منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 كتابات أقفال الحبّ على الجسر الأحمر الجديد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jalili
عضو ذهبي
عضو ذهبي
jalili


عدد المساهمات : 631
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

كتابات أقفال الحبّ على الجسر الأحمر الجديد Empty
مُساهمةموضوع: كتابات أقفال الحبّ على الجسر الأحمر الجديد   كتابات أقفال الحبّ على الجسر الأحمر الجديد I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 21, 2022 10:23 pm

ِكتاباتُ أقفالِ الحبّ على الجسرِ الأحمرِ الجديد
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


مررتُ بشخصين مُسنّين، رجل وزوجته، واقفيْن في شارع فرعيّ قُبالةَ بيت قريب من بيتي. سألاني وأمارات العجب مرتسمة على محيّاهما: يبدو أن هذا البيت مهجور، لون ستائر النوافذ ووضعيّتها ثابتان لا يتبدّلان، الحديقة أضحت غير حديقة، الأعشاب البريّة تنمو وتنمو ولا أحد يقصّها، أغصان كثيرة في أشجار التفّاح يابسة وأُخرى هاوية تلامس الأرض. أجبتهما بنعم، صاحب هذا البيت القديم، الذي شُيّد في خمسينيّات القرن الفائت، من أقدم البيوت في هذا الحيّ،  قدِ ٱنتقل من هذه الفانية إلى دار الحقّ، منذ بضعة أعوام. قضى صاحب البيت سنواتِه الأخيرة أرملَ. مخلّفًا بنتًا واحدة فقط، وهي تسعى لبيعه مع  هذه الأرض قُرابة الدونمين .

أذكر هنا أنّ صداقة ربطتني بالمرحوم الجار الذي كان يملك هذا العَقار، ولنسمه هنا عيسى،  فمعه تسنّى لي تحسين قدرتي التعبيريّة في اللغة الفنلنديّة. إنّ إقامةَ علاقة صداقة حقيقيّة ليست بالأمر السهل أبدًا بشكل عامّ، وفي بلاد الشمال بنحو ٱستثنائيّ بٱمتياز. قد يعيش المرء الأجنبيّ، أو المحلّيّ عُقودًا من السنين، بدون أيّة عَلاقة تذكر مع الجيران، اللهمّ سوى مرحبا، مرحبا، وحديث عابر عن أحوال الطقس المتقلّبة بٱستمرار. من علامات نضوج المرحلة المديدة  لإرساء دعائم الصداقة، دعوة الواحد للآخر لحمّام الساونا الفنلنديّ الشهير.

إنّ ٱجتيازي لخمسة مستويات اللغة، المتوفّرة في جامعة هلسنكي، لم يكن، في تقديري، كافيًا وناجعًا لامتلاك ناصية هذه اللغة الخاصّة في صرفها ونحوها، ففيها خمس عشرة صيغة إعرابيّة (cases). أقول ذلك بالرغم من نجاحي في ٱمتحان اللغة الرسميّ الموسّع للحصول على الجنسيّة. من المعروف، أنّ معرفة قواعد اللغة لوحدها غير كافية، ولا تؤدّي بالضرورة إلى التمكّن من مهاراتها الأساسيّة الثلاث: الحديث، القراءة والكتابة (أسمى المهارات: التفكير باللغة وليس الترجمة إليها من لغة أخرى) وأصعبها بلا ريبَ الكتابة. برهان ساطع لهذه الظاهرة هو مثلًا، حالة معظم أساتذة/بروفيسوريّة اللغة العربيّة في الجامعات الغربيّة، فهم عاجزون عن التحدّث ولو بجُمل قليلة بالعربيّة المعياريّة السليمة أو بإحدى اللهجات العربيّة الحديثة؛ وقُلِ الأمر ذاتَه بخصوص الكتابة، أمّا القراءة فحدِّث عنها ولا حرج، فالحال يغدو خالا والتين طينًا والجزر شجرًا وتاب طاب وصبّ سبّ وقسا كسا وأسيل أصيلا إلخ.

لقدِ ٱستفدت من المرحوم عيسى كثيرًا في عمليّة اكتساب لغة المحادثة، لا سيّما لأنّه لم يكن يعرِف أيّة لغة أخرى ليتعكّز عليها وقت الحاجة لشرح ما استغلق عليّ. أرى أنّ هذه الحالة من أفضل الحالات لاكتساب لغة جديدة بالرغم من الشعور بالإحباط والتخبّط والريبة في البدايات .

في هذا اللقاء العابر، أخبرني الزوجان أنّهما عادا من مِشْوارهما لقراءة كتابات أقفال الجسر الأحمر، الذي أُقيم في الآونة الأخيرة. سمعتُ ولم أستفسر عن قصدهما، ودّعتهما وطفقت متّجهًا إلى الجسر الذي زرته غير مرّة. وصلت الجسر بعد ثماني أو عشر دقائقَ، مسافة ألف وأربعمائة خُطوة.  أوّل ما ٱسترعى انتباهي، وجود أقفال كثيرة بأحجام وأشكال وألوان متنوّعة، معلّقة على حاجزَي جانبَي الجسر. في الوهلة الأولى، دُهشت إذ أنّ مثل هذا المنظر للأقفال يكون مُصاحبًا لجنازير تُربط بدرّاجات ناريّة، تُرْكن هناك لفترة ما لتفادي السرقات،  ريثما يعود أصحابُها فيستقلّونها عائدين إلى منازلهم. أعدتُ النظر عن كثب، وإذا بكلمات قصيرة على جانبي الأقفال أو على لوحة الحاجز تعبّر عن الحبّ والإخلاص بين هذا وهذه، ذاك وتلك وشكل القلب باللون الأحمر يحتضن المكتوب. اسما العاشقين الشخصيّان مذكوران إذا كان حجم القفل يسمح بذلك، وإلا فالحرف الأوّل فقط من كلّ اسم شخصيّ (لا أقول الاسم الأوّل!!). يُذكر أنّ هناك موقعًا إلكترونيًا في فنلندا يحمل الاسم ”أقفال الحبّ“.

إبرام هذه العَلاقة الحميمة بين الطرفين، قد تمّ وخُتِم، ومِفتاح كلّ قُفْل لدى صاحبيه! هذه العادة الفنلنديّة حديثة العهد، حوالي عَقْد من السنين أو أكثر بقليل.

عدتُ  لزيارة ذلك الجسر، بعد مرور عام تقريبًا، وتبيّن لي بجَلاء أنّ عددَ الأقفال قد قلّ بنحوٍ ملحوظ!



()
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتابات أقفال الحبّ على الجسر الأحمر الجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة الحبّ من مصر
» الجسر القلاّب بين الصين ووهونج كونج
» ذات الوشاح الأحمر
» صباح الورد الأحمر
» من فوائد الشمندر الأحمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى jalili الأستاذ الدكتور حسيب شحادة-
انتقل الى: