إطْلالة على أبي الحَسَن الصّوريّ
وطبّاخِه
A View of Abū al-Ḥasan al-Ṣūri and his al-Ṭabbāḫ (The Cook)
Prof. Haseeb Shehadeh
University of Helsinki
خلاصة
هذه محاولة لحتلنة ما نعرفه عن هذا العالِم السامريّ الشهير، أبو الحسن/أب حِسْده إسحاق فرج/مرحيب ماروث الصوريّ وعن كتابه الهامّ ”الطبّاخ“، الذي نُشِر قسمُه الأوّل فقط بطبعة علميّة مشفوعة بترجمة للألمانية. كلّ هذا بالأساس على ضوء أُطروحتي للدكتوراة. يبدو أنّ الصوريّ عاش في دمشق في نهايات القرن الحادي عشر وبدايات الثاني عشر. إنّه والد النحويّ أبي إسحاق. لا نعرف أكان الصوريّ كاهنًا أم لا؛ أيعود نسَبه لصور اللبنانيّة أم لقرية صورتين أم لا؛ صفات كثيرة وردت قبل اسمه أو بعده؛ تُنسب إليه الترجمة العربية القديمة للتوراة. كتب الصوري شعرًا بالآراميّة وله مؤلّفات أخرى بالعربية متل كتاب المَعاد. يتبوّأ كتاب ”الطبّاخ“ ذي السبعين بابًا بالتقريب مكانة مرموقة في التراث السامريّ الوافر بالعربيّة، لا سيّما في الشريعة والمسائل اللاهوتيّة. ”الطبّاخ“ محفوظ في مخطوطات كثيرة موجودة في مكتبات جامعيّة وغيرها في العالم ولدى سامريّي نابلس وحولون البالغ عددهم 870 نسمة. يبدو أنّ أقدم مخطوط وصلنا يعود إلى العامين 1692 و 1711 وهو JRUL Sam. 9A. هنالك شرح للطبّاخ بالعربيّة.
آمُل أن تُولي الجامعات العربيّة بعامّة والفلسطينيّة بخاصّة، لا سيّما جامعة النجاح في نابلس، اهتمامًا ملحوظًا بموضوع السامريّين، وتشجيع الطلبة على إجراء بحوث حول مواضيعَ تتعلّق بنواحٍ سامريّة متنوّعة.
الكلمات المِفتاحيّة: أبو الحسن إسحاق فرج ماروث الصوريّ، الطبّاخ
תמצית
זהו ניסיון, המבוסס בעיקר על עבודת הדוקטור שלי, לעדכן את מה שאנו יודעים על המלומד השומרוני המפורסם, אבו אל-חַסַן/אב חסדא אסחאק פַרַג’/מרחיב מארוּת הצורי ועל ספרו הֶחשוב, ’’אל-טַבּאח‘‘. חציו הראשון של ספר זה פורסם במהדורה ביקורתית בליווי תרגום לגרמנית. הצורי חי ככל הנראה בדמשק בסוף המאה האחת-עשרה ותחילת המאה השתים-עשרה. הוא אביו של אבו אסְחאק המדקדק הידוע. איננו יודעים אם הוא היה כוהן או לא; האם מוצאו מעיר צור הלבנונית, או מכפר צורתין? תארים וכינויים רבים מוזכרים לפני או אחרי שמו. לאבו אל–חסן מיוחס התרגום הערבי הקדום של התורה. הוא כתב שירה בארמית וספרים אחרים בערבית, כמו ספר אל–מַעַאד/חיים אחרי חמוות, Hereafter. ’’אל-טַבּאח‘‘, הכולל קרוב לשבעים פרקים, תופס מקום של כבוד במורשת השומרונית העשירה בערבית, במיוחד בנושאי הלכה/שריעה ותיאולוגיה וכו’. ’אל-טַבּאח‘‘ שמור בכתבי יד רבים המצויים בספריות אוניברסיטאיות ואחרות ברחבי תבל, ובידי 870 השומרונים שבשכם ובחולון. כתב היד העתיק ביותר ששרד, JRUL Sam. 9a, מתוארך לשנים 1692 ו-1711. קיימת פרשנות ערבית על ’’אל-טַבּאח‘‘.
אני מקווה שהאוניברסיטאות הערביות בכלל והאוניברסיטאות הפלסטיניות בפרט, במיוחד אוניברסיטת אל-נג’ַאח בשכם, יקדישו תשומת לב ראויה לנושא השומרונים, ויעודדו סטודנטים לערוך מחקר בנושאים הקשורים בהיבטים שונים של השומרונים.
מילות מפתח: אבו אל-חַסַן/אב חסדא אסחאק/יצחק פַרַג’ /מרחיב מרות אל-צורי וספרו ’’אל-טַבּאח‘‘.
Abstract
This is an attempt ,based mainly on my doctoral dissertation, to update what we know about this famous Samaritan scholar, Abū al-Ḥasan /av Ḥisda Isḥāq Farağ /Marḥīb Mārūth al-Ṣūri and his important book, ‘‘al-Ṭabbāḫ’’ the first part of which was published only in a scholarly edition with a German translation. Al-Ṣūri apparently lived in Damascus at the end of the eleventh and the beginning of the twelfth century. He is the father of Abū Isḥāq the well-known grammarian. We do not know whether he was a priest or not; Does his lineage go back to the Lebanese Tyre in Lebanon, or to the village of Ṣūrtīn, or not? Many attributes and epithets are mentioned before or after his name. The ancient Arabic translation of the Torah is attributed to him. Al-Ṣūri wrote poetry in Aramaic and other books in Arabic, such as The Book of Resurrection. ‘‘The Cook’’, which has nearly seventy chapters, occupies an eminent place in the abundant Samaritan heritage in Arabic, especially in Sharia and theological issues. ‘‘Al-Ṭabbāḫ’’ has been preserved in many manuscripts found in university libraries and others around the world, and among the 870 Samaritans in Nablus and Ḥolon. The oldest surviving manuscript, JRUL Sam. 9a, dates back to the years 1692 and 1711.There is an Arabic commentary of al-Ṭabbāḫ.
I hope that Arab universities in general and Palestinian universities in particular, especially Al-Nağāḥ University in Nablus, will pay significant attention to the issue of the Samaritans, and encourage students to conduct research on topics related to various aspects of the Samaritans.
Keywords: Abū al-Ḥasan /av Ḥisda Isḥāq Farağ /Marḥīb Mārūth al-Ṣūri and his important book, ‘‘al-Ṭabbāḫ
اِتّصل بي السيّد غيث عاطف ناجي كوهن/הכהן מושיע לוי אבישע في شباط 2023، وطلب منّي أن أكتب ما تيسّر عن أبي الحسن الصوريّ وكتابه الشهير ”الطبّاخ“. وذلك ليكون بمثابة مدخل لنسخة الطّبّاخ التي سينشرها ويوزّعها على أبناء طائفته. مخطوط هذه النسخة محفوظ لدى أُسرته، آل الكاهن الأكبر ناجي خضر إسحاق سلامة غزال (1881-1961 وكاهن أكبر من 1943 وحتّى 1961). وناسخ هذا المخطوط ذي 397 صفحة هو نعمان يوسف عبد اللطيف إسماعيل السراويّ، وتاريخ النسخ 1332 هجريّة - 1913 ميلاديّة. الجدير بالذكر أنّني لا أتحمّلُ أيّةَ مسؤوليّة بخصوص مدى التطابق بين المخطوط والمطبوع.
أُهدي ما يلي لجميع السامريّين الكرام في نابلس وفي حولون، وكنت قد تعرّفتُ على الكثيرين منهم منذ بداية سبعينيّات القرن العشرين؛ متمنيًّا لهم كلَّ الخير والنموّ والتوفيق.
إنّه أبو الحسن/أب حِسْده إسحاق فرج/مرحيب ماروث الصوريّ، عاش في نهايات القرن الحادي عشر وبدايات الثاني عشر، على ما يبدو، في دمشق.1 ومن الواضح، استنادًا إلى كتاب الإربت، أنّه والدُ طبيب صلاح الدين الأيوبيّ وأكبر لغويّ سامريّ - أبي إسحاق إبراهيم فرج ماروث،2 المكنّى بالمصنِّف وبشمس الحكماء. عُنوان كتاب قواعد أبي إسحاق هو: كتاب التوطية، وفيه أربعة عشر بابًا وقد حقّقه، نشره وترجمه إلى العبريّة الحديثة مشفوعًا بالملاحظات الضافية مّرشدي للدكتوراة البروفيسور زئيڤ بن حاييم (1907-2013) صديق السامريّين، في نطاق سلسلة أبحاثه الهامّة حول العبريّة والآراميّة لدى السامرىّين، مج. أوّل.3 ولولا ما كتبه الطبيب والمؤّرخ المعروف ابن أبي أُصيبعة المتوفَّى في العام 1270م. في سوريا، لما عرفنا أيّ شيء ذي بال عن شمس الحُكماء.4
للأسف الشديد، لا نعرف الكثير عن شخصيّة أبي الحسن الصوريّ، وهذه سِمة من سمات كُتب تاريخ السامريّين (chronicles)، وهي عدم التطرّق لمشاهيرهم، إذ أنّها لا تذكر اسم أبي الحسن البتّة. بناءً على ما وصلنا من مصادرَ سامريّة وأُخرى، لا يُمكننا الجزم في ما إذا كان أبو الحسن كاهنًا أم لا، وهو الذي يذكر في بداية كتابه ”الطبّاخ“ أربعة شروط يجب أن تتوفّر لدى الإمام: شريف النسب، سليم من الآفات، قائم بحدود الله وناطق عن شريعة الله. في حين أن يوسف العسكريّ الذي عاش قبله ببضعة عُقود يذكر ثلاثة شروط: نسب، علْم وعمل. الواقع ذاتُه ينسحب بصدد نسبته ”الصوريّ“، التي لا ترد مثلًا بعد اسم ولده أبي إسحاق المذكور آنفًا، وله ابن آخرُ اسمه صالح لا نعرف عنه شيئًا يُذكر؛ أهي مدينة صور اللبنانيّة أم صورتين بضواحي نابلس، أم لا صلةَ له بهما. من جهة أخرى، بدأتُ منذ أكثرَ من نصف قرن من الزمان، أبحث في المخطوطات السامريّة، وسجّلت أيضًا مجموعةً من الصفات والنعوت والعبارات التي وردت بعد أو قبل ذكر اسم أبي الحسن الصوريّ منها: العالِم، العلّامة، البحر الزاخر، الفهامة، فريد زمانه وأوانه، الشيخ الجليل، الشيخ حسن، الشيخ الصوريّ؛ العم الشيخ؛ مرتِّب أصول الدين؛ الفاضل؛ المكين؛ الإمام؛ قدّس الله روحه ونور ضريحه؛ المجتهد لاكتشاف العلوم الدينية ومفكّك الرموز؛ سيّدنا الاستاذ المجتهد؛ رضي الله عنه؛ أحد علماء هذه الملة السامريه قدس الله سره ونور ضريحه؛ رحمه الله ورضي عنه؛ الشيخ أبو الحسن الصوري السامري الاسرائيلي؛ رضى الله عنه؛ مولانا وسيدنا … رضي الله عنه ونفعنا به؛ وهدا الشيخ كان مليا بالعلوم الصالحة؛ אדונן אב חסדה قدس الله سره؛ החכם יפת אבו אלחסן סורי מכפר צורתין؛ הזקן היתר נבון החכום אבי–חסדה הצורי؛ رب حِسدا هصوري؛ سيدنا الشيخ ابو الحسن الصوري الدنفي في كتابه المنعوت بطباخ العلوم في شرح صورة القيامة؛ אבוחסידה؛ جناب الشيخ؛ الرئيس؛ المليك.
عند ذِكر الاسم المختصر، أبي الحسن الصوريّ، أي بدون الإفصاح لا عن سمه الشخصيّ ولا عن اسم عائلته، يتبادر إلى ذِهن الضالعين في الدراسات السامريّة وهم قلائل، مؤلّفُه الأشهر- كتاب الطَّبّّاخ (أو الطَّباخ/الطُّباخ = دقّة، قوّة، سِمْنة). هذا الكتاب يتبوّأ مكانةً مرموقة في التراث السامريّ الوافر بالعربيّة بخاصّة منذ بدايته في القرن العاشر وإلى الوقت الراهن، لا سيّما في موضوعَي الشريعة والمسائل اللاهوتيّة. بين دفّتي هذا الأثر قُرابة السبعين بابًا تُعنى بمواضيعَ شتّى مثل: اللاهوت؛ الشريعة؛ الجدال (polemics) مع اليهود والمسيحيّين والمسلمين والقرّائين؛ تفاسير، الفلسفة الدينيّة؛ التوراة والأچاداه/الأُسطورة، الزواج المحرّم إلخ.5، التقويم، أحكام البرَص.6
هذه عيّنة من عناوين تلك الفصول التي سيُصادفها قارىء هذه النسخة من الطّبّاخ كما وردت:
الكلام في تبوت النبوه وكونها لا ترت؛ الكلام في الحيوان المباح للاستعمال؛ الكلام في انواع الدما التي توجب النجاسات… ؛ الكلام في الرد علي طايفة اليهود في دبيح الحامل واعتمادهم فيه؛ الكلام فيما يختص بالسبت؛ الكلام في אלערות وبيان طريق التحريم بها؛ الكلام فى ترتيب اولاد السيد يعقوب…؛ فى الرد على اليهود بقولهم ان السامره ليس هم من اسراييل؛ الكلام فى فريضة الفسح؛ فصل الكلام فى حل الشبه التى اوردها بعض المخالفين طعنًا على نسخة التوريه المقدسه؛ فصل الدى يدل على ان القبله والمقصد بعبادة الله تعالى جبل البركه…
في شرح שמע ישראל/שמע ישראל ( تثنية 5: 1)؛ فصل في التوحيد وهو اول كتاب الاشارات والله اعلم؛ فصل في وجوب بعت الانبيا والرسل؛ الكلام في بيان حقيقة النبي وشروطه وصحته؛ فصل تبارك وتعالي من اختص في الاول بالوجود واستحال عليه التقسيم وهو الواحد بالحقيقه…؛ فصل بيان شروط الرسول المودي عن الله وهي سته؛ القول في حقيقة الامام وشروط صحته؛ الرد على اليهود وكونهم لا يكلفوا الاطفال بالصوم يوم هكفوريم؛ الكلام في العقد وشروط صحته؛ تفسير الشيره التي سبحها سيدنا موسى بن عمران عليه السلام علي البحر؛ الكلام في بيان ايات المن وهي عشره؛ الكلام في بركة السيد موسى ابن عمران عليه افضل السلام للاسباط؛ الكلام في לא יקום עוד.
كتاب الطبّاخ محفوظ في مخطوطات كثيرة موجودة في مكتبات جامعيّة كثيرة في العالم، ولدى سامريّي نابلس وحولون البالغ عددهم اليوم 870 نسمة تقريبًا، فمثلًا في مكتبة السيمينار للساميّات/للعربيّة في جامعة برلين الحرّة أربعة عشر مخطوطًا. يبدو أنّ أقدم مخطوط وصلنا يعود إلى السنتين 1692 و 1711 وهو JRUL Sam. 9A. هنالك شرح لكتاب الطبّاخ بالعربيّة، ولا ذكرَ لا لكاتبه ولا لتاريخه، وهو موجود مثلًا في مخطوط رقم 726 في كاتالوج داڤيد سولومون ساسون.7
الجدير بالذكر أنّ كتاب الطّبّاخ بالرغم من أهميّته، ما زال غيرَ متوفّر بأكمله بطبعة علميّة حتّى يومنا هذا، وهذا الوضع ينسحبُ على معظم المخطوطات العربيّة السامريّة، إن لم تكن كلّها تقريبًا. وهنا، يجب أن نؤكّد، مجال رحْب لطلّاب الدكتوراة. آمُل أن تُولي الجامعات العربيّة بعامّة والفلسطينيّة بخاصّة، لا سيّما جامعة النجاح في نابلس، اهتمامًا ملحوظًا بموضوع السامريّين، وتشجيع الطلبة على إجراء بحوث حول مواضيعَ تتعلّق بنواحٍ سامريّة متنوّعة: لغة مكتوبة ومحكيّة، تاريخ، اجتماع، تراث شعبيّ، الشعر بالعربيّة، ديانة، الحداثة والدين، السامريّون تحت الحكم العربيّ الإسلاميّ، السامريّون في المصادر العربيّة قديمًا وحديثًا، معتقدات، نشر مخطوطات، عادات وتقاليد ومقارنتها بالغير إلخ. في مكتبات العالَم حوالي خمسة آلاف مخطوط سامريّ ولم يتبقّ بحوزة السامريّين اليوم سوى بضعِ مئات فقط.
لقد صدر القسم الأوّل فقط من كتاب الطبّاخ بطبعة علميّة، بناءً على ستّة مخطوطات، ومقارنتها ببعض المخطوطات الأُخرى وترجمات عبريّة سامريّة له، في جامعة برلين الحرّة في العام 1987. كان ذلك في إطار أُطروحة دكتوراة أعدّها صديقي چيرّهاد ڤيدِل بإشراف المرحوم صديقي البروفيسور الفذّ رودلف ماتسوخ (1919-1993)، الخبير في الدراسات المِندائيّة والسامريّة والسريانيّة الحديثة. يشمُل الجزء الأيمن من هذه الأُطروحة غير المنشورة، ص. 1-153 بالقطْع الصغير، الأصلَ العربيّ بخطّ اليد بالرسم العربيّ والمادّة العبريّة كما في الأصل جاءت بالخطّ السامريّ أيضا. ينتهي النصّ العربيّ بباب ”فصل/الدي يدل على ان القبله والمقصد بعبادة الله تعالى جبل البركه المسمى في الشرع الشريف ההר גריזימ“؛ وآخر كلمات هذا الباب هي: ” فقد وجب بدلك حضور المكان المقصود بالقبله ونصب السكينه عليه وان يحضر اليه ما قد وجب فيه ودلك كاف في هدا الاحتجاج والسلام“. في القسم الأسفل من كلّ صفحة أُثبتت، كالعادة في الأبحاث المعاصرة، رواياتٌ وردت في مخطوطات أُخرى. في الجانب الأيسر من الأُطروحة، ص. 1–347، يجد القارىء: مقدّمة حول المولِّف وأعماله، كتاب الطبّاخ، المخطوطات، اللغة، المنهج؛ ثمّ الترجمة للألمانيّة ص. 98-226، ملاحظات حول الترجمة، المراجع، الفهارس.8
قبل صدور هذه الأُطروحة بثلاثة عُقود، أنهتِ السيّدة دُريّة محمّد عبد العال، إعدادَ أُطروحتها للدكتوراة التي تناولت فيها مقارنة بين الكتابَين الشهيريْن - الطّبّاخ لأبي الحسن الصوريّ، والكافي لمن كان بالمعرفة لكتاب الله موافي وقلبه صندوق له صافي- تأليف مهذّب الدين يوسف سلامة يوسف العسكريّ المدوّن عام 1041 م. وفيه اثنان وثلاثون فصلًا، وهو لم يُنشر بعد بطبعة علميّة أيضًا (ولا بطبعة شعبيّة!)، إلا أنّه صدر بترجمة للإيطاليّة بقلم
نويا.9 يبدو لي أنّ هذه الأُطروحة غير المنشورة أيضًا، كانت ضمن الأبحاث الأولى في هذا الموضوع.10
لا بدّ من التنويه بأنّ الكاهن أبو الحسن يعقوب هارون (ت. 1958) كان قد أتمّ ترجمة الطبّاخ إلى العبريّة التوراتيّة السامريّة في العام 1924، بناءً على طلب الحاخام الرومانيّ موسى چاسْتِر (1856- 1939)، والمخطوط محفوظ في مكتبة جون رايلندز في جامعة مانشستر تحت الرقم [1889] 174. يضمّ هذا المخطوط ثنائيُّ اللغة 523 صفحة، الترجمة في الجهة اليمنى وفي الجهة اليسرى الأصل العربيّ، وكلا النصّين مكتوبان بالحروف السامريّة.11 كما نُشر جزء صغير جدًّا من الطبّاخ، ولكنّه هامّ عن لفظ اسم الجلالة יהוה وترجمته إلى العبريّة الحديثة في أُطروحتي للدكتوراة.12
وأخيرًا، بعد ترجمة الكاهن أبي الحسن يعقوب هارون المذكورة بقرن من الزمان تقريبًا، صدر كتاب الطبّاخ مع ترجمته إلى العبريّة التوراتيّة السامريّة في العام 2021 بعُنوان - الطباخ - המרקחת، بقلم صالح ممدوح أمين صدقة الصباحيّ الملقّب بنصّوح وعزيز يعقوب الكاهن وتحرير نفتالي/فتحي أو فتح الله كمال يوسف صدقة الصباحيّ. لم يستعن المترجمان بترجمات عبريّة سابقة؛ استخدما أكثرَ من مخطوط للأصل العربيّ ولم يُدخِلا أيّ تعديل على النصّ المنشور. طُبعت مائة نسخة فقط.13 يحتوي الكتاب على 324 صفحة بالقطْع الكبير وهي مرقّمة بالأحرف السامريّة שכד. كلّ صفحة مقسّمة لعامودين، في العامود الأيمن وُضعتِ الترجمة العبريّة بالرسم السامريّ مع التشكيل وفي العامود الأيسر أُثبتتِ الترجمة العربيّة وهي بالخط العربيّ. عدد أسطر العامود الأيمن أكبر من عدد أسطر العامود الأيسر. أضاف المحرّر نفتالي/فتحي مدخلًا ذا أربع صفحات بالعبريّة السامرية فقط، ذكر فيها بعض المعلومات حول أبي الحسن الصوريّ ومضمون الطباخ، مثل 72 بابا فيه، لغته قديمة جدًّا؛ أكثر من مؤلِّف للكتاب؛ صلة أبي الحسن بأبي سعيد وترجمة التوراة السامريّة للعربية؛ המרקחת بمثابة نافذة لسامريّي حولون بعبريّته ولسامريّي نابلس بعربيّته؛ عاش أبو الحسن الصوريّ قبل ألف أو ألف ومائة سنة.14 منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى أيّامنا هذه كُتب بدون قرائن مقنعة بأنّ أبا الحسن الصوريّ عاش في أحد هذه القرون: التاسع، العاشر، الحادي عشر. حاولت في أُطروحتي للدكتوراة في العام 1977 أن أبيّن بأنّ زمنه كان، كما ذكرت في البداية أعلاه، بين نهايات القرن الحادي عشر وبدايات القرن الثاني عشر. يبدو أنّ هذا الخطأ ما زال يتردّد لجهل الباحثين باللغة العبريّة.15
لغة أبي الحسن العربيّةُ، تندرج في إطار ما يُدعى بالعربيّة الوسطى (Middle Arabic)، ولكنّ مستواها بصورة عامّة، في تقديري، أعلى من عربيّة معظم سائر الكتّاب السامريّين حتّى بداية القرن العشرين. كان أبو الحسن على اطّلاع جيّد بالتراث العربيّ وبخاصّة اللسانيّات وبأسفار العهد القديم وبالقرآن. من المفروغ منه صعوبة التمييز بين معرفة دقيقة وشاملة للغة الكاتب نفسه من جهة ولغة النسّاخ من جهة أُخرى. فعلى سبيل المثال هل كتابة ”اشترار“ بدلًا من ”اجترار“ في نهاية الباب الأوّل وفى مواضعَ لاحقة تعكِس لغة أبي الحسن الصوري أم لغة الناسخ؟ هنالك في لغة أبي الحسن بعض الجُمل كالتالية، وهي، في أغلب الظنّ، مقتبسة بشكل أو بآخرَ من مصادرَ عربيّة:
”لان الغرض بالكلام افهام السامع وهو اصوات مقطعه وحروف مرتبه ترتيبا مخصوصًا لافادة المعاني؛ عن معرفة المسمى وهو ينقسم الى تمانيه اقسام اسما اعلام واسما اجناس واسما انساب واسماء كنيات واسماء مبهمة واسماء مضمرة واسماء اشارات واسماءِ جامدة؛ وهذا دليل ان عذاب الاخره مقسم قسمين متفرق كالسهام ومجتمع كالسيف فان ضربات السهام متفرقة وضربات السيوف مجتمعه؛ وهو ينقسم الى ثلاثه اقسام ماضي ومستقبل ومقيم، الماضي ما سبق الكلام المخبر عنه، المستقبل ما يقع كلام المخبر عنه، والمقيم (في السريانيّة زمن قائم) ما قارن كلام المخبر عنه؛ اعلم ان اللفظ مسخر للمعنى وفيه مجاز وحقيقه فالحقيقه ما يستفاد معناه بظاهر الفاظه في مواضعه اللغة والمجاز المعبر عنه بخلاف ما وضع له في اللغة وكل مجاز له حقيقه؛ ان الكلام معنى قايم في النفس“. وردت في مقدّمة الطبّاخ لفظة ”دي/ذي“ في العبارة ”وقال دي تكون زوجته“ بمعنى هذه، وهي ميزة خاصّة باللهجة المصريّة ونحن نعرف أنّ أبا الحسن لم يعش في مصر فمن المحتمل القريب أن تكون لغة الناسخ.
يفتقر التراث السامريّ باللغة العربيّة لمعجم،16 وهذا الواقع يخلُق تحدّيًا حقيقيًّا لكلّ باحث في هذا المجال. قلنا بأنّ هذه العربيّة تندرج في إطار العربيّة الوسطى، ولكن، على ما يبدو، ثمّة اختلافات بينها وبين لغة أقليّات أخرى كاليهود والقرّائين والمسيحيّين العرب والسريان من جهة ولغة العرب الوسطى من الجهة الأخرى. هذا مجال ينتظر البحث الشامل. من معوّقات إعداد مثل هذا المعجم شَحّ الطبعات العلميّة، ولكن لا بدّ من الشروع بهذا المشروع، فهنالك مثلًا ما أصدره بن حاييم في أبحاثه المذكورة سابقًا؛17 كتاب الميراث؛18 ترجمة التوراة السامريّة للعربيّة مدخل لطبعة علميّة، التوراة السامريّة بالعربية19؛ تاريخ أبو الفتح 20؛ كتاب الطبّاخ؛21 شرح صدقة الحكيم على سفر التكوين؛22 كتاب الترجمان.23 أُعطي مثلًا صارخًا، لفظة ”رتّ“ تعني في العربيّة الفصيحة ”خِنزير برّيّ“ في حين أنّ معناها في الأدب السامريّ بالعربية ”عِجِل/פר“.24 وهنالك بضعة أبحاث حول عربيّة السامريّين.25
أبو الحسن الصوريّ ما زال الوحيدَ الذي قال عن جبل جريزيم بأنّه ”جبل العِبادة للمنقطعين الى الله“؛ ومن استعمالاته اللغويّة المميّزة في المجال الدلاليّ يمكن ذكر هذه العيّنة من الطبّاخ: العده الحرفيه أي حساب الجمّل، الجمطرة (gematria)؛ جوانب بمعنى جنوبيّة؛ حيوان مكبوب أي حيوان برّيّ؛ أشخاص؛ زيز؛ قوام؛ الخصوم أي اليهود؛ وقيد النار؛ مقدور بمعنى قُدرة؛ استتار الرضوان أي الفانوتا/السخط؛ اولاد المهاير؛ الجلوه؛ بسط العذر؛ العضو المخصوص أي عضو التناسل؛ المعدوق أو المعدوف؟؛ محجوج؛ بالتجاير؛ جوهر النهار؛ التوقر/التوفّر على العباده؛ تعمير؛ على الاجهار؛ رفع أو منع الاعمال؛ ممر الاوقات/الزمان/الاجيال؛ التبريد والاسخان؛ يرتفع الفعل؛ الازمنه والادوار؛ جامع مانع؛ المرجوع؛ مبدي الحوادث؛ باختطابه الشيره الجامعه؛ غميق/اغماق؛ جباير؛ شبه المطر؛ تقدمته بمعنى تقديمه في: الكلام في ולבנימים وتقدمته في الذكر علي يوسف عليه السلام؛ خاصة الله؛ ديل الجبل؛ اتنزر؛ سفر الحق.
يُعدّ كتاب الطبّاخ بين المؤلّفات العربيّة السامريّة الأولى التي وصلتنا، أوّلها، على ما يبدو، قانون ابن درثه في ترتيب المقرا لغزال بن درته، القرن العاشر أو الحادي عشر،26 המליץ بالعربية،27 الكافي للعسكريّ.
من مؤلفات أبي الحسن الصوريّ الأُخرى بالعربيّة: كتاب المعاد، كتاب في شروح العشر كلمات، كتاب القِبلة.28 وذُكرت له مؤلّفات بهذه الأسماء: التوبة، الإشارة/الإشارات، مراتب موسى؛ والكلام في الخطبة الجامعة الملقبة האזינו.29 والتقليد السامريّ ينسب لأبي الحسن الصوريّ الترجمة العربيّة القديمة لتوراة السامريّين.30 كما كتب أبو الحسن أشعارًا دينيّة بالآراميّة القديمة مثل אלה רב ולית כותה، אלה מעיני כל רחמיו: الله عظيم ولا مثلَ له، الله يحرس كلَّ محبّيه.31 أمّا بخصوص الصلوات فقد وصلتنا ثلاث مثبتة في كتاب كاولي المعروف بجزئيه، أكسفورد 1909، ص. 70-72, 79-81, 875-877. 32
أخيرًا أذكر لكلّ من ينوي التخصّص بالدراسات السامريّة هذه القوائم الببليوغرافيّة:
A) ּAlan David Crown, A Bibliography of the Samaritans. Third Edition: Revised, Expanded and Annotated. ATLA Bibliography, No. 51. The Scarecrow Press, Inc. Lanham, Maryland. Toronto. Oxford, 2005.
598 صفحة، منها 575 صفحة الأولى وفيها 5484 ثبتًًا ببليوغرافيًّا بين مقال، بحث، كتاب، معظمها بالإنجليزيّة. ص. 578-597 فهرس للموضوعات.
B) حسيب شحادة، ببليوغرافيا عربيّة وعبريّة عن السامريّين.
A.B.-Samaritan News-Weekly, index to Issues no. 959-952, 11/4/2006, pp. 2-27.
http://shomron0.tripod.com/2014/septoct.pdf.
نسخة مُحتلنة بحوزتي، أُرسلها للراغبين.
C) https://www.academia.edu/38052704/Online_Samaritan_Bibliography_2018
----
1חסיב שחאדה, התרגום הערבי לנוסח התורה של השומרונים, מבוא למהדורה ביקורתית. חיבור לשם קבלת תואר דוקטור לפילוסופיה. מוגש לסינט האוניברסיטה העברית: ירושלים, 1977, שלושה חלקים، ص. 109–110. Ayala Loewenstamm, Abu al-Ḥasan of Tyre, EJ 2 , 1972, pp. 179-180
2كفر ماروت، ورد في كتاب التاريخ لأبي الفتح ابن أبي الحسن السامريّ الدنفي، عام 1355؛ مخطوط نسخه أبو الحسن يعقوب في العام 1932, ص. 110 س. 11.
3זאב בן חיים, עברית וארמית נוסח שומרון על פי תעודות שבכתב ועדות שבעל פה. כרך א’. ירושלים، תשי’’ז, ص. 1-127.
4موفق الدين ابن أبي أُصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق نزار رضا. بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة، 1965، ص. 717-721.
5Noja Sergio, Abū al-Ḥasan al-Ṣūrī’s Discourses on the Forbidden Degrees of Consanguinity in Marriage in the Samaritan Kitāb al-Ṭabbāḫ. AbrN 11(1971), pp. 110-115.
6P. R.Weis, Abū al-Ḥasan al-Ṣūrī’s Discourse on the Calendar in the Kitab al-Tabbākh, Rylands Samaritan Codex IX. BJRL 30 , 1946-147, pp. 144-156; P. R.Weis, Abū al-Ḥasan al-Ṣūrī’s Discourse on the Rules of Leprosy in the Kitab al-Tabbākh, Rylands Samaritan Codex IX, BJRL 33 , 1950-1951, pp. 131-137.
7David Solomon Sassoon, אהל דוד (Ohel Dawid). Descriptive Catalogue of the Hebrew and Samaritan Manuscripts in the Sassoon Library. 2 vols. London: Oxford University Press, Humphery Milford, 1932.
8Gerhard Wedel, Kitāb aṭ-Ṭabbāḫ des Samaritans Abū l-Ḥasan aṣ-Ṣūrī. Kritische Edition und kommentierte Übersetzung des ersten Teils, Berlin 1987.
وله ثلاثة مقالات حول تأثير المعتزلة في الطبّاخ؛ أبو الحسن وميوله نحو لاهوت المعتزلة؛ الخطاب الدينيّ السامريّ وتأثير الإسلام وتكوّن اللاهوت السامريّ عند أبي الحسن وأبي الفتح المؤرّخ.
9Noseda Sergio Noja (1931-2008)), Il-Kitāb Al-Kāfī dei Samaritani. Naplesn: Instituto Orientale di Napoli, 1970.
عن الباب العاشر ”باب הצרעת واحكامها وذكر اقسامها“ قُرابة عشر صفحات اُنظر:
Naphtali Cohn, Die Zarâath -Gesetze der Bibel nach dem Kitāb al-Kāfī des Jûsuf ibn Salâma. Ein Beitrag zur Pentateuchexegese und Dogmatik der Samaritaner. Frankdurt a.M.: J. Kauffmann, 1899.
10Dorreya Moḥammad ˓Abd al-˓Āl, A Comparative Study of the Unedited Works of Abu ’l-Ḥasan Al Ṣūrī and Yūsuf Ibn Salāma. Leeds 1957.
11Edward Robertson, Catalogue of the Samaritan Manuscripts in the John Rylands Library Manchester. Volume II. Manchester: The John Rylands Library, MCMLXII, p. 136-137.
12ذُكرت في الملحوظة الأولى أعلاه، ص. 33–35.
13أشكر صديقي الكاهن عزيز يعقوب على إيفائي بهذه المعلومات في رسالة إلكترونيّة في شباط 2023.
14الطباخ - המרקחת, עם המליץ אשר שרשיו הם עברית מן התורה. על ידי: יעיץ (هكذا في الأصل والصواب: יועץ) בן אשר הצפרי, עזיז בן יעקב הכהן, נפתלי בן תמים הצפרי. 3659 למושב בני ישראל בארץ ירשתם. [= 2021]. أشكر السيّد نفتالي على إهدائي نسخة من هذا الكتاب. للأسف، هو لا يذكر أيّة مصادر لأقواله هذه عن أبي الحسن ولا عن هُويّة مخطوطات الطبّاخ العربيّة التي استخدمت للترجمة. حول هذا الموضوع برمّته اُنظر أُطروحتي للدكتوراة المذكورة في الملحوظة 1، ص. 13–118، 158–263. إنّ غياب لغة قوميّة محكيّة بالنسبة لشعب ما، له أثره السلبيّ في مناحٍ عديدة. لغة أُمّ السامريّ النابلسيّ هي اللهجة الفلسطينيّة النابلسيّة، في حين أنّ لغة السامريّ الحولونيّ المولود في هذه المدينة هي العبريّة الإسرائيليّة. مدى فهم السامريّ لكتاب המרקחת يتوقّف على مدى معرفته لعربيّة الطبّاخ التي ليست لا بالفصيحة تمامًا ولا بالعاميّة المحضة، بل بما يسمّى في الأبحاث المعاصرة باسم: العربيّة الوسطى. قارن مثلًا ص. 1 س. 12–13 عبري، س. 9 عربي: אשר ההשתחות לו, المعدود؛ القراءة العربيّة الصحيحة هي: المعبود؛ انظر طبعة ڤيدل ص. 1 س. 5. حبّذا لو استخدمت طبعة ڤيدل العلميّة ونقلها إلى العبريّة.
15اُنظر ملحوظة رقم 1 ص. 109-110.
16نظير: Joshua Blau, Dictionary of Medieval Judaeo -Arabic Texts. Jerusalem: The Academy of the Hebrew Language and The Israel Academy of Science and Humanities, 2006.
17اُنظر في كلّ كتاب بن حاييم المذكور في الملحوظة الثالثة، والمجلد الثاني: ענייני המסורה, המילון , מפתחות, ירושלים, תשי’’ז.
18Heinz Pohl, Kitāb al-Mīrāṯ. Das Buch der Erbschaft des Samaritaners Abū Isḥāq Ibrāhīm. Kritische Edition mit Übersetzung und Kommentar. Studia Samaritana, 2. Berlin: Walter de Gruyter, 1974.
19اُنظر ملحوظة رقم 1، الأطروحة بأكملها؛ حسيب شحادة، الترجمة العربيّة لتوراة السامريّن. المجلّد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج. القدس: الأكاديمية الوطنيّة الإسرائيليّة للعلوم والآداب، 1989؛ المجلّد الثاني: سفر اللاويّين سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع…، 2001.
20Paul Stenhouse, The Kitāb al-Tarīkh of Abu ’l-Fatḥ. 4 vols. Ph.D. Dissertation. University of Sydney, 1981.
21اُنظر ملحوظة رقم 8.
22In Samaritan Update:
http://shomron0.tripod.com/2014/julaug.pdf
http://shomron0.tripod.com/2014/novdec.pdf
http://shomron0.tripod.com/2015/mayjune.pdf
http://shomron0.tripod.com/2015/julyaugust.pdf
http://shomron0.tripod.com/2016/julyaugust.pdf
23עלי ותד, ספר המליץ – كتاب الترجمان המיוחס לפינחס הכהן בן יוסף הרבן. מהדורה מדעית בצירוף מבוא ופירוש. ירושלים: האקדמיה ללשון העברית, תשפ’’א.
24Haseeb Shehadeh, رت = פר A Non-Moslem Arabic Word. Studia Orientalia 55: 17 (Helsinki, 1984) pp. 341-355. انظر شحادة 1977 المذكور في الملحوظة 13، ص. 234-236.
25Paul Stenhouse, Samaritan Arabic: An Analysis of its Principal Features Based on Material Found in MSS of the Kitab al-Tarikh of Abu ’l-Fath. In the Samaritans, ed. A.D. Crown 1989, pp.585-623; Haseeb Shehadeh, The Arabic of the Samaritans and its Importance. In: Alan D. Crown & Lucy Davey (eds.), Essays in Honour of G. D. Sixdenier, New Samaritan Studies of the Société d’Études Samaritaines III & IV. Proceedings of the Congresses of Oxford 1990, Yarnton Manor and Paris 1992, Collège de France with Lectures Delivered at Hong Kong 1993 as Participation in the ICANAS Congress. Mandelbaum Publishing, The University of Sydney 1995, pp. 551-576; Haseeb Shehadeh, The Samaritan Arabic Liturgy (Dedicated to the Memory of Professor Rudolf Macuch (1919-1993). A Paper Read at the Fourth International Congress on Samaritan Studies, Milan 8-11 July 1996. A. B. The Samaritan News 712-714, 29.5.1998, pp. 121-97. Translated into Hebrew: בנימים צדקה, השירה הדתית של השומרונים בלשון הערבית. Ibid, pp. 82-96; Morabito Vittorio, Alan D. Crown and Lucy Davey (eds.) Société d’Etudes Samaritaines. Samaritan Researches Volume V. Proceedings of the Congress of the SES (Milan, 8-12 July 1996). Special Section of the ICANAS Congress (Budapest 11 July 1997). Mandelbaum Publishing Studies in Judaica, no. 10, Sydney 2000, pp. 247-284.
26זאב בן חיים, עברית וארמית נוסח שומרון על פי תעודות שבכתב ועדות שבעל פה. כרך שני, ענייני המסורה, המילון, מפתחות. ירושלים: הוצאת מוסד ביאליק בהשתתפות האקדמיה ללשון העברית, תשי’’ז, עמ’ 309–335.
27المصدر السابق ص. 440–616.
28Gregor Schwarb, Abū l-Ḥasan al-Ṣūrī’s Kitāb fī bāb al-qibla and its Qaraite Refutation.
الأصل محاضرة أُلقيت في المؤتمر الثامن للدراسات السامريّة في تمّوز 2012 في Erfurt بألمانيا، وللأسف الشديد موادّ ذلك المؤتمر لم تصدر حتّى يومنا هذا! المقال متوفّر على الشابكة:
https://www.researchgate.net/publication/343548170_Abu_l-Hasan_al-Suri's_Kitab_fi_bab_al-qibla_and_its_Qaraite_Refutation. صدقة الحكيم ذكر اسم هذا الكتاب ”القبلة“ في شرحه على سفر التكوين: http://shomron0.tripod.com/2014/novdec.pdf .
29הלקין, אברהם שמעון, מן הפרשנות השומרונית, פירושו של אבו-ל-חסן הצורי לפרשת האזינו. לשוננו 32 (תשכ’’ח) עמ‘ 208–246. حول اثني عشر مخطوطًا تحتوي على مؤلّفات أبي الحسن الصوري آنظر في كاتالوج إدوارد روبرتسون المذكور في الملحوظة رقم 11، الفهرس ص. 298 تحت الاسم Abū ’l-Ḥasan (Ab Ḥasda) al-Ṣūrī’.
30انظر שחאדה في الملحوظة الأولى ص. 109, 158-263.
31זאב בן חיים, זאב בן חיים, עברית וארמית נוסח שומרון על פי תעודות שבכתב ועדות שבעל פה. כרך שלישי, ספר שני, קול רינה ותפילה. ירושלים: הוצאת האקדמיה ללשון העברית, תשכ’’ז, ص. 274-280.
32Arthur E.Cowley, The Samaritan Liturgy.2 vols. Oxford: Clarendon, 1909; Cf. Moshe Florentin, “The Prayer of Ab Isdå: A Samaritan Composition Based on Jewish Sources,” [Hebrew] Language Studies (Meḥqarim be-lashon) 9 (2003–2004), pp. 157–216. Moshe Florentin, “Another Prayer of the Samaritan Sage Ab Isdå,” [Hebrew] in Masʾat Aharon: Linguistic Studies Presented to Aharon Dotan, eds. M. Bar-Asher and C. Cohen, Jerusalem: Bialik Institute, 2009, pp. 189–195.