إيتيان ديني يششهر إسلامه

يتيان ديني يشهر إسلامه
*************
يخبرنا مالك بن نبي باعتزاز وزهو وفخار عن إعلان إتيان ديني إسلامه بحضور جمع غفير من المسلمين ومشاهير العلماء آنذاك خلال عام 1929 وهذا خطأ فهذه السنة كانت سنة وفاة "الحاج نصر الدين ديني" بعد عودته من رحلة الحج المضنية التي كان متخوفا منها قبل القيام بها .. أما سنة إشهار إسلامه فقد كانت سنة 1913 ومما علمناه أثناء بحثنا في سيرة هذا الفرنسي المسلم الرسام العالمي أنه كان مفكرا أيضا وقد ترك كتبا معتبرة من تأليفه تمثل انشغالاته الفكرية وقناعاته وأفكاره وتصوراته ولعله وجد في نفسه حاجة إلى هذا النوع من التعبير اللغوي الفكري المنطقي الأوضح والأوقع من الرسم وهو يترجم عما دفعه دفعا إلى الإسلام عن روية وقناعة وبصيرة بعد دراسة الأديان الأخرى دراسة مدققة وبعد أن لاحط ميدانيا صمود الشعب الجزائري الأسطوري أمام بطش استعماري رهيب بفضل القوة الروحية الإسلامية الراقية المتينة التي يضمرها بداخله كسر لايدركه سوى أمثال ديني من كبار المتذوقين والمفكرين والمعبرين فنا وفكرا .. لقد قاطعت عالة ديني ابنها بعد إعلان إسلامه كما قاطعه المجتمع المستعمر في الجزائر وفي فرنسا وربما في أوروبا كلها ولم يكن يبالي بذلك فقد استجاب لنداء روحي عميق ونبيل لا تدركه النفوس المماراسة للظلم والراضية به والمستفيدة منه فقد وجد بشرا حقيقيين صابرين على معاناة لا اسم لها لأنها مما لا يتصوره العقل ومما لم تعرفه تجارب الناس في التاريخ والجغرافيا من الآلام والفواجع والمواجع والمآسي وفي خضم ذلك العذاب الأليم ومن خلاله تنبعث طمأنينة وسكينة لا يعرفها إلا من عايشها كما وقع لذا الشعب الجزائري المنهوك المسحوق المعتدى عليه بأبشع ما هوغير متصور من أبشع عدوان وأحطه وأحقره لقد اتصلت رةح ديني بروح هذا الشعب لأنه يحمل بين جوانحه روحا مماثلة تعارفت عليها وتعانقت معها واختلطت وامتزجت فأصبح إيتيان نصر الدين الذي راح يغرف من جمال الروح والوجدان والإحسان ويكافح كفاحا مستميتا بالريشة والكلمة والمواقف الشجاعة البطولية لنصرة الحق وإزهاق الباطل الأسود الذي كان زهوقا .. وجد مالك بن نبي هذه الملحمة المتصلة بروحه وقضيته أوثق الصلات فراح يشيد بها وينشر مآثر بطلها على مستوى العالم قاطبة.

إيتيان ديني يششهر إسلامه 73_oao10