إلى متى هذا الاستخفاف بلغتنا القومية
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
ما زال شيوع بل تفشّي الأخطاء اللغوية، صرفية ونحوية، في الكتابات بما يُدعى بالعربية المعيارية المعاصرة (MSA)، على اختلاف ألوانها، ظاهرة تقضّ مضاجع الغيارى على لغتهم القومية، عنوان الهوية والانتماء الحضاري. مثل هذه الأخطاء كيفًا وكمًا لا تسمح، في الواقع، تسمية هذه العربية بالمعيارية لأنّها لا تحافظ على القواعد الأساسية حتّى. ينسحب هذا التوصيف على الكتب الأدبية أيضًا ولا يقتصر على المنشور على الشابكة العنكبوتية، حيث تفشي الأغلاط رهيب. مثل هذا الوضع قلّما يجده المتابع في لغات أخرى. عالجت هذا الموضوع ببعض الإسهاب في مناسبات سابقة، ولا حاجة للتكرار. مع هذا أرى أنّّه لا بدّ من ذكر عامل أساسي إضافي للوضع اللغوي المذكور، فاتني التنويه به، وهو أنّ اللغة العربية الفصيحة، المكتوبة، المعيارية، ليست لغةَ أمّ أيّ عربي، فلغة الأمّ هي لهجة محلية معيّنة والبون بين المكتوبة والمحكية ما زال عميقًا وواسعًا، صرفًا ونحوًا ودلالة.
اقرأ ما كتبه الشاعر الجمّال وأترك التعليق للقارىء:
* ما مثلها لغة والله باركها تجيدها الأرض والانسان والحجرُ، ص. ٢٢.
* من مغرب لخليج كلنا عرب والضاد تجمع والامجاد هالاتُ، ص. ٣٨.
* نلاقي الحق فيها أُمّنا الفصحى لسان الشفع والتوترٍ، ص. ٦٢.
في السطور التالية أشير إلى شوائبَ أخرى ناتجة، على ما يبدو، عن عدم الاكتراث، غياب المهنية والاستخفاف، في ديوان شعر وقع تحت يديّ مؤخّرًا، وأدع معالجة مضمونه الأدبي والفكري للغير؛ شخصيًا، والحقّ يقال، إنّي قرأت الديوان من غلافه الأيمن إلى غلافه الأيسر وبقيت ذائقتي الأدبية ظمأى.
مصطفى مسعود الجمّال، على كتف الوادي. ديوان، شعر. عرعرة: دار الأماني للنشر والتوزيع، ٢٠١٩، ١٠٦ صفحات. سبق هذا الديوان ثلاثة: من فوق الخنادق، ١٩٩١؛عند الشاطىء الملتهب، ١٩٩٤؛ لما بزغ الفجر، ٢٠١٠.
شعر موزون مقفىً.
في ما يلي عينة للشوائب المنغّصة:
* وحاولني اكثر من صديق بالخروج معاً الى الاردن، ص. ٨.
* أملنا أيها القارىء الكريم ان يلاقى لديك هذا الديوان القبول والاستحسان، ص. ٩، وانظر ص. ٣٦ البيت السابع؛ ص. ٣٦ البيت السابع؛ ص. ٣٨ البيت الثالث.
* علي الأشهاد يُهضمُ حقُنا ظلماً، ص. ١١.
* من وحيها طيلة التاريخ نترزُ، ص. ٢٢.
* كم لاجىء علّق المفتاح منتظراً نحر اللجوء ليحيي العيد في طربِ …؟، ص. ٢٥
* مشردة تلك الملايين في الورى واضحو على رغم سكارى بلا سكرِ، ص. ٢٩-٣٠.
* علامة تنوين الكسر تحت أسماء معرّفة، مثل فواحة العطرٍ، ص. ٣١، ٣٢، ٣٣، ٤٩، ٥٠، ٥١، ٥٢، ٥٣، ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٥٨، ٥٩، ٦٠، ٦١، ٦٢، ٦٣، ٦٤، ؛ مثل: وعشنا على حُب بها طيلة الدهرٍ.
* ظلت لحّوائنا بالدهر بصماتُ، ص. ٣٨.
* الأرض أحجية الحياة وسّرها، ص. ٣٩.
* ذبحت أراضينا على نطع ولم يسلم وريدً، ص. ٣٩.
* في ساحة الأيام زاد العنف بطشاٌ وانتشارا، وبعد ذلك ص. ٤٣، ٤٤، ٤٥، ٤٨.
* لا غوث بعد لظالم مهما نمسكن واستجارا، ص. ٤٤.
* هل أنت تبكي معشراٌر حلوا وعاشوا في الظنونْ ..؟، ص. ٤٥.
* انا سائر قدماٌ، ص. ٥٣.
* بها حجر كريم أسعدٌ من جنّة الفردوس والعطرُ، ص. ٥٤.
* غمامات الزمان تكشف بالنور في أَياته الكثرٍ، ص. ٥٩.
* وغيّر مجريات العيش والتاريسخ في نسق وفي فكرٍ، ص. ٦٠.
* تظلّ جراح هذا الكون دامية اذا بقيّت بلا جسرٍ، ص. ٦١.
* غدا بلدي نهباٌ...جهاراٌ، ص. ٦٥.
* وماذا مع الانسان في رسم دوره، ص. ٦٥؛ ماذا مع الأجيال في أدب التشاؤم والشتيمة .. ؟، ص. ٩٥؛ أثمة تأثير للعبرية هنا؟
* فلا كان تخطيط تغُذيه سوأَتُ، ص. ٦٦.
* نصبو لدولة قانونٍ يحّن لها، ص. ٦٩.
* في كل علمٍ لنا شوطٌ ومدمارُ، ص. ٧٠.
* محمدٌ باعتُ التاريخ قدوتنا، ص. ٧١.
* قرأننا هبةُ الرحمن معجزةٌ، ص. ٧١.
*بأيةٍ من ذٌرى آياته الكثر، ص. ٧١.
* للنيّل من سيّدالأخلاق والطهر، ص. ٧٢.
* هذي ألملايين في شوقٍ جحافلها، ص. ٧٢.
* لاقى المصاعبَ والتشريدِ في رشدٍ، ص. ٧٤.
* بانت ملامحنا بفضل الله وإمتازت .. عقولُ، ص. ٨٣.
* عمرٌ أتاها ماشياً يقتّاد في المولى الجملْ. ص. ٨٧.
* هذا إنقسام لا يحققُ حلمنا، ص. ٩١.
* سُنن الحيْاة تُقر ان تضامنا، ص. ٩٢.
* مهما تأتي لن تلين قنانها فوق الأديمِ، ص. ٩٩.
* أنا من هناك أتيت من آكناف صخرتنا العريقةْ، ص. ١٠٠.
* كسرى وقيصو ما أستطاعا صد ضربتنا المحيقهْ، ص. ١٠١.
* هذي قرآنا أكثرت من زرعه، ص. ١٠٢.