[rtl]ناصر جابي عالم الاجتماع يتحدث عن أولوية السياسة لدى الحراك وهي سر نجاحه وتوحيده للشعب الذي لا يقهر لأنه هو ظل الله فوق الأرض[/rtl]
[size=19][rtl]ناصر جابي ـ لماذا يريد الحراك في الجزائر إلغاء السوسيولوجيا أو تعطيلها؟[/rtl]
[rtl]بواسطة ناصر جابي 2020-02-11 03:14:58[/rtl]
[rtl]د. ناصر جابي[/rtl]
[rtl]الفرضية السوسيولوجية المركزية التي تقول إن الإنسان ابن بيئته وموقعه الاجتماعي، الذي يميزه ويدافع عنه. الحراك في الجزائر يريد أن يلغيها أو يعطلها مؤقتا على الأقل، لغاية تحقيق مطالب الحراك السياسية الجماعية الطاغية، التي تتجاوز الفروق والحواجز الاجتماعية الحاضرة في كل مجتمع حديث. بعد أن أعلن أن الجزائر امام لحظة سياسية من الدرجة الأولى، يجب أن لا تبالي أمامها بأي مطلب اقتصادي أو اجتماعي فئوي، مهما كان. قد يعطل تحقيق هذه المطالب السياسية التي تحظى بتوافق كبير بين أبناء وبنات شعب الحراك.[/rtl]
[rtl]عدت هذا الأسبوع إلى هذا النقاش، الذي يميز الساحة السياسية الجزائرية، منذ فترة وأنا أقدم دراسة حديثة لي حول الحركة النقابية. بحضور مجموعة من القيادات النقابية، وجمع كبير من الشباب من الجنسين، أثار حضوره فضولي وجعلني أتفاءل بمستقبل الحركة النقابية في الجزائر، كموضوع بحث على الأقل، إن لم يكن تجربة نضالية عند فئات شابة لم تعشها مباشرة. هي التي تعيش حالة هشاشة مهنية كبيرة، نتيجة ما ميز سوق العمل بتوجهاتها الليبرالية السائدة منذ فترة. فئات شابة بمن فيهم النساء، تملك في الغالب نظرة سلبية للعمل النقابي الأحادي، كما سمعت عنه وصادفته، لم تعشه بكثافة كما كان الحال في السابق مع فئات عمالية أكبر سنا.[/rtl]
[rtl]طلب إلغاء السوسيولوجيا، أو تعطيلها على الأقل، الذي كان حاضرا بقوة أثناء هذا النقاش، لحين تحقيق المطالب السياسية، التي تعتمد على شرعية ممارسات فعلية على أرض الواقع، كما تعكسها يوميات الحراك الشعبي، الذي يمكن أن تصادف فيه أسبوعيا، كيف يسير في المسيرة نفسها، الشاب البطال ابن الحي الشعبي، جنبا إلى جنب مع رب العمل الصغير والحرفي وأستاذ الطب والمرأة الماكثة في البيت والطالبة، إلخ. طلب عبًر عن نفسه من خلال هذه القناعة التي توصل لها شعب الحراك: أولية المطلب السياسي على ما عداه من مطالب اقتصادية واجتماعية فئوية، مهما كانت شرعيتها وإلحاحها داخل نظام سياسي مبني على قاعدة اقتصاد سياسي ريعي، يستطيع تلبية بعض من المطالب الفئوية، لشراء سلم اجتماعي مؤقت. يفضل أن يتنازل بصددها إذا كانت تحمل محتوى اقتصادي واجتماعي فئوي، لكنه يرفض في المطلق التنازل عندما يتعلق الأمر بمطالب سياسية جماعية، يعرف أنها يمكن أن تكون ضربة قاضية بالنسبة له وهو يعيش حالة ترنح واضحة. واقع جعل النظام نفسه وبعض أدواته النقابية والإعلامية هذه الأيام، امام إصرار الحراك على مطالبه السياسية، يصل إلى مرحلة حث لبعض الفئات المهنية على الاتجاه نحو إضرابات فئوية، يمكن أن تخلط أوراق التحالفات التي نسجها الحراك مع النقابات المستقلة الحاضرة كظاهرة نقابية – سياسية، يمكن أن يكون لها مستقبل كبير في جزائر الغد. هي التي تبنت مطالب الحراك السياسية كأولويه مطلقة، مرحليا على الأقل، على حساب العمل النقابي المطلبي، الذي يمكن أن تعود إليه هذه النقابات، بعد حل الإشكالات السياسية المطروحة على الساحة الوطنية. وهو الموقف نفسه الذي تتخذه القوى السياسية الحاضرة داخل الحراك، وهي تتعايش في ما بينها لا تتنكر لقناعاتها، لكنها لا تصر عليها على حساب ما يجمع الحراك الشعبي المتنوع والمتعدد، الذي يتحاور يوميا ويستمع لكل الآراء المتعايشة داخله في حرية مطلقة.[/rtl]
[/size]
- اقتباس :
- [rtl]عودة قوية للمشاركة في المسيرات ستكون محطة جديدة لتأكيد وحدة الجزائريين وإصرارهم على مطالبهم السياسية الواحدة[/rtl]
[size][size]
[rtl]استراتيجية تعتمد على قراءة للواقع السياسي، تمنح أولوية قصوى للقطيعة مع النظام السياسي، الذي أهدر المال العام وعمم الفساد، وضيع على الجزائريات والجزائريين فرص التطور والإقلاع الاقتصادي، وتحقيق الرفاهية التي لن تكون ممكنة الا بتغيير قواعد اللعبة السياسية، وبناء جزائر سياسية جديدة، يطالب بها الحراك الشعبي. قراءة تم تبنيها بسرعة والقبول بها، رغم بعض التحفظ من قوى يسارية حاولت أن تُولف بين السياسي والمطلبي، لتقتنع في الأخير بأحقية المطالبة بأولوية السياسي، والدخول في منطق رفض السوسيولوجيا، الذي تبناه الحراك حتى لدى هذه التيارات المتعودة على القراءة الطبقية الصارمة. المآل نفسه الذي وجدته المطالب النسوية أو غيرها من المطالب الفئوية الأخرى، التي أصر شعب الحراك رغم ذلك، على القبول بها كشعارات وخطاب داخل يوميات الحراك، بدون أن تتحول إلى أولوية على حساب المطالب السياسية، التي حصل اتفاق كبير حولها، منذ الأسابيع الأولى للحراك، على غرار مطلب الحريات الفردية والجماعية، وفتح الإعلام العمومي والخاص، واستقلالية العدالة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، وغيرها من المطالب المعروفة التي يقبل النظام ببعضها على مستوى الخطاب، لكنه يرفض التعامل معها بجد على أرض الواقع.[/rtl]
[rtl]نظام بينت الأحداث الأخيرة أنه بمراكز سياسية متعددة، لا تملك بالضرورة موقفا موحدا من هذه المطالب، ولا من طريقة التعامل معها، ما يزيد في غموض المشهد السياسي، بعد شهرين من انتخابات رئاسية لم تحظ بالقبول الشعبي بها، كألية تنظيم ولا بمخرجاتها، لم تساعد حتى الآن في فتح آفاق جديدة أمام الجزائريين.[/rtl]
[rtl]شعارات كثيرة رفعها الحراك الشعبي تعبر عن هذه الروح، قد يكون شعار خاوة، خاوة، الذي رفعه الحراك في بدايته الأكثر تعبيرا عنها، وهو يعبر عن روح كتلة اجتماعية – تاريخية، تريد أن تتعامل كقوة سياسية واحدة لتحقيق أهداف وطنية لا تريد أن تحيد عنها، معتبرة أنها أمام لحظة تاريخية تستطيع فيها تحقيق ما عجزت عنه لسنوات بل ولعقود. وهو ما يمكن ملاحظته في تلك العودة القوية للجزائريين والجزائريات، للمشاركة في المسيرات، وهم على أبواب الاحتفال بالذكرى الثانية للحراك كما عبرت عنه مسيرات الجمعة 52.[/rtl]
[rtl]عودة قوية للمشاركة في المسيرات والمطالبة بالمطالب نفسها، لم تشهدها العاصمة والمدن الكبرى فقط، بل في الكثير من المدن الداخلية التي تحضر نفسها للاحتفال بهذه الذكرى في جمعة 21 فبراير/شباط المقبلة، بعد أسبوعين من الان، ستكون بلا شك محطة جديدة لتأكيد وحدة الجزائريين وإصرارهم على مطالبهم السياسية الواحدة الموحدة امام نظام سياسي حاول تفريقهم واللعب على خصوصياتهم الثقافية والجهوية، أكثر من مرة، أوصلته إلى العودة إلى بعض اطروحات الأنثروبولوجيا الكولونيالية التي كذبتها الحركة الوطنية وثورة التحرير. في أكثر من محطة تاريخية. نجح الشعب الجزائري خلالها في القفز على ما يفرقه، لتحقيق ما يوحده، تماما كما يفعل هذه الأيام.[/rtl]
[rtl]القدس العربي اللندنية[/rtl]
[rtl]رابط المقال[/rtl]
[ltr]http://www.elwatandz.com/journal/27040.html[/ltr][/size]
[/size]
[size=12]
[/size]