ومن الحب ما قتل

موضوع: ومن الحب ما قتل الجمعة يونيو 11, 2010 7:43 pm

درسا معًا..ولعبا معا.. أكلا في إناءٍ واحدٍ،وشربا من كأسٍ واحدٍ
..كلّ دروب الحيّ تعرفُ وقعَ خطواتهما ..لا يفترقا إلا في وقت النوم،أو قضاء
الحاجة.
تآلفا حتى أصبحا يكونان توأما قلّما تجدُ
مثله في الحياة ..وأصبح يُضربُ بهما المثل في الصداقة والوفاء والحب... شبَّا في
كنفِ الريف ، ورضعا من رحابة صدور أهله ورزانتهم.. وطول صبرهم وعزّة
نفوسهم..ورجولتهم المبكرة. أكملا المرحلة الابتدائية،، وتخرجا من الثانوية متفوقين
على جميع الأقران، وانتقلا إلى الجامعة
لإكمال دراستهما هناك في المدينة..
اِلتصاقُهُما ببعضهما ، ولهفتُهما عند لقاء بعضهما ، وسؤال أحدهما عن الآخر كلما غاب عنه .. بدأ يجلب إليهما الأنظار..
وأما التفوق فقد جلب إليهما الأضرار ، وأكثر من حسا دهما ..
فلقد تفنن البعض من رفاق السوء في
الدسيسة لهما ، والعمل على تفريقهما مهما كلف الأمر ... ومهما بذلوا النفيس من أجل
ذلك.
سارة .. أعطاها الله من الحسن والجمال ما
لو وزعته على بنات الجامعة ، لتُوِّجت كل بنات الجامعة ملكات جمال وبكل
المواصفات.. وعلى قدرِ ما وهبها الله من جمالٍ ،، اكتسبت من الخبث والمكر ما تفوَّقت
به على جميع شياطين الإنس والجن .. حتى أصبح كل من في الجامعة يعمل لها ألف حسابٍ
وحساب .. إلا هذين المنحدرين من القرية ،والذين لا يُعرَف عنهما شيء سوى التفوق
الذي أبهرا به الجميع ..
خافت سارة ..أن يفل نجمها وتتلاشى أنوارها
، ويذهب بريقها في أدراج الرياح.. فبدأت تــنصُب شِراكها كالعنكبوت ليقع عمر فريسة
في حبائلها مستسلما للحب الذي تسرب إلى قلبه الطاهر ،تسرب الكرى إلى أجفان
المستلقي في زورق تهدهده أمواج البحر ، وتداعب وجهه وشعره نسمات عليلة ، كأنها من
سحر هاروت..
وقد كان
عمر لا يُخفي شيئا عن رفيق دربه، وتوأم روحه .. الذي كان يعرف تمام المعرفة أنها لا
تصلح له ، كما أنه لا يصلح لها ، فهي لا تناسبه من جميع المقاييس .. فهي بنتٌ
لعُوبٌ ومحطاتها كثيرة ومتنوعةٌ .
ولما تأكدت الجنية من تمكُّن حبها في قلب
عمر ، بدأت تعمل على إذكاء نار الشوق واللوعة فيه .. حتى أصبح يهذي بحبها ، في كل
مكان ، ويسأل عنها كائنا من كان ، ويغار عليها حتى من التراب الذي تدوسه بنعليها
.. سارة بمكرها وخبثها ، تعرف جيدا أن
سليما يكرهها ، ولا يريدها أن تكون حَليلة أو حتى خليلةً لأخيه الذي لم تنجبه له
أمه ، وأنه يسعى لخلعها من قلب صديقه حتى لو كلفه الأمر حياته .. فبدأت تتثاقل على
عمر ، وتعترض طريق سليم ، وتفْتعل معه اللقاءات ، وتتصنع الضحكات ، وتطيل في
النظرات والابتسامات. على مرأى من عمر وبعيدا عن سمعه .. لتُدخِل إلى قلبه الشك في
أعز إنسان لديه .. وكان هناك من رفاق السوء من يوغل صدر عمر ، بأن صديقه يراودها ،
ويريدها لنفسه .. غير أن سليما كان يريد أن يرسم لصديقه وجه معشوقته ، وأنه ليس هو
محطتها الأولى ولن تكون الأخيرة .. لكن قلب المحب ، بل المتيم لا يعرف التفكير ،
فالحب أعمى كما يقولون ..
شِراك القدر ، وألسنة الوشاة ، وحَبْكُ نسْج
العنكبوت ،تجمعت على الشر،ليسقط هابيل شهيدا على يد قابيل وتتكرر حكاية أبناء آدم مرة أخرى.

سلاوي

الحب له مقوماته فان سلمت سلم
والا سيصبح هشا تذروه اقاصيص الزيف والدجل
كل الشكر اخ سلاوي لما احتوت قصتك عدة محطات
لناخذ منها العبر
مع احترامي وتقديري

» الحب وما أدراك ما الحب!!
» الحب وما أدراكم ما الحب
» هذا هو الحب
» كيف بدأ الحب ...
» الحـــــــــب