حول الفتاوى السامرية
אודות פסקי הלכה שומרוניים
On Samaritan Fatwas (Legal Opinions)
Haseeb Shehadeh
University of Helsinki
بنو إسرائيل السامريون (בני ישראל השמרים/bāni yišrā˒el aš-ŠāmērƏm، ليسوا يهودا)، السامرة، السُّمَرة، بنو يوسف، المحافظون على التوراة أو حرّاسها وحرّاس العقيدة والحقيقة، وورد في أحد المخطوطات السامرية ”سامرة سمينا لمعني محافظين علي اصل الدين مشددين في ساير احكامه“ (Sam 80 37 في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس، ص. ٢٧) . هنالك أسماء كثيرة أطلقها عليهم الآخرون منذ القدم وحتى اليوم، نذكر منها هنا اثنين: ’’رافضة اليهود‘‘، لدى ابن تيمية المتوفّى عام ١٣٢٨م.، وبعض العرب اليوم يسمّونهم ”يهود عرب/فلسطين“ ويُقرنون السحر وفكّه بهم، رغم أن اليهود الربانيين لا يعتبرونهم يهودًا (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=153897). ويوضح ابن تيمية ”... فإن السامرة لا تؤمن بنبي بعد موسى وهرون غير يوشع، وكذلك الرافضة في الإسلام لا تقرّ لأحد من الخلق والصحابة بفضل ولا إمامة إلا لعلي“.
ورد الاسم ’شومرونيم‘ مرّة واحدة فقط (hapaxlegomenon) في أسفار العهد القديم، ٢ مل ١٧: ٢٩، بمعنى سكّان منطقة السامرة، وليس أتباع العقيدة السامرية. سامريو اليوم هم بقابا شعب قديم تابع لمملكة الشمال في السامرة، في حين أن البحث في تاريخ شعب إسرائيل، يعتبر السامريين عادة فرعًا انفصل عن اليهودية في الفترة الواقعة ما بين عام ٥٣٨ ق.م. وعام ٧٠م. وتضيف مثل تلك الأبحاث أن السامريين في غضون تلك الحقبة، قرابة ستّة قرون من الزمن، اتّخذوا لهم نصًّا توراتيًا خاصًّا بهم يختلف عن توراة اليهود الربّانيين. وننوّه أنّه في الفترة البيزنطية، ٢٩٥-٦٣٤م.، انفصلت عن التيار السامري المركزي، زهاء التسع فرَق حملت اسم الدوستان، وبقي بعضها حتّى القرن العاشر للميلاد.
لا بدّ هنا من تنبيه أن الباحث عن السامريين (Samaritans) عبر محرّك غوغل، سيتفاجأ بعثوره على إحالات كثيرة جدًّا، لا تمتّ إلى طائفة السامريين بصلة، اللهمّ سوى الاسم الذي اتّخذته جمعيات خيرية، لا سيما نفسية بغية مساعدة المحتاجين المستضعفين . تلك الجمعيات المنتشرة في العالم الغربي، اتّخذت لها اسم ’السامريين‘ أسوة بمثل السامري الصالح (The Good Samaritan) في العهد الجديد، إنجيل لوقا ١٠: ٢٥-٣٧ (حول بعض الفروق بين السامريين واليهود أنظر: http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=270610).
السامريون هم أصغر وأقدم طائفة في العالم، كما وصفهم للمرّة الأولى، القسّ A. P. Stanley المتوفّى عام ١٨٨١ (أنظر: http://www.sacred-texts.com/jud/sam/oldsect.htm). ويمكن القول في الوقت ذاته، أن الطائفة السامرية تعتبر من أولى الطوائف من حيث معدّل أعمار الشباب والشابات. ربّما كان من الممكن اعتبار السامريين المعاصرين أكثر الطوائف اليهودية الحيّة تمثيلًا للعبرانيين القدماء. لم يكن السامريون يوما شعبًا حرًّا مستقلا خلال تاريخهم الطويل، منذ الأشوريين والفرس والإغريق والرومان والأتراك وحتى اليوم. ودينهم، بل توراتهم، هي التي وحّدتهم وأبقتهم.
يسكن السامريون اليوم في مدينتين: في قرية لوزا على جبل جريزيم في نابلس وهي مقدّسة بالنسبة لهم، وفي حي ناڤي فنحاس في حولون(عرعرة) وحوله مثل شارع دڤوراه النبية، جنوبي تل أبيب منذ العام ١٩٥٤. يبلغ عددهم قرابة الثمانمائة شخص (وبالتحديد ٧٨٥ في الأول من كانون الثاني ٢٠١٦)، وهم موزّعون مناصفة تقريبًا على هاتين المدينتين، ٤٧،٢٪ في نابلس و ٥٢،٨٪ في حولون. قبل قرن من الزمان وبالتحديد في عام ١٩١٩ وصل عددهم إلى ١٤١ شخصًا فقط. لا بدّ في هذا السياق، من ذكر نشوء ونمو بعض المجموعات المتسمرنة تبلغ الآلاف في خلال السنوات الأخيرة، التي أخذت في ممارسة نمط حياة سامري، على ضوء تعاليم التوراة السامرية، مثلا في جزيرة صقلية وفي عدة ولايات في البرازيل هناك ثماني مجموعات تحمل الاسم ”حارسو التوراة“. وهناك دلائل على وجود سامري في جزيرة صقلية خلال القرون العشرة الأولى للميلاد (أ. ب.-أخبار السامرة، ع. ١٢٠١، ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥، ص. ٤٨، ٥٠، ٥٢، ٥٤، ٥٥؛ ١٢٠٩-١٢١٠، ١٥ آذار ٢٠١٦، ص. ٣٥). لا شكّ أنّ هذه الظاهرة جاءت نتيجة لزيارات ’سفير‘ السامريين السنوية لأوروبا وأمريكا، بنياميم راضي صدقة، وبفضل الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.
ينقسم السامريون إلى قسمين: أُسرة الكهنة الحفتاويين المتحدّرة من سلالة ليڤي/لاوي/عاطف، أحد أبناء يعقوب، والقسم الثاني، عامّة الشعب المكوّنة من الأسَر الثلاث- صدقة الصباحي من سبط منشه، الدنفي وتضمّ ألطيف والستري أو الساسوني وهي من سبط إفرايم، والمفرجي من سبط إفرايم . في تاريخهم الطويل سكن السامريون في بقاع كثيرة في الشرق الأوسط وخارجه، ووصل تعدادهم في القرنين الرابع والخامس الميلاديين حوالي المليون ونصف المليون شخص. ويقول السامريون إنّهم مكثوا في الأراضي المقدّسة، منذ خروجهم من عبودية فراعنة مصر وقدومهم إليها، أي منذ حوالي ٣٦٥٠ عاما. ويدّعي السامريون أنّهم يملكون أقدم مخطوط للتوراة في العالم، نسخه أبيشع بن إلعازر بن هارون، شقيق النبي موسى، بعد دخول بني إسرائيل الأراضي المقدسة بقيادة يهوشوع/يشوع/يوشع بن نون، بثلاث عشرة سنة. من نافل القول، إنّ هذا الادّعاء منافٍ للحقيقة والمنطق. يحتفل السامريون بأعياد التوراة السبعة ولا أعياد قومية لهم: عيد الفسح/القربان؛ عيد الفطير؛ عيد الحصاد/القصير؛ عيد رأس السنة العبرية، دخول بني إسرائيل الأراضي المقدّسة؛ عيد الغفران/الصوم/الكفارة؛ عيد العُرش/المظالّ؛ فرحة نزول التوراة/العيد الثامن، ختام الأعياد.
إنّهم يتكلّمون العربية العامّية النابلسية كلغة أمّ في نابلس، والعبرية المحكية الحديثة كلغة أمّ في حولون، ويتعلّم بعضهم اللغة الآرامية السامرية، وهي لهجة آرامية غربية مندثرة، في حين أن الجميع ومنذ الصغر يتعلّمون طريقة تلاوة التوراة الخاصّة بهم والشعر الديني/الشيران، كما تواترتا جيلًا عن جيل منذ القدم، والخطّ العبري القديم لدى معلّمين خاصّين في مراكز جماهيرية بعد الدوام المدرسي، إذ لا مدارس خاصّة بالسامريين مائة بالمائة وهنالك اقتراح لتعليم التلاميذ السامريين دينهم في الحصة التي فيها يتعلّم الآخرون الدين الإسلامي (أنظر: أ.ب.- ع. ١٢٠٣-١٢٠٤، ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٦، ص. ٧١-٧٤). وثمة عدد غير قليل من السامريين اليوم، يعرف العربية والعبرية اللتين تسمعان عند لقاء السامري النابلسي بأخيه الحولوني في الأعياد والمناسبات؛ إلا أنّ ما يوحّدهما جميعًا هو دينهم وتلاوة توراتهم، وخطّهم القديم، وعاداتهم وتقاليدهم الدينية المختلفة، وتاريخهم بالرغم من اختلاف واضح في نمط الحياة المعاصرة في كل من نابلس وحولون. سامريو اليوم ذوو لغات ثلاث: العبرية القديمة، عبرية التوراة وهي مكتوبة، وتتلى وهي غير محكية؛ العربية والعبرية الحديثتين. اعترفت حكومة إسرائيل بالسامريين فرعًا من بني إسرائيل وهم يتمتعون بـ”حقّ/قانون العودة“ (זכות השיבה/חוק השבות).
من سامريي نابلس، من قال منذ العام ١٩٦٠ وحتى الآن: ”نحن فلسطينيو القومية وإسرائيليو المذهب“. يحاول السامريون جهدهم التزام جانب الحياد قدر الإمكان، على الأقلّ علنًا، إزاء القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويطمحون أن يكونوا بمثابة جسر للسلام بين الطرفين المتنازعين، وهنالك على جبل جريزيم ’’مركز السلام العالمي‘‘ الذي أقيم بمساعدة مالية من الحبر الأعظم، البابا بولس الثاني، وفيه مكتبة ومتحف ومقرّ للقاء مجموعات سكّانية متنوعة من الأراضي المقدسة وخارجها. زد إلى ذلك وجود جمعية باسم ”الأسطورة السامرية“، أُسّست قبل بضع سنوات على الجبل وتقيم معارض وأمسيات إعلامية للعرب، فلسطينيين وأردنيين. مع هذا، هنالك رأي سائد يقول بأنّ اليهود يعاملونهم كعرب، والعرب ينظرون إليهم كيهود. بعبارة مختصرة إنّهم ”بين المطرقة والسندان“ (أ. ب. أخبار السامرة ١٠٤٦-١٠٤٧، ٣١ تموز ٢٠٠٩، ص. ٥٩). في هذا الإطار السامري، لا وجود لشخص لا يلتزم بما تمليه عليه التوراة من واجبات وفرائض، أي لا وجود لسامري غير متديّن. زد إلى ذلك، ينبغي على السامري الالتزام بالشروط الأربعة الآتية: العيش ضمن حدود الأراضي المقدّسة التاريخية؛ الاشتراك في قربان عيد الفسح على جبل جريزيم؛ الحفاظ على قدسية التوراة؛ الامتثال لقوانين الطهارة والنجاسة المبيّنة في التوراة.
يُصدر الشقيقان بنياميم ويفت (الأمين وحُسني ) نجلي رتصون (راضي) بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي (١٩٢٢-١٩٩٠) دورية باسم أ. ب. أخبار السامرة منذ أواخر العام ١٩٦٩، وصدر منها حتى أواخر حزيران ٢٠١٦، ١٢١٨ عددا. هذه الدورية، التي تصدر حاليًا مرّتين شهريًا في حولون، تُعنى بالطبع بشؤون السامريين المختلفة، وتنشر موادّ بأربع لغات بأربعة خطوط: الآرامية السامرية بالخطّ السامري (العبري القديم)، العربية بالخطّ العربي، العبرية الحديثة بالخطّ (الآرامي) الأشوري/المربّع والإنجليزية بالخطّ اللاتيني. توزّع هذه الدورية مجّانًا على كل بيت سامري، وللمجلّة مشتركون دائمون من شتّى أقطار العالم. وقد أُسّس في حولون العام ١٩٨١معهد باسم حسني (יפת) بن أبراهام صدقة، سيدو (١٨٩٥-١٩٨٢) للدراسات السامرية بإدارة الشقيقين بنياميم ويفت. يبدو أن سيدو كان أول من تزوّج من امرأة يهودية الأصل، مريم حايقين في عشرينات القرن الفائت. وبعد عقد من السنين تقريبا، وبالتحديد في ١٨ شباط ١٩٣٦ تزوّج چوئيل صدقة من چراسيا عزيزي اليهودية الحلبية الأصل. آنذاك وبعد ذلك بعشرين عاما كان أيضًا نقص واضح بالصبايا السامريات للزواج وعليه بارك الكاهن الأكبر توفيق بن خضر (מצליח בן פינחס، كاهن أكبر ١٩٣٣-١٩٤٣) الزوجين وأمل أن يحذو الكثيرون من الشباب السامري هذا المثل. في ذلك الوقت، أوائل العام ١٩٣٦، كان عدد طالبي الزواج خمسة وعشرين شابًا وكان أمامهم خمس عشرة عزباء سامرية فقط وبعضهن قد تخطّى الثلاثين من العمر وبلغ المهر ٤٨ دولارًا أمريكيا على الأقلّ. أثيرت آونتها مشكلة النقص بالبنات للزواج، إلا أن شيوخ الطائفة لم يهتدوا إلى حلّ. وفي العام ١٩٥٦ كان عدد السامريين ٢٥٢ نسمة، معظمهم من المسنّين وعاش أكثر من ٣٤ أعزب أبديا. (أنظر تقرير الكاهن يعقوب بن عزى بالإنجليزية، أ. ب.- أخبار السامرة، ١٢٠٧-١٢٠٨، الأول من آذار ٢٠١٦، ص. ٨٠؛ نفس المصدر، ١٢١١-١٢١٢، ١ نيسان ٢٠١٦، ص. ١٠٤).
وأخيرا هنالك ميدالية سامرية من الفضّة الخالصة تمنح سنويًا لمن أبلى بلاء حسنًا في مجال السلام والوئام، أو في الأبحاث السامرية وقد أُسّس صندوق الميدالية السامرية في واشنطن سنة ٢٠٠٥. (أنظر: ؛http://www.israelite-samaritans.com/medal/, http://www.israelite-samaritans.com//).
استخدم السامريون في غضون تاريخهم الطويل اللغات التالية وفق الترتيب الزمني من القديم إلى الأحدث: العبرية السامرية القديمة/التوراتية؛ الآرامية السامرية؛ اليونانية؛ العربية؛ العبرية السامرية الحديثة (سمّاها الأستاد زئيڤ بن حاييم باسم שׁוֹמרונית في ثلاثينات القرن الماضي، ولم تكن تلك التسمية موفّقة)، منذ القرن الثالث عشر، وهي لغة كتابة عبارة عن خليط من العربية والعبرية والآرامية؛ العربية استمرّت منذ الفتح العربي الإسلامي لفلسطين وحتى يومنا هذا؛ العبرية الحديثة إثر قيام دولة إسرائيل.
يحمل بعض السامريين ثلاثة جوازات سفر: فلسطيني، إسرائيلي وأردني. باختصار، لا يقبل السامريون أن يسمّوا بـ ”يهود سامريين“، فهذان مفهومان متناقضان، وفي معمعمة الجدال حول يهودية الدولة، يردّ السامريون بالقول إنّهم سكنوا في الأراضي المقدّسة قبل قيام إسرائيل بآلاف السنين، وهل هم بحاجة إلى اعتراف من قادمين وافدين جدد؟ سامريو حولون انخرطوا في المجتمع الإسرائيلي بشكل شبه كامل اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وحتّى سياسيًا. انخراط الشباب في الخدمة العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي أما بالنسبة للشابّات فبعضهن ينضمّ إلى الخدمة الوطنية، والفارق الوحيد هو ديانتهم. وبالمقابل، يعيش إخوتهم في نابلس (قرية لوزا، نيڤي قيدم) على جبل جريزيم بعزلة جغرافية عن العرب، ولا يمكن القول إنّهم يشعرون بهوية فلسطينية، ويميّز الفلسطينيون عادة بين السامري النابلسي والسامري الحولوني. يقول الجيل السامري الصاعد في نابلس إنّه سامري، أيّ لا فلسطيني ولا يهودي. ويبدو أن غالبية سامريي نابلس تفضّل العيش في ظلّ السيادة الإسرائيلية. وهنالك من السامريين القائلين بأنّهم موالون لشعب إسرائيل لسرمدية إسرائيل لا لدولة إسرائيل، ولا للسلطة الفلسطينية (أنظر: أ. ب. أخبار السامرة، ٨٦٦، ٢٧ آب ٢٠٠٤، ص. ٤، بنياميم راضي صدقة).
تقوم العقيدة السامرية على خمسة أركان:
١) إله واحد لا غير هو إله إسرائيل، ويلفظ شيما، Šēma (الاسم) وليس يهوه. לית אלה אלא אחד أي لا إله إلا واحد. وكتب أحد الناظمين السامريين:
ولا أسميه غير أني إن غلب الوجد قلت يا هو
الله منزّه عن أيّة صفات آدمية مثل الكم والكيف والأين ومتى إلخ. وكان الكاتب السامري الشهير أبو الحسن الصوري في ’طبّاخه‘ قد ذكر إحدى عشرة صفة كهذه وهي: الكم، الكيف، الأين، القنية، الملكة، النصبة، الحركة، السكون، الاجتماع، الافتراق، المتى، وشرحها باختصار (أنظر مثلا مخطوط Sam 9 A في Manchester John Rylands، ص. ١٤٤أ). الله ليس رجلًا ولا امرأة، إنّه روحاني متواجد في قلب الإنسان ولسانه، يُحسن إلى السالكين في الدرب الصحيح ويكافىء صانعي الشرّ بالشرّ. إله الديانة الإسرائيلية يختلف كليًّا عن إله الأديان الأخرى (أنظر أ. ب. أخبار السامرة، ع. ١٢٠٠، ١٢ تشرين الأول ٢٠١٥، ص. ١٠٣).
٢) النبي موسى بن عمران، حبيب الله وكليمه، شمس العالم ونوره، وهو أعظم/سيّد الأنبياء قاطبة، نبي كل الأجيال. لا نظير له، لا قبله ولا بعده (משה נביה דלא קעם כותה ולא יקום לעלם = موسى نبي لم يقم مثله ولن يقوم أبدا؛ أنظر سفر التثنية ٣٤: ١٠). إنّه شفيع الدارين وسيّد الكونين (أنظر مثلا مخ. Cam III 48 ومخ. Cam IV 37 في مكتبة روسيا الوطنية في سانت بطرسبورغ ص. ٢١ب، ص . ١أ-ب، ص. ٩) ولا يقرّ السامريون بأي نبي بعده. وفي التقليد السامري اعتراف بنبوّة ٢٦ من الآباء منذ آدم وحتى عمرام/عمران والد موسى النبي. وقد أحصى أكبر لاهوتي سامري، مرقه، ينبوع الحكمة، في القرن الرابع للميلاد، عشرين صفة لموسى في التوراة مثل ملك. وقال عنه مرقه في ميماره ٤: ٧ ”من يؤمن بموسى يؤمن بالله“، وقارن هذا بما ورد في إنجيل يوحنا عن يسوع المسيح ١٤: ١. وقد وردت الجملة التالية في مخطوط سامري في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ، משה נביא רחותה ומרקה נביא פנותה أي: موسى نبي الرضا (بظهور السكينة) ومرقة نبي السخط/غيبة الرضوان/استتار الرضوان (Cam IV 1 ص. ١٧ ب وانظر ’’كتاب الطباخ‘‘ في مخطوط مانشستر المذكور آنفًا، ص. ١٩٥أ ). فترة الرضا، رضا الله عن بني إسرائيل المعروفة باللفظة راحوتا استمرت ٣٠٠ سنة، ٤٠ سني ما يسمّى بالتيه في صحراء سيناء و٢٦٠ عامًا في الأراضي المقدّسة حتى إخفاء الهيكل. وقال أبو الحسن الصوري عن موسى في ’طبّاخه‘ ”ونفي المماثلة له في الماضي والمستقبل في ال اسراييل الدي هم خاصة الله تعالي والمختارين من جملة الامم والشعوب فالنفي في غيرهم احري واجدر [في الأصل: واحدر] وهو المستفاد من قوله ולא קם עוד נבי(!) בישראל כמשה“، سفر التثنية ٣٤: ١٠ (ּأنظر مخطوط مانشستر المذكور أعلاه، ص. ٢١٥أ ).
وفي الشعر السامري العربي ثمة قصيدة تضمّ ٤١٧ بيتًا من الشعر بقلم إبراهيم العية في مدح النبي موسى،سيّد البشر (أنظر حسيب شحادة: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=8326). ووردت هذه الأبيات لشاعر سامري مجهول الاسم في المخطوط Cam XIII 26 في مكتبة سانت بطرسبورغ المذكورة، ص. ١٢أ وهي كما هي في المخطوط:
اسالك بالخمس اسفار وبالجبل خاص الطوار
تجرنا من عداب النار في يوم الموقف الكبير …
موسى النبي زين البشر مثله ما قد ظهر
سلم عليه يا من حضر لعل من الابرار تصير …
نفسي وروحي والكبد هامو في حب هدا الاسد
مثله ما قام في الابد ولا يقوم الى الاخير
النبي الوحيد بعد كليم الله في الاعتقاد السامري الشبيه به هو التاهب/العائد، المسيح المنتظر. لا نبالغ إذا ما قلنا أنّ مكانة النبي موسى لدى السامريين، على ضوء تراثهم المكتوب والمنطوق، تستحقّ كتابًا كاملا.
٣) كتاب مقدّس واحد وهو التوراة، أسفار موسى الخمسة فقط، ويختلف هذا النصّ عن توراة اليهود، في أكثرَ من ستّة آلاف حالة معظمها ليست ذات بال. يضاف إلى ذلك كتاب يوشع بن نون، وهو كتاب تاريخي. هذا معناه أنّ ّّالسامريين لا يؤمنون بالقسمين الأخيرين من العهد القديم، الأنبياء والكتابات (נביאים וכתובים)، فهى في اعتقادهم من فبركة آل داڤيد ولا يؤمنون لا بالمشناة ولا بالتلمود، التوراة الشفوية لدى اليهود. هناك في التوراة كلّ ما يحتاجه السامري في هذه الفانية، رغم تبدّل الأزمنة. هذا الكتاب المقدّس بلغته الأصلية، العبرية السامرية التوراتية ما زال غير متوفّر في طبعة علمية حديثة، في حين وجود طبعة كهذه للترجوم، أي الترجمة الآرامية السامرية للتوراة من إعداد أبراهام طال ووجود ترجمة عربية لها من إعداد حسيب شحادة.
٤) مكان مقدّس رقم واحد هو جبل جريزيم جنوبي نابلس، جبل الفرائض والبركات والقِبلة، جبل العبادة للمنقطعين إلى الله، كما قال أبو الحسن الصوري في ’’كتاب الطبّاخ‘‘. (’’المحل الشريف ذو العظمة والتشريف اشمخ الجبال واخصها بالجلال جبل المنقطعين والسايلين والمصلين والمتمسكين بالدين المتين والمتنزرين والمتورعين وعليه تقبل هدايا المهتدين واليه تدفع ندورات المتبرعين باب قبلة المبتهلين والشاكرين والمسبحين والمادحين والموحدين والساجدين وعليه تدبح القرابين بايدي المتقربين وهو اشرف الاراضين اد اطته اقدام الازكيا والاوليا الاولين ونصب فيه منسك الرحمه وحل فيه الشان المبين نسال الله تعالى بقلوب منكسرين العوده له بالعمار كما قال واختار פעלת יהוה מקדש יהוה כוננו ידך, سفر الخروج ١٥: ١٧، مخ. Cam III 48، مكتبة روسيا الوطنية في سانت بطرسبورغ، ص. ٣١ب). وردت الإشارة إلى هذا الجبل في التوراة في ثلاثة عشر اسمًا ونعتًا مثل بيت الله، باب السماء، بيت ايل، لوزة، أخصّ الجبال، الله ينظر، جريزيم، المكان المختار. يزور السامريون أماكن مقدّسة أخرى لهم مثل مقامات الأنبياء والأزكياء والائمة الكبار ولا سيّما مقام الكاهن الأعظم العزر بن هارون، وقبر يوسف. هذا يعني أنّه لا قدسية البتّة لمدينة القدس لدى السمرة، إذ لا ذكر لها في التوراة. وفي التوراة السامرية ترد قدسية جبل جريزيم في الوصية العاشرة. يسمّى عادة هذا الجبل بالعربية باسم جبل الطور. ممّا يجدر ذكره أنّ لفظتي ”جبل جريزيم“ تردان دائمًا ككلمة واحدة في العبرية في الخطّ السامري والخطّ العبري المربّع. أذكر هنا أنّني وجدت مرّة واحدة وردت فيها ’اركريزم‘ هكذا ككلمة واحدة بالرسم العربي، في مخطوط في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ، Cam II b 164، ويعود تاريخ نسخ المخطوط إلى أواسط القرن التاسع عشر؛ ومرة واحدة ’هرجريزيم‘ في ”كتاب الطباخ“ (أنظر مثلا مخطوط Sam 9 A في Manchester John Rylands، ص. ١٧٤ب) . كما ووجدت مرّة واحدة הר גריזים/הר גריזים كتبتا ككلمتين في مخطوط Cam XIV 42 في المكتبة ذاتها، يضمّ ورقتين فقط ونسخ عام ١٠٧٨هـ = ١٦٦٨م. ويبدو أن كتابة هاتين اللفظتين ككلمة واحدة كانت سارية لدى بني إسرائيل قبل انشقاقهم إلى يهود وسامريين. يحجّ السامريون إلى هذا الجبل ثلاث مرّات سنويًا في الأعياد: عيد الفسح، عيد الحصاد وعيد العُرش.
٥) الإيمان بمجيء التاهب/תהב (العائد)، المسيح/المهدي، في عاقبة الأيّام للدينونة. وهو نبي إمّا من ذرية هارون أو من سلالة يوسف. وسيكون أيضًا كاهنًا وملكًا وسيحكم من على قمّة جبل جريزيم كلّ العالم. هذا الركن الخامس في العقيدة السامرية كان قد أضيف بعد بداية القرن الثالث للميلاد، إذ ورد في التلمود، في مقالة الكوتيم (מסכת כותים) ما معناه ’’متى نقبلهم؟ عندما يكفرون بجبل جريزيم ويعترفون بالقدس وبإحياء الموتى“ (أنظر: ש. קירכהיים, שבע מסכתות קטנות ירושלמיות. פראנקפורט תרי’’א. נדפס מחדש ע’’י הוצאת קדם, ירושלים, תש’’ל, עמ’ 36–37؛ سفر التثنية ١٨: ٢٢-٢٥؛ سفري على سفر العدد ١٥: ٣١؛ سنهدرين ٩٠ب؛ والاسم ’كوتيون‘ بمعنى ’السامريين‘ استخدمه اليهود لأنّهم يعتقدون أنّ أصل السامريين من ’كوته‘ في جنوب بلاد الرافدين (أنظر ٢ مل ١٧: ٢٤ وهذا أحد الأسماء المحقّرة التي يرفضها كل سامري).
هنالك مائة دلالة توراتية على يوم القيامة، وردت في مخطوط سامري، موجود في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس، ويراجع الكتيّب المخطوط ’المَعاد‘ لأبي الحسن الصوري. والمخطوط ”كتاب الدلائل“ المذكور فيه ٩٩ دليلا من الشرع ودليل واحد من النقل المثبوت عن أسلافنا، وهو بقلم الكاهن خضر (فنحاس) بن إسحق بن سلامة (١٨٤٠-١٨٩٨) ونسخة منه محفوظة في القدس، كما ذكرنا، وناسخها هو يوسف آل عبد اللطيف آل إسماعيل السراوي عام ١٩٠٥. ومن أسماء يوم القيامة نذكر: يوم الحكم/الدينونة/الحياة/الانتقام/السؤال/الفخر/الشهامة/الندامة/الصيام/العتاب/الموت/النعيم/الجحيم/النجاة، يوم لا ملجأ إلا ملجأ الله سبحانه وتعالى.
تلخّص هذه الأركان الخمسة بالجملة العبرية التالية التي يرددها السامري: אימנתי בך ה’ ובמשה בן עמרם עבדך, ובתורה הקדושה, ובהרגריזים בית אל וביום נקם ושלם (ּأومن بك يا الله وبموسى بن عمران عبدك، وبالتوراة المقدّسة وبجبل جريزيم بيت الله وبيوم الدينونة).
ظاهرة إصدار الفتاوى لدى السامريين نادرة جدّا في العصر الحديث، على الأقلّ، إذا ما قيست بما يحدث في الدين الإسلامي وفي الدين اليهودي مثلا. معدّل صدور فتوى واحدة في كل عقدين ونصف من السنين تقريبًا، وذلك لأنّ نصّ التوراة واضح ومفهوم كما يقال عادة، ولا يوجد لدى السامريين توراة شفوية كالمشناة لدى اليهود. حول استخدام فتوى بمعنى حاشية تفسيرية لآيات من التوراة ينظر في كاتالوج روبرتسون (Edward Robertson, Catalogue of the Samaritan Manuscripts in the John Rylamds Library. Manchester, Volume II. Manchester: The John Rylands Library, 1862, nos. 315-316 ). نذكر هنا الفتاوى الثلاث الأخيرة التي أصدرها الكهنة الكبار، أصحاب السلطة الوحيدون في هذا المجال الديني اليوم، على الأقلّ، وتساعدهم لجنة مؤلّفة من كهنة (أنظر: سفر التثنية ١٧: ٨-١٢؛ ١٨: ١٦؛ ٢٤: ٨)، ونعرّج على فتاوى أخرى أقدم بكثير. حاولت الحصول على نسخ من هذه الفتاوى الحديثة ولكن بدون جدوى، قد تكون تلك الفتاوى شفوية وفي الحالة جـ) الآتية يكفي، على ما يبدو، أن الكاهن الأكبر سلّوم قد وقّع على وثيقة زواج يئير/وضاح بن عبد المعين صدقة من أكرانية الأصل ألكسندرا كراشوك وأصبحت تعرف باسم شورا ألطيف (أشكر صديقي بنياميم/الأمين صدقة على هذه المعلومة التي وافاني بها إلكترونيا ردًّا على استفساري في ٢٩ حزيران ٢٠١٦، http://www.foxnews.com/world/2013/03/17/east-european-women-breathe-new-life-by-marrying-into-dwindling-middle-eastern.html). ويبدو لي أن لا وجود لملفات تنقل من كاهن أكبر لآخر!
أ) في العام ١٩٥٨ أفتى الكاهن الأكبر، ناجي (أبيشع) بن خضر (فنحاس) ١٨٨٠-١٩٦١ وكاهن أكبر بين السنتين ١٩٤٣-١٩٦١، بخصوص وجوب عدّ ثمانية أيّام ابتداءً من يوم إخراج الخِدْج من الحاضنة (incubator)، وفي صباح اليوم الثامن باكرًا تجري عملية الخِتان (التطهير)، كما فرضت التوراة، سفر التكوين ١٧: ١٤ ”واي اقلف ذكر لا يختن بشر قلفته في اليوم الثامن فلتقطع تلك النفس من قومها عهدي فسخ“ (أنظر: الترجمة العربية لتوراة السامريين، حقّقها وقدّم لها حسيب شحادة، المجلد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج، القدس: الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والآداب، ١٩٨٩؛ المجلد الثاني: سفر اللاويين، سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع ...، ٢٠٠١). الجدير بالذكر أن اللفظتين، ”اليوم الثامن“، غير واردتين في التوراة اليهودية، وهذا أحد الفروق الهامّة بين نصّ التوراة السامرية من جهة ونصّ التوراة اليهودية من جهة ثانية (أنظر أيضًا: سفر التكوين ١٧: ١٢؛ سفر اللاويين ١٢: ٣).
ب) في العام ١٩٩٩ أفتى الكاهن الأكبر عاطف (ليفي) بن ناجي (أبيشع) بن خضر (فنحاس) الحفتاوي (١٩٢٠-٢٠٠١، وكاهن أكبر من ١٣ شباط ١٩٩٨ وحتى وفاته)، بتوحيد صلاتي الصباح والظهر وقراءة نوبة الأسبوع في يوم السبت، عندما تكون درجة الحرارة عالية جدّا. وهكذا استجاب الكاهن الأكبر لشكوى المصلّين وطلبهم في تقصير وقت الصلاة. ويذكر أنّ هذا الكاهن الأكبر، كان قد قدّم طلبًا لمحكمة العدل العليا في إسرائيل، يهدف إلى مساواة مكانة الكهنة السامريين بمكانة الربّانين/الحاخامين اليهود وبخاصّة من حيث المرتّب. نشير هنا إلى أنّ تشغيل المكيّفات الكهربائية أيام السبت، لا سيّما خلال أيّام الصيف الحارّة جدّا، ما زال محظورًا، ولا بدّ من فتوى في هذا الموضوع (قارن: أ. ب. أخبار السامرة، ع. ١٢٠٠، ١٢ تشرين الأوّل ٢٠١٥، ص. ٩٠-٩١؛ ع. ١٢٠١، ١٥ كانون الثاني ٢٠١٦، ص. ٤٣؛ ع. ١٢٠٥-١٢٠٦، ١٥ شباط ٢٠١٦، ص. ٨).
جـ) في العام ٢٠٠١ أفتى الكاهن الأكبر سلوم (شالوم) بن عمران (عمرام) بن إسحق بن عمران بن سلامة بن غزال (طابيا) بن إسحق (١٩٢٢-٢٠٠٤، وكاهن أكبر بين السنتين ٢٠٠١-٢٠٠٤)، الذي كان أيضًا عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد انتخابات ١٩٩٦، بجواز زواج السامري بأيّة فتاة من خارج الطائفة السامرية، بغضّ النظر لخلفيتها الدينية، شريطة قَبولها نهج حياة السامريين وعاداتهم، والامثتال بالطبع لقوانين التوراة، يعني التسمرن قلبًا وقالبًا (أنظر: جميل ضبابات، الحب المستحيل عند بني إسرائيل، زفاف سامري على قمة جبل جرزيم. أ. ب. أخبار السامرة، عدد ١٢١٣-١٢١٤، ٢٠ نيسان ٢٠١٦، ص. ١٠٢؛ ع. ١٢٠١، ١٥ كانون الثاني ٢٠١٦، ص. ١٠٢، وهناك من ينكر وجود مثل هذه الفتوى).
قبل ذلك كان زواج بعض السامريين من يهوديات بعد اعتناقهنّ الديانة السامرية. على الباحث أن يتذكّر أن النبي موسى كان قد تزوّج من مديانية بعد انضمامها لبني إسرائيل السامريين. وفي الآونة الأخيرة، هناك أصوات سامرية تقترح الزواج من سوريات لاجئات في الأردن مثلًا، فالأمر لا يكلّف كثيرًا مقارنة بإحضار الأكرانيات (أنظر: أ. ب.- أخبار السامرة، ع. ١٢٠١، ١٥ كانون الثاني ٢٠١٦، ص. ١٠١- ١٠٣). هنالك تعاليم وفرائض صارمة تفرضها الشريعة السامرية على المرأة الحائض؛ عليها في خلال سبعة أيّام الحيض مثلًا، أن تنعزل في غرفة خاصّة بها، ألّا تلمس أحدًا من السامريين إلا الرضيع أو أيّ شيء يخصّهم، ولها آنيتها وأغراضها الخاصّة (أنظر سفر اللاويين ١٥: ١٩ فصاعدا). كما وعلى المرأة المنجبة ذكرًا، المحافظة على طمثها مدّة ٤١ يومًا، وإذا كان المولود أنثى فأيّام الطمث تكون ٨٠ يومًا (أنظر سفر اللاويين ٨: ٣٣ وبالنسبة للذكر ١٥: ١٦ وعليه في حالة الاحتلام أو سيلان المني من القضيب الاغتسال بالماء، ويعتبر نجسًا حتى المساء، ولكنّه لا يعزل عن بقية أفراد العائلة ولا يدنّس ما يلمسه؛ وإذا كان الرجل من سلالة الكهنة فيحظر عليه القيام بأيّ طقس ديني)، وفي هاتين الفترتين تعيش الزوجة بعزلة تامّة عن أفراد أُسرتها. يذكر أن هذه الفتوى صدرت، في الأساس، لحلّ مشكلة زواج ابن عمّ الكاهن الأكبر المذكور، وضاح/يئير بن عبد المعين صدقة، الذي تزوّج من فتاة أكرانية، ورُزقا حتّى الآن بمولودين، عبد المعين/إلعزار وصدقة. بلغ عدد أولائك الفتيات الأكرانيات اللواتي تزوّجن من سامريين حتى مستهلّ العام ٢٠١٤ عشر، وكلهنّ إلا واحدة تأقلمن في المجتمع السامري. من المعروف، أن الطائفة السامرية تعاني، منذ زمن طويل، من نقص في عدد الإناث، فهنالك شابّة مقابل ثلاثة شبّان، وعليه فهناك ظاهرة يمكن تسميتها بـ”الأعزب الأبدي“ رغم أنفه من جهة، وزواج البدل، اشتراط والد العروس على والد العريس بتزويج ابنته لابنه، من الجهة الأخرى. وعليه فلا محالة من استيراد الزوجات، لا سيّما من أكرانيا حاليا، ونجحت هذه التجربة بالرغم من وجود معارضين لها مدّعين عدم أمكانية السمرنة والتسمرن بشكل تامّ وصحيح. يحظر زواج السامرية من خارج طائفتها، وإذا حدث ذلك كما رأينا في عشر حالات في السنوات الأخيرة فهذا معناه عزلهنّ عن العقيدة السامرية. مبدئيا يحقّ للفتاة السامرية الزواج بفتى من خارج طائفتها، شرط أن يعتنق الديانة السامرية أوّلًا، ولا علم لي بمثل هذه الحالة. في المدّة الواقعة ما بين ١٩٣٨ و ٢٠١٥ وصل عدد الذين تركوا العقيدة السامرية ٣٢ شخصا، ١١ ذكرا و ٢١ أنثى.
(قارن: أ. ب. أخبار السامرة، عدد ١٢١٣-١٢١٤، ٢٠ نيسان ٢٠١٦، ص. ١٠٥، يبدو أن أمامنا ترجمة من العبرية واللغة مضطربة؛ http://www.foxnews.com/world/2013/03/17/east-european-women-breathe-new-life-by-marrying-into-dwindling-middle-eastern.html;א. ב. – חדשות השומרונים, גליון 1201, 15 ביניואר 2016, עמ’ 3).
تبنّي السامريين لطفلات وتنشئتهن تنشئة سامرية، قد يحلّ أزمة النقص في الصبايا اللواتي يكنّ في سنّ الزواج.
الفتاوى الحديثة نسبيًا، التي سبقت هذه الفتاوى الثلاث، كانت قد صدرت في الفترة الواقعة ما بين المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. إحدى تلك الفتاوى، تتعلّق بمنع حرق الأذرع اليمنى لذبائح عيد القربان/الفسح، وذلك خشية وقوعها في أيدي غرباء متواجدين في الاحتفال. وهكذا، وعلى ضوء تلك الفتوى، أصبحت هذه الأذرع اليمنى تُشكّ في أسياخ/عصيّ خشبية غليظة وطويلة لشيّها في التنّور العميق، وهي خاصّة بأسرة الكهنة، التي يجوز لها وحدها تناولها، والحفاظ على هذه الفريضة التوراتية (أنظر سفر التثنية ١٨: ٣).
فتوى أخرى كان الكاهن الأكبر، يعقوب بن أهرون (١٨٤٠-١٩١٦، كاهن أكبر بين العامين ١٨٧٤-١٩١٦)، قد أصدرها/نطق بها؟ في مستهلّ القرن الماضي. من المعروف أنّ لمس الميّت، وفق الشريعة السامرية، ينجّس اللامس مدّة سبعة أيّام، ولذلك كان العربي المسلم يقوم عادة بكلّ واجبات الدفن حتّى القرن العشرين. ولكن بعد أن لاحظ السامريون أنّ حاملي النعش من المسلمين، لم يحترموا الميّت كما ينبغي، أوقف إستئجارهم للقيام بهذا العمل. وعليه أصدر الكاهن المذكور، فتوى تقضي بأنّ على أقارب المتوفّى القيام بمهمّة حمل النعش إلى القبر، وقُصّرت مدّة التنجّس الناجمة عن ذلك إلى يوم واحد فقط. بعد مواراة الميّت التراب، يعود حاملو النعش فورًا إلى بيوتهم، يغسلون ملابسهم، يغتسلون بمياه جارية، ويطهّرون بعد المساء. (قارن سفر العدد ١٩: ١٣، ٢٠ وأنظر: بنياميم راضي صدقة، فرز أجزاء ذبائح الضأن والبقر للكهنة، أ. ب. أخبار السامرة، عدد ١٢٠٠، ١٢ تشرين الأوّل ٢٠١٥، ص. ٧٩-٨٦، في الأصل باللغة العبرية). أشير إلى أنّ هذه المعلومة عن الفتوى لا تتمشّى مع التقرير الذي أرسله الكاهن الأكبر يعقوب بن عزي، المعروف بأبي شفيق (١٨٩٩-١٩٨٧، كاهن أكبر من ١٩٨٤ ولغاية ١٩٨٧ ) إلى صحيفة جروزلم پوست في ٦ كانون الأول عام ١٩٣٢. في ذلك التقرير ورد أيضا أنّ الكاهن الأكبر آنذاك إسحق بن عمران (١٨٥٢-١٩٣٢، كاهن أكبر منذ ١٩١٧ وحتى وفاته) قد استدعى أفراد أسرته وزعماء الطائفة قبيل وفاته وأعرب لهم عن رغبته في أن يحمل نعشه سامريون، لا عرب كما كانت العادة (أنظر أ. ب. - أخبار السامرة، ع. ١٢٠٥-١٢٠٦، ١٥ شباط ٢٠١٦، ص. ٩١).
والمياه التي يجوز التطهّر بها وفق ما ورد في كتاب ”الكافي لمن كان بالمعرفة لكتاب الله موافي وقلبه صندوق له صافي“، تأليف مهذب الدين يوسف بن سلامة بن يوسف العُسكري، الذي عاش في القرن الحادي عشر، ستّة أنواع: ماء السماء، ماء البحر، ماء النهر، ماء الثلج، ماء البئر، ماء العين. (هذا المؤلّف الهام الذي صدرت ترجمته إلى الإيطالية بقلم سيرجيو نويا (Sergio, Noja, Il Kitāb al-Kāfī dei Samaritani. Istituto Orientale di Napoli. Pubblicazioni del Seminario di Semitistica. Ricerche, 7. Napoli, 1970.)، ما زال مخطوطًا في عدّة نسخ منها مثلا Cam IV 27 في مكتبة سانت بطرسبورغ، مختصر الكافي لإلعزر بن فنحاس، ص. ٢ب).
هنالك مؤلَّف مخطوط بعنوان ”كتاب الفتاوى“ بقلم يعقوب بن غنايم، وهو موفق الدين يعقوب بن محاسن بن عبد الله بن محاسن الكاهن الشامي، الذي عاش في أواخر القرن الثالث عشر. وقيل إنّ في حوزة السامريين اليوم نسخ منه، كما ورد في المخطوط رقم ٧٠٣٣ المحفوظ في مكتبة يد بن تسفي في القدس الغربية. وكان موفق الدين المذكور طبيبًا معروفًا، ومن آثاره أيضا، شرح الكليات من كتاب القانون لابن سينا، ويقال إنّه أهداه للخليفة العبّاسي المنصور، ثمّ انتقل هذا الكتاب إلى مكتبة الخليفة محمّد بن قولون، ونقل إلى عدّة لغات. ونعلم أيضًا أنّ ثمة مقالة للشيخ أبي سعيد ابن أبي الحسين ابن أبي سعيد، منقّح الترجمة العربية القديمة لتوراة السامريين، يردّ فيها على من أفتى في تفطير المرضى والأطفال في يوم الصوم المعظّم، يوم الغفران. وتلك الفتوى تحمل التاريخ ١٥ شعبان سنة ٦٥٩ هـ = ١٥ تموز ١٢٦١م. (أنظر مخطوط رقم ٧٠٤٩، في المصدرين:
The Samaritan Manuscripts at Yad Ben-Zvi Library in Western Jerusalem, 64 pp. Samaritan Update Vol.XV No. 4, March-April 2016, pp. 8-9: http//shomron0.tripod.com/articles/ben-zvi-sam-mss.pdf; A. B. Samaritan News 1217-1218, 10/6/2016, pp. 56-119)
وينظر أيضا في المخطوط Cam IV 5 الموجود في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ، ”الرد على اليهود وكونهم لا يكلفوا الاطفال بالصوم يوم هكفوريم وهو، على ما يبدو، الجزء الثاني من كتاب الطبّاخ لأبي الحسن الصوري. وكذلك المخطوط Cam IV 47 في مكتبة سانت بطرسبورغ المذكورة وعنوانه: صور كتاب نسخة افتا كتبها المرحوم الحكيم غزال ابن رميح رحمة الله تعالى عليه امين ويرحم جميع اموات قهل يشرال امين امين، ويحمل التاريخ ٨ شوّال ١١٩٢ = ١٨ تشرين الأول عام ١٧٧٩م. في المخطوط عشر ورقات بقياس ٢٢ x ١٦ سم والناسخ هو غزال بن إسحاق بن إبراهيم الكاهن اللاوي في نابلس بأمر من صدقة آل ايتمر الأخ المحترم سرور أبي العلم المرحوم الشيخ يوسف الصباحي.
هنالك فتاوى حول مواضيع متنوّعة مثل الأحوال الشخصية، الحفاظ على السبت، الزواج من امرأتين، أحكام الميراث، أحكام الطهارة والنجاسة. من أسماء المفتين الواردة في المخطوط نذكر: الشيخ أبو سعيد، أبو سعد بن سعيد، يعقوب بن إسماعيل الربيس، الحكيم النفيس، الفرج بن إسحاق المتطبب، الحكيم يوسف، الحكيم غنايم بن يوسف بن غانم (!) المتطبب، الحكيم غزال، أبو الفرج بن إسحاق بن كثار المتطبب، يوسف الحكيم، يوسف بن غانم المتطبب.
وفي المخطوط Cam IV 31 في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ، نتف من مواد متنوعة، موزّعة على ٥١ ورقة، مثل ترجمة عربية لتوراة السامريين؛ فصل في الميراث للشيخ شمس الحكماء ابن إبراهيم بن ماروث الطبيب؛ طباخ العلوم في شرح سورة القيامة للشيخ أبي الحسن الصوري الدنفي؛ فتاوى، مثلًا ص. ٢٤-٢٧؛ صلوات، طهارة ونجاسة؛ فصل في عقيدة ملتنا السامرة أي المحافظين؛ شعر بالعربية وأخيرًا مرقه. من الفتاوى المذكورة في الصفحات الأربع ننوّه بمسألة زواج بنت يتيمة من جهة وعدم جواز الاتصال ببنت زوجة أبي زوج الأم والمفتي فيهما هو إسمعيل الرميحي. وهناك هذا السؤال: ”ماذا تقول السادة المخاديم في رجل قصد الاتصال باخت مرت جوز اخته فهل يجوز ذلك ام لا افتونا ماجورين اتاكم الله بالخير امين. الحمد لله الوهاب الجواب يجوز دلك ولم يخالف فيه احدًا وكتبه غنايم ابن يوسف بن غنايم المتطبب وافتا عليها الحكيم غزال ابن يوسف ابن رميح المتطبب“، ص. ٢٤أ-ب. ومن أسماء محرري الفتاوى نذكر: يعقوب ابن اسماعيل الربيس، ابو الفرج بن اسحق بن كثار المتطبب، غنايم بن يعقوب المتطبب (أجاز جواز الزواج من اثنتين)، يوسف بن غنايم المتطبب، ايتمر بن ابرهم هكهن، عبدالله الحفتاوي، اسحق الدمشقي.
وفي مكتبة يد بن تسڤي في القدس الغربية مخطوط آخر رقمه ٧٠٤٩ وعنوانه: مقالة من تأليف الشيخ الفاضل السديد أبو (في الأصل ابن) سعيد ابن أبي الحسين السامري الإسرائيلي ردا على من أفتى في تفطير المرضى والأطفال في يوم الصوم المعظّم وفيه ستّ صفحات، وفي مخطوط برلين ثماني صفحات، ٢٨٦-٢٩٤، وفي كلّ ّواحدة منها ثمانية عشر سطرا. الناسخ هو أبو الحسن بن يعقوب بن هرون بن سلامة الكاهن وتاريخ النسخ ١٩٣٠، وتحمل الفتوى تاريخ ١٥ تموز عام ١٢٦١م. ويذكر أن الفتوى قد أحضرت من يد الحكيم صدقة ابن الحكيم يوسف النابلسي... (أنظر: المصدرين السابقين). وفتوى أبي سعيد هذه، المعروفة عند السامريين اليوم، باسم فتوى ١٥ شعبان أو فتوى صوم الطفل، متوفّرة أيضًا في نهاية المخطوط Or. qu. 523 المحفوظ في برلين، وذلك المخطوط يضمّ الجزء الثاني من كتاب مسائل الخلاف لأبي الفرج منجّا ابن صدقة ابن غروب شمس الحكماء، وقد نسخ عام ١٨٦٨. صورة لهذا المخطوط موجودة في فُليم ورقمه ס’ 33165 محفوظ في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس منذ أيلول سنة ١٩٧٥، وترد الفتوى في. ص. ٢٨٦-٢٩٤. وأشير هنا إلى أنّ هذه الفتوى هي البرهان المكتوب الوحيد الذي وصلنا بصدد فترة ومكان واسم، بل قُل كنية، أبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد. فيها ذكرت السنة وهي ١٢٦١ (١٥ شعبان ٦٥٩ = 15 تموز ١٢٦١م ) التي فيها كان أبو سعيد قد كتب فتواه بشأن وجوب صيام المرضى والأطفال يوم عيد الغفران.
(L. Wreschner, Samaritanische Traditionen, mitgeteilt und nach ihrer geschichtlichen Entwickelung untersucht. Berlin, 1888; J. Bloch, Die samaritanisch-arabische Pentateuhübersetzung, Deuteronomium I-XI, nach Handschriften in Berlin, Gotha, Kiel, Leyden und Paris mit Einleitung und Noten. Berlin 1901, p. 14; A. S. Halkin, The Relation of the Samaritans to Saadia Gaon. Saadia Anniverary Volume (American Academy , for Jewish Research, vol. II). New York, 1943, p. 276;
זאב בן חיים, עברית וארמית נוסח שומרון, כרך ראשון, תשי’’ז, עמ’ לד; חסיב שחאדה, התרגום הערבי לנוסח התורה של השומרונים, מבוא למהדורה ביקורתית, חלק א. חיבור לשם קבלת תואר דוקטור לפילוסופיה. ירושלים: האוניברסיטה העברית, דצמבר 1977, עמ’ 119 ואילך.
وممّا ورد في الفتوى ما يلي:
”من اقتدى بالحق اهتدى
لما كان بتاريخ خامس عشر شعبان سنه تسعه وخمسين وستمايه احضرت فتيا من يد الحكيم صدقه ابن الحكيم يوسف النابلسي ايده الله تعالى. صورتها: ما تقول السادة الاجلا العلما الفضلا فقها السامرة كثرهم الله في تفطير المرضى والاطفال في يوم الصوم المعروف بيوم الاستغفار هل يجوز دلك ام لا افتونا ماجورين انشا الله تعالى. … وحسب رافض الاجماع ومشايخ الامه الفضلا والاتقيا رحمهم الله اجمعين مثل الشيخ الفاضل أبو الحسن الصوري رضي الله عنه ومن يجري مجراه اعتماده على ابن الشاعر على ما زعم الذين لم يتجاسرا على فعل دلك [المقصود: السماح للمرضى وللأطفال بعدم الصيام يوم الغفران] بل كانا يقولان قولا لم يعتمد عليه احد من الطايفه واحدهما خرج عن المذهب جمله ولم يحفظ المذهب الدي انتقل اليه [أي: الإسلام] بل كان زنديقا مرخصا في المذهبين والاخر سامحه الله نحن نعرف مكانه من العمل وعلوم الشرع ايضا فانه لما انفرد برايه في بلاد الشرق من جمله ما سلكه في المذهب اباحة ابتياع الجور والشري بهن وجري فيهن على ما علم حقيقة ثم ابتياع المماليك وادخالهم في الدين على ما زعم وكان من امرهم مثل امر الجوار بل اردى ثم تطهيره الثلج من ايدي الاجانب المحضر في لبابيدهم المحشوه نجاسات والترخيص في هده المسلة لا سبيل اليه ومن خرج فيه عن مذهب الاجماع فعلا واعتقادا بعد هده المقالة وجب ابعاده عن المذهب ويكفي المرخص مسرة اليهود اعدا الدين بانهم لم يزالوا على الصواب وانه واهل ملته كانوا على الضلال ولما تحققوا ان الحق معهم تبعوهم وما العدو في حق عدوه الى اكثر من ذلك والله المرشد الى الصواب“.
والجدير بالذكر أن القسم الثاني من الفتوى يتطرق إلى مسألة عدم جواز تفطير المريض أو الطفل حتى في حال أقر طبيبان سامريان محترمان ومستقيمان بأنّ استمرار صومهما يؤدي إلى الوفاة ويضيف أبو سعيد ”واما الدليل العقلي فإنه لا شبهة عند العقلا ان اتباع اليقين أولى من اتباع الظن والدي استتنى في هده القضيه يعلم لزوم القتل لمن اعتمد دلك نصًا ثم يعلم ان سلامة المريض والطفل اذا افطر ليسة يقينًا بل يفيد غلبة الظن على زعمه بمقتضى صناعة الطب المبنية احكامها على الحدس والتخمين باجماع الاطباء والحكماء ايضًا ومعلوم حقيقة ما ورد في النص المحكم من قوله عز وجل מחצתי ואנכי ארפא ואין מידי מציל (سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٣٩)“. في بداية إجابته يقول أبو سعيد إنّ أمور الشريعة تبتّ وفق ثلاثة أصول: النصّ المكتوب أي التوراة؛ العقل والنقل. وصوم يوم الغفران واجب على الجميع دون أي استثناء (أنظر مثلًا: سفر اللاويين ٢٣: ٢٧، ٢٩؛ سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٧، ٣٩).
ويذكر أبو سعيد أيضًا أنّ جهلاء كثيرين مارسوا كتابة الفتاوى وأنكروا وجوب صوم يوم الغفران، لأنّ التوراة لم تذكر ذلك بصراحة. إنّه كتب قائلا ”… وبلغ من تطاول السن الجهلة في هدي الفتيا انهم انكروا وجوب الصوم لفظا من حيث انه لم يصرح به الكتاب الشريف ودلك لطمعهم في تهجم من يجري مجراهم من العوام على الكتابه في الفتاوى“. ويضيف أبو سعيد: ”اما الدي لا يعرف الاستدلال فيكفي بالتقليد وهو اصل معول عليه … القياس الشرعي انما هو رد فرع الى اصل لعلة جامعة … والترخيص في هده المسأله لا سبيل اليه ومن خرج فيه عن مذهب الاجماع فعلا واعتقادا بعد هده المقاله وجب ابعاده عن المذهب ويكفي المرخص مسرة اليهود اعدا الدين بانهم لم يزالوا على الصواب وانه واهل ملته كانوا على الضلال “.
وهناك من ينسب لأبي سعيد المذكور فتوى حول موضوع درجات تحريم الزواج بين الأقارب بدون ذكر أي مصدر. (مثلا موسى چاستر، أنظر أطروحة الدكتوراة لحسيب شحادة المذكورة أعلاه، جزء أول، ص. ١٤٧، رقم ١١).
وفي مكتبة الكاهن الأكبر عمران بن إسحاق في نابلس مخطوط باسم ”كتاب فتوى بشأن صيام الطفل“ للشيخ صدقة الحكيم يضمّ ٢٠ صفحة، ٢٠ x ١٧سم ونسخ عام ١٣٩٧/٨م.
(أنظر: Zuhair Shunnar, Katalog Samaritanischer Handschriften I ...Berlin-West: Verlag Richard Seitz & CO, 1974, p. 137 no. 201).