لئلّا تُجرح أقدامُ الكلاب
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
قبل مدّة وجيزة من هذا الصيف المشمس الدافىء، بينما كنتُ أُمارس رياضتي اليوميّة في المشي بالعُكّازتيْن المألوفتيْن هنا في بلاد الشمال (sauvat)، في منطقة سكناي، شاهدتُ امرأة عن بعد منحنيةً ومنهمكة بعمل ما. دنوتُ منها وهي على رصيف شارع رئيسيّ، ماسكة بيدها الواحدة مِكنسة وبالأخرى مجرودًا، وتجمع شظايا قارورةٍ زجاجيّة مبعثرةً هناك. طرحت السلام عليها، وتبادلنا أطراف الحديث البرقيّ، عن مثل هذا العمل الشائع والمشين، لشباب طائش بعد تفريغهم ما في القوارير لبطونهم فسرعان ما تعلو رؤوسهم.
وردّت تلك السيّدة قائلة: إنّي أرغب في ألّا تتسبّب أقدامُ الكلاب المارّة من هنا برفقة أصحابها بالطبع، وما أكثرها، بأيّة جروح! يُذكر أنّ هنالك حديقة مسيّجة للكلاب على مقربة من ذاك الرصيف، قُرابة المائتي متر.