تداعيات الرد على عتاب من كاتب صحافي على عسكري فار خارج الوطن

Boubakir Abdelaziz
6 juin 2017 ·
نُشر هذا المقال في مارس 2002

تداعيات
ردّ على عتاب

تداعيات الرد على عتاب من كاتب صحافي على عسكري فار خارج الوطن 18881840_215340988982892_8234784220626519260_n

تداعيات الرد على عتاب من كاتب صحافي على عسكري فار خارج الوطن 18881840_215340988982892_8234784220626519260_n

أتمنى، أنا أيضا، أن لا أكون مخطئا في نواياك، وإلى أن يجيبني الجنرال المتقاعد العربي بلخير، أظل أعتقد في قرارة نفسي أنك على حقّ.
ترجمة من الفرنسية لرسالة من هشام عبود
صباح الخير عبد العزيز
حاولت الاتصال بك في العديد من المرّات، لكن بدون جدوى، هل تستطيع أن تتصل بي عن طريق البريد الإلكتروني، وتحدّد لي وقتا أستطيع أن أجدك فيه في الجريدة؟
بالنسبة للحوار إذا كان يزعجك، فيمكنك أن لا تنشره. فأنا أفهم على الوجه الأكمل أنه لا يتماشى مع الموقف الذي اتخذته جريدتك ضدي، أطلب فقط نشر حق ردّ على كلّ المقالات الافتراضيّة التي كُتبت ضدّي، وأملي أن تحترم الأخلاقيات الصحفية وأن لا ترمي حقي في الرّد في المزبلة، وفي حالة رفضك، نشره فإني لن أقيم أي دعوى قضائية، فأنا أرفض أن أضع نفسي في خندق المافيا التي مافتئت أندّد بها، فأتابع قضائيا صحافيين بتهمة القذف، والحال أن القذف في كتاباتكم شيء ثابت.
فحين تقول عني "النقيب الهارب " في أحد مقالاتك أليس هذا قذفا؟ وأنت تعلم جيدا أنني لست نقيبا هاربا. وحتى لو أنك لم تقرأ كتابي "مافيا الجنرالات" La mafia des generaux قبل كتابة مقالك، أو حتى ولو أنك لم تتابع مساري خلال العشر سنوات الأخيرة، وحتى ولو أنك لم تقرأ كل ما كُتب عني في مختلف الجرائد الوطنية، فإنك بلا شك تعلم جيدا أنني غادرت الجيش الوطني الشعبي بمحض إرادتي (كل الصحافيين يعرفون ذلك) وأنني أسسّت ثلاث جرائد وطنية أوقفتها السلطة كلها، وأنت أيضا لا تجهل أنني أُدنت وحكم عليّ بالسجن بسبب جنح الصحافة (وقد تحدثت الصحافة الجزائرية عن ذلك أكثر من مّرة) وقد طلبت اللجوء السياسي بصفتي صحافيا مطاردا، وليس بصفتي ضابطا سابقا، وهذا أيضا ذُكر في الصحافة، ولا أظن أن مسؤولا عن جهاز إعلامي لا يقرأ الصحافة. ودعني أقول لك أن ما كتبته قبل أن تطلب مني الإجابة عن أسئلتك في شكل حوار صادر عن سوء نيّة مجانية وغير مفهومة، ولا أعتقد أن جهازا ما أملى عليك ذلك، فمن يُملي مثل هذه المقالات امتنع عن فعل ذلك معي. فالضباط يشعرون أن كتابي هو عزاؤهم وسلواهم. وأمنع نفسي من التفكير أنك كنت عُرضة للتلاعبات من أجل أن تكتب ما كتبته ضدي وتسمح بنشر مقالات أخرى تشكّل خرقا خطيرا لأخلاقيات المهنة.
كل ما أستطيع اعتقاده، هو أنّك تصرفت عن جهل، وهذا يحدث للكثير من الناس، ولهذا السبب أكتب إليك وأجبتك عن أسئلتك وقبلت الحديث معك في التليفون، كما لاحظت من دون عداوة.
باختصار، لا أستطيع أن أحقد عليك، فالإنسان معرض لكل شيء في الحياة، ولو كنت حاقدا عليك لتصرفت معك كما تصرفت مع الجرائد الرديئة الأخرى، التي احتقرتها بصمتي، فهي جرائد لا تستحق أي اعتبار وأي احترام، لكي أردّ عليها، وقد التزمت مع هابت حناشي نفس الموقف الذي التزمت معك، تحدثت معه في التليفون بكل أخوّة دون لوم، أفهمه هو كذلك، فالخطأ سببه تلك الثقافة التي ترسخت عند الجزائريين، ثقافة رفض أي تنديد بالنظام وثقافة الخلط بين الرجال وبين المؤسسات والجزائر.
إن موقفي منك ومن هابت حناشي لا يعني الحلم والتسامح فقط، وإنما يعني الحكمة حين ينبغي تفهم أولئك الذين ليسوا في الحقيقة سيّئين، وإنما أن أعتبر أننا ننتمي إلى نفس المعسكر، كما أني أعتقد راسخا أنك لست من أولئك الذين يدافعون عن ضباط الصف السابقين في الجيش الاستعماري، وأظن أنك منحدر من عائلة قدّمت على الأقل رجلا واحدا من أجل تحرير الجزائر، وأنك نشأت في منطقة ضحت بالكثير من أجل استقلال الجزائر.
لكل هذه الأسباب مجتمعة، أقول لك لنتصاف ولنتسالم عزيزي عبد العزيز، ولنعتبر كأن شيئا لم يكن، إلا إذا كنت مخطئا في نواياك، وأتمنى من صميم قلبي ألا أكون مخطئا.
بكل أخوة هشام عبود
تعليق:
محتوى الحوار الذي أجريته معك لا يزعجني أبدا، وما ورد فيه لا علاقة له بموقف "الخبر الأسبوعي"منك، فنحن لسنا ضدك ولسنا معك، خصوصا حين يتعلق الأمر بخصومة بين شخصين في قضايا مصيرية تمس مصالح البلاد ومؤسساتها الدستورية، كان في نيتنا إعداد ملف حول ما أثاره كتابك "مافيا الجنرالات" من ردود فعل وانعكاساته على الساحة السياسية الوطنية، غير أن الجنرال المتقاعد العربي بلخير رفض التعاون معنا رغم أني راسلته مرتين، وهكذا لم تحدث المواجهة التي كنا نتمنى أن تحتضنها صفحات"الخبر الأسبوعي". وكنت منذ البداية واضحا معك ومع العربي بلخير، وهو أن ننقل النقاش إلى الداخل في "وجها لوجه"، من موقع حرصي على أنه من الأفضل قول الحقيقة هنا في الجزائر، على أن تكون هذه حقيقة من طرفين، لا من طرف واحد، فالاتهامات خطيرة، والرهانات أخطر، والإصغاء يجب أن يكون للخصمين.
أمّا قولك أن محتوى تداعياتي، المنشورة في العدد (158) هو قذف في شخصك، فأعتقد أن حكمك صادر عن سوء فهم، فأنا حين قلت "النقيب الهارب" لم أكن أقصد الهارب بمعنى الكلمة الفرنسية Déserteurوإنما بمعنى كلمة Fugitif أي الإنسان المطارد بسبب أفكاره ومواقفه، ولو أنك قرأت مقالي بتمعن لوجدت أن الخصومة بينك وبين بلخير لا تعنني أصلا، فأنا طرحت قضية أخرى وهي لماذا تُثار قضايانا الحاسمة في فرنسا دائما، وتُحسم في فرنسا دائما، ولهذا كان عنوان مقالي "خصمان.. والحكم فرنسا ! " أتمنى أنا أيضا أن لا أكون مخطئا في نواياك، وإلى أن يجيبني الجنرال المتقاعد العربي بلخير،أظل أعتقد في قرارة نفسي أنك على حقّ.
مع الاحترام والتقدير.
عبد العزيز بوباكير
فرائد السياسة :
ليس هناك إلاّ وسيلة وأداة واحدة للجلوس على سُدّة الحكم، وهي أن تصرخ أيّها الشعب أنّهم يخدعونك. لويس لاتزاريس

» بالفيديو/ كاتب سعودي : سارق البيوت يُشهر به وسارق«نفط الوطن»تنشر صوره مع الوزراء !!
» من التداعيات السياسية لتدخل عسكري أجنبي في سورية .. ومؤشرات انتصار الثورة الشعبية دون تدخل عسكري؟..
» الفرق بين من يضع الوطن بقلبه..ومن يضع الوطن بجيبه
» قصة "عتاب" الطفلة التي أبكت اليمنيين
» قصة "عتاب" الطفلة اليمنية التي أبكت الملايين