العربي فرحاتي ـ في هذه الذكرى ..كم كنا سنكون سعداء ؟؟
د. العربي فرحاتي
نحن اليوم على مسافة سنة كاملة من فرض تطبيق المادة ١٠٢ من الدستور على الشعب والالتفاف على مشروع الحراك وتحريفه عن مساره الثوري ..وأعلم أن هذا التذكير بمثل هذه المواضيع ليس وقته عند البعض..سيما ونحن والعالم في زمن الكورونا كوباء..وأعلم كذلك أننا في حاجة ماسة إلى التذكير بالتضامن الوطني والتكافل أكثر .. ولكن لا أعتقد أن هذا التذكير سيكون له أثر سلبي على تضامن (شعبي /شعبي) .فهذا التذكير بالذكرى أراه ضروري من أجل التأريخ للأحداث وأخذ العبر ..فنحن بعد سنة من تطبيق هذا المشروع الانتخابي لم يلمس الجزائريون أي تغير في حياتهم السياسية ولا المعيشية إن لم نقل اليوم في أسوأ مرحلة..ولذلك فلا أعتقد أن التاريخ سيرحم كل من اقترح أو دعا أو انخرط أو وافق على فرض تطبيق المادة ١٠٢ (المسار الانتخابي) على الشعب ..وهو يعلم أنه مشروع لاعادة انتاج النظام الفاسد
..وفضل الانسحاب من الحراك الشعبي لأسباب كشفها الزمن انها كانت كلها واهية .فهؤلاء سيكتب عنهم التاريخ أنهم ساهموا في تفويت الفرصة التاريخية الثمينة على استرجاع السيادة للشعب وتأسيس جمهورية حرة وإنجاز عقد اجتماعي يضع حدا نهائيا للحكم الشمولي..فكل تعطيل لمشروع "الحرية للشعب " إنما يتحملون مسؤوليته..فما نعيشه من انفصام بين الشعب والحكومة هو احدى مخرجات ١٠٢ ويتحملون مسؤوليته ..وما سيعيشه الشعب لا قدر الله في حال استمرار النظام البوتفليقي من مشاريع التعطيل ومن مآسي من نوع الديكتاتورية وتعثر النهوض بالجزائر لسنوات سيتحملون وزره..فكم كنا سنكون سعداء لو استمعنا معا لصوت الشعب ..وبدأنا نؤسس جمهورية يلتحم فيها الشعب والنظام السياسي.. ولواجهنا اليوم هذه المشكلة بتضامن وتازر بين امكانات الشعب وحكومته للتقليل ما أمكن من الخسائر الحتمية .ولكن لنترك التاريخ يسجل ..ولنهتم بالتضامن أكثر ..اللهم ارفع عنا هذا الوباء ...العربي
رابط المقال