أُمّي أخذتْ
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
كان ذلك ظهيرةَ يوم حارّ بنحو ٱستثنائيّ من شهر آب 2022 هنا في بلاد الشمال، فنلندا (Suomi، بالفنلنديّة). كدتُ أقول ”آب اللهّاب“ كما هي الحال في الوطن، في الأراضي المقدّسة. هذا الصيف شهد طقسًا حارًّا وصلت درجة الحرارة فيه أحيانًا إلى أكثرَ من ثلاثين درجة سلازيوس. وقد نوّهت الأخبار بأنّ صيفًا كهذا كان فقط قبل ستّة عقود من الزمن.
مرّت مجموعة ضئيلة من تلاميذ صغار، صفّ ثانٍ أو ثالث، من مدرسة مجاورة، بجانب بعض أشجار التفّاح المحمّلة بثمار حمراء يانعة. أحد أولئك التلاميذ صاح: وَلاي! تفّاح، تفّاح! وهمّ أن يدْنوَ من السياج الخشبيّ الواطىء.
عندها صرخت المربية/المعلّمة التي كانت تسير خلف المجموعة بصوت حازم: لا، لا يجوز !
ردّ الصبيُّ: امّي أخذت!