و تجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية و هذه التجربة و هذا الألم ينمي قدراته على تحمل الآلام و مواجهة المشاكل بحيث ينمو جسدياً و عقلياً و نفسياً بشكل متوازن أما في حالة الحماية الزائدة فإنه ينمو جسدياً و عقلياً و لكنه لا ينمو نفسياً بشكل متزن وذلك بسبب حماية الوالدين من تعرضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف لا يستطيع او صغير لا يحسن التصرف و حقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجهها منفردين ولن تفرق بيننا وسوف يصدم بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة..
3- الخطوة الثالثة :-
( أحلامك أوامر يا سعادة البيه )
يعاني بعض الاباء و الامهات من فوبيا الحرمان و عقد من النقص و يعتقدون الحرمان شر محض و ذالك بسبب أنهم عانو منه في طفولتهم و لذا يلبون كل طلبات أبنائهم بدافع أن لا يشعر أبنائهم بالحرمان أو بدافع أنني لا أريد أن يشعر أبنائي أنهم أقل من الاخرين و يسعى الاب و الام جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم و هذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء و عاجزين عن تحقيق الغايات و يزرع في داخلهم اتكالية على الاخرين في أبسط أمورهم وهنا ترى الأم خادمة لأبنائها في بيتها يعجز المراهق عن إحضار كأس ماء بل يطلب من الاخرين ذلك وهكذا يصبح الأب أشبه بخادم توصيل الطلبات و كأنه العبيد ولدوا اسياده , هذه الشخصية المدللة عاجزة نفسيا غير قادرة على مواجهة الحياة ضعيفة تنهار أمام أول التحديات لا تملك العزم و الإرادة على تحقيق أهدافها , تعتمد على الاخرين بشكل دائم كأعمى الذي لا يستطيع السير بدون مرشد , لا يستطيع تقبل الرفض من الاخرين تعتقد أن الجميع يجب أن يكونوا خدم لها لا تدرك قيمة الأشياء و لا تدرك قيمة الاخرين و لا تفقه شيء عن مشاعرهم
الحرمان ليس شر محض و لا خير مطلق قليل من الحرمان يربي النفس على كثير من الأشياء التي تجهلها .
لا تحرموا أبنائكم نعمة الحرمان ..
**